كيف تتعارف مع أشخاص لا تستطيع اللقاء بهم شخصياً

3 دقائق

كيف تتعارف مع أشخاص جدد من حولك؟ يعمل الكثير من المهنيين هذه الأيام مع عملاء أو زملاء منتشرين في أماكن مختلفة من العالم، وهذا لن يكون في صالحك إذا قيّدت جهود بناء شبكة علاقاتك بحضور الفعاليات المحلية أو دعوة الأشخاص لتناول القهوة ضمن نطاق منطقتك. لذا، من المهم جداً أن تتقن فن بناء العلاقات على الصعيد الافتراضي حتى تتمكن من تأسيس علاقات مهنية متينة مع معارف خارج منطقتك الجغرافية.

كيف تتعارف مع أشخاص جدد بطريقة صحيحة

ندرك جميعنا أهمية إنشاء صفحة شخصية متطورة في موقع "لينكد إن"، باعتبارها عادة أول ما يبحث عنه الأشخاص عنك على الإنترنت. لكن مجرد إضافة الأشخاص في "لينكد إن" ليس حلاً، ولا يمكن اتخاذه بديلاً عن تطوير علاقات قوية مع الزملاء البعيدين عنا. إليك هنا 3 طرق خارج موقع "لينكد إن" للتواصل مع رفاق المهنة عبر الإنترنت سواء أكانوا جزءاً من شبكة معارفك حالياً أم لا.

أتقن فن المبادرة

قد تضيّع الكثير من الوقت في "بناء شبكة العلاقات" على مواقع التواصل الاجتماعي، بالاندفاع للنشر في "تويتر" أو مجموعات "لينكد إن". صحيح أن هذه النشاطات مفيدة، إلا أنك ستحصل على أقل النتائج منها فقط لأن جهدك مشتت (تذكر أنك تتنافس مع 500 مليون تغريدة في اليوم). لكنك قد تبدأ بحصد النتائج إذا اتبعت نهجاً أكثر تركيزاً.

اقرأ أيضاً: تعلّم كيف تحب التعارف

لا تتخذ من "بناء علامتك الشخصية المميزة" ذريعة للنشر عشوائياً دون هدف. بدلاً من ذلك، اختر من 5 إلى 10 أشخاص تعرفهم قليلاً أو لا تعرفهم قط ممن ترى أن لديك فرصة في الوصول إليهم. قد يشمل ذلك رؤساء تسويق تسعى للعمل معهم، أو مؤلفين تقدّرهم، أو معارف التقيت بهم سريعاً في أحد الفعاليات الصناعية وتود تعميق علاقتك معهم. تابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي ودوِّن ملاحظات حول المواقع التي يزورونها بانتظام (لا فائدة من إرسال تغريدات لشخص يزور حسابه مرة واحدة فقط كل شهرين).

حسبما تقتضي الحاجة، ابحث عن فرص للتفاعل مع هؤلاء الأشخاص بإعادة تغريد منشوراتهم إلى جمهورك والإجابة عن الأسئلة التي يطرحونها، ومشاركة إجابات مدروسة لما ينشرونه. توقع أن تستغرق هذه العملية وقتاً وهذا طبيعي لأنه ليس من مصلحتك أن تظهر بمظهر شخص مزعج يتابعهم من خلال مشاركة 25 منشوراً من منشوراتهم أسبوعياً. فكر على المدى الطويل، واجتهد للتفاعل معهم كل بضعة أسابيع على مدى 6 إلى 12 شهراً. اجعل هدفك جعل اسمك مألوفاً لديهم بطريقة إيجابية بحيث سيسرهم لقاؤك شخصياً عندما تأتي اللحظة المواتية.

اجذبهم إليك

هناك طريقة أخرى أفضل حتى من استهداف الأشخاص وهي جعلهم يأتون إليك بأنفسهم. ستغير هذه الطريقة من ميزان القوى لصالحك وتضعك في موقع النظير الذي سيسرهم التواصل معه بدل النظر إليك باعتبارك شخصاً طموحاً يسعى للوصول عبرهم. يمكنك تحقيق هذا، كما أصفه في كتابي "التواصل السريع" (Stand Out Networking)، من خلال كتابة مقالات مدروسة (أو محتوى في أشكال أخرى مثل البودكاست أو مقاطع الفيديو)، تقدم من خلالها معلومات مفيدة بالإضافة إلى وجهة نظرك حول موضوع معين، سواء كان ذلك استراتيجيات تطوير الأعمال لشركات المحاماة أو الأخطاء الواجب تجنبها عند فتح عمل في الأرجنتين. إذا كانت هذه المواضيع مهمة لذلك الشخص الذي تحاول التواصل معه، فإنه على الأغلب سيعثر عليها وسيبدي اهتماماً بعملك.

لتسريع العملية أكثر اقتبس منه في مقالاتك. بهذه الطريقة، ستزيد من احتمال أن يعثر عليك. (تواصل معي مؤلفان من أكثر الكتب الأكثر مبيعاً شخصياً بعد أن اقتبست منهما في إحدى كتاباتي وتبع ذلك حديث على "سكايب" ثم تناول الفطور معاً).

طوّر استراتيجية تؤسس للتواصل الشخصي من أجل أن تعرف كيف تتعارف مع أشخاص جدد

يعمل بناء العلاقات في العالم الافتراضي على أفضل وجه عندما لا يحدث منعزلاً. حالما تؤسس "الروابط الدافئة" وتجري التواصل الأولي مع المعارف البعيدين عنك، يمكنك تقوية تواصلك معهم بالانتقال إلى مقابلتهم شخصياً.

على سبيل المثال، إذا كنت تعرف مسبقاً أن أمامك فرصة الالتقاء بأحدهم في مؤتمر ما (كأن يكون المنظمون قد أعلنوا عن أسماء المشاركين)، لا ضير عندها من إرسال رسالة له قبل المؤتمر من "لينكد إن" أو "تويتر" إذا كان نشطاً هناك، قدّم نفسك له واقترح وقتاً للتواصل في المؤتمر. بما أن قلة من الناس يخططون ويهيئون لتواصلهم مع الآخرين، فمن المحتمل أن تكون رسالتك فريدة.

يمكنك بعد اللقاء بذلك الشخص وجهاً لوجه، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للحفاظ على علاقتك معه نشطة، خاصة إذا كنتما لا تقطنان في منطقة واحدة وفرص مقابلته تكاد تكون معدومة. عندما يعتادون على رؤية تحديثاتك الدورية، سيتكون لديهم شعور بالتواصل الدائم الذي يُمكِّن العلاقة من الاستمرار حتى لو لم يكن هناك تواصل مباشر بينكما.

وفي نهاية الحديث عن سؤال كيف تتعارف مع أشخاص جدد بشكل صحيح، لن يحل التواصل الافتراضي يوماً محل التواصل الشخصي وجهاً لوجه، لكنه أداة فعالة لبناء العلاقات والمحافظة عليها مع معارف حول العالم- منهم زملاؤك المحليون الذي قد لا تراهم خلال يوم العمل والمهمّون جداً لنجاحك المهني.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي