كيف تُصبح بارعاً في إقناع الآخرين بأفكارك الإبداعية؟

3 دقائق
صياغة عرض ترويجي مقنع
ديفيد كروكيت/غيتي إميدجيز

ملخص: إذا كنت تريد أن تكون مسؤولاً فعالاً عن التواصل، من المهم أن تتعلم كيفية عرض أفكارك ومفاهيمك ووجهات نظرك على الآخرين في البيئات المهنية والتفاعلات اليومية. ولكي يكون عرضك الترويجي فعالاً، يجب أن يكون مفهوماً وملائماً وسهل الإقناع، من دون اللجوء إلى أي خدع أو أساليب ملتوية، وفي عالم اليوم الذي يتسم بالسرعة وقِصَر مدة انتباه الناس، يجب أن يكون عرضك موجزاً أيضاً. وفي هذه المقالة يقدم المؤلف إطاراً بسيطاً لكيفية صياغة عرض ترويجي مقنع؛ إذ يتعلق الأمر باستخدام 4 عبارات مفتاحية، وهي: 1) ماذا لو كان بإمكانك 2) بحيث 3) على سبيل المثال 4) وهذا ليس كل شيء.

قد لا يتضمن مسماك الوظيفي الانخراط في التسويق أو المبيعات، ولكن مع ذلك من المحتمل أن تعمل في مجال الترويج؛ لأن معظم الوظائف تتطلب القدرة على التأثير في الآخرين وإقناعهم وإشراكهم، سواء كنت تقترح نهجاً بديلاً لمشروع فريقك في أثناء اجتماع صباحي، أو تضغط للحصول على ترقية، أو لإقناع الآخرين بدعم مشروع شخصي. وخلاصة الأمر أنك تعرض أفكارك محاولاً إقناع الآخرين بها. لذا إن كنت تريد أن تكون مسؤولاً فعالاً عن التواصل، فمن المهم أن تتعلم كيفية عرض أفكارك ومفاهيمك ووجهات نظرك على الآخرين في البيئات المهنية والتفاعلات اليومية.

ويتعلق الترويج الناجح في الدرجة الأولى بجمهورك؛ إذ يجب أن يكون عرضك الترويجي مفهوماً وملائماً وسهل الإقناع، من دون اللجوء إلى أي خدع أو أساليب ملتوية. وفي عالم اليوم الذي يتسم بالسرعة وقِصَر مدة انتباه الناس، يجب أن يكون عرضك موجزاً أيضاً.

وفي حين أن هناك عدداً لا يحصى من الكتب والدورات التدريبية المكثفة المتاحة لتحسين مهارات الترويج، لم أجد سوى القليل جداً من النصائح والإرشادات عن كيفية العرض بطريقة موجزة وتلقائية؛ لذلك عملت على تطوير إطار عمل سهل التذكر والتطبيق من أجل إنشاء عروض ترويجية متقنة وموجزة.

إنه بمساعدة العبارات المفتاحية الأربع القصيرة التالية، يمكنك بسهولة صياغة عرض ترويجي واضح وموجز وقابل لأن يتكرر بسرعة إذا تطلب الموقف ذلك، وهذه العبارات هي:

تخيل لو كان بإمكانك...؛ توضح هذه البداية المزايا التي يوفرها منتجك أو خدمتك أو فكرتك.

بحيث...؛ لربط الفوائد المحتملة لمنتجك أو خدمتك بغرض هادف وملائم للجمهور.

على سبيل المثال...؛ لتقديم أمثلة ملموسة عن كيفية نجاح منتجك أو خدمتك أو فكرتك ومدى جاذبيتها.

وهذا ليس كل شيء...؛ لإيضاح الإمكانات والفرص المستقبلية الإضافية للأمر الذي تروج له.

والآن لِنلقِ نظرة على مثال لكيفية استخدام هذا الإطار في مشهد مبيعات تقليدي: لنفترض أنك طورت منتجاً جديداً مصمماً لمساعدة المستخدمين على استخراج مقاطع مهمة من البودكاست ومقاطع الفيديو المفضلة وتنظيمها، بحيث بعد اقتطاع الأجزاء المهمة يفرزها المنتج مباشرة  ويجمعها في مكان واحد يسهل الوصول إليه. وأنك تريد إنشاء عرض ترويجي مقنع وموجز عن هذا المنتج لجمهورك. يمكنك صياغة عرضك الترويجي على النحو التالي:

ماذا لو أمكنك اقتطاع محتوى صوتي أو فيديو قصير مع تجميعه وتصنيفه؟

بحيث يمكنك الوصول إليه بسرعة ودمج المقاطع معاً لإنشاء قوائم تشغيل هادفة ومخصصة تساعدك على التعلم وممارسة الرياضة وتعزز إنتاجيتك.

على سبيل المثال، يمكن للرياضيين تنظيم قوائم تشغيل تحتوي على مقتطفات من ملفات البودكاست ونصائح الفيديو لمساعدتهم في تمارين تمدد معينة. بعد ذلك يمكنهم الوصول بسهولة إلى المحتوى الذي اختاروه، سواء كانوا في صالة الألعاب الرياضية أو في المنزل أو كانوا يستعدون لممارسة التمارين.

وهذا ليس كل شيء؛ إذ هناك ميزة اجتماعية في هذا المنتج، وهي أنه يمكنك مشاركة قوائم التشغيل الشخصية مع الأصدقاء وإنشاء مجتمعات من الذين يشتركون في اهتمامات مماثلة.

ولنلقِ نظرة الآن على مثال آخر لا علاقة له بالمبيعات: لنفترض أنك عضو في لجنة العمل المسؤولة عن اقتراح مبادرات صديقة للبيئة في مكان عملك، ولديك فكرة عن التعاقد مع شركة محلية لإنشاء مزرعة عضوية في جزء غير مستخدم من مساحة سطح بناء الشركة، وتريد طرح هذا المفهوم على اللجنة من أجل أن تتبنّاه؛ لذا إليك كيف تصوغ العرض الترويجي لفكرتك:

ماذا لو كان بإمكاننا توفير المنتجات الطازجة مباشرة في شركتنا؟

حيث يمكننا تقديم الفواكه والخضروات العضوية المزروعة محلياً لموظفينا، وبهذا نقدم نموذجاً لأفكار الاستدامة المبتكرة.

على سبيل المثال، يمكننا الحصول على الفراولة الطازجة والطماطم والخيار من مزرعتنا على السطح وتقديم وجبات خفيفة صحية للموظفين أو السماح لهم بأخذها إلى المنزل.

وهذا ليس كل شيء؛ إذ سيستأجر الفريق الذي يدير المزرعة الشباب المحرومين ويشجع موظفينا على المشاركة الفعالة في العناية بالمزارع وتوجيه العمال الشباب. ونتيجة لذلك لن نسهم في المجتمع الأوسع فحسب، بل سنبني أيضاً علاقات هادفة تفيد جميع المعنيين.

إنّ المثالين السابقين يوضّحان أن الترويج لأفكارك أو منتجاتك أو خدماتك يجب ألا يكون مرهقاً أو طويلاً، ومفتاح ذلك هو في استخدام إطار عمل قوي يمكن أن يعمل بمثابة دعامة لموقفك.

وفي الختام:

ماذا لو كان بإمكانك الترويج لأفكارك بطريقة واضحة وموجزة ومقنعة باستخدام إطار مفيد مكون من 4 جمل فقط؟

بحيث تتمكن من إثارة اهتمام جمهورك وتحفيزهم على الاستماع.

على سبيل المثال، يمكنك تشجيع القراء بفاعليّة على الاستفادة من هذا الإطار في عروضهم الترويجية القادمة.

وهذا ليس كل شيء؛ إذ لا ينحصر استخدامك هذا الإطار في مشاهد العروض الترويجية المخطط لها فحسب، بل يشمل ذلك المواقف العفوية حيث تظهر فرصة الترويج تلقائياً.

وباعتمادك على هذا الإطار المُجرب، يمكن أن يكون عرضك الترويجي موجزاً وملائماً ومقنعاً مع الاستمتاع الحقيقي بمشاركة وجهات نظرك وشغفك مع الآخرين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي