يبدأ الاستثمار الفعال للوقت بتقبُّل حقيقة أن الوقت مورِد محدود. فهذا الإقرار يتيح لك اتخاذ قرارات بشأن ما ستفعله وما لن تفعله حتى تتمكن من استثمار المزيد من الوقت في الأمور الأهم، والشعور بالرضا عما تنجزه وما لن تنجزه، وسيتوفر لديك الوقت أيضاً للاسترخاء والاستمتاع بوقتك. على حد تعبير أحد عملائي في مجال التدريب، "أدركت أنه لا يوجد سوى [س] من الوقت، لذلك أحتاج إلى استثماره في أولوياتي وفهم أنه عندما أختار نشاطاً ما، فأنا بذلك لا أختار نشاطاً آخر".
العامل الوحيد الأهم للشعور بالنجاح في استثمار الوقت أو الفشل فيه هو إذا ما كانت توقعاتك بشأن ما ستنجزه تتوافق مع مقدار الوقت الذي يتعين عليك استثماره أم لا. توفر معادلة استثمار الوقت التالية طريقة رياضية لفهم العلاقة بين توقعاتك وميزانية وقتك الفعلية. بمجرد الحصول على هذه البيانات، يمكنك بعد ذلك تحديد ما تحتاج إلى القيام به بالضبط لوضع ميزانية متوازنة يكون لديك فيها الوقت الكافي لما هو أكثر أهمية.
استثمار الوقت بنجاح
(التوقعات الخارجية) + (التوقعات الداخلية) ≤ 24 ساعة — (العناية بالذات)
ضغط دَين الوقت
(التوقعات الخارجية) + (التوقعات الداخلية) > 24 ساعة — (العناية بالذات)
انظر إلى الجانب الناجح من معادلة استثمار الوقت. على هذا الجانب، هناك قيمة ثابتة (24 ساعة في اليوم)، ومتغير واحد (مقدار الوقت اللازم للعناية بالذات). في هذا التمرين تمثل "العناية بالذات" أبسط الأنشطة الصحية التي تقوم بها بانتظام: النوم وتناول الطعام والاعتناء بالمظهر الشخصي، أي الاستحمام وتنظيف أسنانك بالفرشاة وما إلى ذلك.
فيما يلي مثال على هذا التقسيم:
- النوم: 7 ساعات
- تناول الطعام: ساعة
- الاعتناء بالمظهر: ساعتان
- الإجمالي: 10 ساعات
اجمع الساعات التي تحتاج إليها للنوم وتناول الطعام والاعتناء بمظهرك، على قطعة من الورق أو مستند إلكتروني أو مفكرة. ويمكنك تضمين المزيد من فئات العناية بالذات، ولكن اجعل هذه القيم مقتصرة على الضروريات فقط من أجل الحصول على أدق نتيجة للوقت المتاح لديك يومياً.
بمجرد تحديد "النفقات الثابتة" للعناية بالذات، اطرحها من 24 ساعة لمعرفة ميزانيتك اليومية للوقت. يمكن أن يكون هناك بعض الاختلاف في هذا الرقم من يوم لآخر، ولكن الهدف هو تحديد الأساسيات.
مثال على ميزانية يومية للوقت
24 ساعة — 10 ساعات = 14 ساعة
بعد حساب ميزانيتك، احسب مجموع تكاليف الوقت المرتبطة بتوقعاتك الخارجية والداخلية. تشمل التوقعات الخارجية الالتزامات تجاه الآخرين، مثل قضاء قدر معين من الوقت في العمل أو حضور المناسبات العائلية، أما التوقعات الداخلية فهي التزامات تجاه نفسك، مثل رغبتك في ممارسة الرياضة أو القراءة. فيما يلي بعض الجوانب التي يجب مراعاتها:
التوقعات الخارجية
- العمل
- التنقلات
- التواصل مع الآخرين
- العناية بالحيوانات الأليفة
- الدراسة أو التدريب
- الواجبات المنزلية ذات الصلة
- الاجتماعات الدورية
- مسؤوليات القيادة
التوقعات الداخلية
- تطوير الذات
- الهوايات والمشاريع الجانبية
- السفر
- تخطيط الأمور المالية
- الصلاة والتفكُّر
إذا كانت غالبية التزاماتك تتكرر يومياً، فمن الممكن أن تكون قيَم التوقعات في كل فئة مستندة إلى 24 ساعة في اليوم. على سبيل المثال، يمكنك تخصيص 9 ساعات للعمل وساعتين للهوايات أو المشاريع الجانبية.
إذا كان هناك اختلاف كبير من يوم لآخر، فقد يكون من الأفضل لك وضع ميزانية أسبوعية لوقتك، من خلال ضرب ميزانية الوقت اليومية في 7.
مثال على ميزانية أسبوعية للوقت
14 ساعة × 7 أيام = 98 ساعة
وبعد ذلك، حدد تكلفة الوقت الأسبوعية لتوقعاتك الداخلية والخارجية. على سبيل المثال، خصص 45 ساعة للعمل لتعكس حقيقة أنك تستثمر في المتوسط الكثير من الوقت في فئة "العمل" كل أسبوع، داخل المكتب وخارجه، و5 ساعات فقط للمشاريع الجانبية.
خذ وقتك في كتابة أرقامك لكل فئة ثم اجمعها. إذا لم تكن متأكداً من الطريقة التي تقضي بها وقتك، فراجع جدول مواعيدك أو مفكرتك. وإذا لم يوضح ذلك الطريقة التي تقسّم بها وقتك بدقة، فدوِّن الوقت المتوقع الذي خصصته لأنشطة الأسبوع المقبل.
والآن تأتي اللحظة الحاسمة: حان الوقت لتحديد مدى توافق توقعاتك مع واقع ميزانيتك. ضع تكاليف الوقت المرتبطة بالتوقعات الخارجية والداخلية في الجانب الأيمن من هذه المعادلة، وضع ميزانيتك اليومية أو الأسبوعية المحسوبة في الجانب الأيسر من المعادلة.
(التوقعات الخارجية) + (التوقعات الداخلية) ____ (ميزانية الوقت)
ثم املأ الفراغ بين الجانبين بعلامة ">" أو "<" أو "=".
إذا كنت مثل معظم الأشخاص، فسوف ينتهي بك الأمر إلى اختيار الخيار الأول من الخيارات الثلاثة (علامة ">")، لأن التزاماتك الخارجية والداخلية أكثر مما يمكنك الوفاء به فعلياً. وهو ما أدى إلى شعور قوي بالذنب والتوتر في الماضي. ولكن الآن بعد أن أصبحت على دراية بما يحدث، فيمكنك تعديل ما يلزم في المستقبل.