نهضة الرُّحل الرقميين: كيف تصبح واحداً منهم؟

8 دقائق
ظهور الرُّحل الرقميين
أرتور ديبات/غيتي إميدجيز

ملخص: سيكون ظهور الرُّحل الرقميين حتمياً في أعقاب الجائحة. وأولئك هم الأفراد الذين يحافظون على علاقة عمل بدوام كامل في مؤسساتهم، ويشاركون بدوام جزئي في المبادرات والمشاريع الموزعة جغرافياً على شبكة من الشركات العالمية. وفوائد ذلك النهج جلية؛ فهو يمنح الأفراد إحساساً بالاستقرار المالي ويتيح لهم أيضاً التعرف على أشخاص جدد، ومناطق جغرافية وثقافات وقيم ومشاريع عمل جديدة دون الحاجة إلى ترك العمل في مؤسساتهم الحالية. كما أن تعزيز هذا النوع من الظهور والمساهمة العالمية سيصبح وسيلة مهمة وفاعلة للمؤسسات تساعدها على استبقاء المواهب المتميزة وتطويرها. وقد يوفر للأفراد والشركات الكبرى على حد سواء فرصة غير عادية لجني فوائد إثراء الوظائف وتغييرها، دون مطالبة الأفراد بالعمل في وظائف لا تتلاءم مع مهاراتهم، ودون خلق مواقف تضطر فيها المؤسسات إلى استبدال الموظفين الرائعين الذين يجب ألا تخسرهم في المقام الأول.

 

أعمل موظفاً مستقلاً اليوم، على الرغم من أنني ملتزم بالعمل بدوام جزئي ولكنه رئيسي في مؤسسة رائعة. وأنا أستمتع بالحياة كثيراً في هذه المرحلة من حياتي المهنية. ومع ذلك، فإن ما أوصلني إلى هنا هو ثلاثة عقود رائعة قضيتها بصفتي رحّالاً رقمياً، وليس موظفاً في الشركات التقليدية ولا حتى موظفاً مستقلاً. وهو خيار مهني أتوقع أن يزداد شعبية وجاذبية في السنوات المقبلة.

الرُحّل الرقميّون هم أولئك الأفراد الذين يحافظون على علاقات عمل بدوام كامل مع مؤسساتهم، ويشاركون بشكل دوام جزئي في المبادرات والمشاريع الموزعة جغرافياً داخل شبكة أصحاب عملهم العالمية.

الهدف من العمل كرحّال رقمي

على الرغم من تبني شريحة صغيرة من قوة العمل فقط خيار العمل كرُّحل رقميين، أتوقع أن يزداد عدد الرحالة خلال السنوات المقبلة، لا سيما بالنسبة للأفراد في أوائل الثلاثينيات إلى الخمسينيات من العمر، وذلك لعدة أسباب:

  • على الرغم من أنه من المرجح أن تبقى علاقات العمل المستقل خياراً جذاباً بداية مساراتنا المهنية ونهايتها، تتمتع علاقات العمل المستقر بفوائد مالية مهمة من أوائل الثلاثينيات حتى الخمسينيات من العمر، وذلك عندما نواجه صعوبة في دفع قروضنا العقارية، وتعليم أطفالنا، والادخار لمرحلة التقاعد أو الاستقلال المالي في المستقبل.
  • وبالإضافة إلى الاستقرار المالي، يعتبر الاستقرار العاطفي والاجتماعي من الأصول المهمة للغاية لرفاهتنا. وركزت مجموعة متزايدة من البحوث على مدى العقدين الماضيين على أهمية رأس المال النفسي الإيجابي (PsyCap). يسهُل تطوير هذا المزيج من الكفاءة الذاتية والتفاؤل والأمل والقدرة على التحمل عندما لا نكون وحدنا. وتصبح بذلك الشبكة الغنية من الزملاء، والمنزل والأسرة، والثقافة التي تلائمنا وننتمي إليها أصولاً أكثر قيمة في عالم تزداد فيه التحديات.
  • بالنسبة لأولئك الذين يتولون رعاية أسرهم وهم في سن الثلاثين إلى الخمسينيات من العمر، قد يساهم منح أطفالهم بيئة مستقرة دون انتقالات متكررة في تعزيز صحتهم العاطفية والاجتماعية ونموهم. وكما قال غوته: "يوجد شيئان يجب على الأطفال الحصول عليهما من والديهم: الجذور والأجنحة". قد تساعد المنظومة المستقرة وشبكة الأصدقاء والعلاقات المحلية الأطفال في تطوير جذور قوية. في المقابل، يمكن لوجهة نظرك العالمية كرحال رقمي أن تساعدك في توسيع رؤى أطفالك، في حين ستساعدهم شبكتك الدولية المتنامية من الأصدقاء والعلاقات الافتراضية في فتح أجنحتهم للشروع في رحلات دورية وإجراء الحوارات وتطوير الصداقات الدولية والدراسة في الخارج.
  • وبينما نجتاز موجات الاستقالة الكبرى، تتزايد مخاطر تبديل الوظائف. ووفقاً لاستقصاء حديث أُجري على أكثر من 2,500 مشارك أجرته شركة "ذا ميوز" (The Muse)، شعر حوالي 72% من أولئك الذين غيروا وظائفهم مؤخراً بالإحباط، في حين يفكر نصفهم تقريباً في محاولة استعادة وظائفهم القديمة. قد تحد المقابلات الشخصية الافتراضية من قدرتنا على تكوين أفكار جيدة عن بيئة العمل الجديدة، بينما تزيد الاستقالة الكبرى من الضغوط على أصحاب العمل لرسم صور وردية بشكل غير واقعي. قد يجد الرُّحل الرقميون تحديات مثيرة للعمل بدوام جزئي داخل مؤسساتهم الحالية، ما يقلل من مخاطر اتخاذهم قرار تغيير الشركة الذي قد يندمون عليه لاحقاً. وقد تكون الفرصة في مكان عملك الحالي هي الأمثل بالفعل!
  • إذ يتيح لك العمل رحالاً رقمياً التعرف على أشخاص جدد، ومناطق جغرافية وثقافات وقيم ومشاريع عمل جديدة من شأنها أن تعزز تقدمك من خلال المهام الإنمائية.
  • أخيراً، قد تكون فترة العمل المثمرة كرحّال رقمي ساحة تدريب غير عادية ومنصة تعارف في حال قررت بدء مرحلة جديدة في العمل كوكيل مستقل في المستقبل. ساعدتني عقود من العمل بصفتي رحالاً رقمياً في التطور لأزدهر في مرحلة عملي المستقل الحالية، ليس فقط لأن ذلك النهج أتاح لي بناء شبكة عالمية قيّمة، بل لأنه منحني الشغف لمواصلة التعلم والمساهمة على مستوى العالم. كما أنه ساعدني في بناء المهارات التي أحتاج إليها لتحديد الفرص وبناء شراكات في عالم رائع ومتنوع وديناميكي عبر جميع القارات.

بدأت مغامراتي الخاصة كرحال رقمي مع شركة الاستشارات المتخصصة في مجال القيادة "إيجون زيندر" (Egon Zehnder) منذ أكثر من 30 عاماً. كنت أعيش في بوينيس آيرس لأسباب عائلية، وعلى الرغم من أني كنت أقضي معظم وقتي في تلبية احتياجات العملاء المحليين، بدأت المشاركة بنشاط في العديد من المبادرات العالمية في جميع أنحاء العالم التي تطورت إلى سلسلة طويلة من المشاريع الرائعة، بما فيها المشاركة في فرق عالمية لعقد فعاليات التدريب، وإعادة هندسة عملية البحث التنفيذي للشركة، وتطوير ممارسات التقييم والتطوير، وغير ذلك الكثير. وبما أنني كنت أعيش في الأرجنتين وأعمل مع شركة لديها شبكة من 67 مكتباً في 42 دولة، تطلب ذلك سفراً كثيراً في تلك الأيام. لكن الجهد الذي بذلته آنذاك كان لا يُذكر مقارنة بالاحتمال الفريد المتمثل في توطيد معرفتي بزملاء رائعين من مختلف الجنسيات والثقافات والأديان والقيم والأساليب والمعارف والخبرات والعمل معهم. لقد كانت رحلة متواصلة قائمة على الإثارة والتعلم، بقدر ما كانت فرصة كبيرة للمساهمة على الصعيد العالمي بالنظر إلى القيود المفروضة على مكان عملي البعيد والمتواضع في الأرجنتين وبالمقارنة مع المساهمة المحلية التي كنت لأقدمها لو أنني قبلت فرصة الانتقال إلى أي مكان آخر في العالم.

وبالإضافة إلى الفوائد الشخصية، سيصبح تعزيز هذا النوع من الظهور والمساهمة العالمية وسيلة مهمة وفاعلة تساعد المؤسسات في استبقاء المواهب المتميزة وتطويرها.

  • التقى أكثر من 100 رئيس من الرؤساء التنفيذيين من جميع أنحاء العالم في كلية هارفارد للأعمال مؤخراً وشاركوا الأسباب التي تبقيهم مستيقظين في الليل مع بعضهم البعض: وأفاد 33% منهم أن توظيف المواهب واستبقائهم كان التحدي الأكبر بالنسبة لهم. (ولم تُذكر التحديات المرتبطة بالسياق التي تضمنت عدم اليقين وعدم الاستقرار، والتضخم/الركود التضخمي إلا من قبل 10% من الرؤساء التنفيذيين). وبالنظر إلى ارتفاع تكاليف تعيين الموظفين وزيادة صعوبته، يجب على المؤسسات زيادة تركيزها على أفضل طريقة لاستبقاء المواهب. في الواقع، يتمثّل الحل وراء استبقاء موظفي المعرفة وتحفيزهم في منحهم قدراً أكبر من الاستقلالية والإتقان والهدف؛ ويمكن للشركات الكبرى تعزيز تلك العوامل الثلاثة بالفعل من خلال تقديم قائمة أكثر ثراءً من الخبرات والمساهمات الاختيارية للرُّحل الرقميين بشكل دوام جزئي، جغرافياً وظرفياً ووظيفياً.
  • علاوة على ذلك، ستكتشف المؤسسات التي تشجع نمو الرُّحل الرقميين أثر تلك الممارسة الاستثنائي في تطور مواهبها الداخلية قريباً؛ إذ يتطور الموظفون في الغالب في أثناء عملهم ومن خلال توليهم مهاماً إنمائية؛ فإتاحة البعد الإنمائي العالمي (دون الحاجة إلى الانتقال الفعلي) سيؤدي إلى تعزيز كفاءة الموظفين بشكل كبير.

كيف تصبح رحّالاً رقمياً؟

سيكون ظهور الرُّحل الرقميين حتمياً، وذلك نظراً لفوائد ذلك النهج الكثيرة والمتنامية بالنسبة للأفراد والمؤسسات على حد سواء. ومع ذلك، يجب على الموظفين تطبيق 4 قواعد رئيسية لكي ينجحوا في مسعاهم في أن يصبحوا رحالة رقميين (بشكل افتراضي هذه الأيام):

1. وضح هدفك

نتوق اليوم في أعقاب الجائحة وفي ظل السيناريو الجيوسياسي العالمي المعقد إلى إيجاد معنى لحياتنا. لذلك، وضّح هدفك قبل أن تفكّر في المساهمات والتجارب الداخلية الجديدة التي ترغب في التقدم إليها. وقد يساعدك نموذج الخطوات الستة أدناه في إمعان التفكير فيما تبحث عنه بالفعل، بما في ذلك توقعاتك من الوظيفة الجديدة في حال رُفض طلبك كرحّال رقمي من قبل مؤسستك.

2. ابحث عن شركاء محتملين للمشروع بشكل منتظم

بمجرد أن توضح هدفك وتتوصل إلى سلسلة من الخيارات العامة الجذابة (المرتبطة بالخبرة والتعلم والمساهمة)، ابحث بشكل منتظم عن الوحدات والوظائف المؤسسية والمناطق الجغرافية التي قد تستفيد من مساهمتك المحتملة. ومن المهم أيضاً أن تبحث عن أفراد محددين قد ترغب في جعلهم شركاءك في تجربتك كرحال (وأن تتحقق من رسائل التوصية بهم). ويجب أن تأخذ هذا الأمر بجدية، مثل البحث الفعلي عن وظيفة؛ وقد تكون هذه المقالة وأداة دعم القرار القابلة للتنزيل الخاصة بها مفيدة.

3. شارك الفكرة مع مديرك

بمجرد أن تكتشف وجود فرصة جذابة مع احتمال كبير للنجاح، يجب عليك التحدث بصراحة وحماس مع مديرك في العمل حول الأسباب التي تجعلك ترغب في تخصيص بعض الوقت للعمل على المبادرة المقترحة. ووجدت بحسب تجربتي أن معظم الأفراد سيفسرون مبادرتك بشكل إيجابي ويدعمونها بقوة شرط أن تكون فكرة المبادرة معقولة.

4. كن استباقياً في إدارة حياتك

وفقاً لآخر تقرير نشرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) لحالة مكان العمل العالمي لعام 2021، بلغت مستويات التوتر اليومي عند العمال معدلات قياسية. ومع ذلك، يُظهر التقرير أيضاً أن نسبة العمال الذين كانوا في حالة نمو كانت مرتفعة أيضاً. ما هو سرهم؟ كانوا استباقيين في خيارات عملهم ويتقنون إدارة حياتهم. لم تنطو حيلتهم على إضافة مزيد من المسؤوليات، وإنما على تحسين مزيج المشاريع والمهام التي كانوا مسؤولين عنها. تنتشر الإنتاجية بين موظفي المعرفة بشكل كبير، كما هي السعادة، ويُعتبر أولئك الذين هم في قمة كلا المنحنيين خبراء في مقاومة الغزو التكنولوجي: فهم يخططون لأسبوعهم مسبقاً ويخصصون وقتاً للمهام المهمة؛ كما يتجنبون المشتتات والغزو الرقمي؛ ولا يخشون رفض الطلبات الإضافية أو قبلوها. وقد وجدت بالفعل أنني أبلغ أعلى مستوى من الإنتاجية عندما أعمل على مشاريع ومبادرات ذاتية صعبة وموجهة بالمواعيد النهائية. حيث أشعر أنني بقمة التركيز في أثناء عملي عليها، وهو ما يمدني بالطاقة لإنجاز "المهام الأخرى". ومع ذلك، أميل دون تلك المشاريع إلى المماطلة والتخلف عن أداء المهام العادية المهمة حتى.

ما الذي يجب على المؤسسات فعله؟

في المقابل، يجب على المؤسسات اتباع ثلاثة قواعد رئيسية بنجاح لجني الفوائد من الرُّحل الرقميين:

1. تغيير نظرتهم عن المواهب، والتحول من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو

لا يكفي تنفيذ البرامج ذات الإمكانات العالية بنجاح (وذلك يمثل تحدياً كبيراً بالفعل)، بل يجب على المؤسسات تجنب الوقوع في فخ التصنيف المجحف للموظفين إلى أصحاب إمكانات عالية ومنخفضة، وأن تمعن النظر في الملف التعريفي الفريد لكل شخص محتمل، بما في ذلك مزيجه الشخصي من سمات الفضول والرؤى الثاقبة والارتباط والتصميم؛ إذ إن تركيز القادة على ما وراء خبرة شخص ما ومعارفه وحتى كفاءته الحالية سيتيح لهم تخيل مجموعة واسعة من الفرص لتطوير الذات والمساهمات المؤسسية.

2. أعد النظر في كيفية تطوير مواهبهم

أقدم المشورة حالياً لشركة عالمية رائدة في مجال الأمن السيبراني يشهد قطاعها نمواً هائلاً، حيث ارتفعت نسبة الوظائف الشاغرة في شهر فبراير/شباط بنسبة 31% مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول، ما يشير إلى معدل نمو سنوي قدره 400% في هذا القطاع حتى قبل بدء الحرب في أوكرانيا. علاوة على ذلك، يوجد ندرة في المواهب العالمية في مجال الأمن السيبراني تقدّر بالملايين من الأفراد. ونظراً لأن المؤسسة ملتزمة باغتنام فرصة النمو بقدر التزامها بتعزيز الشمول الحقيقي، فهي تعيد صياغة عمليات تقييم الأداء بطريقة 360 درجة بشكل يساعد الجميع في أن يصبحوا أكثر وعياً بملفهم التعريفي المحتمل الحقيقي، مع مساعدتهم في البحث عن طرق لإطلاق العنان لتلك الإمكانات. وشرحنا في مقالنا الذي نُشر في منصة هارفارد بزنس ريفيو بعنوان "تحويل الإمكانات إلى نجاح" الأسلوب الذي يمكن أن تتبعه المؤسسات في التنبؤ بقدرة شخص ما على التطور جنباً إلى جنب مع الكفاءات القيادية الرئيسية، وذلك بهدف تزويده بالفرص المناسبة بشكل فاعل.

3. مراجعة أنظمة الحوافز مع التركيز بشكل أكبر على تطوير المواهب العالمية

لطالما تفوقت أفضل شركات الاستشارات الإدارية في تطوير المواهب العالمية. تأمّل شركة "هندوستان يونيليفر" (Hindustan Unilever) التي أصبحت مركزاً استثنائياً لكبار القادة العالميين من خلال تركيز ما يصل إلى نصف مكافآت كبار مسؤوليها التنفيذيين على عدد القادة الذين أسهموا في تطويرهم ومدى جودة تطورهم، سواء كان ذلك لمصلحتهم الشخصية أو لمصلحة الآخرين. وساعدوا بذلك في توظيف أكثر من 400 رئيس تنفيذي في شركات أخرى، بالإضافة إلى العديد من كبار القادة لشبكة "يونيليفر" العالمية.

وقد يوفر ظهور الرُّحل الرقميين للأفراد والشركات الكبرى على حد سواء فرصة غير عادية لجني فوائد إثراء الوظائف وتغييرها، دون مطالبة الأفراد بالعمل في وظائف لا تتلاءم مع مهاراتهم، ودون خلق مواقف تضطر فيه المؤسسات إلى استبدال الموظفين الرائعين الذين لا يجب أن تخسرهم في المقام الأول.

وكما قال فيليكس ماركوارت في كتابه الأخير الذي يحمل عنوان "الرُّحل الجدد: كيف تساعد ثورة الهجرة في جعل العالم مكاناً أفضل" (The New Nomads: How the Migration Revolution is Making the World a Better Place)، لا ينطو مفهوم الرُّحل على الهجرة على وجه التحديد، بل على امتلاك إطار فكري محدد يتمثّل في الانفتاح وحب الاستطلاع والتواضع والاستعداد لتقبّل أشخاص وأماكن ومفاهيم جديدة واستكشافها، والتي تُعتبر جميعها مصادر غير عادية لتحقيق الابتكار وتعزيز الأداء المؤسسي. ويُعتبر هذا الإطار الفكري أيضاً مصدراً للتطور الشخصي وعاملاً قد يعزز حافزنا لبلوغ الهدف الذي نصبو إليه في هذه الأيام المليئة بالغموض. وكما يقول ماركوارت: "نحن لا نتعلم عن المكان الذي نتجه إليه فقط عندما نسافر، بل نكتشف هناك هويتنا أيضاً والمكان الذي أتينا منه".

ولا يجب أن يجعلنا ظهور الرُّحل الرقميين أكثر نجاحاً وسعادة فحسب، بل يجب أن يجعلنا بشراً أفضل، وأن نتقبّل الشمول على نطاق عالمي بشكل صادق واستباقي، وأن يحثنا على الشروع في ترحال واحد كل حين وآخر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي