في كتابها "أن تكون مخطئاً: مغامرات في هامش الخطأ" (Being Wrong: Adventures in the Margin of Error)، قالت الكاتبة الأميركية كاثرين شولز: "يُفهم حبنا لأن نكون على صواب بأنه خوفنا من أن نكون مخطئين". بعبارة أخرى، يكون التزامنا بالاعتقاد أننا نعلم بالضبط ماذا يحدث ولماذا، وماذا يجب علينا فعله حيال ذلك، معززاً بمحاولاتنا الجادة لعدم التفكير في احتمال أن نرتكب خطأً، أو - ما هو أسوأ من ذلك - ما إذا كنا قد اقترفنا خطأ بالفعل.
ما الذي يزيد الأمر سوءاً؟ عندما يتورط الآخرون. هناك فارق بين أن تلتزم باعتقاد ما أو تضع خططاً أو تنفذ مهمة لا يعرف عنها أحد سواك، ثم ينتهي بك الحال مخطئاً. في هذه الحالة، عليك تسوية الأمر سراً بينك وبين نفسك. ولكن عندما تشارك قناعاتك مع الآخرين وتحشد القوات (أو ربما تسلحها بقوة) للدفاع عن هذه القناعات، وتكون مخطئاً، فإنك تواجه الآن مشكلة "منح الهوية". ربما تنظر إلى نفسك على أنك شخص ذكي، لكن إذا كان من حولك لا يرونك كذلك - أو ربما كانوا يرونك كذلك والآن لا - فإن الهوية التي اخترتها لنفسك لم يتم تأكيدها من جانب الآخرين.
ووفقاً لدوللي تشوغ، عالمة النفس الاجتماعي، ومؤلفة كتاب "الشخص الذي يجب أن تكون عليه: كيف يقاوم الأشخاص الصالحون الانحياز" (The Person You Mean to Be: How Good People Fight Bias)، فإننا عندما لا نكون متأكدين ما إذا مُنحنا الهوية التي تهمنا، تصبح حاجتنا إلى تأكيد هذه الهوية ملحة وقوية.
عندما يحدث ذلك، من المحتمل أن نتصرف بأساليب تقوض هوياتنا المزعومة أكثر، مثل الجدال، أو إلقاء اللوم على الآخرين، أو الانسحاب، أو التنصل من المسؤولية، أو التعنت والإصرار على الخطأ.
لذلك، قبل أن يُنظر إليك على أنك شخص مخطئ ومتكبر أو متحفظ أو غير مسؤول، فإنك بحاجة إلى المضي قدماً في هذا الموقف. سترغب في التحدث مع أي شخص ربما يكون قد تأثر بقرارك، بمن في ذلك مديرك وفريقك وزملاؤك ومرؤوسوك المباشرون وعملاؤك. (وربما تكون بحاجة إلى التحدث مع نفسك أيضاً).
يجب أن تتكون كل محادثة من هذه المحادثات من 3 أجزاء:
تحمّل المسؤولية: قل "كنت مخطئاً" (لا تقل "هناك أخطاء ارتُكبت" أو "لم يسر الأمر بالطريقة التي توقعتها" أو أي عبارة أخرى تقلل من مساهمتك الشخصية). قدم تفسيراً موجزاً، لكن لا تختلق أعذاراً. اعترف بأن خطأك كان له تأثير سلبي على الآخرين، وكن مستعداً للاستماع حقاً - دون دفاع عن نفسك - لرواية الآخرين عن هذا التأثير. لا تقاطعهم، واعتذر.
حدد ما الذي تحتاج إلى فعله الآن: تحمّل المسؤولية أمر بالغ الأهمية بقدر أهمية اتخاذ الإجراءات. هذا هو جوهر التعامل مع الأزمات، حتى لو كان خطؤك لا يمثل أزمة كبيرة. أخبِر الآخرين عما تفعله الآن لتصحيح هذا الخطأ، وفرّق بين الأجزاء التي يمكن إصلاحها، وتلك التي لا يمكن إصلاحها. اذكر ما تفعله للتعامل مع التأثير المادي لخطئك (المال والوقت والعمليات.. إلخ) والتأثير العلائقي له (المشاعر والسمعة والثقة، وما إلى ذلك). كن منفتحاً على التعليقات حول ما تفعله وتواصل مع الآخرين كثيراً بشأن خططك.
اكشف عما ستفعله بشكل مختلف في المرة القادمة: أن تكون مخطئاً يعني أن تكون فوضوياً، وأن تكون مخطئاً دون ممارسة التأمل الذاتي يعد أمراً غير مسؤول، حتى لو كنت تكره التأمل الذاتي. خذ بعض الوقت للتفكير فيما أسهمت به في الموقف، كذلك حدد كيف أسهم الآخرون. (حاول الابتعاد عن استخدام كلمات مثل "خطأ" أو "لوم" - التي تضع الأشخاص في موقف دفاعي). ثم أخبر هؤلاء المتأثرين بخطئك عما تعلمته عن نفسك وعما ستفعله بشكل مختلف في المستقبل. على سبيل المثال، قد تدرك أنك تميل إلى رفض مساهمة شخص لا تراه وجهاً لوجه، وأنك في المستقبل ستشركه بفعالية وستأخذ وجهة نظره بعين الاعتبار. اطلب المساعدة عندما تحتاج إليها، واطلب من الآخرين تزويدك بتعليقات متكررة على طول طريق الالتزامات التي كُلفت بها.
وكما قالت الروائية الإنجليزية جوان رولينغ (جي كيه رولينغ): "يجب أن يعترف أفضل الأشخاص بأخطائه أحياناً". بمجرد أن تدرك أنك مخطئ، تأكد أن الكلمات التالية التي تستخدمها تهدف إلى إعادة بناء هويتك وسمعتك وعلاقاتك.