كيفية توصيفك للمشكلة تحدد ما إذا كنت ستحلها

3 دقائق
كيفية حل مشكلة

تركز القصص النموذجية للإبداع والاختراع على كيفية حل مشكلة ما بطريقة جديدة. لقد ابتكر جيمس دايسون طريقة لتكييف دوامة صناعية لفصل الشوائب للتخلص من كيس الغبار في المكنسة الكهربائية. وطور بابلو بيكاسو وجورج براك التكعيبية بصفتها طريقة لإدراج عدة زوايا للمشهد في اللوحة نفسها. واستبدل نظام تشغيل سطح المكتب المطور لدى زيروكس بارك (Xerox PARC) أوامر الكمبيوتر بواجهة مستخدم مكانية.

تركز كل هذه التوصيفات الموجزة لهذه الابتكارات بشكل أساسي على حل مبتكر. وتبدو المشكلة التي تحلها واضحة.

لكن تأطير الابتكارات بهذه الطريقة يجعل الإبداع يبدو وكأنه لغز. كيف فات الكثير من الناس حل المشكلة لفترة طويلة؟ وكيف توصل أول شخص إلى هذا الحل في الأصل؟

في الواقع، يعتمد معظم من يتوصلون إلى كيفية حل مشكلة ما بطريقة إبداعية للمشاكل على طريقة واضحة نسبياً: إيجاد حل داخل الذاكرة الجماعية للأشخاص الذين يعملون على المشكلة. أي أن شخصاً يبحث عن كيفية حل مشكلة ما يعرف شيئاً ما سيساعده على إيجاد حل، لكنه لا يدرك بعد أنه يعرف ذلك.

بالتأكيد، بعض الناس يتعثرون بالإجابة، إذا جاز التعبير، أو أنها تخطر فجأة على ذهنهم. عندما دخل أرخميدس إلى حوض الحمام ولاحظ ارتفاع مستوى المياه قاده ذلك إلى حل معضلة حجم الذهب في تاج الملك. في حين يستثمر آخرون عقوداً وملايين (أو حتى مليارات) الدولارات في البحث والتطوير (ومثال على ذلك شركات الأدوية). لكن الاستفادة من ذاكرة الفرد أو المجموعة هو أحد أكثر أساليب حل المشكلات فعالية من حيث التكلفة وقابلية للتكرار.

مفتاح هذه الطريقة هو الحصول على المعلومات الصحيحة من الذاكرة لحل المشكلة.

اقرأ أيضاً: هل يمكنك تحسين ذاكرتك فعلاً؟ وما هي الطريقة لذلك؟

ذاكرة الإنسان مركبة بطريقة تجعل مصادفة جزء من المعلومات بمثابة منبه لاستعادة أشياء أخرى ذات صلة. إذا طلبت منك تخيل حفلة عيد ميلاد يمكنك بسرعة استرجاع معلومات عن حفلات أعياد ميلاد حضرتها، ومن المحتمل أن تكون قادراً على التفكير في قبعات الحفلات والكعكة وأغنية "عيد ميلاد سعيد". لا تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد كبير لتذكر هذه المعلومات فهي تظهر نتيجة للإشارة الأولية.

إذا رغبت في استعادة شيء آخر من الذاكرة، فستحتاج إلى منبهات أخرى. إذا طلبت منك الآن أن تفكر في السلطة، فيمكنك على الأرجح استعادة معلومات حول الخس والطماطم والصلصة، على الرغم من أنك كنت تفكر في حفلات أعياد الميلاد قبل دقيقة واحدة فقط.

عند العمل على حل المشكلات بطريقة إبداعية، يمثل شرح المشكلة منبهاً للذاكرة. هذا هو ما يقود إلى الولوج في الذاكرة ويستخلص المعلومات ذات الصلة.

لإنشاء مجموعة متنوعة من الحلول الممكنة لمشكلة ما، يمكن لمن يتولى حل المشكلة (أو المجموعة التي تفعل) تغيير وصف المشكلة بطرق تؤدي إلى استعادة معلومات جديدة من الذاكرة.

على سبيل المثال، من الصعب أن نرى كيف كانت ذاكرة دايسون ستقوده إلى الدوامات الصناعية انطلاقاً من التفكير في كيس المكنسة الكهربائية. ولكن هناك طريقة بديلة لوصف المشكلة وهي أن المكنسة تسحب مزيجاً من الأوساخ والهواء وعليها فصل الأوساخ عن الهواء. تقوم الأكياس بذلك من خلال التصرف كعامل تصفية يحجز الأوساخ ويسمح للهواء بالمرور عبر المسام الموجودة في الكيس. ولكن هناك العديد من الطرق لفصل الجزيئات عن الهواء. تخلق الدوامات الصناعية كتلة دوارة من الهواء تُلقي بالجزيئات على الحواف بقوة الطرد المركزي.

هذه الطريقة في وصف المكنسة الكهربائية تعمم المشكلة عن طريق إزالة بعض المكونات المحددة المستخدمة عادة لحلها. عبارة "فصل الأوساخ عن الهواء" لا تذكر الكيس على الإطلاق. عندما تركز على الكيس، ستتذكر بطبيعة الحال صفات الكيس. تشير القائمة الكبيرة لأرقام براءات الاختراع الموجودة على معظم أكياس المكنسة الكهربائية إلى أن العديد من المخترعين فعلوا ذلك. لكن الحل الجديد الجذري للمشكلة يتطلب عرض المشكلة بطريقة جديدة.

إذاً، كيف يمكنك صياغة المشكلة بالطريقة التي تحتاجها لإيجاد حل لمشكلة تواجهها أعمالك؟ لسوء الحظ، لا يوجد عرض مثالي للمشكلة. بدلاً من ذلك، فإن الأشخاص والمجموعات الأكثر إبداعاً هم أولئك الذين يجدون العديد من الطرق المختلفة لوصف المشكلة التي يرغبون بحلها. ستكون بعض هذه العبارات محددة وتتحدث عن الأشياء التي يتم تشغيلها (مثل أكياس المكنسة الكهربائية). يؤدي ذلك إلى استرجاع معلومات محددة ذات صلة كبيرة بالمشكلة (مثل أنواع مختلفة من الأكياس). بعد ذلك، يجب أن تجد المجموعات عدة طرق لوصف جوهر المشكلة المطروحة بطرق تركز على العلاقات بين الأشياء أو على إيجاد وصف أكثر تجريداً للهدف (مثل فصل الأوساخ عن الهواء). سيساعد كل من هذه التوصيفات الناس على تذكر المعرفة ذات الصلة البعيدة بالمجال الذي ذُكرت فيه المشكلة.

خلال بحثنا عن كيفية حل مشكلة ما كان معظمنا يبحث في المكان الخطأ عن رؤيتنا الإبداعية. نطلب من الناس "التفكير خارج السياق المعتاد"، لكن علينا أن نطلب منهم العثور على طرق أخرى لوصف الصندوق ورؤية ما الذي يحفزه في ذاكرتنا لاستعادته.

اقرأ أيضاً: فكر في حل المشكلات باستخدام أسلوب الاقتطاع بدل الإضافة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي