إشراك الجمهور في عملية تحويل العلامة التجارية وتطويرها: شركة نخيل مثالاً

3 دقائق
شركة نخيل
shutterstock.com/Costello77

يُعد امتلاك علامة تجارية واضحة عنصراً أساسياً لبناء الاستراتيجية التنافسية للشركة، وذلك كما نرى في حالة شركات مثل آبل و كوكاكولا وتيسلا، إذ تمثل الهوية المنارة التي تهدي التائهين، وتوضح التوجّه والغاية، فضلاً عن قدرتها على تعزيز صورة كلّ منتج من منتجات الشركة. كما أنها تُسهم في قدرة الشركة على استقطاب الموظفين واستبقائهم، وتكون بمثابة درع يقي الشركات آثار تضرر السمعة في أوقات الأزمات. إلا أن العديد من الشركات يواجه صعوبة عندما يتعلق الأمر بصياغة علامة تجارية خاصة بها فضلاً عن توصيل تلك العلامة للآخرين. شركة نخيل استوعبت جيداً أهمية العلامة التجارية، وشرعت في بناء هُوية تكون حجر الزاوية الذي يميّزها في سوق جد تنافسي مثل سوق العقار في دبي. يُمكن حصر أهم ركائز علامتها التجارية فيما يلي:

1. التركيز على الموظفين

إنّ تكوين تصوّر جيد عن العملاء وتفاعلهم مع توجهات السوق يتطلب من الشركات الانتقال من سلسلة القيمة إلى سلسلة التجربة، التي تبدأ بالعميل وتتراصف مع نقاط التفاعل الموجودة في رحلة الشراء المتعددة القنوات.

كما يؤدي الموظفون، خاصة الذين يتعاملون مع العملاء وجهاً لوجه، دوراً مركزياً في تجربة العميل، فقد يؤدي التفاعل الفردي مع الموظف إلى إنجاح تجربتك أو تدميرها. فضلاً عن ذلك، أثبتت الدراسات أن تجربة الموظف تؤثر في أرباح الشركات، وأن التحسن في رضا الموظفين يؤدي إلى التحسن في رضا العملاء.

وعليه، ركزت شركة نخيل أولاً على فهم مصطلح إعادة بناء العلامة التجارية والالتزام به ومواءمته مع أعمالها الداخلية، فاتبعت نهجاً يرتكز على الموظفين لوضع غاية وقيم جديدة للعلامة التجارية بما يتماشى مع أسلوب عملها ورؤيتها المستقبلية. وانطوى هدفها أيضاً على إعادة التركيز على تجربة العميل وتحقيق التميّز وإشراك الموظفين في رحلة التحوّل هذه. وشارك أكثر من 150 موظفاً من جميع الأقسام في ورش دامت 4 أيام هدفها تصميم مستقبل شركة نخيل، وتحديد قيم علامتها التجارية وغايتها.

2. الزبائن والمجتمعات

الزبائن هم من يحددون مصير الشركات، وحسب جيف بيزوس، مؤسس أمازون، فإن هوس التركيز على الزبائن هو ما يقود الشركة إلى القمة. على الرغم من تركيز نخيل الدائم على الزبائن والمجتمعات في الماضي، فإن قيم علامتها التجارية الجديدة وغايتها جعلت التركيز على الزبون أهم أولوياتها، وبقاء نهجها وجميع مبادراتها المتمركزة حول الزبائن. فلدى الشركة فريق لإدارة المجتمعات يشرف على 14 مشروعاً رئيسياً، وأكثر من 400 جمعية من الجمعيات الأهلية وأكثر من 400 ألف مقيم، ما جعل الزبائن شريحة جمهور رئيسية للشركة.

ولتضمن إشراك الزبائن والمجتمعات في رحلة تحوّل علامتها التجارية، أعادت نخيل تنشيط قنوات التسويق والتواصل التي ركزت عليهم. فمنذ يوليو/تموز عام 2021 أرسلت أكثر من 110 نشرة إخبارية إلى أعضاء مجتمعاتها، كما ترسل الإعلانات وخطط التحسين يومياً عبر قنوات التسويق الرقمي.

وأطلقت نخيل حملات تركز على مجتمعاتها تضمّنت التعريف بموظفي الشركة وتنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة المجتمعية، بما فيها تنظيم حفل إفطار مجتمعي وفعالية مجتمعية للحيوانات الأليفة وعروض سينمائية ليلية. ومنذ عام 2021 وحتى عام 2022 زاد التفاعل بنسبة 139.58%، والوصول لكل منشور بنسبة 561.43%، كما ارتفع عدد مشاهدات الإعلانات بنسبة 835.23% من خلال النهج الذي يركز على التكنولوجيا والزبائن.

3. الاستفادة من الشعبية

تمثل الإشارات البصرية الجزء الأهم في التفاعل مع الأفراد، وبالتالي تحتاج الشركات اليوم إلى تطوير هوية بصرية قوية لعلامتها التجارية ومراعاة كل عنصر مرئي بعناية. فالتصميم هو "السفير الصامت لعلامتك التجارية".

بعد أن استلهمت شركة نخيل خطوتها الثالثة في تحويل علامتنا التجارية من الموظفين والمجتمعات، ركزت على مكانتها كمطور عقاري للمشاريع الساحلية، ما ساعدها على اختيار ألوان علامتها التجارية وهويتها البصرية. فأرادت أن يستحضر المستهلكون البحر في كل نقطة تواصل بينهم وبين العلامة التجارية والعلامات التجارية الفرعية، مثل الفرجان وجزر العالم. ثم عملت على تبسيط عملية تصميم العلامة التجارية إلى 6 مراحل لتضمن سهولة التعرف عليها.

4. تعزيز السعادة والازدهار

أطلقت دبي الخطة الحضرية 2040 التي تهدف إلى تعزيز سعادة الأفراد وتحسين جودة حياتهم، ولمواكبة أهداف هذه الخطة، تبنت شركة نخيل هوية مؤسسة جديدة تعتمد على شعار "نبني لينعم الناس بالرخاء" وستستمر في توفير مجتمعات شمولية نابضة بالحياة وتقديم مجموعة كبيرة من وسائل الراحة والأنشطة المائية في المجتمعات الساحلية مع توفير المساحات الخضراء المفتوحة.

وأطلقت نخيل حملة إعادة بناء العلامة التجارية عبر قنوات تواصل متعددة، بما فيها القنوات الرقمية والإعلانات الخارجية ووسائل التواصل الاجتماعي. واستخدمت هذا الشكل لعلامتها التجارية لإحداث صدى لدى المقيمين والزائرين، وبما يعكس تجربتهم في دبي أو تجاربهم الطموحة التي يأملون القيام بها.

وتتطلع شركة نخيل إلى المرحلة التالية من النمو والازدهار ومواصلة التركيز على رفاهية وجودة أنماط حياة المواطنين والمقيمين والزوار، والارتقاء بجودة المجتمعات، ورسم معالم مستقبل دبي، وخلق تجارب هادفة ومجزية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي