5 طرق لإظهار قيمتك أثناء العمل عن بُعد

4 دقائق
إظهار القيمة خلال العمل عن بعد

إليك هذا المقال الذي يتحدث عن إظهار القيمة خلال العمل عن بُعد تحديداً. بسبب وصول معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ أزمة الكساد الكبير، لم يحظَ الكثيرون بفرصة عمل، بالإضافة إلى هؤلاء الذين يشعرون بالقلق بشأن المدة التي سيقضونها في انتظار توفر تلك الفرصة.

إذا كنت تندرج ضمن الفئة الأخيرة، فأنا أقدّر قلقك المشروع للغاية، حيث تكافح الكثير من الشركات لتحقيق إيرادات، فضلاً عن جني أرباح. ومع ترتيبات العمل عن بُعد، لا تتمكن من رؤية زملائك ومدرائك كما كنت تفعل عادة. وربما كانت لديك تعاملات غير رسمية معهم عدة مرات في اليوم، عندما كنت تعمل من المكتب. ولكن الآن إذا لم يكن لديك اجتماع مجدوَل في جدول مواعيدهم، ستتساءل ما إذا كانوا يتذكرون وجودك، بل والأهم من ذلك، ما إذا كانوا يقدّرون أهميتك بالنسبة إلى المؤسسة.

إظهار القيمة خلال العمل عن بُعد

لا يمكنني أن أضمن لك أن وظيفتك في أمان، فبالتأكيد ستكون هناك عوامل خارجة عن سيطرتك. ولكن هناك طرق يمكنك بها أن تجعل نفسك وإنجازاتك مرئية بشكل أكبر لمؤسستك حتى إذا كنت لا تعمل من مقر الشركة. الاقتراحات الواردة أدناه هي 5 خطوات ملموسة يمكنك التركيز عليها في الحال لزيادة فرصك في النجاح والازدهار في وظيفتك أثناء هذا الوقت العصيب وإظهار قيمتك أثناء العمل عن بُعد.

أنجز عملك

بالتأكيد من الجيد دائماً أن تنجز عملك. ولكن خاصة في ظل هذه الأوقات، حيث تضطر المؤسسات إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن الاحتفاظ بالموظفين، يُعد إنجاز عملك، وبشكل جيد، أمراً ضرورياً.

بصفتي مدربة متخصصة في إدارة الوقت، كنت أعمل مع العملاء طوال هذه الفترة العصيبة. (لحسن الحظ كنت أعمل عن بُعد بالفعل!). وقد شعرت أن شهر مارس/آذار وجزء من شهر أبريل/نيسان بمثابة فترة سماح يتكيف فيها الأفراد مع العمل من المنزل، وخلالها كان المدراء أكثر تسامحاً إزاء انخفاض الإنتاجية أو ارتكاب الأخطاء. ولكن الآن وبعد مرور عدة أشهر على العمل عن بُعد، بدأنا العودة إلى تحقيق مستويات أعلى من الإنتاج. ضع نظاماً لتتبُّع مهامك وإنجازها، حتى إذا كان جدول أعمالك قد تم تعديله لأن لديك مسؤوليات أخرى في المنزل، هذا إن لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل.

شارك إنجازاتك مع زملائك

لا أوصي بأن تثني على نفسك في كل اجتماع، وبالتأكيد لا أنصح أيضاً بأن تنسب لنفسك الفضل في إنجازات الآخرين. ولكن إذا أنجزت شيئاً مهماً، شاركه مع الآخرين. قد يكون ذلك من خلال إبراز إنجازاتك أثناء الاجتماع مع مديرك بشكل فردي كل أسبوع أو عبر البريد الإلكتروني. أو التحدث في أحد الاجتماعات لتشارك ما تفعله مع فريقك. أو حتى تقديم عرض تقديمي حول بعض أفضل الممارسات التي يمكن أن تساعد زملاءك الذي يشغلون الوظيفة نفسها. ولا تركز على ما فعلته فحسب ولكن ركز أيضاً على أن ما فعلته قد أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية لمؤسستك. وهذا لا يعد تفاخراً ولكنه ببساطة إخبار للآخرين بالأشياء العظيمة التي فعلتها حتى إن كانوا لا يرونك وأنت تنجزها. وسيزيد هذا من مكانتك على نطاق المؤسسة، حيث سيدرك الموظفون الدور الذي تؤديه والقيمة التي تضيفها.

ساعد مديرك

على الرغم من أنك لا ترغب في إثقال كاهلك بالمزيد من أعباء العمل لدرجة إصابتك بالاحتراق الوظيفي أو عدم قدرتك على الوفاء بالتزاماتك، ابحث عن طرق لتجعل حياة مديرك أسهل. على سبيل المثال، يمكنك تسليم عملك في وقت مبكر لكي يكون لدى مديرك مزيد من الوقت لمراجعته قبل الاجتماع، أو حضّر جيداً لاجتماعاتك الفردية معه لكي تكون موجزة وفعالة قدر الإمكان، حيث تساعد هذه الأمور الصغيرة في تخفيف الضغط الواقع على مديرك لأنه لن يقلق بشأن ما إذا كنت ستسلم مهامك في الوقت المحدد وما إذا كنت تضع العمل على رأس أولوياتك. وإذا كانت لديك طاقة إضافية، يمكنك أن تعرض المساعدة في إنجاز مهام إضافية أو تولي بعض مهام مديرك للتخفيف من أعبائه. فهذا يبين أنك لا تنجز مهامك فحسب ولكنك أيضاً تأخذ زمام المبادرة. وفي حين أن مديرك المباشر لا يملك في جميع الأحوال حق إبداء الرأي في قرارات تسريح العاملين، ولكن إذا أُتيح له ذلك، فإنه سيوصي بك إذا كنت تُسهل الأمور عليه.

كن على وفاق مع زملائك

إحدى الطرق الأقل تفضيلاً لدى عملائي لقضاء وقتهم تتمثل في التوسط لإنهاء خلاف بين أعضاء في فريقهم. فهذا الأمر يستنزف طاقتهم، كما أنهم ينظرون إليه بشكل عام على أنه مضيعة للوقت.

في هذا الوقت يجب ألا ترغب فقط في أن يُنظر إليك على أنك مساهم له قيمة في الفريق ولكن أيضاً على أنك عضو يرتقي بمستوى الفريق بأكمله. لذا حاول أن تحل الخلافات التي بينك وبين زملائك بنفسك دون تدخُّل مديرك. وإذا شعرت أنه لا بد من تصعيد الخلاف إلى مديرك، افعل ذلك في أضيق الحدود وفقط عندما يكون الوقت مناسباً. اتباع هذا النهج في حل الخلافات يُظهر أنك تمتلك القدرة على التواصل والتعاون مع الآخرين بشكل جيد، كما أنه لا يجعل مديرك متردداً بشأن إلحاقك بأي فريق بسبب قلقه من ألا تنسجم جيداً مع الأعضاء الآخرين.

انشر الإيجابية

من النتائج المؤسفة للغاية لهذه الأزمة أنها أظهرت بعض السلوكيات المعادية للمجتمع. فقد تمثلت استجابة الكثير من الأشخاص لما يشعرون به من خوف في السيطرة على الآخرين. وقد رأيت الكثير من السلوكيات القاسية عبر الإنترنت وأشخاصاً يصرخون في وجه الغرباء أمام العامة خلال الشهرين الماضيين أكثر مما رأيته طوال حياتي. وبما أن "كوفيد-19" هو الموضوع الرئيس الذي يشغل عقول معظم الأشخاص ويهيمن على جميع وسائل الإعلام، وهو موضوع مثير لقلق الكثيرين، أصبحت الأجواء سلبية بدرجة كبيرة.

ولذلك حاول أن تكون مختلفاً. على سبيل المثال، عند الدردشة قبل بدء الاجتماعات أو إرسال بريد إلكتروني، اذكر أي شيء بخلاف فيروس كورونا. تحدث مثلاً عن الطيور التي شاهدتها وأنت بالخارج أو الأشياء المضحكة التي فعلها طفلك أو الكتاب الذي تقرأه. وإذا لزم الأمر، فكّر مسبقاً في بعض الموضوعات المتنوعة لتشاركها مع زملائك كل يوم. كل ما عليك هو محاولة التركيز على نشر الإيجابية في حياة زملائك.

علاوة على ذلك، إذا استطعت أن تكون خفيف الظل، فافعل ذلك. فالضحك والطاقة الإيجابية تقرِّب بين أعضاء الفريق وتجعل الأشخاص يشعرون بالارتياح حيال وجودهم معك. في حين أن القيام بأشياء جيدة والاهتمام بأن يكون حضورك إيجابياً لا يضمن لك ألا يتم تسريحك من العمل، ولكنه بالتأكيد يزيد فرصك في الاحتفاظ بوظيفتك لأنك تُظهر قيمتك بالنسبة إلى المؤسسة والأشخاص من حولك.

يقع قدر كبير مما يحدث في سوق العمل وفي وظيفتك بالذات خارج نطاق سيطرتك. فلا يمكنك التحكم فيما إذا كانت بعض الأعمال التجارية ما زالت تُعد ضرورية أم لا، ولا في التغيرات المؤسسية ولا في عدد الموظفين. كما أن هناك العديد من العوامل التي تحدد طلب السوق على عملك. ولكن إذا اتبعت النصائح الخمس المذكورة أعلاه، ستفعل ما في وسعك لإحداث تأثير كبير وستتمكن من إظهار القيمة خلال العمل عن بُعد وستنال التقدير على ذلك داخل نطاق دورك الحالي، وستترك انطباعاً جيداً لدى الجميع.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي