5 طرق للتحدث بثقة أمام الجمهور

3 دقائق

لا ينقاد الموظفون والمستثمرون والشركاء لأي أحد اعتباطاً، لكنهم يتبعون القادة المتمكنين من أعمالهم ذوي الحضور على المنصة. سواء كنت تتحدث كمحلل في مكالمة مع الصحفيين أو إلى طاقم مؤسستك في أحد الاجتماعات، فإن المستمعين لن يقتصر حكمهم على المحتوى الذي تعرضه لهم، بل سيمتد أيضاً ليشمل ثقتك في نفسك وكفاءتك، لذا فالطريقة التي تظهر بها مهمة وكذلك نبرة صوتك.

أظهرت دراسة تناولت الرؤساء التنفيذيين لشركات مدرجة في البورصة أن المستشارين الماليين الصارمين يحكمون على "كفاءة ومصداقية" القائد خلال 30 ثانية من حديثه. هذه الأحكام السريعة قوية للغاية. هؤلاء الرؤساء التنفيذيون الذين حازوا أعلى تقديرات الحضور التنفيذي في الدراسة، كانوا متمتعين بتقييمات أعلى في عروض الاكتتاب العام.

وإليك خمس طرق تجعلك تبدو قائداً سيرغب الناس في اتباعه في أي حديث تعرضه:

لتكن ملابسك أفضل بنسبة 25% من أي شخص آخر في الغرفة

ثبت بالتجربة أننا نقيّم الناس بمجرد دخولهم الغرفة. عادة يكون أول شئ نفعله (شئنا أم أبينا) هو ملاحظة ملابس الشخص. لقد سمعتَ على الأرجح النصيحة التي تقول "تأنّق لتتألق" لكن ماذا يعني هذا تحديداً؟

منذ عدة سنوات، كان لديّ فرصة لقاء مات إيفرزمان، قائد متقاعد بالجيش الأميركي، وقد درس القيادة بجامعة جونز هوبكنز، وتحولت معركته التي قادها في العاصمة الصومالية مقديشيو إلى فيلم سينمائي بعنوان Black Hawk Down. قال لي: "القادة العظماء يتنفسون ويعيشون على الثقة". وأضاف: "في الجيش، يبدأ الأمر كله بمظهرك في اللقاء الأول مع أحد مرؤوسيك. احرص دائماً على الظهور بمظهر أفضل قليلاً من الجميع، وسبتدو واثقاً من نفسك". ستلاحظ أنه قالها بشكل أفضل قليلاً. يجب أن تكون ملابسك ملاءمة للوضع، لكنها تهدف لأن تكون أكثر لمعاناً.

في إحدى المرات، توجه جيمس سيترين، وهو رئيس تنفيذي بارز لأحد مواقع التوظيف، ناصحاً المرشحين للوظائف بارتداء ملابس "أكثر رسمية" من اللباس السائد بالشركة، وذلك بنسبة 25%. قم بتحديث خزانة ملابسك مرة أو مرتين في السنة، ارتد ملابس تناسب طبيعة جسمك، اختر الألوان التي تُكمّل لون بشرتك أو لون شعرك وتجنب الأحذية البالية أو المشدودة.

وتيرة النقل

لا يمكننا أن نفعل الكثير بخصوص جودة الصوت الصادر منّا من دون دروس غناء مكثفة للسيطرة على التنفس والقدرة على الإلقاء. على الرغم من ذلك، يمكننا تحسين نقل الصوت وبالتحديد سرعته. أنا أسجل كتبي الصوتية بصوتي. أذكر أنني في أول مرة دخلت استوديو وبدأت في القراءة، طالبني أحد المنتجين الصوتيين بالتمهل. تعتبر السرعة المثلى لكتاب صوتي أبطأ قليلاً من محادثة مباشرة وجهاً لوجه، وذلك لأن المستمعين لا يحظون بمدخلات حسية مضافة تجعلهم يشاهدون تحرك فمك وتعبيرات وجهك أي قرابة 150 كلمة في الدقيقة. وإذا لم تكن تسجل كتاباً صوتياً، فالقاعدة نفسها تنطبق على النقاشات على الإنترنت "وبينار" أو العروض الإلكترونية، حيث لا يستمع الجمهور إلا لصوتك. وعليك الحذر من سرعة الحديث لأنها ستضر بمصداقيتك.

أما إذا كنت تتحدث في بث حي مع مجموعتك، فيمكنك الإسراع من وتيرة الحديث قليلاً فهذا يجعل الحديث طبيعياً كما المحادثات وجهاً لوجه، ولكن احذر التسرع.

يُعتبر برايان ستيفنسون مثالاً لمتحدث بارع بسرعة صوتية هائلة. هو محامي حقوق الإنسان الذي تلقى أطول تصفيق حار حدث في تاريخ مؤتمرات تيد للتحدث (TED talk) على الإطلاق. عندما سألتُه عن أسلوبه في الحديث، قال إنه يتخيل أنه يتحدث إلى صديق على العشاء في أحد المطاعم. كان ستيفنسون يقول 190 كلمة في الدقيقة أي أسرع قليلاً من سرعة تسجيل الكتاب الصوتي، لكن ليس بسرعة متحدث مدفوع بالحماس يكاد يقول 220 كلمة في الدقيقة الواحدة.

استبدل الكلمات الطويلة بالكلمات القصيرة

إذا أردت أن يشعر مستمعك بذكائك فاستخدم كلمات بسيطة. على العكس، لن تفيدك الجمل الطويلة المعقدة، ولن تجعلك تبدو ذكياً على الإطلاق. في كتابه "التفكير، السريع والبطئ" (Thinking, Fast and Slow)، كتب عالم النفس دانيال كانيمان الحاصل على جائزة نوبل: "إذا كنت مهتماً بأن تكون ذكياً وتملك المصداقية، فلا تستخدم لغة معقدة حين تُجدي اللغة الأبسط".

استخدام كلمات بسيطة لا يعني الإخلال برسالتك

أنت تكتسب المصداقية والاحترام عندما تكون قادراً على توصيل الأفكار المعقدة بلغة بسيطة. تحدثت مؤخرا مع الشريك المؤسس لشركة تكنولوجية اسمها كولكتيف هيلث (Collective Health) توفر خططاً للتأمين الصحي للشركات الكبرى. قال لي إنّ استطلاعات الرأي تظهر أنّ معظم الناس يفتقدون لفهم متطور لأحكام وشروط التأمين ولهذا قررت الشركة كتابة موادها بلغة يستطيع طالب الصف الثالث الابتدائي قراءتها وفهمها. إنّ التواصل بلغة سهلة يجعل اختيار العملاء لخطة خاطئة احتمالاً أقل وروداً.

تمرّن تحت الضغط

وجد علماء الأعصاب الذين يدرّسون الرياضيين والمهنيين ذوي الأداء العالي أنّ أكثر الممارسات الناجحة تقع تحت ضغط معتدل. بعبارة أخرى: عند التمرين تحت ظروف مشابهة لما سيشهدونه بالفعل عند وقوع الحدث. قبل العرض المهم، وبدلاً من التمرين أمام المرآة، اجمع بعض الأشخاص ليشاهدوك في "بروفة" عملية سواء كانت في مكتبك أو في غرفة المعيشة. سوف تحفظك إثارة مستويات من الضغط ولو ضعيفة من الانهيار تحت الضغوط وقت العرض الفعلي.

حافظ على وضع مفتوح

أظهرت الدراسات أنّ المفكرين المعقدين يستخدمون إيماءات معقدة باليد. لا تضع يدك في جيبك أو إلى جانبك. استخدام الإيماء باليد بشكل طبيعي وأصلي. هذه هي إحدى النصائح التي يسميها خبراء لغة الجسد "الوضع المفتوح". بعد أن تصبح اليد والكفين في مواجهة السماء، فإنّ منطقة أسفل الظهر وفوق الخصر ستعتبر مفتوحة. أما الوضع المغلق فهو تشبيك اليدين أمام وسط الجسم أو طيّهما أمام الصدر. يعتبر الوقوف خلف المنصة أيضاً وضعاً مغلقاً لأنك تضع حاجزاً بينك وبين جمهورك. استعرض الثقة التي تظهر شجاعتك في الابتعاد خطوة واحدة عن المنبر (والملاحظات الخاصة بك) للعمل في الغرفة.

قد يكون لديك فكرة أو نتائج عظيمة تود مشاركتها، لكنك إذا لم تقدم رسالتك بثقة، فإنها ستقع على آذان صماء. اظهر في شكل يبدو معه مظهرك وصوتك على درجة من القوة تساوي قوة المحتوى الذي تعرضه وستجد جمهوراً يُحسن الاستقبال.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي