يمكن لأي منا أن يسأل اثنين من أصدقائه: ما هي طبيعة عمل مدير التسويق؟ ستجدون جوابين مختلفين غالباً، وربما ثلاثة مع انضمام صديق ثالث وهكذا. ما السبب؟ هل هو تطور هذا المنصب مع تطور التكنولوجيا ومنصات التسويق المتعددة؟ أم يعود الاختلاف لطبيعة عمل الشركة أم موازنتها المعتمدة لهذا المنصب؟
المشكلة هي كل ذلك وأكثر، فالعديد من رؤساء الشركات يختلفون في هذا التوصيف، بل ويختلفون في تطبيقه عملياً، وهذا ما تكشفه إحباطات مدراء التسويق الذين يستقيلون من عملهم بسبب عدم التزام الشركات بمنحهم الصلاحيات المكتوبة في عقد العمل. وهذا هو موضوع البحث المفصل في باب إضاءات في هذا العدد من هارفارد بزنس ريفيو العربية.
وثمة أكثر من سؤال حيوي حول "مزاج بيئة العمل"، منها ما يطرحه "مرصد الأفكار" في هذا العدد، والذي يتناول عمود التسويق الأساسي للشركات ألا وهو فريق المبيعات، حيث يتساءل المقال: "كيف تتنبّأ بحالات ترك العمل في فريق مبيعاتك"؟ إذ يسلط الضوء على دراسة حديثة تبحث في ظروف الموظفين الذين مِن المرجّح أن يتركوا العمل، وتدرس الوقت المناسب للتدخّل.
هذا التدخل الذي يمكن أن يأتي بصيغ متعددة، منها ما يمكن أن نقرأه في مقال آخر في باب "كيف تدير ذاتك"، ومنه نقرأ مقالة مستندة لبحث ميداني عن طرق مخاطبة فريق العمل للتأثير فيه أو إشعال حماسه، والنتائج المتوقعة لأساليب الخطابة: التوجيه والتعاطف والمغزى.
لكن اجتماعاتنا قد تكون مضيعة للوقت إلى حد "الجنون"، كما يصف بحث لمجموعة كتاب من هارفارد بزنس ريفيو والذين يعرضون في باب "في العمق" خلاصة التجارب العملية على تحسين جودة الاجتماعات ووقف الهدر في أوقات المجموعة والأفراد.
وفي العمق أيضاً أعددنا لكم مقالاً ساهم فيه قادة شركات ومؤسسات من منطقتنا العربية، تناول كيفية التعامل مع الطباع السيئة والسلبية في بيئة العمل، والتي يمكن أن تكلف المؤسسة آلاف الدولارات كخسائر حقيقية.