ماذا تفعل لتستفيد من الأخطاء التي يرتكبها موظفوك؟

2 دقائق
الخطأ
shutterstock.com/JIMBO EKAPAT

في العام 2008 وفي إحدى مباريات البيسبول في الولايات المتحدة الأميركية، التقط لاعب الوسط في فريق مينيسوتا توينز للبيسبول، كارلوس غوميز، الكرة ورماها بقوة شديدة إلى القاعدة الثانية لدرجة أنها وصلت إلى مدربه رون غاردنشاير في دكة البدلاء؛ ماذا فعل غاردنشاير عندما عاد غوميز إلى دكة البدلاء؟ طلب منه أن يوقّع على الكرة. صرّح غاردنشاير لصحيفة نيويورك تايمز وقتها قائلاً: "غوميز يلعب بشغف كبير، وكنت سأخسره لبقية المباراة لو قسوت عليه حينها". أعرب غوميز عن تقديره للفتة مدربه، لكنه "كان يعلم الخطأ الذي ارتكبه، ولم يؤثر ذلك عليه في بقية المباراة". وحدث ذلك فعلاً، إذ سجل غوميز لاحقاً هدف "هوم ران" رائعاً.

اختر اللحظة المناسبة، ذلك ما يفعله المدربون البارعون لإصلاح أخطاء لاعبيهم، وتنطبق هذه النصيحة على أي شخص في موقع القيادة. قد ينفعل المدير عندما يلاحظ خطأ بقصد إحداث أثر فيمن ارتكبه، لكن الانفعال لن يفي بالغرض، وعلى الرغم من أنه قد يشعر بالارتياح عندما ينفّس عن غضبه، فقد يؤثر سلباً في الموظف. لذا عندما يرتكب أحد موظفيك خطأ في المرة المقبلة فكر في 3 أمور:

لماذا يحدث الخطأ؟

يرتكب الموظفون الجدد الأخطاء غالباً بسبب نقص الخبرة، أما الموظفون القدامى فيرتكبونه لنقص في الانتباه، والحالتان غير مقبولتين. على المدراء أن يحرصوا على أن يفهم موظفوهم العمل، وأن يكون مناسباً لهم كي يحافظوا على تركيزهم فيه.

كيف يمكن للموظفين إصلاح أخطائهم؟

إذا كان الموظف يعلم أنه ارتكب خطأً، فافسح له المجال ليستوعب الأمر، لأنه سيخسر فرصة التعلم إذا غضبت. وفي حال لم يعلم الموظف أنه ارتكب خطأً، فأخبره في الحال، وتحدث إليه حول الخطأ وكيف يمكن أن يتجنبه في المرات القادمة.

كيف تُحول الخطأ إلى فرصة للتعلم؟

التغاضي عن الخطأ يعزز فرص تكراره، أما إلقاء الضوء عليه فيمهد الطريق للعثور على حلول جديدة. يمكن أن يفتح خطأ واحد الباب أمام الحوار، لذلك احرص على دعوة الموظف لمناقشة ما يحتاج إليه لكي ينمي مهاراته، لعله يخرج بخطة لتنميتها. وينبغي للمدير أن يشارك في تنمية مهارات الموظف، إما شخصياً وإما عبر تكليف موظف آخر لتقديم المساعدة.

لنكن واقعيين، تقع مسؤولية الخطأ على عاتق المدير بصرف النظر عن سببه، لذلك من المنطقي أن يغضب حين حدوث الخطأ. لا بأس بإظهار المشاعر، فقد تُستخدم لإيصال رسالة. على الموظفين أن يعلموا أنه يمكن تقبل الخطأ ولكن لا بد من أن يُصحح، وأن عدم الاعتراف به يؤدي إلى رداءة العمل.

من المهم الانتظار حتى تمر ساعة الغضب ليتسنى للموظف التفكير بالخطأ الذي ارتكبه وكيف يمكنه إصلاحه، وبذلك يظهر المدير ثقته بالموظف ويُكسبه الثقة بقدرته على النجاح في المرات القادمة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي