مدرسة العمل

1 دقيقة
الأخطاء الإدارية

"كيف تقوم بعملية التوظيف" و"يمكن للشركات أن تقدم ما هو أكثر من الراتب" و"القائد الفذ عليه أن يكون معلماً وموجهاً". هذه ثلاثة عناوين لبعض المقالات التي ننشرها في هذا العدد الجديد من "هارفارد بزنس ريفيو"، فما القاسم المشترك بينها؟

لعلّي رتبتها بطريقة تقدم تسلسلاً زمنياً لما تدور حوله أحدث أبحاث الإدارة في التوظيف، فالطرق التقليدية لم يعد كثير منها صالحاً لعصر اليوم، ذلك أن شركة ريادية ناجحة قد تجد في شخص يتلعثم أفضل موظف للتواصل كما حدث في شركة "أيه أو إل" (AOL) الأميركية، وقد تجد الشركة في السيرة الذاتية لطالب الوظيفة عملاً تطوعياً أو اجتماعياً يدفعها لقبول توظيف شخص لم يكن يتوقع الحصول على وظيفة في شركات كبرى.

وكما أن طرق التوظيف بدأت تتطور وتتجه إلى قراءة مضمون المتقدمين بدلاً من التعامل معهم مثل "روبوتات" تحمل مؤهلات وشهادات أو مظهر خارجي، كذلك، أصبح المتقدم للوظيفة -كما تشير الدراسات- يعيد النظر في سبب اختياره لهذه الشركة دون غيرها. فقد أصبح موظف هذا العصر -ذو العقل الريادي- يهتم بما هو أكثر من الراتب، فقد اتجه أكثر فأكثر للتساؤل عن الخبرة التي سيحصل عليها في هذه الشركة والعراقة أو الريادة التي تتمتع بها، وفيما إن كان سيفخر بإضافتها لسيرته الذاتية. وهذا هو المقصود بعبارة "أكثر من الراتب" الذي يمكن أن تقدمه الشركات اليوم لموظفيها. وأحد هذه القيم المضافة التي تفوق الراتب هي "التعليم والخبرة" التي يمكن أن يقدمها المدير القيادي في هذه المؤسسة أو تلك. وبرغم أن رواج فكرة اختيار العمل في الشركة التي تقدم خبرة أكثر وتتيح العمل مع نجوم المهنة، ما يزال حديثاً في بلداننا العربية، إذا ما قارناه مع تفضيل العروض المالية المغرية من شركات ربما تكون أقل سمعة وخبرة، فإن ما نحتاج إلى إدراكه هو أن تقلبات النماذج الاقتصادية التي ترافق عصر التحولات الكبرى هذه الأيام، قد تفرز في بعض الحالات ظهور فقاعات من الشركات ذات الراوتب العالية، لكنها ربما لا تكون راسخة ولا مستندة إلى خبرة أو ثقافة مؤسسية، فهي سرعان ما تختفي مقابل صعود شركات جديدة أخرى ريادية مواكبة للعصر تستطيع أن تحجز موطئ قدم يمكن أن يتحول لمختبر من التعليم والتطوير والمشاركة مع الموظفين، فأيهما يمكن أن يختار الموظف، وأيهما يمكن أن يكون مدرسة العمل؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي