فن التفاوض: كيف تطلب ما تُريده في العمل وتحصل عليه؟

4 دقيقة
معرفة كيفية التفاوض
طاقم هارفارد بزنس ريفيو/ مارينا ديميشكو/ غيتي إميدجيز

ملخص: لن تحصل على بعض المزايا، مثل زيادة الراتب والترقيات أو المسميات الوظيفية الجديدة والمرونة في العمل تلقائياً، بغض النظر عن مدى الجهد الذي تبذله؛ لذلك، يجب عليك أن تكون مستعداً لطلب ما تحتاج إليه وقادراً على التمسك بمطالبك والاعتراض والتفاوض في حال عدم تلبيتها. يجب عليك معرفة كيفية التفاوض؛ إذ ربما تكون عملية إدارة المفاوضات أمراً صعباً ومقلقاً، لكن ثمة العديد من الطرق لتسهيلها.

  • إن مناقشة الأمور المالية، مثل الرواتب أو الزيادات ليست بالأمر السهل، فهي موضوع حساس مشحون بالعواطف ويؤثر إلى حد كبير في حياتنا جميعاً. إذا أضفنا إلى ذلك صعوبة طلب ما تريد (وهو الأمر الذي تلقّى العديد منا تعليمات بعدم فعله طوال حياتنا)، فمن الممكن أن تصبح عملية التفاوض أكثر تعقيداً وصعوبة. يكمن مفتاح نجاح المفاوضات حول الراتب وزيادة الأجر في دراسة ما ترغب في طلبه، وتقديم نطاق محدد للمبلغ الذي ستطلبه، والتدريب على ما ستقوله خلال عملية التفاوض.
  • على الرغم من أهمية الراتب، فإنه بالتأكيد ليس الشيء الوحيد الذي يجب عليك التفاوض بشأنه في العمل؛ إذ يمكنك التفاوض أيضاً حول الترقيات والمرونة في العمل وحتى الحصول على إجازات إضافية. بغض النظر عن الشيء الذي تسعى للحصول عليه، اعلم أنك تمتلك القدرة على طلبه. يعتمد نجاحك في هذه الأنواع من المفاوضات على معرفة ما أنت على استعداد للتنازل عنه وما لا تقبل التفاوض عليه.

كنت أعتقد دائماً أن الرواتب المجزية والزيادات والترقيات والامتيازات الوظيفية الإضافية تذهب فقط إلى الأشخاص الذين يستحقونها؛ أي أنها تعتمد فقط على الجدارة والكفاءة. اعتقدتُ أنني إذا عملت بجد بما فيه الكفاية، فسأحصل على المزايا الجيدة في العمل تلقائياً دون الحاجة إلى طلبها.

لكنّ الحقيقة هي أنك لن تحصل على بعض المزايا، مثل زيادة الراتب والترقيات أو المسميات الوظيفية الجديدة والمرونة في العمل تلقائياً، بغض النظر عن مدى الجهد الذي تبذله. لذلك، يجب عليك أن تكون مستعداً لطلب ما تحتاج إليه وقادراً على التمسك بمطالبك والاعتراض والتفاوض في حال عدم تلبيتها. يجب عليك معرفة كيفية التفاوض.

قد يكون التفاوض صعباً ومقلقاً، لكن ثمة العديد من الطرق لتسهيله، تقدم مقاطع الفيديو هذه نصائح حول كيفية تحديد احتياجاتك ورغباتك وطريقة صياغة طلبك والتعبير عنه، بالإضافة إلى كيفية التصرف إذا لم تحصل على ما تريده.

التفاوض على الأمور المالية

غالباً ما يكون محور النقاش في المفاوضات متعلقاً بالرواتب والزيادات، إن مناقشة الأمور المالية، مثل الرواتب أو الزيادات ليست بالأمر السهل، فهي موضوع حساس مشحون بالعواطف ويؤثر إلى حد كبير في حياتنا جميعاً. إذا أضفنا إلى ذلك صعوبة طلب ما تريد (وهو الأمر الذي تلقّى العديد منا تعليمات بعدم فعله طوال حياتنا)، فمن الممكن أن تصبح عملية التفاوض أكثر تعقيداً وصعوبة. لحسن الحظ، هناك بعض الطرق المجرّبة والفعالة للتعامل مع هذه الأنواع من المفاوضات.

ضع رقماً محدداً في ذهنك.

على عكس الاعتقاد الشائع، فالتفاوض حول الراتب لا يبدأ بمجرد تقديم عرض عمل، بل يبدأ قبل ذلك بكثير؛ أي خلال عملية المقابلة. سواء كان ذلك خلال تقديم طلب التوظيف عبر الإنترنت، أو في أثناء المقابلة الأولية عبر الهاتف، أو في محادثة فردية مع مديرك المستقبلي، فمن المحتمل أن تواجه في مرحلة ما السؤال الذي يتعلق بتوقعاتك للراتب ومن المهم أن تكون مستعداً للإجابة عن هذا السؤال بطريقة تساعدك إما على إعادة إبراز مؤهلاتك، وإما معرفة ميزانية الشركة، وإما تقديم نطاق راتب لا يؤثر سلباً في مفاوضاتك اللاحقة.

تجنّب ذكر راتبك الحالي.

قد تواجه سؤالاً آخر خلال المقابلة يتعلق براتبك الحالي. على الرغم من أن هذا السؤال غير قانوني في العديد من الأماكن، فمن المهم معرفة كيفية الإجابة عنه أو تجنبه. المشكلة هي أن معرفة صاحب العمل المحتمل لراتبك الحالي تمنحه ميزة تفاوضية وتضعه في موقف أفضل منك. يمكن أن تصبح عملية التفاوض في هذه الحال أصعب، ولا سيما إذا كنت تتقاضى راتباً أقل مما تستحق وتبحث عن شركة تفهم قيمتك الحقيقية وتقدم لك الأجر الذي تستحقه.

ادعم طلبك بالبحث والدراسة.

عندما تبدأ التفاوض على الراتب، يجب عليك أن تأخذ الأمر على محمل الجد. سيحدد مرتب أول تعيين الزيادات والمكافآت المستقبلية لسنوات مقبلة، لذلك، لا تقبل العرض الأول الذي تتلقاه. تأكد من إجراء بحث حول معدلات الأجور السائدة في السوق فيما يتعلق بمجال عملك، وحدد الحد الأدنى من الراتب الذي يمكنك قبوله، وفكر في حزمة التعويضات الكاملة التي يمكن أن تتلقاها، وتدرّب على ما ستقوله في أثناء التفاوض.

احرص على تحديد الوقت المناسب لطلب زيادة على الراتب.

لا تتوقف المفاوضات على الراتب بمجرد حصولك على وظيفة. ففي كثير من الأحيان، لن تحصل على الزيادة تلقائياً بل عليك أن تطلبها وتتفاوض عليها. عند طلب زيادة الراتب، يجب اتباع النصائح والقواعد نفسها التي تتبعها عند التفاوض على الراتب الأولي. احرص على إجراء البحث اللازم، وقدم نطاقاً محدداً للزيادة التي ترغب في الحصول عليها، وسلّط الضوء على المساهمات التي قدمتها للشركة.

مفاوضات أخرى

على الرغم من أهمية الراتب، فإنه بالتأكيد ليس الشيء الوحيد الذي يجب عليك التفاوض بشأنه في العمل؛ ربما ترغب في الحصول على مزيد من المرونة في العمل عن بُعد وفي تحديد جدول المواعيد والأعمال. ربما تكون متحمساً للحصول على ترقية ومستعداً لتولي مسؤوليات جديدة. بغض النظر عن الشيء الذي تسعى للحصول عليه، اعلم أنك تمتلك القدرة على طلبه.

ما هي الأمور التي يمكنك التفاوض بشأنها أيضاً؟

عندما تحصل على عرض عمل، من المهم أن تتذكر أن الراتب هو جزء واحد فقط من حزمة التعويضات التي تتلقاها. إذا لم تتمكن الشركة من منحك الراتب الذي تريده، فابحث عن أشياء أخرى يمكنك التفاوض بشأنها. يمكنك طلب زيادة عدد أيام الإجازة، أو الحصول على مكافأة مالية عند قبول عرض العمل وتوقيع العقد، أو تغيير مسمى وظيفتك بحيث يعكس مسؤولياتك وخبراتك.

كيفية التفاوض بشأن المرونة في العمل

أصبح التفاوض للحصول على مزيد من المرونة في وظيفتك أسهل من أي وقت مضى. ربما ترغب في مرونة أكبر في عملك ضمن المقر المكتبي أو تسعى إلى تحديد ساعات عملك أو اختيار العمل في أيام مختلفة من الأسبوع، وبالتالي لن تعرف إمكانية قبول هذه الطلبات حتى تطرحها في أثناء عملية التفاوض. فقط احرص على الدخول إلى اجتماع التفاوض بعقل منفتح واستعداد لتقديم بعض التنازلات.

كيفية التفاوض للحصول على الترقية

على غرار زيادة الراتب، لن تحصل على الترقيات تلقائياً، فقد تحتاج إلى التفاوض مع مديرك للحصول على ترقية أو تولي منصب أعلى أو تولي مزيد من المسؤوليات، أو الانضمام إلى فريق جديد. إذا تأخر حصولك على الترقية التي تستحقها، فقد يكون من الصعب التفاوض بأسلوب تعاوني وبهدوء دون اتخاذ موقف دفاعي، وفي هذه المرحلة يكون من المهم السماح لإنجازاتك ومساهماتك على المدى الطويل بالحديث نيابة عنك لإبراز قيمتك.

متى يجب عليك الانسحاب من المفاوضات؟

في أي نوع من المفاوضات، من المهم أن تعرف الحد الأدنى الذي يمكنك قبوله، ما هي الأمور التي يمكنك التنازل عنها، وما هي الثوابت التي لا تقبل التفاوض بشأنها؟ يجب أيضاً أن تكون مستعداً للانسحاب من المفاوضات إذا لم تسر الأمور لمصلحتك، حتى إن كان ذلك يعني التخلي عن عرض عمل كنت متحمساً له، أو مغادرة وظيفتك الحالية للبحث عن فرص جديدة.

إن سعيك لتحقيق الأفضل لنفسك ليس أمراً سيئاً يدعو للخجل، بالإضافة إلى أن طلب الحصول على ما تستحقه هو حقك الطبيعي. لذلك، لا تدع خوفك من المفاوضات يمنعك من تحقيق أهدافك وطموحاتك. إذا خصصتَ وقتاً كافياً لدراسة خياراتك والتدرب على ما ستقوله في اجتماع التفاوض، فقد تتحقق رغباتك وتصبح واقعاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي