5 خطوات لصياغة قصة تساعدك على إقناع الآخرين

3 دقائق
صياغة قصة

إذا كنتَ في حاجة إلى تقديم حجة داعمة لمسألة مهمة للغاية بالنسبة إليك، فلا تلجأ إلى البلاغة وكثرة الكلام. بل حاول أن صياغة قصة ترويها بدلاً من هذا.

من الأمثلة التي توضح هذه الطريقة أسلوب عضو الكونغرس السابق كيث إليسون في التحدث مع الصحافة قبل جلسات الاستماع التي عقدها عضو الكونغرس بيتر كينغ للتحقيق في ميل المسلمين الأميركيين نحو التطرف في الولايات المتحدة. فبعد دفاعه عن المسلمين بقوله إن جلسات الاستماع تستهدفهم بغير وجه حق، اختتم إليسون بيانه بقصة حول محمد سلمان حمداني، المسعف الذي لقي مصرعه في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول في أثناء محاولته إنقاذ الأشخاص العالقين في برجي مركز التجارة العالمي. وصف إليسون سعي البعض إلى تشويه تضحية حمداني من خلال الإشارة إلى انتمائه الديني الإسلامي. وقد ساعدت هذه القصة، مدعومة بإلقاء عاطفي من إليسون، في إيصال رسالته على نحو مؤثّر.

يمكن لرواية القصص المؤثرة أن تخدم أي شخص يتولى منصباً قيادياً يسعى إلى إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة. فالكلام البلاغي المبني على رأي معيّن قد يكون في أغلب الأحيان أقرب إلى إثارة للاستقطاب منه إلى الإقناع، على حين تكون الأرقام والإحصائيات في أغلب الأحيان عديمة الأثر. لكن الجمع بين الكلام البلاغي والحقائق بعناية، وفي إطار القصة الصحيحة، يمكن أن يحقق التغيير المطلوب في الآراء.

إن بناء قصة فعالة تعبّر عن وجهة نظر معينة هو مهارة مكتسبة يمكن تعلمها. وإليك فيما يلي بعض الاقتراحات.

كن مدركاً لرسالتك على نحو جيد

عند محاولة إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة، عادة ما نجد أنهم يُبدون مقاومة تجاه تحديد ما يجب أن يفكروا فيه، لكنهم منفتحون تجاه أسباب هذا التفكير. يستخدم الواعظون المخضرمون هذه التقنية في عظاتهم الدينية. فالقصص الجيدة تحمل في طياتها ما هو أكثر من مجرد وجهة نظر، فهي تحمل رسالة. وهذا ما يجعلها أدوات جيدة للإقناع. يجب أن تفكر فيما تريد من الآخرين فعله، ولماذا تريد منهم هذا. هذه هي رسالتك.

ابحث عن المثال الصحيح

ابحث عن الأفعال الصادرة عن الأشخاص المحيطين بك التي لها صلة بوجهة نظرك. فإذا أردت إقناع الآخرين بأن يعتمدوا معايير السلامة، يجب أن تروي قصة حول ما حدث عندما تجاهل أحدهم اتباع بروتوكولات السلامة. وإذا أردت استعراض فوائد عملية جديدة، فاستخدم قصة تشرح كيفية استفادة شخص ما منها.

انسج روايتك بعناية

من الأفضل استخدام أمثلة حقيقية من الواقع، كما فعل إليسون. ولهذا، يمكنك أن تتحدث عما فعله أحد الموظفين لضمان السلامة، أو كيف تبنّى فريق من الموظفين عملية جديدة وتمكّن من تحقيق نتائج أفضل. اربط وجهة نظرك برواية معينة من خلال اتباع بناء قصصي متماسك. قدِّم وصفاً للموقف، وتحدَّث عما حدث، ثم اختتم حديثك باستعراض الفوائد الناتجة.

تحدَّث بعاطفة قوية

لا داعي إلى المبالغة، لكنك في حاجة إلى إبراز قناعتك وقوة موقفك. يمكنك تحقيق هذا من خلال اختيار كلماتك بعناية لرسم الصور في أذهان الآخرين. ويمكنك أيضاً أن تزيد مفعول قصتك من خلال إلقاء خطابك، مثل رفع الصوت عند فكرة مهمة، أو التوقف لبرهة وجيزة لتأكيد أهمية فكرة معينة، وإتباعها بتدفق سلس من الجمل بوتيرة مناسبة.

ادعم وجهة نظرك بالحقائق

لا يعني اللجوء إلى طريقة السرد القصصي أنك لا تستطيع استخدام الحقائق. يمكنك دمجها ضمن قصتك، أو استخدمها في مقدمتك أو في خاتمتك. على سبيل المثال، تقول الإحصاءات إن طفلاً واحداً من بين كل 4 أطفال يبدأ بالتراجع في مادة الرياضيات بحلول الصف الثالث. ولهذا، إذا كنت تحاول إقناع الآخرين بأنها مشكلة تستحق المعالجة، يمكنك أن تقول: "دعوني أخبركم بقصة عن دانيال، وهو تلميذ في الصف الرابع في مدرسة سوميت الابتدائية"، وتبدأ بعد ذلك بسرد تفاصيل القصة. ويمكنك على سبيل المثال، بعد إنهاء قصة دانيال، أن تختتم حديثك ببضع حقائق إضافية حول الحاجة إلى دروس الرياضيات الترميمية في المدرسة.

على الرغم من فعالية القصص، فقد لا تكون مناسبة في كل الأوقات. ففي بعض الأحيان، ستجد نفسك في حاجة إلى الدخول في صلب الموضوع مباشرة. وأفضل طريقة للتعبير عن وجهة نظرك، خصوصاً فيما يتعلق بالأعمال، هي باتباع أسلوب سريع وموجز. في هذه الأوضاع، تتحول الأرقام والإحصائيات إلى قصة بحد ذاتها.

إضافة إلى هذا، يجب ألا يقتصر استخدام السرد القصصي على المناسبات الرسمية فقط. أتذكّر أن أحد المسؤولين التنفيذيين أخبرني بأن مديره -الذي أشرف على تدريبه- كان يحتفظ بقصة ملائمة لكل حالة. وقد كان هذا المدير يحكي القصص بوصفها شكلاً من أشكال التدريب على وجه الخصوص. وكان يربط أي موقف كان –سواءٌ كان تنبيهاً أم مديحاً أم تحدياً- بقصة ما. ولهذا السبب، كانت الدروس المستقاة من هذه القصص ترسخ في الذاكرة. وقد كان المسؤول التنفيذي الذي أخبرني القصة قادراً على رواية القصص القديمة التي حكاها مديره السابق منذ عشرين سنة بالحرف الواحد. إضافة إلى هذا، فقد أدمج هذا المسؤول التنفيذي هذه التقنية (مستخدماً بعض القصص نفسها) في أسلوبه القيادي الخاص.

تُعد القصص أدوات فعالة عندما توضع بين أيدي القادة الذين يتقنون استخدامها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي