كيف تسترجع ثقة مديرك بك؟

1 دقيقة
استعادة ثقة مديرك
كاتلين بيري/ستوكسي

عندما ترتكب خطأً يؤدي إلى تراجع ثقة مديرك بك، عليك التصرف بحذر. ستتمكن من استعادة ثقة مديرك بسرعة أكبر إذا أثبت أنك تعلمت من خطئك وتصرفت بناءً على ما تعلمته عندما يتكرر الموقف نفسه. يمكنك فعل ذلك من خلال:

  • 1) التفكير بموضوعية قبل الرد.
  • 2) إجراء المحادثة مع مديرك عاجلاً …

لم يرد عميلي، ولنسمه بهاء، أن ترى مديرته الرسالة الإلكترونية التي كتبها في لحظة استياء عبر بها عن غضبه لزميله بعد اجتماع محبط للفريق تجاهلت فيه أفكاره مرة أخرى: "إنها ترفض أي فكرة يطرحها أي أحد ليس من موظفيها 'المفضلين'. أشعر بالإنهاك لأني أحاول إثبات انتمائي للفريق دائماً".

ضغط بهاء على زر الإرسال وأدرك بعد لحظات أنه أضاف مديرته إلى قائمة المتلقين بالخطأ، ولم يتمكن من استرجاع الرسالة.

لم ترد مديرته مباشرة ولم تواجهه، لكنها استبعدته خلال الأسبوع التالي من اجتماعين مع عميلين رئيسين، وألغت اجتماعهما الأسبوعي فجأة. عندما تحدث بهاء إلى مديرته أخيراً، كانت فظة وبالكاد نظرت إليه.

علم بهاء أنه تجاوز الحد بسبب إهماله وانفعاله وقوض الثقة بينه وبين مديرته، وكان عليه استعادتها. عملنا معاً على وضع خطة، واتبع بهاء الخطوات التالية لإعادة بناء علاقته بمديرته:

التفكير بموضوعية قبل الرد.

قد يؤدي التسرع بالاعتذار أو المواجهة دون التوصل إلى فكرة واضحة عن الموقف إلى تفاقم الأمور. يجب أن تخصص بعض الوقت للتفكير بأسباب الخطأ والدور الذي أدته مشاعرك وانطباع الآخرين عن تصرفاتك. من الضروري التوصل إلى فهم كامل للصورة قبل تحديد الخطوة التالية.

اسأل نفسك: لماذا كنت محبطاً لهذه الدرجة؟ ما هي الأحداث التي أدت إلى الخطأ؟ ما الذي كان بإمكاني فعله على نحو مختلف؟ حدد بدقة السلوك الذي سبب توترك، وحدد أيضاً إن كانت نظرة مديرك لهذا السلوك مماثلة لنظرتك.

أدرك بهاء على الفور أنه أخطأ، لكن بدلاً من أن يسرع إلى مكتب مديرته للاعتذار خصص بعض الوقت للتفكير في سلوكه ومشاعره تجاه مديرته؛ أي أنه لم يفكر فقط في أنه أرسل رسالة بالخطأ. أدرك بهاء مباشرة أن شعوره بتجاهلها له في الاجتماعات أثار رد فعل عاطفياً أعمق ناتجاً عن معاناته التقليل من قيمته في وظائفه السابقة، وكان رد الفعل هذا هو ما دفعه لإرسال تلك الرسالة بتهور. ساعده ذلك على فهم أن مديرته ربما لم تتقصد تجاهله، بل أرادت تسيير الاجتماع وفق جدول زمني ملائم.

إجراء المحادثة عاجلاً وليس آجلاً.

إذا ارتكبت خطأً مع مديرك، فلن ينساه إن تجاهلته وتفاديت الحديث عنه؛ فذلك يوصل رسالة واضحة سيفسرها مديرك على أن تجاهلك نابع من سلوك تجنبي أو دفاعي أو من عدم القدرة على تحمل المسؤولية. تشتد مشاعر عدم الارتياح الخفية أيضاً إذا تغيرت لغة جسده وألغى لقاءات المراجعة، ما يزيد التباعد العاطفي الذي ستصبح معالجته أصعب لاحقاً.

لذا من الضروري جداً أن تبادر بالتحدث عن الخطأ في غضون يوم إلى يومين، فهذه الفترة تمنحك الوقت الكافي للتفكير وتعزيز استقرارك العاطفي، كما أن ذلك يبين نضجك ويظهر الحاجة الملحة لحل المشكلة على نحو مباشر.

انتظر بهاء أكثر من يوم بقليل قبل أن يطلب اجتماعاً فردياً مع مديرته بلغة بسيطة قائلاً: "هل لديك بضع دقائق من الوقت؟ أود أن أكلمك في موضوع مهم".

علم بهاء أنه لم يكن بحاجة إلى حل المشكلة تماماً دفعة واحدة، وهذا يشمل أيضاً التحدث عن تصوره بأنه يتعرض للتجاهل. لكن بينت مبادرته السريعة أنه كان جاداً في تحمل مسؤولية تصرفه. الانتظار فترة طويلة يفاقم المشكلة أكثر مما يجب، كما أنه يسمح للمدير بتثبيت انطباع خاطئ ستواجه صعوبة أكبر في إزالته لاحقاً.

تحمل مسؤولية الخطأ دون الإفراط في التفسير.

يبني تحمل المسؤولية الثقة، بينما يؤدي التبرير واختلاق الأعذار أو إلقاء اللوم إلى تراجعها؛ لذا الهدف هو الاعتذار بصدق وبإيجاز دون تذلل، لأن القادة يحترمون المصداقية وليس الشعور بالنقص.

إدراك بهاء لاستجابته العاطفية ساعده على تحمل مسؤولية تصرفه دون أن يضطر إلى التبرير؛ إذ لم يحاول التقليل من خطورة خطئه أو إلقاء اللوم على مديرته، على الرغم من أنه كان لا يزال محبطاً. بدلاً من ذلك، تكلم بأسلوب بسيط وركز على أثر كلامه قائلاً: "أريد أن أعترف بأن رسالتي كانت غير لائقة وغير مهنية. لقد سمحت لإحباطي بأن يتحكم بتصرفاتي، وأتحمل مسؤوليتها. أقدر علاقة العمل بيننا، وأنا ملتزم بالعمل معك لإعادة بناء الثقة".

هذا كل ما قاله. كان بهاء واضحاً ومباشراً وتجنب الإفراط في التفسير، كما أنه لم يخرج عن الموضوع بقول عبارات تبريرية مثل "شعرت بالإقصاء". إن تأطير المحادثة على أنها عمل تعاوني وليست اعترافاً يساعد على تجنب تبرير الخطأ. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتراف بأثر تصرفك وليس فقط بالنية منه يبين لمديرك أنك فكرت جيداً في المحادثة.

اقتراح آلية لتجنب الخطأ في المستقبل.

بمجرد أن أظهر بهاء استعداده لتحمل المسؤولية، تمكن من توجيه المحادثة نحو المستقبل بدلاً من الماضي. يبين الاعتذار الصادق مشاعر الندم، لكن اقتراح آلية لتجنب الخطأ في المستقبل يدل على النضج وحس المبادرة والذكاء العاطفي. إذا تبنيت هذه الآلية، فلن تكتفي بالاعتراف بالخطأ وستقترح طريقة للتصرف على نحو أفضل في المستقبل.

مع تقدم المحادثة، اقترح مساراً مستقبلياً وحدد الخطوة الأولى لإعادة بناء الثقة وتحسين العلاقة، واحرص على تأطيره ضمن دعوة للعمل التعاوني ومشاركة الطرف الآخر. على سبيل المثال: "في المستقبل، سأحرص على التعبير عن مخاوفي ومصارحتك بها مباشرة لأضمن أن يكون إسهامي إيجابياً. لا مشكلة لدي في تلقي الملاحظات، وسأكون ممتناً لتوجيهاتك إذا كان لديك اقتراح حول تصرفاتي".

يفتح هذا النهج المجال للحوار والتعاون الدائمين، ويبين أنك مهتم بالنمو والتعلم من خطئك، وليس مجرد التخفيف من تبعاته.

الأفعال أبلغ من الأقوال في بناء المصداقية؛ لذا احرص على التواصل باستمرار مع مديرك وبأسلوب مهني. يتطلب ذلك إظهار النضج العاطفي دون اتباع سلوكيات دفاعية أو عدوانية سلبية أو ممارسة النميمة.

إعادة بناء العلاقة مع مرور الوقت.

لا يمكن استعادة الثقة بإجراء محادثة واحدة فقط، بل من خلال اتباع السلوكيات المستمرة. الخطوة الأهم تأتي بعد الاعتراف بالخطأ واقتراح طريقة لتجنبه في المستقبل؛ إذ يجب عليك ممارسة عملك بمهنية واتباع السلوكيات المنسجمة مع ما وعدت به والتحلي بالنضج العاطفي على نحو مستمر. كن حاضراً وانتبه إلى نبرتك حين تتحدث في الاجتماعات، كما عليك أن تحضر للعمل جيداً وتحافظ على ثباتك تحت الضغط. أفعال بسيطة مثل الردود السريعة ودعم أولويات مديرك والإسهام في التوصل إلى الحلول ستخلق انطباعاً جديداً عنك بمرور الوقت. لا تفرض على مديرك علاقة وثيقة أو تتوقع أنه سيتصرف بألفة على الفور، بل ركز على الموثوقية والاحترام. دع تصرفاتك وحدها تثبت أن مديرك يستطيع الاعتماد عليك. هذه هي الطريقة التي تمكنك من تحسين سمعتك وتجديد علاقاتك بالآخرين.

قضى بهاء بضعة أسابيع في إعادة بناء الثقة مع مديرته ببطء، وعندما رفضت فكرة من أفكاره في أحد الاجتماعات، صبر حتى اجتماعهما ليعبر عن فضوله ويكتشف السبب الجذري للرفض. بدلاً من إبداء رد فعل دفاعي، استمع إليها وطرح الأسئلة وركز على توثيق العلاقة وليس فقط على النتيجة.

ستتمكن من استعادة ثقة مديرك بسرعة أكبر إذا أثبت أنك تعلمت من خطئك وأحسنت التصرف في الموقف إذا تكرر. أثبت بهاء أنه متواضع وقادر على التحكم بعواطفه ولديه من الشجاعة ما يكفي للتعامل مع مديرته حتى عندما كانت العلاقة متوترة. الجميع يرتكبون الأخطاء في العمل، وما يميز مسيرتك المهنية ليس الخطأ بحد ذاته، بل رد فعلك تجاهه وما تفعله لتجنبه في المستقبل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي