كيف تنال احترام الآخرين من منصبك كقائد؟

4 دقائق
الاحترام

يقدِّم الرئيس التنفيذي لشركة ريد هات (Red Hat)، جيم وايتهرست، في هذه المقالة المقتبسة من كتابه، نصائح حول كيفية بناء المصداقية في المؤسسات، خاصة إذا كنت موظفاً جديداً فيها، أو لديك خلفية مختلفة عن أعضاء فريقك، أو لست في موقع سلطة.

هل أنت جدير بالاحترام والثقة في مؤسستك؟ اسأل نفسك عما إذا كنت تحظى بالاحترام لأن الأشخاص يجب أن يحترموك أم لأنك جدير بهذا الاحترام حقاً. يطمح الكثيرون إلى الحصول على ألقاب لأن ذلك يجبر الآخرين على احترامهم. ولكن بالنسبة لي، هذا هو أدنى شكل من أشكال الاحترام، لا سيما إذا كان الشخص الذي تتلقى الاحترام منه أصغر منك أو يعمل في مستوى أدنى في النظام البيروقراطي. إذ يجب كسب الاحترام، فهو لا يتعلق بالحصول على لقب ما.

عندما يحترمك الأشخاص بسبب سلطتك فقط، فسوف يبذلون أدنى جهد من أجلك. اكتسب بعض من ذوي العقول النيّرة الاحترام لأنهم أذكياء جداً، لكن معظم الأشخاص ليسوا أذكياء إلى هذه الدرجة. إذاً، كيف يمكنك كسب الاحترام؟ ثمة 3 طرق:

أظهِر شغفك تجاه غاية مؤسستك ووجِّه الاهتمام نحوها باستمرار. ينجذب الأشخاص إلى المتحمسين ويرغبون عموماً في أن يحذو حذوهم.

أظهِر الثقة. لا يعبّر العديد من الأشخاص في مواقع السلطة عن الثقة على نحو جيد، خاصة مع فِرقهم. من المهم إظهار الثقة لمديرك، ولكن إظهار هذه الثقة نفسها لمرؤوسيك على القدر نفسه من الأهمية.

أشرِك موظفيك. يجب كسب الثقة، وبالتالي فإن الدعوة إلى عقد اجتماع وإخبار الأشخاص بما يجب عليهم فعله ثم الذهاب للجلوس في مكتبك المغلق لن يكون كافياً. فعليك أيضاً أن تتحدث عن نقاط ضعفك بصراحة وأن تطلب من الفريق مساعدتك في معالجتها. لا أحد يتوقع منك أن تكون مثالياً، لذلك لا تُخْفِها عن فريقك بل اجعله يعمل معك على معالجتها.

كان الانضمام إلى ريد هات تحدياً بالنسبة لي، فكنت أتساءل: هل سأكون جديراً بالثقة والاحترام بوصفي قائداً؟ كانت لدي خبرة كبيرة في القيادة وحصلت على شهادة في علوم الكمبيوتر، ولكن لم تكن لدي أي خبرة في تكنولوجيا المعلومات بالمؤسسات. ولم يكن هناك مجال للتظاهر بذلك في ثقافة تفاعلية ومنفتحة للغاية مثل ثقافة ريد هات. ومع ذلك، وجدت أن التحدث بصراحة شديدة عن الأشياء التي لم أكن أعرفها كان له في الواقع أثر يختلف عما توقعت؛ فقد ساعدني على بناء المصداقية. عَلِم أعضاء فريقي أنني لن أتظاهر بمعرفة أشياء لا أعرفها، وبالتالي كانوا أكثر ميلاً إلى الثقة بما أقوله. لا أحد يتوقع أن يعرف القائد كل شيء طوال الوقت، لكننا نتوقع أن يكون قادتنا صادقين وصرحاء.

من المهم الاعتراف بأن هناك ما لا تعرفه من أجل بناء الثقة، ولكن ما لا يقل أهمية هو أن تكون قادراً على الإسهام بمعرفتك وخبرتك بطريقة تتمحور حول المجتمع وما يحتاج إليه أكثر مما تتمحور حولك وحول كبريائك. من أكبر ما يمكن أن يجرح كبرياءك في ريد هات هو أن تقدم إسهاماتك في سلسلة نقاشات ولا تتلقى أي رد، لا إيجابي ولا سلبي. قالت لي مديرة فريق ترويج العلامة التجارية والتواصل في ريد هات، كيم جوكيش: "هذه أسوأ نتيجة حقاً. فهذا يعني أنهم على الأرجح يتجاهلون هذا النقاش، ما يعني أنك فشلت بشكل أو بآخر".

