سؤال من قارئ: أشعر أن حياتي المهنية في حالة ركود. وأشعر أن مؤهلاتي العلمية ضعيفة. إذ إنني كنت أعمل مهندسة على مدار السنوات العشر الماضية، لكنني دائماً ما كنت أود تعزيز سيرتي الذاتية واقتحام مجال إدارة المنتجات. ولذا، التحقت ببرنامج لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال في إحدى الجامعات الكبرى، ولكن تكمن المشكلة في أن حصولي على الماجستير في إدارة الأعمال لا يبدو أنه سيكون ذا جدوى بالنسبة إلى مسيرتي المهنية. مؤخراً، تم شراء شركتنا، وكنت آمل في أن ذلك سيكون فرصة هائلة لي لتحقيق التطور الذي أبتغيه، ولكن عندما أخبرنا المسؤولون أنهم سيغلقون قسمنا ويستغنون عنّا، شكّل هذا الأمر صدمة للجميع، وتعلّق قدر كبير من تلك الصدمة بخطتي للحصول على منصب في إدارة المنتجات داخل الشركة، وقد ظللت أقدم لهذه الوظائف خارج الشركة، لكن سيرتي الذاتية كانت تقابل بالرفض. لقد بدأت بارتياد مجموعات التطوير المهني والتواصل المهني مع بعض المرشدين في مجالي، حيث أخبروني أن الشركات لا توظف في العادة مدراء المشاريع الذين لم يشتغلوا بهذه الوظيفة من قبل. ولا يبدو أن الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية مرموقة أمراً ذا أهمية. لذا، إذا أردت أن أتخذ أول خطوة في طريق الوصول إلى المنصب الذي أرغب به، سيتعين علي التقديم لوظيفة من وظائف المبتدئين. وهذا يعني انتقاص راتبي الحالي. أحاول في الوقت الحالي توسيع نطاق بحثي ليشمل وظائف أخرى تلائم الحاصلين على الماجستير في إدارة الأعمال كي لا أضطر إلى البدء من القاع مجدداً. كما ظللت أيضاً أعتمد على مكتب إدارة الحياة المهنية في كلية الأعمال التي أدرس بها، فكل ما أريده هو الانتقال من وظيفتي الهندسية. وقد قضيت كل هذا الوقت وأنفقت كل هذه الأموال محاوِلة دفع مسيرتي المهنية إلى الأمام، لكنني أشعر بالعجز والكآبة، ولهذا فسؤالي هو:
ما الذي يجب عليّ فعله عندما لا تتلائم شهاداتي العلمية مع المنصب الذي أريد الوصول إليه؟ وما الحل الأمثل لاكتساب المهارات التي تكفل لي القيام بالوظائف المطلوبة مني على أكمل وجه؟
يجيب عن هذه الأسئلة:
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
عبيد لويزانت: نائب الرئيس للأفراد والثقافة بشركة "آي بي إم".
عبيد لويزانت: إذا كان الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال هو ما كانت كاتبة هذا السؤال دائماً ترغب به، فعليها، إذاً، أن تحتفي بهذا التعليم الذي تلقته وهذه المؤهلات التي حصلت عليها لأن التعليم في حد ذاته بمثابة رحلة وإنجاز. إذ ستستمر في استخدام هذا التعليم على امتداد حياتها وعلى امتداد حياتها المهنية تماماً كما تستخدم التدريب. لكن التدريب، ذو طابع مهني أكثر قليلاً لتبلغ به الهدف المنشود، ولا ينطبق هذا الوصف بالضرورة على دراسة الماجستير في إدارة الأعمال.
دان ماغين: هل تعني أن صاحبة السؤال يجب عليها أن تتحلى بقدر أكبر من الثقة في أن دراستها للماجستير في إدارة الأعمال ستدفع بها إلى هذه الفئة الوظيفية الأخرى في وقت لا يلزمها، في الواقع، الحصول على التعليم فحسب، بل إنها بحاجة أيضاً إلى التدريب الذي لا تتمتع به؟
عبيد لويزانت: ما أقترحه على صاحبة هذا السؤال هو التفكير بشأن الالتحاق بوظيفة هندسية في شركة كبرى، لكن أن تكون واضحة في عملية المقابلة الشخصية بشأن طموحاتها في المزيد على الصعيد المهني، وأن لديها تطلعات بالانتقال إلى مجال إدارة المنتجات وأنها تريد الاستمرار في التعلم ومن ثم اكتساب المهارات اللازمة للقيام بهذا الدور. وبعد ذلك، ينبغي لها، حالما تستقر في إحدى هذه الوظائف الهندسية، اختيار المشاريع.
أليسون بيرد: إذاً، أنت تقول إنه ينبغي لها تقبّل فكرة الخطوة الجانبية.
عبيد لويزانت: بالتأكيد. من شأن عدد من الخطوات الجانبية أن توفر لها الإلمام بجوانب العمل المختلفة، الذي يمكن، بعد ذلك، أن يدفع مسيرتها المهنية.
دان ماغين: يعتبر إقدام أحد الأشخاص على منحك وظيفة إدارة المنتجات دون أن تتمتع بأي خبرة في هذا المجال نوعاً من الثقة العمياء، ويبدو أن المؤسسات أكثر استعداداً لإيلاء هذه الثقة لشخص قضى بعض الوقت فيها ولا يزال يعمل لديها ولديه إلمام بمقادير المنتجات، في مقابل شخص، لا يعرفونه سوى من سيرته الذاتية في بعض المقابلات الشخصية التي أجرتها المؤسسة معه.
عبيد لويزانت: من شأن بناء مجال خبرة من خلال برامج التدريب والمشاريع والاطلاع المباشر في الشركة الحالية، وفي الخبرة المتعلقة بمجال العمل المحدد، إذاً، أن يضفي على كاتبة الرسالة هذه مصداقية أكثر عندما ترغب في اكتساب هذه الثقة لتولي وظيفة إدارة المنتجات.
أليسون بيرد: لقد وجدت أثناء إجرائي لأحد الأبحاث، تدوينة نشرناها كان كاتبها هو لاري ستايبل، يقول فيها: "إذا كنت تريد الحصول على وظيفة لا تتمتع بالخبرة اللازمة لأدائها، فإن أحد السبل التي تكفل لك القيام بذلك تتمثل في التطوع بخدماتك. فهل ثمة شيء يمكنها فعله في هذا الجانب بينما تواصل بحثها عن الوظيفة، بما يمكنها إما من الحصول على الخبرة اللازمة لوظيفة إدارة المنتجات التي تحتاج إليها، سواء كان ذلك مع شركة محتملة في المستقبل أو خارجها، فقط لكي يتسنى لها اكتساب هذا المسمى الوظيفي وإضافته إلى سيرته الذاتية؟
عبيد لويزانت: هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكنها استخدامها للقيام بذلك. فإذا كانت تعمل في مؤسسة كبرى في مجال إدارة المنتجات والهندسة، يمكنها أن تعرض خدماتها على إدارة مختلفة داخل هذه المؤسسة. وهذه تمثل أحد السبل للقيام بذلك داخل الشركة. أو التطوع بالعمل مع مؤسسة تجارية أخرى أو مؤسسة غير ربحية، يكون بوسعها من خلالها تقديم هذا النوع من الخدمات والحصول على هذه الخبرات.
دان ماغين: تطرح صاحبة السؤال خيارين مختلفين تماماً. أولهما أن تتراجع خطوة كبيرة إلى الوراء وتبحث عن وظيفة من وظائف المبتدئين في مجال إدارة المنتجات. أو البحث عن نوع آخر مختلف من الوظائف التي تلائم الحاصلين على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، بحيث لا تضطر إلى البدء من الأسفل مجدداً. هل هناك حجة يمكن تقديمها دعماً لأي من هذين الخيارين باعتباره خياراً أنسب لها؟
عبيد لويزانت: فيما يتعلق بالخيار الأول، أعتقد أنها تضحي بكل شيء أفنت مسيرتها المهنية في بنائه. ومن ثم، في حالة الانتقال إلى وظيفة أخرى مختلفة تماماً، أعود إلى ما أعتقد أنها ذكرته في صدر رسالتها بأن هدفها المهني دائماً ما كان الحصول على وظيفة في مجال إدارة المنتجات. من هذا المنظور، أقول لها إننا نعيش حياتنا مرة واحدة. ونتمتع بالحق في تحديد ما نريد أن نفعله. لذا، أنصحها بالتنازل والقبول بوظيفة من وظائف المبتدئين إذا كانت إدارة المنتجات هي المجال الذي تريده.
أليسون بيرد: ما الذي ينبغي لها أن تفعله عندما تجري مقابلة توظيف مع أصحاب العمل المحتملين هؤلاء للتأكد من وجود مسار لها للانتقال إلى الدور الوظيفي بإدارة المنتجات التي تنشده؟ وما نوع الأسئلة التي ينبغي لها أن تطرحها؟ وما القرائن التي يجدر بها أن تبحث عنها؟
عبيد لويزانت: ينبغي لها أن تطرح عليهم في مقابلة التوظيف أسئلة بمثلما يسألونها، وأن تكون واضحة بشأن أهدافها وتطلعاتها المهنية. وأرى أن من أمثلة الأسئلة التي يجدر بها أن تطرحها أن تقول: ما السبيل المفضي إلى إدارة المنتجات؟ وكم عدد الموظفين الذين نجحوا في الانتقال إلى هذا الدور الوظيفي؟ وهل يمكنني التحدث مع شخص حقق هذا الانتقال خلال عملية مقابلة التوظيف؟ وبالتالي، فإن المؤسسة التي تتسم بالذكاء حيال اجتذاب الكفاءات ستحرص خلال عملية مقابلة التوظيف على إطلاعك على هوية الشركة وطبيعة العمل فيها وتعريفك بالأشخاص الذي حققوا الانتقال الذي تنشد أن تحققه.
أليسون بيرد: ألا توجد فعلاً أي طريقة بحيث يمكنها الالتحاق بشركة، حتى إذا كانت أصغر حجماً، والحصول على وظيفة في إدارة المنتجات؟
عبيد لويزانت: أعتقد أنها ستحظى بفرصة هائلة في المؤسسات الكبرى، إذ إنها ستكون محاطة بمدراء المنتجات الآخرين وسيكون بوسعها التعلم منهم. لكن في شركة صغيرة، حيث الحاجة ماسة لمهارات محددة، فمن الصعب للشركة أن تسند إليها هذه الوظيفة.
دان ماغين: بوسعها الالتحاق بشركة ناشئة، فهي محدودة الموارد بدرجة أكبر قليلاً، وستحظى بفرصة أفضل في مؤسسة صغيرة بسبب افتقارها إلى المؤهلات الرسمية المطلوبة والمتمثلة في الخبرة. إذ إن المؤسسات الكبرى تتسم بوجود أشخاص أكثر جدارة ونظام دعم أفضل لشخص حديث عهد نوعاً ما بالمؤسسة، وهكذا سيتحسن حالها المهني وستزداد احتمالات أن تغدو مؤهلة للدور الوظيفي الذي ترغب به.
عبيد لويزانت: لدينا في شركة "آي بي إم" برامج مثل إعادة الاندماج التقني أو التلمذة التقنية، حيث يمكنك الالتحاق بها والبدء في اكتساب تلك المهارات عند انضمامك إلى الشركة. لذا، أقول إن وجودك في مؤسسة أكبر سيتيح لك فرصة أفضل.
دان ماغين: هل تقول إنها ينبغي أن ترسل سيرتها الذاتية إليك؟
عبيد لويزانت: بالتأكيد. يوجد لدينا الكثير من مدراء المنتجات.
دان ماغين: تقول صاحبة التساؤل إنها تشعر بالقلق والاكتئاب بسبب وضعها الحالي. كيف تنصح شخصاً في هذا الموقف بالتعامل مع الجانب العاطفي من الأمر، بدلاً من الجانب الاستراتيجي للبحث عن وظيفة؟
عبيد لويزانت: من بين الأشياء التي سمعتها في تعليقاتها أنها كانت تخشى البقاء كمهندسة لأنها تعتقد أنه سيكون من الصعب عليها الانتقال منها، ولذا، أعتقد أن هذا يضاعف الشعور بالعجز والاكتئاب. وأود أن أقول إنه في الثقافة التي نعيش فيها، تلك التي تحتفي بالتعلم المستمر والتجديد المستمر، فأحد الأشياء التي ستساعدك على أن تكون مميزاً وبارزاً هو أن تسعى وتفعل أمراً مدهشاً لنفسك. امضِ قدماً واحصل على هذا التعليم وأعِد تجديد ذاتك. واستخدم الطاقة نفسها كمورد من مواردك في البحث عن الوظيفة ثم أيضاً في إعادة بناء حياتك المهنية. ففي عصرنا الحالي، يتنقل الفرد بين الوظائف والمسارات المهنية حوالي خمس مرات إلى سبع مرات في العمر. لذا، فإن فكرة أن تكون عاحزاً هي فكرة بالية، ويمكنك أن تجد التشجيع من الأشخاص المبادرين الآخرين.
دان ماغين: إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى، فهي في موقع رائع. فمجال الهندسة يعتبر بكل المقاييس أحد أفضل المجالات التي يمكن للأشخاص دراسته كتخصص في الجامعة. إذ إنه، أولاً، مجال صعب ويأخذ الطابع الكمي. ثانياً، يدرك الجميع مقدار التفاني والكدح الذي يتطلبه قيام شخص بدراسة الماجستير في إدارة الأعمال بشكل غير متفرغ، وهي من ضمن هؤلاء الأشخاص. وأود أن أحثها على عدم السماح للمشاعر السلبية بالتغلب عليها لأن هناك الكثير من الجوانب التي ينبغي لها أن تكون إيجابية حيالها في وضعها هذا.
أليسون بيرد: أعتقد أن هذا التغيير وحالة شركتها يعتبران أيضاً مجرد تجربة جيدة للتعلم بالنسبة إليها. ففي بعض الأحيان تنحرف عن مسارك بسبب الظروف الخارجة عن إرادتك. ولذا، ما يلزمها فعله هو تكييف توقعاتها في هذه المرحلة، ومعرفة الخطوة التالية الأفضل.
عبيد لويزانت: وبعد بضع سنوات من الآن، يمكنها أن تكتشف أن هذا كان الخيار الأفضل. وقد حدث هذا مع هذه الوظيفة بالذات لأن تكييفها لتوقعاتها هو الذي أتاح لها اتخاذ هذا القرار بنفسها، في مقابل القيود والوقت الأطول بكثير الذي كانت ستستغرقه في الشركة الحالية.
أليسون بيرد: إذاً يجب عليها أن تفكر بروية وتفهم الفرق بين الدراسة والتدريب من أجل التخلص من مشكلة "مؤهلاتي العلمية ضعيفة". إذ إن دراستها للماجستير في إدارة الأعمال قد زودتها بمعرفة ومهارات مهمة، لكنها لم تمنحها الخبرة المطلوبة للعمل في إدارة المنتجات. وكان من الممكن أن يحقق لها وضعها هذا النجاح في شركتها القديمة، لكن الظروف تغيرت. لذا، سيتعين عليها فقط تكييف توقعاتها، وكذلك تكوين موقف أكثر إيجابية لأننا نعتقد أن لديها بعض الخيارات الجيدة بالفعل. ولأن إدارة المنتجات هي هدفها منذ فترة طويلة، نعتقد أنها ينبغي أن تتشبث به. ولكن هذا قد يعني الالتحاق بشركة جديدة بصفتها مهندسة، والقيام بانتقال أفقي، مع إطلاع مدراء الشركة بشكل واضح على تطلعاتها للانتقال إلى إدارة المنتجات. وينبغي لها أن تطرح على أصحاب العمل المستقبليين في مقابلة التوظيف أسئلة بمثلما يسألونها، بما في ذلك التساؤل عما إذا كانت لديهم برامج للتوجيه والتلمذة يمكن أن تساعدها على التعلم. نعتقد أن هذا المسار، المتمثل في الانتقال إلى مؤسسة أكبر، والبدء من موقعها الحالي، مع وجود هدف يتمثل في الترقي بسرعة، هو المسار الأفضل للمضي قدماً.
اقرأ أيضاً: