الملل! هذا هو الشعور الذي يساور الجميع في الأنظمة الاقتصادية البطيئة النمو؛ وفي الوقت نفسه إذا احتاجت الشركات إلى أفكار واستراتيجيات جديدة لتأمين المستقبل، فسيحمل الموظفون أعباءً إضافية ترهقهم وتسبب انفصالهم ذهنياً عن العمل، ولكن المؤسسات في المجالات كافة تحتاج إلى منهجيات مبتكرة. إليك مجموعة متنوعة من الطرائق التي تساعدك على قتل الملل والتحرك في اتجاه إيجابي:
تفكيك الصيغة القائمة
اكسر روتين هيكلية العمل والجداول الزمنية، أضِف مفاجآت من أجل تجديد الحيوية وكسر الروتين الممل وتشجيع العملاء على الاهتمام وتحفيز الموظفين على الإبداع؛ استخدم متاجر التجزئة المؤقتة التي تظهر فترة وجيزة ثم تختفي لجذب الانتباه إلى الجهود المكثفة المبذولة خلال فترات قصيرة من الزمن، وإذا كان منتجك المحبوب هو كيس كبير من المقرمشات فاصنع منه نسخة مصغَّرة تحتوي على 100 سعر حراري، وإذا كانت الشركة معروفة بمتاجرها الكبيرة في الضواحي فافتح متاجر صغيرة في قلب المدينة، المهم أن تشجّع ثقافة تحدي الافتراضات السائدة باستمرار، من المؤكد أن أداء الأعمال بطريقة ثابتة على نحو متكرر يحقق نتائج فعالة، لكنه ممل ويخنق الابتكار.
إظهار أهمية القدرات الجديدة من خلال الغاية الاجتماعية
تتمثل إحدى طرائق جذب العملاء وتحفيز الموظفين في طرح المنتجات أو الخدمات أو القدرات الجديدة على سبيل تحقيق النفع العام قبل طرحها في الأسواق للأغراض التجارية. أرادت إحدى شركات الاتصالات أن تثبت للجميع أهمية نقل البيانات بسرعة عالية، فما كان منها إلا أن ركّبت نظامها أولاً في مدرسة متوسطة في مجتمع يعاني الفقر والتهميش، وهذا أدى إلى رفع مستوى أداء المدرسة وتحسين المُنتَج نفسه بدرجة كبيرة. أنشأت شركة آي بي إم مؤسسة شبكة المجتمع العالمي (World Community Grid) غير الربحية للتبرع بشبكات الحوسبة الشبكية الحديثة العالية الأداء للمشاريع العلمية الكبيرة الشديدة الأهمية، مثل البحث عن علاج للسرطان ورسم خرائط الأنهار لأغراض بيئية. قد تكون الأعمال الخيرية المجتمعية فرصة لاستعراض أفضل القدرات وأحدثها، ما يعود بالنفع على المجتمع ويعزز مكانة الشركة ويلهم الموظفين.
تزيين الجدران بالأفكار
تشكّل العناصر الفنية في الشركات ملمحاً جميلاً في أغلب الأحيان، ولكن البعض يُغالي في اعتبارها مصدراً للإلهام. تكتسي جدران الممرات الداخلية بالقرب من مطعم المقر الرئيسي لشركة مارس (Mars) بالملصقات والصور التي تُبرز إنجازات الموظفين، ومنهم الفائزون في مسابقة الابتكار العالمية، ليرى الجميع الأفكار بالتفصيل ويتعرفوا إلى الفِرق التي نفذتها. يمكن للموظفين العثور على المعلومات نفسها على شبكة الإنترنت، ولكن تأثير "العناصر الفنية" المباشر أقوى بكل تأكيد. وبالمثل، تحرص شركة تكنولوجيا صغيرة على تعليق اللوحات التي استخدمها بعض الموظفين لتسجيل أفكارهم في جلسات العصف الذهني، ما يحفز زملاءهم على التنافس في طرح الأفكار ليراها الجميع. في حين لن توقع اللوحات الزيتية الفخمة الأثر نفسه.
إنشاء قوة دبلوماسية
يمكن للموظفين المفعمين بالحماس، أياً كانت مناصبهم، بداية من عمّال النظافة وصولاً إلى مدراء الإدارة الوسطى، المساعدة في رواية قصة الشركة للأصدقاء وأفراد الأسرة والجيران ووسائل الإعلام والمؤسسات المحلية، شريطة أن يرغبوا في ذلك. ابحث عمن يمتلكون آراء إيجابية ويتمتعون بمهارات التواصل، وقدّم لهم التدريب الذي يجعلهم يشعرون بالتميز، وزودهم بالشارات والمواد اللازمة وامنحهم المكافآت. شجع كل مجموعة على حشد آخرين دون تحديد عدد الأشخاص الذين يمكنهم المشاركة.
تقديم وسائل الراحة للموظفين التي تساعدهم على توطيد العلاقات ونشر الأفكار
إلى جانب التعويضات والمزايا الأساسية، يمكن للمؤسسات إمداد الأفراد بوسائل الراحة ذات القيمة التي تسهم أيضاً في بناء العلاقات وتحفيز الابتكار وتشجيع اكتشاف التوجهات الجديدة وإنشاء ثقافة محفزة عموماً. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة بلومبرغ، إذ وضعت زوايا للقهوة والوجبات الخفيفة تشجع روادها على الاختلاط والتفاعل فيما بينهم، أو شركة بيبسيكو التي توظف حافلات تنقل موظفيها من سكان المدن الذين لا يملكون سيارات إلى مقرها في الضواحي، فتحفزهم على تجاذب أطراف الحديث وتشعرهم بالطاقة والحيوية. يمكن أن تمنح الشركة موظفيها قسائم الحسومات خارج نطاق العمل، توفر لهم مثلاً أسعاراً مخفضة للسفر في الإجازة إلى مواقع ترتبط بأعمالها الاستراتيجية أو أماكن معينة تدرس إمكانية العمل فيها، وتطلب ملاحظاتهم بعد انتهاء الرحلة.
يمكن بالقليل من الخيال والاستثمارات الاستراتيجية المتواضعة قتل الملل ورفع المعنويات وآفاق النمو.