من المؤكد أنك تسمع الكثير من النصائح حول الطرق الأنسب للتقليل من التوتر في مكان العمل. ولكن معظم هذه النصائح يركز على ما يجب فعله على المدى البعيد – مثل إخبارك بأنه يجب عليك ممارسة اليوغا، أو تناول وجبات صحية من الطعام، أو تدوين يومياتك في دفتر، أو الحصول على مزيد من النوم. ولكن ماذا تفعل عندما يداهمك التوتر فجأة – وأنت جالس إلى طاولتك، أو وسط اجتماع؟
يشعر 80% من الأميركيين بالتوتر في مكان العمل، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها "نيلسن" لصالح كلية "إيفيريست". وقد تبين أن الرواتب المنخفضة، وعبء العمل غير المعقول، والرحلات اليومية المضنية بين العمل والبيت من الأسباب الرئيسية للتوتر، يليها مباشرة وبفارق ضئيل زملاء العمل غريبو الأطوار. وما يفاقم المشكلة هو أن "الناس يدخلون إلى أماكن عملهم وهم مليؤون بالتوتر أصلاً"، حسبما تقول ماريا غونزاليس، مؤسسة ورئيسة شركة "آرغوناوتا" الاستشارية ومؤلفة كتاب "القيادة الواعية" (Mindful Leadership). وتضيف ماريا: "إذا كان هناك مصاعب في المنزل، فإنك تحضرها معك إلى المكتب وهي تأتي لتضيف إلى التوتر المهني القائم أساساً، وإذا لم تكن حذراً، فقد تتضخم وتخرج عن سيطرتك".
أما جاستن منكيس، المستشار في شركة "سبينسر ستوارت" (Spencer Stuart)، ومؤلف كتاب "الأداء الأفضل تحت الضغط" (Better Under Pressure)، فيقول: "إنه من المهم جداً التحكم بردود أفعالك تجاه الأشياء المثيرة للتوتر التي تحصل لك لحظة حصولها".
وفيما يلي بعض التقنيات لمساعدتك في تحقيق ذلك:
• حدد العلامات التي تدل على أنك متوتر: قد تشعر بتشنج رقبتك، أو أن معدك تؤلمك، أو أن باطن كفك يتعرّق. هذه الأعراض كلها ناتجة عمّا يحصل داخل جسدك. عندما تكون قادراً على تمييز العلامات –عوضاً عن تجاهلها– ستتمكن من البدء في معالجة الأسباب الكامنة وراء التوتر.
• لا تنظر إلى الأمر على أنه توتر: يقول منكيس: "في معظم الأحيان يكون سبب ارتفاع ضغط دمك في مكان العمل هو أن مديرك أو أحد زملائك طلب منك أداء أمر مهم، وأنت ترغب بالنجاح"، ويضيف: "فأعراض التوتر تقول لك بأن هذا الأمر مهم جداً". لذا غيّر طريقة تفكيرك في المهمة التي تسبب لك التوتر وحاول عوضاً عن ذلك النظر إليها بوصفها فرصة للمضي قدماً وتريد أخذها على محمل الجد. وبحسب منكيس أيضاً: "الهدف هو الاستفادة من هذا الارتفاع في الأدرينالين لتركز طاقتك العصبية، مما يزيد من انتباهك ويساعدك على التحكم بنفسك تماماً".
• حاول تهدئة نفسك: عندما تكون متوتراً، يصبح الصوت الموجود داخل رأسك أعلى وأقوى ومتواصلاً. فهو يقول لك: "أنا غاضب جداً" أو "لن أتمكن من إنجاز هذا الأمر". ولتحييد هذا الصوت السلبي، "حاول التحدث إلى نفسك بطريقة منطقية، وبنبرة هادئة، وإدخال بعض الإيجابية في الحوار الداخلي الدائر في رأسك"، وفقاً لغونزاليس.
• خذ نفساً عميقاً ثلاث مرات: التنفس العميق استراتيجية بسيطة أخرى لتخفيف التوتر في لحظة حدوثه. ويساعد أيضاً في السيطرة على أعراض التوتر خاصة إذا كنت على سبيل المثال، ستشارك في مكالمة هاتفية مثيرة للتوتر أو تحتاج إلى إبلاغ أحد الموظفين بأخبار سيئة بعد مراجعة أدائه.
• أوجد صديقاً يصغي إليك: لست مضطراً لمواجهة اللحظات المثيرة لأعصابك في المكتب لوحدك.
• ضع قائمة بالمهام الواجب إنحازها: يعد إنشاء قائمة بالمهام التي يتعيّن عليك إنجازها، وترتيبها وفقاً للأولوية التي يجب أن تنجزها بها، طريقة أخرى للتغلب على الشعور بأنك متخم بالواجبات وعاجز عن إنجازها. ضع إشارة أمام كل مهمة تبيّن فيها متى يجب أن تنجز. وثمة خطوة تالية في غاية الأهمية: حدد من بين هذه المهام أيها مهمة وأيها عاجلة. وبعد إنجاز هذه المهام، بوسعك الانتقال إلى الأشياء الأخرى التي تعتبر أكثر روتينية.
• حاول الظهور أمام الناس بمظهر الشخص الهادئ: هل سبق أن لاحظت بأنك عندما تتحدث إلى شخص قلق أو متهيّج، تبدأ أنت أيضاً في الشعور بالقلق أو التهيّج؟ السبب في ذلك هو أن التوتر شعور معدٍ. لذلك تحدّث بطريقة معقولة وواقعية.