7 طرق لتمكين “مايكروسوفت” من رفع قيمة “لينكد إن” إلى 26 مليار دولار

4 دقائق
رفع قيمة لينكد إن

في عام 2016، اشترت "مايكروسوفت" شركة "لينكد إن" (LinkedIn) مقابل 26 مليار دولار، أو 196 دولار لكل سهم في "لينكد إن"، بزيادة تبلغ 50% على سعر إغلاق السوق لسهم الشركة في يوم الشراء، الذي كان يعادل 131 دولار حينها، فماذا عن رفع قيمة "لينكد إن"؟

تشتهر "مايكروسوفت" بدفعها مبالغ أكبر من المعتاد في عمليات الاستحواذ التي أجرتها، وتتضمن "سكايب" (ٍSkype)، وشركة "نوكيا" (Nokia) للهواتف المحمولة، و"أيه كوانتيف" (aQuantive)، ومحاولتها شراء "ياهو" (Yahoo). فكيف تتجنب تكرار أخطائها الماضية؟ بالتأكيد، 26 مليار دولار سعر مرتفع للغاية، لكن هناك قيمة كبيرة محتملة في "لينكد إن"، ولكي تتمكن "مايكروسوفت" من اغتنامها، يجب عليها التفكير في بعض من الخطوات الآتية:

كيف سترفع "مايكروسوفت" من قيمة "لينكد إن"؟

  • توجيه الإعلانات بقدر أكبر من الدقة والتقسيم

جزء من إيراد "لينكد إن" يأتي من الإعلانات الموجهة التي تأتي في الغالب من قبل أصحاب العمل. ظهر لي، على سبيل المثال، إعلان من "مجلس الرقابة المحاسبية للشركات العامة" (Public Company Accounting Oversight Board). استخدم الإعلان صورة ملفي الشخصي، وقال: "تخيّل نفسك موظفاً في "مجلس الرقابة المحاسبية للشركات العامة" (PCAOB)"، للإشارة إلى أنني قد أرغب في العمل مراقباً أو مفتشاً. إلا أن علاقة هذا الإعلان بي لا تختلف عن علاقة الحذاء النسائي -الذي اقترحه عليّ "أمازون" هذا الصباح- حسب ذوقي في الملابس، رغم أنني رجل! لقد زودتُ منصة "لينكد إن" ببيانات أصحاب العمل وجميع المسميات الوظيفية التي عملت فيها طيلة حياتي المهنية، لكن يبدو أنها لم تدرك بعد أنني لست محاسباً. سيدفع أصحاب العمل المحتملون أموالاً أكثر مقابل الإعلانات الموجهة بدقة أكبر.

  • عرض خدمة استشارات مهنية بناءً على أكبر قاعدة بيانات توظيفية في العالم

تملك "لينكد إن" أصولاً قوية في سجلات التوظيف مع وجود 433 مليون "عضو" فيها، وقد بدأت التسويق لإمكانية استخدام قاعدة البيانات بين أصحاب العمل وشركات البحث بصفة أساسية، إلا أن إضافة بعض التفاصيل الذكية في منصة "لينكد إن" سيسمح لها بتقديم استشارات قيّمة لأعضائها. مثلاً، يمكن للمنصة أن تقول: "ستزداد فرصك في الحصول على وظيفة كعالم بيانات بنسبة 47% إذا امتلكتَ مهارات البرمجة بلغة بايثون". وبالتأكيد، يمكن لـ "لينكد إن" جعل هذا النوع من الاستشارات بمقابل مدفوع. تقدم المنصة حالياً خدمات مجانية، مثل "أشخاص قد تعرفهم" أو "وظائف قد تهمك"، لكن جودة هذه الاقتراحات ضعيفة.

  • التحقق من المؤهلات

تطلب "لينكد إن" من أعضائها إدخال المؤهلات التعليمية والوظيفية، إلا أن هذه البيانات يقدمها المستخدم بنفسه. بإمكاني كتابة أنني حاصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية من معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" (إم أي تي) (MIT) إذا أردت، أو أنني عملت سابقاً رائد فضاء لدى وكالة "ناسا" (وهذا ليس صحيحاً كما هو واضح). لذا، لتكون بياناتها ذات قيمة حقيقية، تحتاج "لينكد إن" إلى إيجاد وسيلة يمكن من خلالها التحقق من المؤهلات على الأقل للأعضاء الراغبين في الدفع مقابل خدمة التحقق. هناك الكثير من البيانات المتاحة للجمهور التي يمكن استخدامها لهذا الغرض، وقد يفيد التعاون مع أصحاب العمل أو الجامعات للتحقق من المؤهلات.

  • مساعدة أصحاب العمل في إيجاد الشخص الصحيح

سمعت من أصحاب عمل ومسؤولي توظيف كُثر أن "لينكد إن" ذات فائدة محدودة في التوظيف: هي منصة رائعة لإيجاد الأشخاص الذين سمعت عنهم من مصدر آخر والتواصل معهم، إلا أن عملية البحث فيها عشوائية. وهذا يرجع جزئياً إلى عدم التحقق من المؤهلات، لكنه ناتج أيضاً عن عدم وضوح ما تعنيه المسميات الوظيفية مثل "متخصص في الفيزياء النووية" أو "عالم بيانات" أو "نينجا مبيعات". سيكون من الرائع إذا تمكنت "لينكد إن" من توضيح ما تعنيه المسميات الوظيفية.

  • إنشاء "لينكد إنستيتيوت" أو "معهد لينكد إن" (LinkedInstitute)

إلى جانب اسمه الجذاب، بإمكان معهد بحث داخلي يستخدم بيانات "لينكد إن" أن يدفع الشركة إلى استغلال بياناتها بطريقة مبتكرة وأكثر إنتاجية. وهذا سيعني عقد شراكات مع أكاديميين وخبراء خارجيين وتمكينهم من استخدام البيانات، مع نشر استنتاجاتهم والاستفادة منها. هذا يتفق مع ما كتبت أنا وروس ووكر من جامعة "نورث ويسترن" ( Northwestern)، في عام 2015، إذ يمكن تحويل مختلف الإحصائيات القائمة على بيانات "لينكد إن" إلى منتجات البيانات تباع للأعضاء أو مسؤولي التوظيف. كما يمكن أن تبيع "لينكد إن" منتجات البيانات للجامعات في صورة "دورات تدريبية للحصول على وظائف رائعة في مجال علم الشيخوخة" مثلاً أو "اعرف مركزك بين مورّدي المواهب لمجال التأمين على الممتلكات".

  • ابتكار المزيد من منتجات البيانات

يمكن تسمية الكثير من هذه الخدمات الحديثة التي أوضحتها "منتجات بيانات"، وهي منتجات وخدمات حديثة مشتقة من البيانات والتحليلات ويمكن بيعها للعملاء. كانت "لينكد إن" من أوائل منشئي هذه المنتجات من خلال خدماتها "أشخاص قد تعرفهم" و"وظائف قد تهمك" و"مجموعات قد تروق لك". ولكن بإمكان الشركة أن تتجاوز هذه الحدود وتطور على سبيل المثال "أشخاص في مجالك يمكنك أن تتعلم منهم" و"كيف تجعل سيرتك الذاتية أكثر نجاحاً" و"أكثر مؤهل تحتاج إليه" وما إلى ذلك. كما يمكن للشركة أن تتجاوز منهج "المطابقة" الذي استخدمته في منتجات البيانات الخاصة بها، وذلك بابتكار بعض نقاط المقاييس، مثل "نقاطك على مقياس القابلية للتوظيف" أو "نقاطك على مقياس الأجر المتوقع" أو "نقاطك على مقياس قائد الأفكار".

  • زيادة قيمة العضويات المميزة بالنسبة للعملاء

"لينكد إن" مزودة خدمات "مجانية"، حيث تعرض بعض الخدمات المجانية وعدة أنواع من الحسابات المميزة المدفوعة. قد تكون الخدمات المميزة مهمة بالنسبة لمسؤولي التوظيف وربما كذلك الباحثين عن وظيفة، لكنها لا تضيف جديداً للأشخاص العاملين والراضين عن وظائفهم الحالية. لا شك أن الإيرادات ستزداد إذا صارت منتجات البيانات الحديثة التي ذكرتها متاحة للأعضاء المميزين فقط، مع تطبيق ذلك أيضاً على بعض الخدمات المجانية الحالية.

ستتطلب هذه الخطوات من "لينكد إن" و"مايكروسوفت" زيادة إمكانياتهما الخاصة بالتحليلات وعلم البيانات وقدرات التكنولوجيا المعرفية. لقد استخدمت "لينكد إن" علماء في علم البيانات، مثل دي جي باتيل، وجوناثان غولدمان، ومونيكا روغاتي، إلا أنهم انتقلوا إلى مؤسسات أخرى. سيحتاج تجديد "لينكد إن" تحت إدارة "مايكروسوفت" إلى تطبيق بعض الاستراتيجيات أعلاه لاسترجاعهم.

وفي نهاية الحديث عن رفع قيمة "لينكد إن"، خسرت "مايكروسوفت" الكثير من الأموال التي دفعتها مقابل عمليات الاستحواذ خلال بضع سنوات من إجرائها. على سبيل المثال، خسرت 6.2 مليارات دولار من عملية الاستحواذ على "أيه كوانتيف"، و7.6 مليارات دولار من عملية الاستحواذ على شركة "نوكيا للهواتف المحمولة". لذا قد يكون الحل الوحيد لتجنب خسارة الأموال في هذه الحالة أيضاً هو إضافة بعض القيمة (واستثمار المزيد من الأموال) لجعل "لينكد إن" أكثر جاذبية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي