في مشهد أشبه ما يكون بفيلم رعب عندما تخرج يد ميت من القبر، قد تظهر علاقة عمل سابقة لتقف في وجه ارتقائك في السلم الوظيفي، خاصة إن كان رب عملك السابق متأثراً بفضيحة سابقة. هنا عليك أن تدرك أن فضيحة مثل هذه قد تؤثر على فرص عملك المستقبلية، وتستعد لمعالجة الأمر حتى لو لم يكن لك أي دخل فيه، إذ يتعين عليك أن تكون صريحاً ومباشراً فيما يتعلق بالحقائق المحيطة بالقضية، فضلاً عن انخاذ كل شيء يساعدك على تحسين سمعتك، حتى وإن كان استعداداً لتولي وظيفة تأهيلية بشكل مؤقت.
ونقدم لك مزيداً من النصائح والإرشادات للتقليل من احتمال ربطك بفضيحة عمل سابقة، والنجاح في تخطيها في حال وقع الأمر.
كن على دراية بالقانون والمناخ الثقافي السائد في مكان عملك
يختلف تعريف فضيحة العمل والعقوبات التي تلحق بالأطراف المتعلقين بها من بلد لآخر ومن قطاع لآخر. ولا تقتصر هذه الاختلافات فقط على القوانين المعمول بها، بل إن العادات والتقاليد المجتمعية تجعل تحويل الغرباء إلى مدانين أمراً سهلاً، ومنه ينبغي على المدراء الذين يسافرون في مهام عمل خارجية أو الذين يغيرون عملهم إلى قطاع آخر أن يكون لديهم فهم واضح لما يُصنّف مخالفة للقانون، ولما يُعاقب عليه اجتماعياً ضمن بيئتهم الجديدة.
أعطِ اهتماماً دقيقاً بالأخلاقيات واجرِ بحثاً شاملاً عن الشركة قبل الانضمام إليها
معظم الذين يبحثون عن وظائف لا يقومون بما يكفي من البحث والتدقيق في الشركة التي يرغبون في الانضمام إليها. إذ تُظهر المعلومات الموجودة حالياً أن سلوك أي شركة يؤثر على المسار المهني للمدير حتى بعد مغادرته لها، وهو ما يستوجب ضرورة توخي الحذر عند اختيار شركة ما للعمل فيها، بسبب احتمال تأثيرها على ترقيتك أو انتقالك لوظيفة أخرى مستقبلاً.
طوّر شبكة قوية من العلاقات الخارجية
إن وجود شبكة واسعة من العلاقات تساعدك على تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن الفضائح المؤسساتية. إذ تكون الفضيحة في أقوى أشكالها عند الحكم على أشخاص غير معروفين، لكن يمكن تخفيف حدة تلك الفضيحة وما يترتب عليها من آثار عندما يكون الأشخاص معروفين، حيث تتضافر العلاقات الاجتماعية لترسم صورة متناسقة ومتناغمة تُظهر الشخصية المدانة بأنها ذات مثل وقيم عليا. إضافة إلى أن المدير الذي طالته الفضيحة يمكن أن يكون أقل خطراً في سوق العمل عند وجود العديد من الوسطاء ذوي المصداقية، والذين يبدون استعداداً لضمان استقامته ونزاهته.
نوّع سيرتك الذاتية
إدراج العديد من المناصب الوظيفية في سيرتك الذاتية يخفف من حدة الفضيحة المؤسساتية ومن الصورة النمطية السلبية التي تشتد عند غياب مصادر معلومات إضافية. لكن في الوقت ذاته، قد يزيد تعدد المناصب الوظيفية من احتمالية تورط أحد أرباب عملك السابقين في فضيحة ما، ما يسبب لك المشاكل أيضاً. كما يُنظر إلى المدير الكثير التنقل بين الوظائف على أنه شخص متقلب ويفتقر إلى الالتزام، وذلك بسبب الصورة النمطية السلبية عن هذا النوع من الأشخاص.
عالج احتياجاتك العاطفية الشخصية
عندما يتورط أحدهم في فضيحة ما، تترتب عواقب وخيمة على الصحة العاطفية والجسدية لهذا الشخص، لذا لا بد للمدراء الذين يتفاوضون من أجل تغيير وظيفي مع شخص تعرض لفضيحة مؤسساتية من أخذ هذه العواقب على محمل الجد، خاصة إن كانت الفضيحة تتعلق برب العمل الحالي. كما ينصح أن تعثر لنفسك على مكان عمل آمن للتغلب على أي مشاكل عاطفية ناجمة عن الفضيحة، وإلا فيمكن لهذه المشاكل أن تؤثر على جهود البحث عن عمل أو محاولات التواصل مع الآخرين.
بعض أنواع الوصمات النمطية التي يصعب تخطيها
يتفاعل الناس بشدة مع السلوكيات النمطية. على سبيل المثال، تُعاقب الأقليات التي ترتبط عادة ببعض أنواع الجرائم بأحكام قضائية قاسية مقارنة بالمتهمين الذين ينظر إليهم نظرة عادية غير نمطية، مثل: ربط اللاتينيين بتجارة المخدرات في الولايات المتحدة. كذلك يتعارف بين الناس أن أصحاب تقاسيم الوجه الطفولية صادقون وسذج وأقل كفاءة بعض الشيء من أقرانهم البالغين أصحاب تقاسيم الوجه المرعبة والملامح القوية مع العلم أن احتمال إدانة ذوي الوجوه الطفولية بالإهمال يكون أعلى، بينما يقل احتمال إدانتهم في المحاكم بتعمّد ارتكاب الخطأ.
ومنه، فإن المدراء التنفيذيين العاملين في القطاع المالي يعاقبون بقسوة أكبر عند وقوعهم في فضائح مالية مقارنة بالمدراء التنفيذيين العاملين ضمن القطاعات الأخرى، حتى عندما يكون كلا الفريقين أبرياء. لذلك إن كانت طبيعة الفضيحة تتماشى مع صورة نمطية سائدة عن جنسيتك أو مظهرك أو وظيفتك، يتعين عليك بذل جهود إضافية للتغلب عليها.
جرّب استراتيجيات النأي بالنفس
عند وقوع فضيحة مؤسساتية، يكون النأي بالنفس عن المؤسسة المعنية بالفضيحة أمراً لا بد منه. ويأخذ النأي بالنفس أشكالاً عدة بناء على طبيعة الفضيحة وحدتها، لكن من المؤكد أنه يتعين على المدير إبعاد نفسه شفهياً على الأقل عن الخطأ. وتكون المرحلة التي تلي وقوع الفضيحة مباشرة هي أفضل توقيت للانتقال إلى قطاع أو وظيفة أو حتى بلد آخر.
شدد على القيم المشتركة مع القطاع أو المجال الذي ترغب بالعمل فيه
إن الاعتقاد الضمني هو الذي يميز الفضيحة المؤسساتية عن الفشل التجاري أو العثرة البسيطة، لأن الشركة المعنية انتهكت القيم الأساسية للقطاع الذي تنشط فيه أو القيم الثقافية العامة. لذا عند التقدم لوظائف جديدة، يتعين على المدراء القادمين من شركات طالتها فضائح استغلال التأكيد على مدى التزامهم الشخصي بقيم الشركة الجديدة، وفعل ذلك بجدية، من خلال ربط الإنجازات المهنية بهذه القيم، وألا تكون التزاماتهم مجرد ادعاءات شفهية. ومن الذكاء أيضاً الاطلاع على بيان قيم الشركة الجديدة، والاستعداد لإظهار الروابط بين قيمهم المعلنة وبين قدراتك وطموحاتك الشخصية.
لا تُزل الشركة المعنية بالفضيحة من سيرتك الذاتية
لن تفيد محاولة إخفاء ارتباطاتك السابقة في شيء سوى جعلك تبدو مذنباً عند التقدم لوظيفة. وبما أن الناس يفسرون الوقائع على ضوء ما لديهم من معلومات سابقة، فإن النقاط الأولى في السيرة الذاتية ستؤثر جداً على طريقة قراءة بقية أجزائها. إن كان تاريخك العملي أو الدراسي يتضمن العمل أو الدراسة في شركات أو مؤسسات تعليمية مرموقة تحظى باحترام واسع، فاحرص على إيجاد طريقة لوضع تلك المؤسسات في بداية السيرة الذاتية، لأن ذلك يخفف من حدة المقابلة وقبولك في الوظيفة الجديدة.
اعرف مصير زملائك السابقين
تختلف القطاعات والشركات في طريقة تعاملها مع الموظفين القادمين من شركات طالتها فضيحة، وهذا يعني أن زملاءك السابقين في الشركة المعنية بالفضيحة، الذين يعملون حالياً في مكان آخر يمكن أن يكونوا مصدراً مهماً لفرص التوظيف ومصدراً للمعلومات عن الشركات المنفتحة لاستقبال مرشحين لديهم خلفيات مشابهة لخلفيتك المهنية. أي أن الشركات التي وظفت العديد من الموظفين السابقين في شركة تعرضت لفضيحة غالباً ما يكون لديها نظرة إيجابية عن هؤلاء الموظفين باعتبارهم مصدراً للمواهب تم التقليل من شأنه.