شغلي الشاغل: دانيال ستيل

3 دقائق
دانيال ستيل

يبلغ عدد الروايات التي ألّفتها دانيال ستيل باستعمال آلة كاتبة قديمة من طراز "أوليمبيا" تقتنيها منذ بداية مسيرتها المهنية 170 راوية. أولاها كانت "العودة إلى الوطن" (Going Home)  ونِشرت عندما كانت البكر بين أولادها التسعة تحبو، إذ إنها أتمت العديد من رواياتها الباقية عندما كان أطفالها في المدرسة أو نياماً. فغالباً ما كانت تنتقل بين مسودات كتب مختلفة في الوقت ذاته. أحدث رواياتها عهداً هي "الملائكة الطائرة" (Flying Angels). تعزو الكاتبة ذات الأعمال الأكثر مبيعاً صيتها الذائع إلى قدرتها على الكتابة بصدق عن "الأشياء التي تؤذينا أو تُخيفنا" بينما تحاول دائماً أن توصل شخصياتها "إلى بر الأمان" وتمنح قراءها "بارقة أمل".

هارفارد بزنس ريفيو: لماذا تنتجين ما تنتجينه بهذه الوتيرة المجنونة وكيف تفعلين ذلك؟

ستيل: اعتدت ألا أؤلف هذا الكم الهائل من الكتب لأنني كنت أربّي أطفالي التسعة. لكن الناس كانوا يقولون لي: "أليس بوسعك كتابة المزيد؟". كما طلب ناشر أعمالي منّي أن أزيد عدد كتبي من أربعة إلى ستة في العام الواحد، وأنا اعتبرت الأمر بمثابة تحد لي. ولطالما عملت على تأليف عدة كتب في الوقت ذاته أصلاً، حالي حال الفنان الذي يرسم عدة لوحات معاً حيث كنت أضع هذه الكتب جانباً لأعود إليها لاحقاً. لديّ طاقة هائلة وأنا لا أنام البتة. ليست لدي هوايات، ولا أمارس البستنة أو أي من فنون الحياكة اليدوية. لم يسبق لي أن تعلّمت العزف على البيانو. أنا شديدة الانضباط وأعمل لمدة 20ساعة في اليوم تقريباً. إجازتي السنوية لمدة خمسة أيام خلال عطلة عيد الميلاد ولأسبوع واحد في الصيف فقط. يعود جزء من ذلك إلى أن منزلي بات خاوياً على عروشه. فعندما يكون أطفالك صغاراً في السن، تكونين في حالة من السعي الدائم بين دروس الباليه، ودورات كرة القدم، وجلسات تقويم الأسنان. أما عندما ينتهي كل ذلك، فإني تطرحين على نفسك السؤال التالي: "ماذا أنا فاعلة الآن؟." زواجي انتهى في ذات الوقت الذي غادر فيه الأطفال المنزل تقريباً، لذلك عملت أكثر وأكثر. وليس لدي أي شيء آخر أفعله!

"أصيغ خمس مسودات من كل كتاب تقريبا وهذه العملية جيدة وهي تشابه تتبيل الطعام ورش الملح والبهارات عليه".

متى أدركت أن الكتابة يمكن أن تكون مهنتك التي تكسبين منها قوت يومك؟

كنت أعمل في وكالة إعلانات، وكان من بين عملائنا مجلّة قال لي ناشرها: "أسلوبك في الكتابة رائع ويجب أن تؤلفي كتاباً". كنت امرأة في التاسعة عشر من عمرها ولديها رضيعة حديثة الولادة. قلت لنفسي: "حسناًلِ َم لا؟". وكما تعلمين فإن سن الشباب هو سن الجرأة حيث يعتقد المرء أنه قادر على فعل كل شيء. جرّبت الكتابة واستمتعت بها أيما استمتاع. كان لدى زوجي صديق يُعتبر والد زوجته وكيل نشر مهماً فأعطيته كتابي. طال انتظاري كثيراً ّ لرد ّ ه لكنه عاد إلي في نهاية المطاف قائلاً: "أنت لست موهوبة في الكتابة. عودي إلى تربية طفلتك وتعلّمي الطبخ"، وما إلى ذلك من هراء. ثم عثرت على وكيلة نشر ثانية أبدت اهتماماً شديداً وباعت الكتاب إلى دار "سيمون & شوستر" (Simon & Schuster) في هذه الأثناء، كنت قد ألّفت كتاباً آخر. ثمَ كتبت خمسة كتب أخرى، لكنها لم تلق رواجاً ولا تسأليني لماذا ثابرت على الكتابة، فكل ما في الأمر هو أنني أدمنت عليها. أخيراً وبعد ما يقرب من  11عاماً، قررت أن أرى إذا ما كان بوسعي امتهان الكتابة وهذا ما حصل.

هل كان لديك أي مرشدين؟

الرجل الذي نصحني بالتخلي عن الكتابة هو في الحقيقة وكيل "أليكس هالي"، وقد أصبح أليكس صاحب كتاب "الجذور" (Roots) مرشدي. التقينا خلال مأدبة غداء وقد قرأ كتابي الأول وقال لي: "سوف يذيع صيتك في يوم من الأيام". كان صديقي الصدوق وبمثابة أب لي. كنت مدمنة على السهر وهو كان كذلك. كان يتّصل بي في الثالثة فجراً ويسألني: "هل تكتبين الآن؟" فأرد قائلة: "نعم أكتب". كان يقول لي ساعتها: "حسناً هذا شيء جيد". ثم يغلق سماعة الهاتف. كان هذا الدعم مهماً ُ لأن زوجي لم يكن معجباً بفكرة كتابتي، وكان يعتقد أن ذلك غير لائق. لذلك فإن عملي كان سراً خفياً وكنت دائماً أسير على رؤوس أصابعي كي لا أزعج أحداً. لكن الأمر أصبح غير مريح البتة عندما أصبحت مسيرتي المهنية ّ لافتة جداً ّ وبت شخصية مشهورة.

رغم امتلاكك هذا العدد الكبير من الكتب الأكثر مبيعاً، هل تسعين دوماً إلى تحقيق المزيد من النجاح؟

الإجابة باختصار هي نعم. فأنا أخاف دائماً أن يكون كتابي التالي هو الكتاب الذي يمقته الجميع، لذلك أكون في غاية سعادتي عندما لا يحدث ذلك. وبطبيعة الحال، لن أصاب بالهستيريا إذا لم يصل كتابي إلى رأس القائمة لكنني أتساءل بيني وبين ّ نفسي عن السبب: هل كان يجب علي أن أفعل شيئاً مختلفاً؟ أسعى دائماً إلى منافسة نفسي وإلى تحقيق أقصى درجات التميز.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي