كيف تختلف في الرأي مع مديرك؟

2 دقائق

إليكم هذه القصة التي تتحدث عن مشكلة: كيف تختلف مع مديرك في الرأي؟ اعتقد سليم أن الأمور تسير على ما يرام في منصبه الجديد. فقبل 6 أشهر وظّف نجيب، وهو رجل غني وقوي، سليم لإنقاذ السمعة المتداعية لفندقه ذي الخمس نجوم والانتقال به إلى آفاق أرحب.

لم يستغرق سليم وقتاً طويلاً لتحديد 3 مجالات يجب التركيز عليها، وكان واثقاً بأن ذلك كفيل بالتحسين السريع للآراء التي يكتبها الناس بحق الفندق على مواقع الإنترنت ذات الشعبية والتي يضع الناس فيها تقييماتهم للفنادق. أولاً، كان سليم يؤمن بضرورة تحسين مظهر الفندق ليبدو بحلّة جديدة، وبأنه سيستثمر مبالغ أكبر في تدريب الموظفين، وثالثاً، أراد تغيير سمعة الفندق، من خلال تعزيز دوريات الأمن الخاص في الفندق، والطلب إلى النساء مغادرة الفندق.

اقرأ أيضاً: كيف يتجنب المدير الوقوع في المحاباة؟

الخطط التي وضعها سليم كانت تسير كما هو مخطط لها. وفي غضون أسابيع، شعر بالسعادة عندما رأى آراء كتبها الناس على مواقع الإنترنت تصف الفندق بأنه "الفندق الأنظف في المدينة". ومع تحسن سمعة الفندق، تحسنت الحجوزات بطبيعة الحال.

لكن حالة الرضا المتنامي التي شعر بها سليم نتيجة انقلاب وضع الفندق رأساً على عقب تبخرت في إحدى الليالي بعد أن تلقى اتصالاً من مديره نجيب، الذي شعر بأن سليم كان سبباً في خسارة الفندق الكثير من الأموال نتيجة مضايقته الزبائن. وخلال هذه المكالمة الهاتفية العاصفة، لم يترك نجيب فرصة لسليم كي يردّ عليه ولو بكلمة واحدة، وأنهى المكالمة على عجل.

أصيب سليم بحالة ذهول شديدة. وبعد أن أغلق سماعة الهاتف مع مديره، فكر في حزم حقائبه والمغادرة. وقد لام نفسه بشدة على إخفاقه في الرد على المدير دفاعاً عن نفسه، وعدم تقديمه للأدلة والبراهين التي تدعم الحقيقة القائلة بان الفندق كان يسجل أداء أفضل من أدائه في أي وقت مضى. لكن نجيب كان قد اتخذ قراره بالفعل ولم يرغب ببساطة في سماع أي شيء من سليم.

الحديث بصراحة مع المدراء

صحيح أن المدراء التنفيذيين يتذمرون بيأس دائماً قائلين "لا أحد يخبرنا بالحقيقة"، ولكن في الوقت نفسه يشتكي موظفوهم "لا نستطيع إخبار مديرنا بما يدور في رأسنا". والنتيجة هي أن المعلومات لا تنتقل بسلاسة إلى الأعلى ضمن هيكلية الشركة، الأمر الذي تنجم عنه قرارات غير مستندة إلى الواقع، وأزمات كان يمكن تحاشيها.

اقرأ أيضاً: كيف تقنع مديرك بأنك تحتاج إلى إجازة؟

من الواضح أن هناك الكثير من الأمور التي يتعين على المدراء فعلها لتشجيع موظفيهم على الحديث بصراحة أكبر. لكنني فوجئت على مدار السنين عندما اكتشفت بأنه حتى في أكثر الثقافات إذلالاً، هناك حفنة من الأشخاص الذين يعرفون كيف ينطقون بالحقيقة في وجوه من هم أقوى منهم.

فيما يلي 4 من الأشياء التي يجيد هؤلاء الناس فعلها:

  • يعقدون اتفاقاً على المواجهة الصريحة: إن الأشخاص الذين يجيدون التواصل الفعال لا ينتظرون الحاجة إلى الاختلاف في الرأي، وإنما يجرون حديثاً منفصلاً عندما تكون الأوضاع مستقرة وعندما تكون النفوس هادئة من أجل الاتفاق مع المدير حول كيفية التعامل مع هذه اللحظات التي يختلفون فيها في الرأي. فهذا الاتفاق النفسي يصبح مرجعية قوية عندما تغلي الدماء في العروق.
  • يناقشون الغاية قبل المضمون: يمكنك أن تكون أكثر صراحة بكثير في عرضك لرأيك إذا عبّرت عن هذا الرأي في سياق هدف مشترك يعتبره المدير أمراً مهماً له.
  • يظهرون الاحترام قبل الاختلاف: عندما يكون هذا الإحساس بالاحترام مضموناً، بوسعك الانتقال إلى التعبير عن آرائك بصراحة وصدق وانفتاح.
  • يطلبون الأذن ليختلفوا في الرأي ويستحقونه: إن طلب الأذن هو طريقة قوية جداً لإبداء الاحترام لمنصب المدير وتجنب الاستفزاز غير الضروري. سر النجاح هو أن تطلب الأذن بينما أنت تعطي مديرك سبباً ليمنحك إياه.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل مع مدير يفتقر إلى الوعي الذاتي؟

وفي نهاية الحديث عن مشكلة: كيف تختلف مع مديرك في الرأي؟، عندما يحاول الأشخاص الأقوياء إسكاتك، قد لا يكون الأمر ناجماً عن عدم قدرتهم على تحمل الاختلاف في الآراء، وإنما قد يكون الاختلاف في الرأي في نظرهم شكلاً من عدم الاحترام.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل مع مدير يطرح فكرة جديدة كل 5 دقائق؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي