ماذا يجب أن تتوقع من مسؤول البيانات في شركتك؟

10 دقائق
مهارات مسؤول البيانات

إليكم هذه القصة التي تتحدث عن مهارات مسؤول البيانات التي تطلبها الشركات. منذ تعيين أول رئيس تنفيذي للبيانات في شركة "كابيتال وان" (Capital One) في عام 2002، كان هناك ارتباك وتشوش إزاء الغرض من استحداث هذا الدور الوظيفي. وعلى الرغم من أن الاستبيانات التي شملت مؤسسات كبيرة وأجرتها شركة "نيو فينتدج بارتنرز" (NewVantage Partners)، وهي شركة راندي (أحد مؤلفي المقال)، تشير إلى زيادة إجمالية في معدل انتشار هذا الدور الوظيفي من 12% في عام 2012 إلى 68% في عام 2018 وانخفضت تلك النسبة إلى حد ما في عام 2019، لا تزال مسؤوليات الرئيس التنفيذي للبيانات غير واضحة. وفي أحدث استبيان تَبين أن 28% من المشاركين فقط اتفقوا على أن هذا الدور كان "ناجحاً وراسخاً".

في مرحلة مبكرة، عندما كان معظم الرؤساء التنفيذيين للبيانات يعملون في المؤسسات المالية الكبرى، كانت أدوراهم الأكثر شيوعاً موجهة نحو الدفاع بما يشمل أمن البيانات الرئيسية وخصوصيتها وجودتها والامتثال التنظيمي. إلا أن تلك المهام تَبين أنه من الصعب تقييمها إلا في حالة غيابها أو الإخلال بها، والشركات ترغب على نحو متزايد في الحصول على فوائد البيانات ذات الصلة بخط الهجوم مثل تحسين صناعة القرار والتسويق وخدمة العملاء والتسييل.

واليوم عادة ما يكون للرئيس التنفيذي للبيانات مجموعة أهداف متعددة ومتعلقة بأبرز مهارات مسؤول البيانات في الشركات، ولكن غالباً ما يكون هناك إجماع بسيط حول أي من هذه الأهداف يُعد الأكثر الأهمية. فضلاً عن أن تحقيق هذه الأهداف المختلفة قد يتطلب امتلاك أنواع مختلفة بشكل كبير من الخبرات والمهارات. وسيجد العديد من الرؤساء التنفيذيين للبيانات أنه من الصعب عليهم التفوق في كل شيء يُتوقَع منهم فعله.

أحدث استبيان أجرته شركة "نيو فينتدج بارتنرز" يسلط الضوء على هذه المشكلة. إذ إنه سأل المشاركين، الذين يشغل أكثر من نصفهم وظيفة الرئيس التنفيذي للبيانات، عن السمة الأساسية التي يتمتع بها الرئيس التنفيذي الناجح في مؤسساتهم. قال بعضهم أن مؤسساتهم ترغب في أن يكون محفزاً خارجياً للتغيير (وهي الإجابة الأكثر شيوعاً والأسرع)، وقال آخرون أنه يجب أن يكون من الموظفين المخضرمين في الشركة أو من داخلها. وبعض الشركات ترغب في أن يكون الرئيس التنفيذي لخط العمل ممن يحققون نتائج أعمال، والبعض الآخر يريد مسؤولاً تنفيذياً له خلفية تقنية، وما زالت هناك شركات ترغب في أن تتوافر فيه سمات عالم البيانات أو القائد في مجال التحليلات. قد تعتقد أن هناك اتفاقاً على الأقل على أن الرئيس التنفيذي للبيانات مسؤول بشكل أساسي عن البيانات، ولكن اتضح من خلال استبيانات أُجريت منذ عدة سنوات أن هذا الأمر ينطبق على ما يقرب من 40% فقط من المؤسسات.

ونتيجة لهذا الافتقار إلى التوافق في الآراء، لاحظنا أن الرؤساء التنفيذيين للبيانات يتولون هذه الوظيفة لمدة قصيرة، عادة لعامين أو ثلاثة أعوام في العديد من الشركات، وخاصة في قطاعات مثل الخدمات المالية حيثما تُعد البيانات بمثابة شريان الحياة في المؤسسة. وبالتأكيد يُعد عدم وضوح الدور والتوقعات غير القابلة للتحقيق من بين العوامل المؤدية لذلك أيضاً.

سبع وظائف مختلفة متعلقة بأبرز مهارات مسؤول البيانات

يمكن أن يكون فهم ما تتوقعه المؤسسة من رئيسها التنفيذي للبيانات ثم مواءمة قدراته مع تلك التوقعات هو الحل لبقاء الرئيس التنفيذي للبيانات في منصبه مدة أطول وأكثر فاعلية وسعادة. من خلال دراسة الرؤساء التنفيذيين للبيانات وأدوارهم الوظيفية على مدار العقد الماضي حددنا سبعة أنواع رئيسية لوظائف الرئيس التنفيذي للبيانات، كل منها مختلفة عن الأخرى بما يكفي لدرجة أنه سيكون من الصعب أو المستحيل لشخص واحد أن يؤديها كلها بشكل جيد. قد لا يعرف الرؤساء التنفيذيون الجدد أي مزيج من تلك الأدوار السبعة من المتوقع منهم الاضطلاع بها، كما أن تقييمات الأداء قد لا توضح على أي من هذه الأدوار السبعة يُقيَّم الرئيس التنفيذي للبيانات الشاغل للوظيفة. على سبيل المثال، بعد استعراض أنواع الوظائف السبع ذكر أحد الرؤساء التنفيذيين في رسالة عبر البريد الإلكتروني "قُيِّمتُ على أساس السبعة أدوار جميعها، ولكن الأدوار الوحيدة التي حصلت على تقدير لأدائها هي تلك الموجهة نحو خط الهجوم".

اقرأ أيضاً: هل تجهز خبراء البيانات في مؤسستك للفشل؟

ستجدون أن ثلاثة أدوار من المذكورة أدناه موجهة نحو الهجوم بشكل أساسي، والأربعة الأخيرة ذات طبيعة دفاعية بشكل أكبر. وبالطبع بعض وظائف الرؤساء التنفيذيين للبيانات تتضمن مزيجاً من هذه الأدوار.

1. الرئيس التنفيذي للبيانات والتحليلات ومهارات مسؤول البيانات المتوافرة لديه

الرئيس التنفيذي للبيانات القائم بهذا الدور يدير المهام ذات الصلة بعلم البيانات والتحليلات وأحياناً الذكاء الاصطناعي في الشركة. والشركات في مختلف القطاعات، بما في ذلك "جنرال موتورز" و"وول مارت" (Walmart) و"بنك تشيس" (Chase Bank) و"بارتنرز هيلث كير" (Partners Healthcare) و"متلايف" (MetLife)، تمتلك رؤساء تنفيذيين للبيانات يضطلعون بهذا الدور الذي أصبح شائعاً على نحو متزايد.

الإشراف على إدارة البيانات وعلم البيانات والتحليلات المحوسبة في وظيفة واحدة يُعد مزيجاً معقولاً، لأن البيانات تُعد مكوناً أساسياً للتحليلات الناجحة والذكاء الاصطناعي. كما أن التحليلات المحوسبة تتيح للمؤسسات استخدام البيانات في المهام ذات الصلة بخط الهجوم في الشركة، فالنماذج التحليلية يمكن أن تساعد في استهداف العملاء وتحسين سلاسل التوريد واتخاذ قرارات أفضل بشأن الموارد البشرية، وجميعها أشياء تسمح للرئيس التنفيذي للبيانات بأن يخلق قيمة. أخبرنا أحد الرؤساء التنفيذيين للبيانات الذي كان يشرف على التحليلات ومهام أخرى: "كان من المستحيل إحراز تقدم ملموس في بعض الجوانب الأخرى من وظيفة الرئيس التنفيذي للبيانات. لذا من حسن الحظ أنه كان لديّ التحليلات لتدعمني".

اقرأ أيضاً: هل القادة وعلماء البيانات في شركتك على الموجة نفسها؟

يحتاج شاغلو هذا النوع من الوظائف إلى خبرة في تطبيق الرياضيات والتقنيات التحليلية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات الأعمال. كما ينبغي أن يكونوا أيضاً على دراية بأنواع بيئات تكنولوجيا المعلومات التي تدعم التحليلات المحوسبة والذكاء الاصطناعي، كالأدوات مفتوحة المصدر مثل برنامج "هادوب" (Hadoop) لتخزين البيانات الضخمة. وخاصة مع إضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح علم البيانات من مجالات العمل المعقدة والحيوية على نحو متزايد، والرئيس التنفيذي للبيانات الذي يؤدي هذا الدور غالباً ما تكون لديه مقدرة ضئيلة على الاضطلاع بمسؤوليات إضافية.

2. رائد أعمال في مجال البيانات

من الأهداف الشائعة على نحو متزايد التي يُطلب من الرئيس التنفيذي للبيانات تحقيقها هو تسييل البيانات، إما من خلال بيعها مباشرة أو استخدامها في المشاريع والخدمات القائمة على البيانات والتحليلات أو توسيع نطاق الأعمال التجارية الجديدة بالاستناد إليها. على سبيل المثال، شركات السيارات تهتم بتسييل البيانات المتعلقة بالمركبات، وقد أطلقت شركة "جنرال موتورز" مبادرة كبيرة في هذا المجال. وشركات البرمجيات تركز باهتمام شديد على جمع وتسييل البيانات المستمدة من عمليات تسيير الأعمال التي تدعمها برمجياتها. (يمكنكم الاطلاع على هذه المقالة المنشورة في مجلة هارفارد بزنس ريفيو لمزيد من المعلومات). كما أن الأعمال التجارية عبر الإنترنت تُسيّل بياناتها بالفعل من خلال بيعها لأغراض تتعلق بالإعلانات الموجهة. ما بين 11% و13% من الشركات التي أجرينا عليها الاستبيان أفادت بأن الرئيس التنفيذي للبيانات لديها يضطلع ببعض المسؤوليات ذات الصلة بالإيرادات.

اقرأ أيضاً: مشاريع التحليلات المحوسبة لا تتطلب الكثير من البيانات

على الرغم من النجاح والشعبية التي يلقاها تسييل البيانات من الناحية النظرية، قد يشكل الأمر تحدياً أيضاً. فالشركات التي تبيع منتجات مادية تجد صعوبة في تحويل توجهها نحو بيع البيانات. وكل من المستهلكين والأعمال التجارية يشعرون بقلق متزايد إزاء ملكية واستخدام البيانات التي يساعدون في توفيرها. وبالتالي يجد الرئيس التنفيذي للبيانات الذي يؤدي دور رائد الأعمال أن تلك القضايا أصبحت جزءاً من نطاق اختصاصه.

في حين أننا ندعم بالتأكيد أن يؤدي الرئيس التنفيذي للبيانات المهام ذات الصلة بتطوير المنتجات والخدمات المبتكرة المتعلقة بالبيانات، إلا أننا نتوقع أن معظم الرؤساء التنفيذيين للبيانات لن يضعوا هذا الأمر على رأس أولوياتهم. على أي حال، أداء هذه الوظيفة بشكل جيد يستلزم أن يكون لدى المدير التنفيذي للبيانات خلفية في بناء الأعمال التجارية وتسييل الأصول وتقديم منتجات وخدمات جديدة. وهذه المواصفات يَندُر في الغالب وجودها مقترنة ببعض من المهارات الأخرى التي يحتاج إليها الرئيس التنفيذي للبيانات.

3. مطور برمجيات البيانات

بالنظر لحاجة الرؤساء التنفيذيين للبيانات إلى تحقيق قيمة ملموسة، اضطلع بعضهم بقيادة عملية تطوير التطبيقات الأساسية أو تنمية القدرات في مجال البنية التحتية، ما سيساعدهم على تحقيق تلك القيمة. فقد أشرف العديد منهم على إنشاء مستودعات البيانات المؤسسية أو بحيرات البيانات الخاصة بشركاتهم. وبالنسبة إلى الرؤساء التنفيذيين للبيانات ذوي التوجه التحليلي أو المتعلق بالذكاء الاصطناعي، قد يعكس التطبيق ما يركزون عليه (عملية الموافقة على القروض المدعومة بالذكاء الاصطناعي، قد تُعد مثالاً على ذلك). أما بالنسبة إلى الرؤساء التنفيذيين للبيانات الآخرين، قد يأخذ الأمر شكل العملية التجارية أو الصفقة بشكل أكبر. على سبيل المثال، في "بنك سيتيزنز" (Citizens Bank) قادت الرئيسة التنفيذية للبيانات (أورسولا كوتون، التي تشغل حالياً منصب الرئيسة التنفيذية للبيانات في "بنك هنتنغتون" (Huntington Bank)) تنفيذ برنامج لأتمتة العمليات لتبسيط مهام المكاتب الخلفية.

في حين أن مهمة تطوير التطبيقات عادة ما تكون مسؤولية الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات بشكل أكبر، إلا أن بعض مشاريع التطوير قد تكون قائمة على الاستخدام الكثيف للبيانات على وجه الخصوص، وبالتالي من المناسب أن يضطلع بها الرئيس التنفيذي للبيانات. على سبيل المثال، في قسم إدارة الثروات بشركة "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley)، قاد جيف ماكميلان، الرئيس التنفيذي للبيانات والتحليلات، مشروعاً لبناء نظام "أفضل خطوة تالية"، وهو أداة توصي بالاستثمارات للعملاء.

تطوير النُظم أياً كان نوعها يُعد دوراً شاقاً يتطلب خبرة في: مختلف تقنيات المعلومات، ومنهجية "أجايل" وأساليب التطوير الأخرى، والعمل بفاعلية مع أصحاب المصلحة، والتكامل مع النظم والعمليات.

4. المدافع عن البيانات

الحفاظ على البيانات آمنة من الانتهاكات وعمليات الاحتيال والهجمات، وإقناع مراقبي النظام أن الشركة كانت تلتزم بقواعد سلامة البيانات، كانت من الأسباب الأكثر شيوعاً التي أدت إلى استحداث دور الرئيس التنفيذي للبيانات في شركات الخدمات المالية في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية. ولكن انخفض معدل اضطلاع الرؤساء التنفيذيين للبيانات بهذا الدور الدفاعي بمرور الوقت، ليس لأن سلامة البيانات أصبحت أقل أهمية ولكن لأن هناك وظائف أخرى استُحدثت للاضطلاع بهذا الدور مثل الرئيس التنفيذي لأمن المعلومات. ومع ذلك، في أحدث استبيان أجريناه، قال 45% من المسؤولين التنفيذيين للبيانات أن الدور الرئيسي الذي يؤديه الرئيس التنفيذي للبيانات يكون ذا طبيعة دفاعية.

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما يعمل علماء البيانات والمصممون معاً؟

لا تزال هناك مجموعة ضغوط قوية من أجل الدفاع عن البيانات، لاسيما في قطاع الخدمات المالية. فقد أخبرنا أحد الرؤساء التنفيذيين للبيانات في القطاع المصرفي: "أحاول أن أحافظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، لكن جميع الضغوط موجهة نحو الأنشطة ذات الطبيعة الدفاعية بشكل أكبر". فمراجعو الحسابات ومجالس الإدارة غالباً ما يدعمون اضطلاع الرئيس التنفيذي للبيانات بأدوار ذات طبيعة دفاعية. إلا أننا نرى أن الدفاع عن البيانات يُعد دوراً قيادياً بدوام كامل ومن الأفضل أن يضطلع به الرئيس التنفيذي لأمن المعلومات. أما إذا ركز الرئيس التنفيذي للبيانات على أداء هذا الدور، فمن غير المرجح أن يحقق ميزة تنافسية أو فوائد تجارية من البيانات.

5. مهندس البيانات

هناك تاريخ طويل من استخدام الطرق المعمارية أو التي تعتمد على الهندسة لبناء بيئات أفضل للبيانات بقليل من الازدواجية والتجزؤ، وبعض الرؤساء التنفيذيين للبيانات يقودون هذا النشاط في شركاتهم. واليوم تركز هذه الجهود على ضمان أن البيانات المؤسسية يُجرى تجميعها وتنقيتها وتنسيقها باستمرار وأنها متاحة بسهولة على نطاق المؤسسة. إلا أن هذه البرامج عادة ما تكون مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً، كما أن العديد من المسؤولين التنفيذيين في مجال الأعمال لا يرون أنها تحقق قيمة كافية. وعندما تُلغى، قد تنتهي معها مدة تولي الرئيس التنفيذي للبيانات لوظيفته.

تطلب بعض الشركات من الرئيس التنفيذي للبيانات أن يصمم مبادرات كبيرة لتحديث البيانات. ما يتطلب عادة الانتقال من الاستعانة بمستودعات البيانات المؤسسية إلى بناء بحيرات بيانات، وقد يشتمل أيضاً على استخدام النُهج القائمة على الذكاء الاصطناعي لإدماج البيانات. وقد كتبنا عن مثل هذه الجهود المبذولة في قسم البحث والتطوير بشركة "غلاكسو سميث كلاين" (GlaxoSmithKline) التي قادها مارك رمزي الذي كان الرئيس التنفيذي للبيانات في ذاك الوقت. ومع ذلك، قال 6% من المشاركين في أحدث استبياناتنا إنهم لديهم "معمارية بيانات عصرية"، على الرغم من أن معظمهم يعتمدون على مزيج من النُظم وأشكال البيانات القديمة والجديدة.

6. مدير البيانات

يتمثل أحد الأدوار الرئيسية الأخرى التي يضطلع بها الرئيس التنفيذي للبيانات في وضع برامج "حوكمة البيانات". وهذا يتضمن عادة الاستعانة بمدراء الأعمال من المستويين المتوسط والأعلى لتولي المسؤوليات ذات الصلة بمجالات البيانات المتصلة بعملياتهم التجارية، مثل تكليف مدير التسويق بالإشراف على جميع البيانات التسويقية، مع دعم هؤلاء المدراء في الجهود التي يبذلونها. وعندما يسير هذا الأمر بصورة جيدة، يمكن أن يكون فعالاً للغاية في مواءمة برامج البيانات مع استراتيجيات الأعمال التجارية وأهدفها. على الرغم من ذلك، غالباً ما يَصعُب إقناع المدراء في الجانب التجاري بتكريس الوقت والاهتمام للقضايا المتعلقة بإدارة البيانات. فقد أخبرنا أحد الرؤساء التنفيذيين للبيانات: "ما زلتُ أحاول إشراك الجانب التجاري، ولكني لا أستخدم كلمة "حوكمة" لأن وقعها قد يكون سيئاً إلى حد ما".

الرؤساء التنفيذيون للبيانات الذين يركزون على مهام الحوكمة يحتاجون إلى القدرة على بناء العلاقات وإرساء الثقة. ويجب عليهم أيضاً أن يفهموا العلاقة بين احتياجات الأعمال من البيانات واستراتيجية الأعمال. إلا أنه غالباً من الصعب إيجاد شخص يجمع بين التوجه نحو البيانات وإحداث تغيير مؤسسي أو تغيير في أساليب الأعمال. من بين الشركات التي لديها رئيس تنفيذي للبيانات يركز دوره بقوة على الحوكمة هي شركات الخدمات المالية مثل: "سيتي غروب" (Citigroup) و"تشارلز شواب" (Charles Schwab) و"يو بي إس" (UBS) و"بي إن سي" (PNC).

