كيف تبني العلاقات المهنية الصحيحة؟

3 دقائق
كيفية بناء علاقات مهنية

يُعد تطوير شبكة قوية من العلاقات أمراً مهماً لنجاحك المهني. ففي نهاية المطاف، هذه الشبكة هي مصدرك الأساسي لفرص الأعمال والتوصيات. لكن ماذا تفعل إذا كنت لا تعرف الأشخاص المناسبين الذين بإمكانهم مساعدتك؟ إليكم كيفية بناء علاقات مهنية بشكل صحيح.

ربما تكون حديث العهد في مجال عملك، أو ربما انتقلت إلى مكان إقامة جديد، لكن بغض النظر عن السبب تبقى المشكلة نفسها: إذا بدأت بعلاقات خاطئة، فكيف لك أن تصل إلى الأشخاص المناسبين؟ هذا تحدٍ أناقشه في كتابي "رائد الأعمال الكامن فيك" (Entrepreneurial You). وإليك هنا 4 استراتيجيات لأخذها في الاعتبار.

كيفية بناء علاقات مهنية

كن محدداً

يود معارفك الحاليين غالباً مساعدتك، لكن لا يعرفون كيف، وخاصة إذا كان مجال العمل الجديد خارج مجال خبرتهم. لذا لا تتوقع منهم أن يخمّنوا ما تحتاجه. يجب عليك أن تحدد لهم نوعية الناس الذين تريد مقابلتهم. عليك مساعدتهم في تصوّر الأشخاص الذين تود التعرف إليهم. يمكنك أن تقول مثلاً: "أتمنى لو أستطيع تقديم استشارات لجوجل يوماً ما. هل تعرف أحداً يعمل هناك يمكنك تقديمي إليه؟"، أو يمكنك التصنيف بحسب المنصب والقول لأصدقائك: "أنا مهتم بتكوين المعارف مع أي شخص تعرفه في موقع نائب رئيس للموارد البشرية. هل تعرف أحداً في هذا المنصب؟".

اقرأ أيضاً: كيف تطور مسارك المهني من خلال الدورات المفتوحة عبر الإنترنت؟

ويمكنك أيضاً استخدام موقع "لينكد إن" لتسريع العملية بتمشيط قائمة معارف أصدقائكلمعرفة ما إذا كان لديهم شخص معين ترغب في تقديمك إليه. لا تنسَ، على أي حال، أن لدى الأشخاص درجات متفاوتة من القرب مع معارفهم على "لينكد إن"، لذلك استعد لأن يجيب البعض بالقول إنهم لا يعرفون شخصاً ما جيداً، أو لا يعرفونه أبداً. لكنك ستجدهم مستعدين للمساعدة عندما تكون معرفتهم بشخص ما جيدة.

كن مستعداً لتوظيف "درجات التباعد الست"

بطبيعة الحال، تكون الأمور أسهل بكثير عندما يكون لديك المعارف المناسبون الذين يمكنهم تقديمك للآخرين مباشرة. لكنك ستبلغ مرادك أيضاً إذا كنت مستعداً لبذل وقت وجهد إضافيين لتأسيس روابط متعددة.

كان مايكل بنغاي ستانير، مؤلف كتاب "عادة التدريب" (The Coaching Habit) بالكاد يعرف أحداً عندما انتقل إلى تورنتو، لذلك طلب المساعدة من أصدقائه. كانت ميليسا تعرف ليندسي التي كانت تعرف دافيد الذي كان يعرف نانسي وهي تنفيذية الموارد البشرية في مصرف محلي. بعد هذه السلسلة من المعارف، دعا بنغاي ستانير نانسي لحضور أحد ورشات عمله، وفي وقت الغداء كما يستذكر الآن: "أخذتني للحديث على انفراد وقالت: أتعلم، كنت على وشك توقيع عقد مع مورد آخر، لكنني قررت أن اختار برنامجك التدريبي. هل يمكنك تقديم عقد غداً؟ وهل يمكنك إرسال فاتورة لنا بقيمة 100 ألف دولار؟". كانت تلك 4 درجات من التباعد، لكن العلاقة التي كوّنها بنغاي ستانير مع نانسي أثبتت أنها لا تقدر بثمن.

قدّم محاضرات بالمجان حتى ولو في أماكن غير اعتيادية من أجل معرفة كيفية بناء علاقات مهنية

عندما لا تجد أي أصدقاء أو معارف يمكنهم مساعدتك في أعمالك؟ في هذه الحالة، قدّم محاضرات بالمجان حتى ولو في أماكن غير اعتيادية. تود هيرمان، وهو الآن مدرب للتنفيذيين ولكبار الرياضيين، نشأ عاشقاً للرياضة في غرب كندا، وبدأ يُلقي محاضرات مجاناً في جمعيات الشباب المحلية عن اليافعين الذين كان يدربهم على "الفوز باللعبة الذهنية". كان لديه مع ذلك طلب واحد: "سآتي وأتحدث مجاناً، لكن يجب أن يحضر مع كل ولد أحد والديه"، لأنه كان يعرف أنه إن لم يفعل ذلك فلن تصل الرسالة إلى مشتري خدماته أبداً.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتنمية المهارات المهنية؟

بلغت تلك المحاضرات عدداً هائلاً وصل إلى (68 محاضرة خلال 90 يوماً)، وهي التي أطلقت عمله وهيّأت له فرصاً لم يكن يتخيلها. في أحد الخطابات، حضر رئيس "رابطة الهوكي الوطنية" لدعم ابنه، وكانت نتيجة حوارهما أن انتهى الأمر بهيرمان يدرب لاعبي الرابطة. وبالمثل، رأى أحد المسؤولين في الحكومة الكندية أن مفاهيم هيرمان يمكن تطبيقها في مكان عمله، فدعاه لتقديم المشورة. ومنحه وجود الحكومة الكندية بصفته أول عميل له من خارج الدائرة الرياضية فوراً دليلاً اجتماعياً هائلاً مكنّه من العمل مع مؤسسات أخرى شهيرة.

إنشاء محتوى يجذب النوع الصحيح من الناس إليك

عندما أطلقت شركتي لتقديم خدمات استشارات في استراتيجية التسويق عام 2006، لم يكن لدي أدنى معرفة بالأشخاص المناسبين. وعلى عكس بعض الاستشاريين الذين أطلقوا عملهم الخاص بعد العمل لسنوات في شركات كبيرة، كان آخر منصب توليته رئاسة مؤسسة صغيرة غير ربحية تشجع على استخدام الدراجات، وهو ليس المكان الأمثل للقاء أفضل قادة الشركات الذين يطلبون خدماتي. لم أكن أعرف هذا النوع من الناس، ولم أكن أعرف أشخاصاً يعرفونهم أيضاً.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد موظفيك الذين يعانون من أزمة في منتصف مسيرتهم المهنية؟

أدركت أنه سيكون عليّ جذبهم إليّ بدلاً من الذهاب إليهم. بدأت بالتدوين بانتظام في مواقع مثل "هارفارد بزنس ريفيو" و"فوربس"، لأحرص على أن أكبر جمهوري المستهدف سيصبح مطلعاً على أفكاري وأنهم سيبدؤون بتمييز اسمي مع مرور الوقت. هذه، بالطبع، ليست استراتيجية سريعة الأثر، فقد استغرقني الأمر ما بين 2 إلى 3 سنوات حتى بدأت الاستفسارات تصل حول خدمات المحاضرة في الفعاليات أو الاستشارات نتيجة لكتاباتي. لكن بفضل البصمة الطويلة التي تركتها منشوراتي في محركات البحث، كانت استراتيجية فعالة تتضاعف مع مرور الوقت.

ليس من السهل معرفة كيفية بناء علاقات مهنية ودخول دوائر جديدة مهمة إذا كنت لا تعرف شخصاً داخلها. لكن ذلك ليس مستحيلاً. يمكنك باتباع هذه الاستراتيجيات تأسيس نفسك بالطريقة الصحيحة وبناء الشبكة التي تحتاجها كي تنجح.

اقرأ أيضاً: كيف تجعل مسيرتك المهنية ملفتة؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي