قمت في مختبري باستطلاع آراء أشخاص من كل مجالات الحياة عن أفضلياتهم بما يخص ترتيب العمل والتسلية. ومرة بعد مرة تكرر الجواب ذاته: "بالتأكيد لا يمكنك ترك كلّ شيء والذهاب للاستجمام قبل إنهاء عملك. فالعمل يأتي أولاً، والتسلية تأتي لاحقاً".
هذا الجواب يبدو بديهياً، حيث أنه لا أحد يودّ إفساد لحظات متعته بسبب القلق بشأن ما عليه فعله أو شعور تأنيب الضمير على الاستجمام في موعد مبكر. ولذلك نقوم عادة بترتيب رحلة مثلاَ في عطلة نهاية الأسبوع التي تلي موعد تسليم عمل هامّ لا التي قبله. فنحن نؤجل المكافآت إلى وقت استحقاقنا لها فعلاً، على أمل أن نستطيع الاستمتاع بوقتنا بكل معنى الكلمة.
ولكن هل هذا الأمر "البديهي" صحيح؟، لقد أجريت في مختبري مؤخراً سلسلة من التجارب لاختبار ما يشعره المرء فعلاً بتطبيق قاعدة "التسلية أولاً". واكتشفنا أنّ الأمر ليس مرعباً كما يبدو. ونُشرت نتائج تجاربنا في مجلة سايكولوجيكال ساينس (Psychological Science).
وقمنا في التجربة الأولى بدعوة 181 شخصاً من المارَين بمتحف العلوم والصناعة في شيكاغو، وكلهم كانوا راشدين وموظفين في مجالات مختلفة، وطلبنا منهم إنهاء نشاطين. أحدهما كان يدعى "مهمة العمل الثابت"، وهو عبارة عن مجموعة اختبارات إدراكية مجهدة. والآخر يدعى لعبة
اترك تعليق