7. مختص أخلاقيات البيانات

على الأرجح يُعد تركيز الرئيس التنفيذي للبيانات على الأخلاقيات في إدارة البيانات هو الدور الأقل شيوعاً، ولكن شعبيته آخذة في التزايد. لا شك أن المستهلكين والجهات التنظيمية والمشرعين يساورهم بالغ القلق إزاء إساءة استخدام البيانات. فإذا كان الرئيس التنفيذي للبيانات مكلفاً بإدارة البيانات، من المنطقي أن يشتمل دوره على التركيز على الأخلاقيات. بعض الشركات، من مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات بصفة أساسية والقليل من شركات الخدمات المالية، تُنشئ وظيفة كبير مسؤولي الأخلاقيات الذي يمكن أن يؤدي وظيفة الرئيس التنفيذي للبيانات والذي يركز دوره على أخلاقيات البيانات.

من الأمثلة البارزة للرئيس التنفيذي للبيانات الذي يركز دوره على الأخلاقيات نجدها في شركة "ماستركارد" (Mastercard) حيثما تشغل جوان ستونير هذه الوظيفة. فقد كانت تعمل سابقاً بوصفها كبيرة مسؤولي الخصوصية في "ماستركارد" وفي شركة "أميركان إكسبرس" (American Express)، وكان الحفاظ على خصوصية البيانات وأخلاقيتها من العناصر الأساسية في وظيفتها. وضعت "ماستركارد" خطة بعنوان "مسؤوليات البيانات ضرورة حتمية" (Data Responsibility Imperative) وكانت ستونير تخطط لتنفيذ مبادئها داخل الشركة. وتشمل هذه المبادئ: الأمن والخصوصية، والشفافية والرقابة، والمساءلة، والنزاهة، والابتكار، والتأثير الاجتماعي الإيجابي. جوان حاصلة على شهادة في القانون، وهو ما قد يكون مُنتظَراً ممن يؤدي دوراً وظيفياً يركز على الأخلاقيات (على الرغم من أنه غير شائع فيما بين الرؤساء التنفيذيين للبيانات). وفي حين أن التركيز على الأخلاقيات نادر الآن إلى حد ما، إلا أننا نتوقع أنه سيتزايد بمرور الوقت.

الأدوار أكثر بكثير من أن يؤديها رئيس تنفيذي واحد للبيانات

من الواضح أنه سيكون من الصعب على شخص واحد أن يؤدي جميع هذه الأدوار المتنوعة بفاعلية. فهي تتطلب خلفيات وقدرات مختلفة. ما يشير بالطبع إلى أن المؤسسات بحاجة إلى اختيار أدوار الرئيس التنفيذي للبيانات التي تُعد الأنسب لوضعها. وهذا الاختيار يحدد أيضاً التسلسل الإداري الأمثل بالنسبة إلى الرئيس التنفيذي للبيانات، فقد يكون من الأفضل على سبيل المثال أن يكون مهندس البيانات مسؤولاً أمام الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات، بينما قد يكون من الأفضل أن تكون الأدوار التي تركز على مهام التحليلات مسؤولة أمام أدوار أخرى مثل كبير الموظفين الإداريين إذا كان له منصب منفصل. جميع هذه الوظائف ينبغي أن يؤديها شخص ما، لذا إذا كان الرئيس التنفيذي للبيانات لديك لا يؤديها، ينبغي أن تُوكَل إلى دور وظيفي آخر في المؤسسة. وبما أن هناك العديد من الوظائف المختلفة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات داخل الشركات في وقتنا الحالي، مثل الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والرئيس التنفيذي للبيانات والرئيس التنفيذي للتحول الرقمي وغيرها، من الضروري توخي الوضوح حول المسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها شاغل كل وظيفة من تلك الوظائف. ونحن نتوقع أن عدد وظائف الرئيس التنفيذي للبيانات سيستمر في الزيادة في المؤسسات، ولكن لن ينجح الرؤساء التنفيذيون للبيانات في أداء أدوارهم إلا إذا كانت مهارات مسؤول البيانات محددة بوضوح.

اقرأ أيضاً: لماذا لن تحول البيانات الضخمة وتعلم الآلة دون حدوث أزمة مالية أخرى؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي