يا ترى ماذا يملك الأثرياء لدى هؤلاء الأشخاص من صفات ليست موجودة لدى الشخص العادي؟، في الواقع لديهم المثابرة والالتزام والانضباط لتحقيق هدفهم في أن يصبحوا أثرياء، وحتى يصل الشخص إلى الثراء، لابد أن يضحي، مثلاً، عليه عدم شراء الأشياء المادية التي تتناقص قيمتها مع الزمن مقابل قيامه باستثمار نفس المبلغ ليتراكم ويصبح ثروة في المستقبل. هل تعلم أن استثمار مبلغ 500 دولار شهرياً بمعدل عائد 9% يمكن أن ينمو إلى مليون دولار خلال 3 عقود! .
لذلك، إليك هذه العادات الخمس، التي ستوفر عليك الكثير من المال وراحة البال وستجعلك ثرياً إن التزمت بها وواظبت عليها:
لا تنفق أموالك على أشياء لا تحتاجها:
في الواقع، السبب الرئيسي في تحوّل بعض الأشخاص إلى أثرياء، هو أنهم لا ينفقون أموالهم على أشياء لا يحتاجونها. لو فكرت في هذه التساؤلات: هل ستصبح ثرياً لو أنفقت 100 ألف دولار على سيارة فاخرة؟ والتي تقل قيمتها من اللحظة التي تشتريها من الشركة، أو هل ستصبح ثرياً لو أنفقت مبلغاً كبيراً مقابل سفرك في الدرجة الأولى؟ أو هل ستصبحين ثرية لو اشتريتي حقيبة بـ 5 آلاف دولار؟ ستكون الإجابة: بالتأكيد لا. لأنك يجب أن تكون ثرياً أولاً لتنفق هذه المبالغ، الأثرياء لا يصبحون أثرياءً بين يوم وليلة، والعملية بطيئة وتأخذ الكثير من الوقت والجهد.
ادخر حوالي 30% من دخلك السنوي:
لا أحد يستطيع أن يستثمر إذا لم يكن لديه ادخار، فالادخار هو أساس الاستثمار، لكن لا يجب أن تدخر فقط، بل عليك أن تستثمر أيضاً، لو فكرت بالطريقة التالية:
الشخص العادي يمكن يستثمر حوالي 15% من دخله السنوي ليصل إلى 100,000 دولار عندما يتقاعد، لكن إذا أردت أن تصبح ثرياً لا يجب فقط أن تدخر ضعف هذا المبلغ بل يجب أن تستثمره، بمعنى آخر يجب أن تدخر أكثر من الشخص العادي، فبدلاً من ادخارك 15% من دخلك السنوي، ادخر 30% واستثمرها وبعد عقد أو عقدين من الزمن ستجني ثمارها.
الخلاصة : إذا أردت أن تصبح ثرياً يجب أن تبذل الجهد والوقت، فلا يوجد شيء في الحياة يأتي بسهولة ، لكن الأهم أن يكون هناك ادخار واستثمار لأكبر مبلغ ممكن.
استثمر في صناديق مؤشرات التداول منخفضة التكلفة:
يجب أن تدرك الفرق بين الإدارة الساكنة للإستثمار والإدارة النشطة.
الإدارة النشطة: هي شركة أو محفظة يديرها أشخاص متخصصون على درجة عالية من الخبرة، يقومون بتحليل الأسهم والشركات وعمل الأبحاث والدراسات لكي يجدوا السهم الذي يستطيع أن يتفوق على متوسط أداء السوق. هل ينجحوا بذلك؟ أحياناً نعم ، وأغلب الأحيان لا، فمن الممكن أن ينجحوا في سنة ويفشلوا في سنة أخرى، والاستثمار معهم مكلف ويمكن أن لا يوفر لك خاصية السيولة.
بمعنى أخر إذا استثمرت 1,000 دولار في صندوق نشط وبعد فترة قررت أن تسحبها لسبب ما، على الأرجح (وذلك يعتمد على الشركة التي اخترتها) لن تستطيع لفترة محددة. ولأنهم يوظفون أناس متخصصين يشتغلون على مدار الساعة لإيجاد الفرص الاستثمارية فإن التكلفة عالية. كل شهر سيخصمون من المبلغ الذي استثمرته ما يسمى بنسبة المصاريف، وهي عادة ما تتراوح بين 1 و1.5 % كحد أعلى و 0.05 و0.01 % كحد أدنى .
الإدارة الساكنة: أو الصناديق الساكنة وهي على عكس النشطة، هذه الصناديق لا توظف أشخاص متخصصين ليبحثوا و ينتقوا أفضل الأسهم، بل يتبعون مؤشر معين مثل ستاندرد آند بورز ويستثمرون مبالغ الصندوق في الـ500 شركة الموجودة في ستاندارد آند بورز، بمعنى آخر الصناديق الساكنة لا تقوم بانتقاء سهم معين وإنما تقوم بتوزيع استثماراتك على سلة من الأسهم والسندات وغيرها من الأصول المالية.
الخلاصة: استثمر بالصناديق ذات المصاريف الأقل حتى لو كانت مملة أحياناً.
ابتعد قدر الإمكان عن الديون السيئة:
هناك ديون جيدة وديون سيئة، الديون الجيدة هي التي تقوم باستثمارها وتحقق عائد عليها، أما الديون السيئة فمثالها المبالغ التي تصرفها باستخدام بطاقات الائتمان والتي تدفع فوائدها شهرياً .
الأثرياء يدركون أنه ليس من الحكمة أن تدفع 20% فائدة شهرية على مدفوعات بطاقات الائتمان في الوقت الذي تستطيع فيه أن تحقق أكثر من 7% إذا استثمرت هذه المبالغ في الأصول المالية.
إذا كنت تستخدم بطاقات الائتمان بكثرة حالياً، فيجب أن تعيد النظر فيها.
استثمر بنفسك:
أخيراً، الأثرياء لا يستثمرون فقط في الأصول المالية وإنما أيضاً بأنفسهم، ولا يتوقفون أبداً عن التعلم وتطوير أنفسهم، ولديهم شغف خاصةً وأن التعليم عبارة عن عملية مستمرة ليس لها نهاية مع عمر معين هم يصنعون الفرصة ولا ينتظرونها.
الآن أصبحت تعرف العادات الخمس للثراء، ولم يعد لديك عذراً، فإن كان الأثرياء يقومون بها، تستطيع أنت أن تقوم بها أيضاً، فهي لمجرد عادات بسيطة يمكن اكتسابها مع الوقت ، وأن تبدأ متأخراً خير من أن لا تبدأ أبداً، ومستقبلك سوف يشكرك لاحقاً.