كيف تسيطر على غرورك؟

2 دقائق
shutterstock.com/Jiw Ingka

عندما تذهب إلى عملك، هل تشعر أن لديك ما تسهم به؟ أن أفكارك تستحق الإنصات إليها؟ هل تعتقد أن ما تقدمه إلى مؤسستك مهم؟ جيد. يحتاج القادة إلى الشعور أنهم يصنعون فرقاً إيجابياً، ولكن ليس فارقاً وحيداً. إذا كنت مؤمناً بالحالة الأولى وليس بالثانية فأنت حكيم، ولكن إذا كنت مؤمناً بالاثنتين، فربما تكون مصاباً بالداء الرهيب المسمى "هوس الأهمية".

ينسب تيري تيتشاوت (Terry Teachout)، الناقد المسرحي بـ"صحيفة وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal)، مصطلح "هوس الأهمية" إلى الشاعر الغنائي ستيفن سوندهايم (Stephen Sundheim)، الذي قال: "إن الموسيقار العالمي ليونارد برنستين (Leonard Bernstein)، كان يعاني حالة مستعصية من هوس الأهمية أدت إلى عرقلة مسيرته المهنية اللاحقة". يجادل تيتشاوت بأن الفنانين حين يصبحون مفتونين بعبقريتهم، فإن هذا يعوق تطور موهبتهم الفنية. ينطبق الأمر نفسه على القادة في الإدارة العليا. إذ لا تستحق كل الأفكار أن تتحول إلى مشاريع، ولا تصلح كل التعليقات الارتجالية لأن تكون شعارات جذابة.

ونظراً لأن المصابين بهوس الأهمية يعتقدون أن كل ما يسهمون به مهم، فإنهم يظنون أيضاً أن كل شيء يفعلونه مهماً، لذا يدفعون أنفسهم وموظفيهم إلى ارتكاب مخاطر غير محسوبة لتحقيق مكاسب قليلة جداً.

كيف تقي نفسك من هوس الأهمية؟

أنصت لموظفيك. يعتبر الغرور أشرس أشكال هوس الأهمية، لأنه يمنع التواصل المتبادل. لا تنفرد بالكلام طوال الوقت دون أن تستمع إلى أحد، فالقادة الناجحون يعرفون مبكراً أن حُسن الإنصات يؤدي إلى أروع الأفكار، لا سيما أنها تنبع من الأشخاص الذين يؤدون المهمات الصعبة.

تعلم من عملائك. إن قضاء الوقت مع عملائك الداخليين أو الخارجيين سيعطيك فكرة حول مدى نجاح أو فشل منتجاتك أو خدماتك المعلن عنها، وسواء اتفقت مع المعايير أو لا، اطلب اقتراحات لتحسينها، واستمع باهتمام إلى كل ما يقوله لك العملاء.

أحط نفسك بالأشخاص المرحين. لطالما تحدث أندرو يانغ (Andrew Yang)، المندوب الأميركي الأسبق لدى "منظمة الأمم المتحدة" (United Nations Organization)، عن اللحظات المرحة التي قضاها هو وزملاؤه من ناشطي الحقوق المدنية مع مارتن لوثر كينغ الابن (Martin Luther King Jr)، وكان شائع بينهم التقاذف بالوسائد والسخرية اللفظية. لم تخفف هذه الأمور من التوترات فحسب، بل ساعدت كينغ أيضاً في الثبات على أرض الواقع.

ليس مخطئاً كل من يعتد بنفسه أو بمواهبه، فالاعتداد بالنفس جانب ضروري في العمل القيادي. دون الثقة بالنفس لن يستطيع المرء قيادة الآخرين، لكن حين يحل الاعتداد بالنفس محل التفكير السليم تصبح في مأزق. أحط نفسك بأشخاص أكْفاء مثلك وأصحاب إرادة قوية، واسمح لهم بمعارضتك باستمرار، لأن ولع القائد بعبقريته يمكن أن يهدد قدرته على القيادة.

هل تصارع مع هوس الأهمية؟ هل مديرك كذلك؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي