كيف تستخدم الملاحظات المكتوبة للتخلص من خوف التحدث أمام الجمهور؟

4 دقيقة
الملاحظات
فيكتوريا نوفوكاتسكا/غيتي إميدجيز

خذ مثلاً مروان، رئيس فريق المبيعات في شركة تكنولوجية مصنفة ضمن قائمة شركات فورتشن 500، إذ اعتاد هو وزملاؤه إلى حد ما إلقاء عروضهم التقديمية في غرفة مخصصة للمؤتمرات أو عبر منصة زووم، لكن الشركة أرادت أن تسلط على نفسها المزيد من الضوء، فكلفتهم بالتحدث في مؤتمرات لزيادة شهرتها وإظهار ريادتها الفكرية في قطاعها التخصصي.

كان مروان متوتراً بشأن اعتلاء المنصة مع الإضاءة الموجهة إلى عينيه مباشرة، وكان خائفاً على وجه الخصوص من أن يعجز عقله عن التذكر والتفكير وينسى المادة التي يعرضها.

هذا أمر شائع للغاية، فالتحدث أمام مجموعة صغيرة يختلف عن التحدث على منصة كبيرة؛ فسماع دوي صوتك عبر مكبرات الصوت، والوقوف على مستوى أعلى من أقرانك، وتوجه الأنظار كلها إليك في بيئة غير مألوفة، يمكن أن يسهم في إخراجك من منطقة الراحة وقد يحفز لديك استجابة "المواجهة أو الهرب" مع الإحساس بالعجز عن التذكر والتفكير، سواء في منتصف عرضك التقديمي أو عند تلقي الأسئلة الصعبة من الجمهور.

إذاً، ما الذي يمكنك فعله لتمنع هذا الخوف من أن يصبح حقيقة؟ نصيحتي إليك: أحضِر بعض الملاحظات. بعد عقدين من تعليم التحدث أمام الجمهور، أدركت الأثر الكبير للملاحظات في تخفيف التوتر، والفرق الذي يمكن أن تحدثه في أسلوب إلقاء العروض التقديمية، خصوصاً إذا كانت هذه تجربتك الأولى على المنصة. يكمن السر في معرفة كيفية إعداد هذه الملاحظات، ثم استخدامها بفعالية في اللحظة المناسبة.

ما الذي يجعل الملاحظات أفضل من النصوص المفصلة

تختلف الملاحظات التي تتضمن الخطوط العامة للعرض التقديمي عن النص التفصيلي، الذي يتضمن محتوى العرض بالكامل حرفياً. تمثل الملاحظات طريقة سهلة لتلقي نظرة خاطفة إلى الأسفل وتتمالك نفسك خلال العرض التقديمي مع الحفاظ على تركيزك على الجمهور، في حين يرغمك النص التفصيلي على أن تنظر إلى الأسفل خلال معظم فترة العرض التقديمي، وتوجه طاقتك نحو الورقة الماثلة أمامك، أو الأسوأ من ذلك، نحو هاتف محمول صغير.

أفضل نمط من الملاحظات هو مجموعة من النقاط المحددة التي يتألف كل منها من عبارات مختصرة (3 إلى 4 كلمات) بدلاً من جمل كاملة. أنصح بطباعتها على جانب واحد من الورقة بخط كبير، مع ترك مساحة كبيرة فارغة على الصفحة.

تختلف الملاحظات عن شرائح العرض، لأنها تخدم أغراضاً مختلفة، فالشرائح تهدف إلى تعزيز معنى كلماتك، في حين تهدف الملاحظات إلى تذكيرك بكلماتك. كما أن الشرائح موجهة إلى الجمهور، في حين أن الملاحظات مخصصة لك.

كيف تستخدم الملاحظات بفعالية

بعد أن تنتهي من إعداد ملاحظاتك، تدرب على تقديم عرضك التقديمي بصوت عالٍ باستخدام هذه الملاحظات، إضافة إلى أي شرائح عرض مرافقة. يضمن لك هذا أن تكون المعلومات على الصفحة كافية لتنشيط ذاكرتك، وستكون كلماتك حاضرة وواضحة، وستعرف لحظة الانتقال من شريحة إلى أخرى.

في اليوم الذي ستقدم فيه العرض التقديمي، وعند وصولك إلى الغرفة، ضع ملاحظاتك على منضدة الإلقاء أو على طاولة صغيرة على المنصة. في أغلب الأحيان، أطلب وضع طاولة صغيرة على المنصة لهذا الغرض بالتحديد. وعادة ما أحمل الملاحظات ضمن مصنف بلاستيكي شفاف وذي مظهر بسيط، وأضعه على الطاولة قبل أن أبدأ.

مؤخراً، كنت ألقي خطاباً رئيسياً جديداً، وعلى الرغم من أنني كنت مرتاحة للمادة، فقد كنت لا أزال أواجه صعوبة في تذكّر الانتقالات بين الشرائح، وأصابتني حالة من العجز عن التذكر والتفكير عدة مرات على المنصة، وإليك التقنيات التي وجدتها مفيدة بالنسبة لي:

تحرك باتجاه ملاحظاتك

عندما تجد نفسك عاجزاً عن تذكّر النقطة التالية، سر باتجاه ملاحظاتك من حين لآخر، عادة ما أعلّم عملائي أن يمشوا في أثناء الانتقال من شريحة أو فكرة إلى أخرى، ثم التوقف في المكان لتوضيح نقطة معينة، وتضمن هذه التقنية أن تعطي حركاتك انطباعاً بأنها لغة جسد مقصودة وهادفة.

توقف قليلاً وتنفس

على الرغم من أنك قد تشعر بارتباك جسدي عندما تعجز عن التذكر، فأنت لست مضطراً إلى نقل هذا الشعور إلى جمهورك. توقف لحظة قبل أن تنتقل إلى الجزء التالي من عرضك التقديمي. وبدلاً من أن تبدو متوتراً، ستبدو أفكارك منظمة وهادفة.

اشرب الماء في اللحظات المناسبة

هذه إحدى حيلي المفضلة في أثناء التحدث على المنصة، وأنا أطلب على الدوام وضع زجاجة من الماء لهذا الغرض بالتحديد. فإذا وجدت نفسي عاجزة عن التذكر، خصوصاً في أثناء تلقي الأسئلة من الجمهور، عادةً ما أومئ برأسي على نحو يوحي بالتفكير والانتباه، وأرتشف بعض الماء، وألقي نظرة على ملاحظاتي، ثم أواصل الحديث. قد يبدو لك ما تفعله مكشوفاً بالنسبة إلى الآخرين، لكن الجمهور لن يلاحظه إلا فيما ندر.

ماذا تفعل إذا عجزت عن التذكر، ولم يكن في وسعك أن تنظر إلى ملاحظاتك

لا شك في أنه ثمة بعض الحالات التي ستصيبك فيها حالة من العجز عن التذكر، لكن دون أن يكون النظر إلى الملاحظات متاحاً لك. في بعض الأحيان يمكنك أن تعترف بذلك للجمهور بأسلوب فكاهي ساخراً من نفسك، وتقول شيئاً مثل: "كنت سأتحدث عن نقطة رائعة للغاية، لكنها تبخرت من ذهني فجأة! دعونا نتابع، وأنا متأكد من أنني سأتذكرها".

أو يمكنك أن تتوقف قليلاً حتى تتلقى بعض الأسئلة: "دعوني أتوقف هنا حتى أتلقى أسئلتكم، ثم سألخص المواضيع التي تحدثنا عنها حتى الآن".

حاول أن تبقى هادئاً: إذا كنت مرتاحاً، فستجعل جمهورك مرتاحاً.

تذكر، ثمة 3 نسخ من كل خطاب: النسخة التي تكتبها، والنسخة التي تلقيها، والنسخة التي تتمنى لو أنك ألقيتها. ونادراً ما تكون هذه النسخ متطابقة. لا يريد جمهورك أن تكون مثالياً. وعلى الرغم من أن الجمهور يتوقع منك الدقة والاستعداد التام، فإنه يتوق أيضاً إلى الشعور بالأصالة. تتيح لك هذه العقلية الاسترخاء عندما تدرك أنك لست مضطراً إلى تذكر كل كلمة.

إذاً، كيف أبلى مروان وفريقه؟

استأجروا مسرحاً محلياً مدة يوم كامل استعداداً للمؤتمر، وأحضروا مصور فيديو، كما عرضوا شرائحهم على الشاشة الكبيرة، وتدربوا على عروضهم التقديمية طوال اليوم "مع الإضاءة الموجهة إلى أعينهم مباشرة".

نتيجة هذا التدريب الذي جمع بين التكرار والملاحظات ضمن بيئة تعلم آمنة، شعر أفراد الفريق بالراحة، كما أن طرح الأسئلة الصعبة بعضهم على بعض جعلهم يشعرون بأنهم مستعدون جيداً. وفي النهاية، غادر أفراد الفريق المكان متحمسين ومستعدين لاقتحام المنصة.

ثمة الكثير مما يمكنك فعله كي تستعد لمواجهة حالة العجز عن التذكر والتفكير. وعندما يكون لديك مجموعة من الأساليب الجاهزة للتعامل مع هذه الحالة، يمكنك الاسترخاء والتركيز على الرسالة التي ترغب في توصيلها إلى الجمهور. تقبّل أخطاءك ونقاط ضعفك، وتوقف لحظة وتنفّس، وتابع خطابك. وستتمكن من تقديم عرض تقديمي مؤثر للغاية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي