تقرير خاص

معرض الدفاع العالمي 2024: قيادة الابتكار في صناعة الدفاع العالمية

5 دقيقة

تمُر صناعة الدفاع بتحولات كبرى، ولا سيّما مع تعزيزها بالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والأنظمة المستقلة، والتعلم الآلي، والتقنيات الهجينة، والبلوك تشين. وتتيح المملكة العربية السعودية لمواطنيها وزوارها فرصة فريدة لمشاهدة مراحل هذا التحوّل، وأبرز الابتكارات الدفاعية المرتبطة به، من خلال مزيج من العروض الحية والبرامج الثقافية والمنصات التفاعلية والجولات الممتعة في معرض الدفاع العالمي 2024، فما معرض الدفاع العالمي 2024، وكيف تسجّل به، وما الذي يمكنك مشاهدته هناك؟

معرض الدفاع العالمي 2024: قيادة الابتكارات في صناعة الدفاع العالمية

معرض الدفاع العالمي (World Defense Show)، هو حدث رائد في مجال الدفاع تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية (GAMI)، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ويتمحور حول مستقبل صناعة الدفاع عبر استعراض أحدث التطورات التقنية التي توصل إليها العالم في مختلف قطاعات الدفاع البرية والبحرية والجوية والفضاء والأمن.

يشكل المعرض، الذي تعقد نسخته الثانية بمدينة الرياض على مدار خمسة أيام في الفترة من 4 إلى 8 فبراير/شباط 2024، منصة تفاعلية فريدة من نوعها، تجمع مختلف أطراف صناعة الدفاع عالمياً لتحقق التواصل بينها، وتسهم في تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات، وتسلط الضوء على أحدث الابتكارات في عالم الدفاع والصناعات العسكرية، إذ يستقطب المعرض كبرى الشركات المتخصصة في مختلف قطاعات صناعة الدفاع، ليوفر لها إمكانية تقديم أفضل المنتجات والابتكارات واستعراضها، بما يحقق تفعيل التعاون بين مجتمع الدفاع على المستوى العالمي.

حققت النسخة الأولى من معرض الدفاع العالمي 2022 نجاحاً لافتاً، بمشاركة 600 جهة عارضة من 42 دولة، وبحضور أكثر من 82 وفداً عسكرياً ودفاعياً رسمياً، و65 ألف زيارة من 85 دولة. ويتيح المعرض الفرصة لجمهور صناعة الدفاع والأمن ليكون جزءاً من الحدث العالمي في نسخته الثانية، والمشاركة في فعالياته وبرامجه، عبر التسجيل من الموقع الرسمي للمعرض عبر هذا الرابط.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على رأس أولويات المعرض

ستركز هذه النسخة، التي تحمل شعار "للغد نستعد"، تركيزاً أساسياً على التحولات المهمة المدفوعة بالتقدم في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأنظمة الذاتية والتعلم الآلي والتقنيات الهجينة، إذ سيعرض العارضون، بدءاً من شركات البحث والتطوير الناشئة إلى القادة العالميين، منتجاتهم الرائدة، مع تسليط الضوء على مستقبل الدفاع على مدى العقد المقبل، إذ بلغت قيمة الذكاء الاصطناعي العالمي في حجم السوق العسكرية 8.4 مليارات دولار أميركي في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 33.8 مليار دولار أميركي بحلول عام 2032.

وسيسلط المعرض الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في تحليل البيانات وتقييم التهديدات وعمليات صنع القرار في استراتيجيات الدفاع، ولا سيّما أن النهج الدفاعي المدعوم بالذكاء الاصطناعي يضمن للفرق الأمنية تحسين سرعة اكتشاف التهديدات وفعالية الاستجابة لها، ما يوفر حماية أكبر.

كما سيضم المعرض أحدث الروبوتات التي تتولى مهام عالية الأهمية مثل الاستطلاع والتخلص من القنابل، وربما حتى الأدوار القتالية. فيقول الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي، أندرو بيرسي: "إن تكامل الأنظمة المستقلة، مثل الطائرات دون طيار والمركبات غير المأهولة المجهزة بالذكاء الاصطناعي، سيُظهر قدرتها على العمل في بيئات معقدة بصورة مستقلة".

وسيتطرق المعرض إلى التقنيات الدفاعية المعتمدة على التعلم الآلي الأحدث، منها أنظمة التعلم والتكيف بناءً على البيانات الجديدة، وتعزيز برامج المحاكاة والتدريب، وتحديد التهديدات، وتدابير الأمن السيبراني، إلى جانب عرض التقنيات الهجينة، التي تجمع بين المجالات التكنولوجية، مثل دمج الأنظمة السيبرانية والمادية، ومزج القدرات الإلكترونية مع القوى التقليدية لإنشاء استراتيجيات دفاعية أكثر شمولاً.

كيف يسهم معرض الدفاع العالمي في تعزيز صناعة الدفاع السعودية؟

تمر المملكة العربية السعودية بمرحلة تاريخية بهدف خلق قيمة مضافة من كل القطاعات، ومن ضمنها قطاع صناعة الدفاع، إذ تهدف رؤية السعودية 2030 إلى توطين 50% من الإنفاق على الخدمات والمعدات العسكرية بحلول عام 2030، عبر العديد من الاستراتيجيات، التي سيساعد معرض الدفاع العالمي في تنفيذها. فعلى سبيل المثال، شهدت النسخة الأولى من المعرض تسجيل صفقات وعقود بلغت قيمتها الإجمالية 7.9 مليارات دولار أميركي وتوقيع 22 اتفاقية توطين مشاركة صناعية بقيمة إجمالية قدرها 2.13 مليار دولار أميركي.

فإلى جانب عرض أحدث التقنيات التي ستشكل مستقبل الدفاع، يتيح المعرض إمكانية التواصل مع صناع القرار في مجال الدفاع من المملكة والعالم، إذ يتضمن المعرض عدداً من الزيارات الرسمية، وزيارات الوفود الرسمية، والمسؤولين الحكوميين والمدراء التنفيذيين من مختلف قطاعات الصناعات الدفاعية والأمنية، ويساعد الشركات على عرض أحدث منتجاتها من منتجات التقنيات العسكرية والدفاعية في المجالات الأرضية والجوية والبحرية، والفضاء والأمن، ويتيح للمبتكرين فرصة تقديم أهم التقنيات الناشئة في مجالات الدفاع، إضافة إلى تطوير الأعمال وتعزيز الفرص الاستثمارية.

لماذا يعد معرض الدفاع العالمي فرصة فريدة للجمهور؟

رتّب معرض الدفاع العالمي في نسخته الثانية جدولاً ممتعاً على مدار خمسة أيام، يصطحب زوار المعرض خلالها في جولة تمتد من التاريخ عبر استعراض التقاليد والعادات المحلية إلى المستقبل، عبر مجموعة من الفعاليات بدءاً من العروض الحية المميزة، والندوات الثقافية، وبرامج التواصل. ويمكن هناك اصطحابك في جولة افتراضية حول بعض الفعاليات التي يمكنك المشاركة بها في الداخل.

  • العروض الحية: على مدار أيام المعرض، أنت على موعد مع مشاهدة عن قرب للعروض الحية البرية والجوية مثل عروض الطائرات النفاثة، والطائرات المروحية والمعدات العسكرية الأرضية، والمعدات الأرضية الذاتية الحركة، وأنظمة الطائرات دون طيار (UAS)، واختبار تجربة القيادة (منطقة الطرق الوعرة)، لإبراز القدرات المستقبلية المتعددة في مجال العمليات العسكرية، بالإضافة إلى استعراض تقنيات الدفاع والأمن المستقبلية المقدمة من الشركات العارضة والجهات الحكومية.
  • منصة مستقبل الدفاع: أحد أهم برامج المعرض هو مركز مستقبل الدفاع، وهي عبارة عن منصة مخصصة تسلط الضوء على المفاهيم التكنولوجية المعاصرة والمستقبلية التي تهدف إلى إحداث ثورة في مجال الدفاع، وتشمل المنصة ثلاثة أنشطة أساسية تعقد خلال أيام المعرض وهي عروض البحث والتطوير، حيث يلتقي الابتكار مع التطبيق، فضلاً عن فتح المجال للتعرف على الجامعات ومراكز البحث والتطوير التي ترسم مستقبل صناعة الدفاع والأمن، ومنصة الابتكار التي تجمع روّاد المستقبل والمؤسسات الناشئة لاستعراض مستقبل تطور تقنيات الدفاع، وأخيراً قاعة العرض الرئيسة التي تجمع المبتكرين والمستثمرين، وهي مدرج مخصص للعروض التقديمية وحلقات النقاش وجلسات للمستثمرين لبحث الفرص المهمة في مجال صناعة الدفاع والأمن.
  • برنامج المرأة في الدفاع: في هذا البرنامج، ستلتقي نخبة من القيادات النسائية من مختلف دول العالم، لإبراز إنجازات المرأة، ومناقشة التحديات المستمرة، ومعرفة إسهاماتها في قطاع صناعة الدفاع والأمن على مستوى العالم، وذلك عبر سلسلة من الندوات وجلسات النقاش.

فعلى سبيل المثال، استضافت النسخة الأولى من المعرض نخبة من القيادات العليا من قطاع الدفاع، وترأست البرنامج صاحبة السمو الملكي، سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة جنرال ديناميكس (General Dynamics)، فيبي نوفاكوفيتش، والرئيس السابق لشركة رولز رويس (Rolls-Royce) ورئيسها التنفيذي، ماريون بلاكي.

  • رحلة إلى المستقبل: يقدم برنامج رحلة إلى المستقبل تجربة مميزة للحضور للتعريف بأبرز التطورات والبرامج والمزايا والفرص التي يتيحها المعرض للمشاركين والعارضين، بحيث تهدف هذه التجربة التفاعلية إلى مشاركة أحدث الاتجاهات والتقنيات المتطورة والمنتجات الدفاعية والعسكرية التي تشكل مستقبل صناعة الدفاع والأمن.
  • البرنامج الثقافي: يصحب هذا البرنامج الحضور في رحلة عبر التاريخ الغني للمملكة، إذ يعرفهم على التقاليد والعادات المحلية من كثب، بدءاً من القهوة السعودية، والموسيقى الفلكلورية، والرقصات الشعبية، والفرق العسكرية، وتربية الصقور، وحتى فنون الخط والأدب. كما يقدم البرنامج جولات سياحية إلى أبرز المعالم في المملكة ومدينة الرياض، بعد ساعات المعرض.
  • برنامج مواهب المستقبل: يقدّم هذا البرنامج معلومات قيّمة للمواهب الشابة حول كيفية التقدّم في حياتهم المهنية بمجال صناعة الدفاع والأمن، إضافة إلى اطلاع الجيل الجديد من المبدعين في تخصصات العلوم التقنية والهندسة والرياضيات على الفرص المتاحة للتميز في قطاع الدفاع والأمن.

وسيقدم البرنامج مبادرات تعليمية لتحقيق التواصل الفعّال بين المقبلين على سوق العمل ومجموعة من الخبراء والمؤثرين والمتحدثين الملهمين والعارضين وتعريفهم بمختلف المسارات الأكاديمية والمهنية في القطاع، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والحكومية.

  • منصة الدفاع للفضاء: تستعرض هذه المنصة أهمية الفضاء وتأثيره على جميع جوانب الأمن والدفاع والصناعة والاستثمار في القطاع، وستعمل على تعزيز التعاون الدولي، وتشجيع المشاركة بين الجهات الحكومية والخاصة الرائدة التي تمتلك أحدث القدرات والتقنيات الفضائية، كما تسهم في بناء حوار دولي متعدد الأطراف عن مواضيع الدفاع والأمن المرتبطة بالفضاء.

فيقول الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي، أندرو بيرسي، إن معرض الدفاع العالمي 2024 سيلعب دوراً فعالاً في دفع مشهد الدفاع الفضائي العالمي إلى الأمام من خلال التكنولوجيا المبتكرة، مشيراً إلى أن منصة الدفاع للفضاء في المعرض ستخلق بيئة يمكن أن تعزز تبادل وجهات النظر المتنوعة ومناقشتها من قبل خبراء متخصصين وكبار ممثلي الحكومات.

سيضم المعرض فعاليات أخرى لتعزيز التواصل، مثل برنامج الوفود الرسمية الذي يمكّن العارضين من لقاء كبار الشخصيات والممثلين العسكريين من مختلف دول العالم، ما يسهم في تعزيز التواصل بين الشركات العارضة من جهة والجهات الحكومية والشركات العالمية الموجودة في المعرض من جهة أخرى. وكذلك برنامج اللقاءات الثنائية الذي يتيح للموردين المؤهلين التواصل مع المشترين العالميين والوفود الرسمية، بحيث تسهل هذه اللقاءات بناء علاقات جديدة ودائمة، وعقد شراكات خلال المعرض، وجلسات الريادة الفكرية التي تجمع بين كبار المتحدثين وقادة الفكر في مجال صناعة الدفاع والأمن، لاستكشاف مختلف المواضيع التي تشكل مستقبلاً أفضل لهذه الصناعة ومناقشتها.

سيكون معرض الدفاع العالمي تجمعاً غير مسبوق لصناع القرار والشركات الحكومية والقطاع الخاص والمبدعين وكل المهتمين بمجال الدفاع لتكوين رؤى حول مستقبل الدفاع العالمي وأبرز التقنيات التي تنتظر شكل القطاع.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي