على سبيل المثال، في بداية انضمامي إلى بنك "بي إن بي باريبا فورتيس" (BNP Paribas Fortis)، كان هناك مصرفان يافعان وأكثر ديناميكية تمكنّا من التفوق علينا. مع أننا كنا قادة لسوقنا لسنوات عديدة، كانت منتجاتنا الجديدة تُطَلق بعد منافسينا بعدة شهور، وتضاعف وقت وصول منتجاتنا إلى السوق خلال السنوات الثلاث الماضية. وراء هذه المشكلة كانت هناك مشكلة أخرى أعمق: كان لدينا أكثر من 100 مشروع ضخم (تتجاوز قيمة كل مشروع خمسين ألف يورو). لم يكن لدى أحد فكرة واضحة عن حالة هذه الاستثمارات ولا حتى الفوائد المتوقعة منها. على الرغم من أن البنك كان يستخدم أداة لإدارة المشاريع إلا أن غياب الانضباط في تحديثها بالمعلومات جعلها عديمة الفائدة. كانت الاستطاعة وليس الاستراتيجية، هي ما يحدد أي المشاريع سيتم إطلاقها ومتى. إن توفرت الموارد للمشروع جرى إطلاقه، وإلا كان يجري تعليقه أو إلغاؤه.
تحديد الأولويات على المستوى الاستراتيجي والتشغيلي هو ما يخلق الفارق عادة بين النجاح والفشل. لكن كثيراً من المنظمات لا تفعله جيداً.
إليك مثال واقعي آخر، يتعلق بشركة تقدم خدمات توصيل الطرود للعملاء بالبريد. كانت الشركة، مثل شركات الخدمات البريدية الأخرى، تكافح للبقاء في عصر يشهد تنافساً متزايداً وبدائل رقمية عديدة. جمع كبار القادة الموظفين في
اترك تعليق