ومع ذلك، لا يتمثل الهدف في الحصول على مشاركات وردود، فليس هذا ما يبني مصداقيتك، بل يتعلق بغايتك الحقيقية. تقول إحدى أعضاء فريق التواصل المؤسسي في ريد هات، إميلي ستانسيل مارتينيز: "يتحسس الأشخاص النوايا هنا. إذا كنت تنوي التدخل في كل كبيرة وصغيرة لكي تجذب الانتباه، فسيلاحظون ذلك. ولكن إذا كنت تدرس الأمور بعناية لتقديم إسهامات حقيقية من أجل الصالح العام، فهذا هو ما يبني مصداقيتك حقاً ويرفع مكانتك".

لكن التحلي بالصبر لبناء هذا المستوى من المصداقية يمكن أن يكون محبِطاً لشخص انضم حديثاً إلى الفريق. فالموظف الجديد، خاصة الذي لم يبنِ سمعة طيبة بعد في مجتمع المصادر المفتوحة، ليس لديه المستوى نفسه من التأثير. لا يبدو هذا عادلاً دائماً، ونتيجة لذلك من المحتمل ألا تُسمع بعض الأفكار الجيدة أبداً. قد ينضم موظف جديد متحمس إلى الشركة معتقداً أن أفكاره ستُسمع مثله مثل الموظفين الآخرين، ولكنه يجد نفسه عالقاً في روتين ممل عندما يشعر أن أفكاره الجيدة تتعرض للتجاهل. ويمكن أن يؤدي ذلك بسرعة إلى انفصال الموظف عن العمل، وإما يترك الشركة وإما يحدث ما هو أسوأ من ذلك: أن يصبح رافضاً لثقافتها. يكمن جزء من الحل في وضع توقعات حتى يعرف الأشخاص أن اكتساب سمعة طيبة يتطلب وقتاً وعملاً شاقاً. يبدو الأمر كما لو كنت ترغب في بيع شيء ما على موقع مثل إيباي (eBay): دون تاريخ أو سمعة، يمكن أن تجد صعوبة كبيرة في تحديد المشترين المهتمين بما تعرضه للبيع. إذ يحتاج ذلك إلى وقت وصبر والتزام بالعمل على بناء سمعتك، وهو ليس شيئاً يستمتع الجميع بفعله. لتسهيل الأمر عليك، إليك بعض النصائح:

  1. لا تستخدم عبارات مثل "يريد المدير إنجاز العمل بهذه الطريقة" ولا تلجأ إلى ذِكر أسماء كبار القادة في الشركة. في حين أن ذلك قد يساعد على إنجاز الأمور على المدى القصير، فإنه يمكن أن يقيّد النقاش الذي يُعد جوهرياً لكسب الاحترام.
  2. أشِد علناً بالجهود أو الإسهامات الكبيرة. يمكن أن يكون ذلك في شكل رسالة شكر بسيطة تُرسل نسخة منها للفريق بأكمله.
  3. فكّر فيما إذا كان تأثيرك ينبع من موقعك في التسلسل الهرمي (أو إمكانية الوصول إلى المعلومات السرية)، أم من الاحترام الذي اكتسبته. إذا كانت الإجابة هي الخيار الأول، فابدأ العمل على كسب الاحترام.
  4. التمس التعليقات والأفكار حول موضوع معين على نحو استباقي. ويجب الرد على جميعها، ولكن لا تنفِّذ إلا الأفكار الجيدة. ولا تأخذ أفضل الأفكار فحسب، بل اغتنم كل فرصة يمكن أن تعزز الاحترام والثقة من خلال إعطاء الفضل لمن يستحقه.
  5. كافِئ عضواً عالي الأداء في فريقك من خلال تكليفه بمهمة ممتعة، حتى لو لم تكن في مجال عمله المعتاد.
هذه المقالة مقتبسة من كتاب "المؤسسة المفتوحة: تأجيج الشغف وتطوير الأداء" (The Open Organization: Igniting Passion and Performance).

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .