ما أفضل أسلوب لرفض طلب زميلك لتزكيته لدى الآخرين؟

3 دقيقة
رفض طلب تعريف
pixabay.com/Ben_Kerckx

كتبت مقالاً في السابق عن كيفية تقديم الأصدقاء والزملاء بالطريقة المناسبة، وهو موضوع محفوف بالمصاعب في أغلب الأحيان، لكن رفض تقديمهم قد يكون أصعب على النفس. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف ترفض تقديم شخص للآخرين دون أن تبدو وغداً؟

مبدئياً، ينبغي ألا تقدّم أحداً ما لم تشعر بالارتياح التام لتقديمه؛ فإذا كنت لا تضمن مؤهلات الشخص المطلوب تقديمه أو لا تشعر بالثقة في أن تقديمه يبدو منطقياً، فأنت مدين للأطراف جميعها بعدم المضي قدماً، إذ يجدر بك ألا تهدر وقت الآخرين أو تخصم من رصيد مصداقيتك لديهم. وإذا وجدتَ أن ضميرك يؤنبك كلما هممتَ بالمضي قدماً في تقديم شخص للآخرين، فإليك ما يجب فعله:

  1. أوضح سبب رفض الطلب بشفافية تامة.
  2. قدّم حلاً بديلاً.
  3. اعرض البقاء على اتصال والمساعدة في وقت لاحق.

اتصل بي أحد معارفي، ويُدعى روبرت، العام الماضي وطلب مني أن أقدّمه إلى وكيلي الأدبي، تود. كان روبرت عالم نفس في مانهاتن يعكف على تأليف كتاب حول مساعدة الذات. وافقت في البداية وطلبت من روبرت أن يرسل لي موجزاً عاماً لمشروعه عبر البريد الإلكتروني.

وللأسف كانت رسالة روبرت غامضة وغير متقنة وغير مثيرة للإعجاب على الإطلاق. لم يؤد واجبه ولم يستعد قط لصياغة رسالته الإلكترونية الأولى بالأسلوب المناسب، على الرغم من أهميتها البالغة. ولم يقدّم نفسه أو مشروعه المقترح بطريقة مقنعة على الإطلاق.

كنت في مأزق؛ فعلى الرغم من عدم رغبتي في تزكية روبرت عند تود، فلا أريد أيضاً أن أبدو مستخفّة بمشاعره أو وقحة معه. كانت لديّ عدة خيارات؛ إما أن "أتجاهل الرد"، لكن هذا الخيار يبدو مفعماً بالخداع وينضح بالوقاحة الشديدة، وإما أن أكذب وأخبر روبرت بأن مشروعه يبدو رائعاً، لكن تود لم يعد يقبل التعامل مع مؤلفين جدد، وإما أن آخذ حبوب الشجاعة، كما يقولون، وأخبر روبرت بالحقيقة التي تفيد ما معناه أنه يفتقر إلى المقوِّمات التي تقنِع أي شخص، ولست أنا وحدي، بتقديمه إلى وكيل أدبي. وأخيراً قررت اتباع الاستراتيجية الآتية:

التحلي بالشفافية

قررتُ أن أكون صادقة، وأخبرت روبرت بأنني لا أشعر بالارتياح لفكرة تعريفه بوكيلي الأدبي، وأوضحت له بأسلوب مهذَّب أنني لا أستطيع تزكيته في هذا الوقت؛ لأن مقترحه لم يكن جاهزاً تماماً بكل بساطة. كنت أعلم أنه لن ينجح في إقناع تود بالتعامل معه نظراً لضآلة الجهد المبذول. وما كان تقديمي له ليسفر عن شيء سوى تسريع عملية الرفض التي ستقع فيما بعد بالتأكيد.

تقديم حل بديل

لم أستطع أن أمنح روبرت ما يريده، لكن كان بإمكاني أن أمنحه شيئاً قيِّماً للغاية بدلاً من ذلك، وهو نموذج لرسالة إلكترونية تقديمية رائعة كنت أعمل عليها منذ فترة طويلة وبذلت فيها جهداً كبيراً، ولم يكن هناك ما يمنع من إطلاع روبرت على رسالتي الإلكترونية بصفتها مثالاً يُحتذَى لما يجب فعله.

إذا كنت لا تشعر بالارتياح لتعريف شخص إلى الآخرين لأي سبب من الأسباب، فأفضل ما يمكنك فعله حينئذٍ أن تسديه بعض النصائح أو الإرشادات حول ما يجب مراعاته في المرة المقبلة (معك أو مع الآخرين) لضمان الموافقة على تقديمه.

تضمّنت رسالتي الإلكترونية التعريفية الموجَّهة إلى تود موجزاً عاماً لمشروعي وجمهوري المستهدف وميزتي التنافسية والميزات الرئيسية لمُنتَجي، وأخيراً الاستراتيجية الإعلامية والتسويقية. (وقد نجح الأمر معي بالمناسبة؛ إذ أبدت وكالات أدبية عديدة اهتمامها بالعمل معي!).

حينما أطلعتُ روبرت على رسالتي الإلكترونية التقديمية التي أرسلتها إلى تود، أيقن سبب رفضي لطلبه. كان الفرق بين رسالته ورسالتي الإلكترونية واضحاً كالشمس، حتى إن روبرت شكرني فور تلقيه الرسالة، مثنياً على كرمي في مشاركة رسالتي الإلكترونية، وأقرّ بأن أمامه طريقاً طويلة قبل التواصل مع الوكلاء الأدبيين وإقناعهم بالتعاون معه. علاوة على ذلك، لم يكلفني ذلك أي وقت أو جهد.

ثمة بدائل أخرى تتضمن إحالات إلى أشخاص آخرين لمساعدته في إنجاز مهمته على الوجه الأكمل (مثل مدقق لغوي أو كاتب شبحي لروبرت)، أو تزكية متخصصين (لا أعتقد أن جون سيكون مهتماً بالشراكة معك، لكني أعلم أنك تبحث عن مطور ويب أيضاً وأعرف شخصاً ملائماً لهذه المهمة)، أو حتى تقديم رؤية إضافية حول الموضوع (آسف لأنني لا أستطيع تعريفك إلى سوزان، لكن يسعدني تخصيص بعض الوقت لنفكر معاً في الخطوات التالية). يمكنك أيضاً التفكير في المعلومات الأخرى ذات القيمة المضافة العالية التي تختزنها في بريدك الإلكتروني وترى أنها قد تفيد شخصاً آخر، كما في المثال السابق.

البقاء على اتصال

أخيراً، بعد رفض طلب روبرت بلباقة، تركت الباب مفتوحاً للتفاعل المستقبلي. عرضت مراجعة مسودة أخرى في المستقبل، إذا بذل روبرت مزيداً من الجهد أو عزّز موقفه. قلت إنني سأكون سعيدة بإعادة النظر في هذه المسألة بمجرد أن يعرض مقترحه بمزيد من الوضوح وتمنيت له حظاً موفَّقاً.

استطعتُ في النهاية الحفاظ على مصداقيتي مع نفسي ورفضتُ طلباً شعرت بأن قبوله غير صائب. استطعتُ أيضاً مساعدة روبرت من خلال منحه شيئاً ذا قيمة، على الرغم من عدم منحه ما كان يريده في الأساس. وأخيراً، أسديت صنيعاً لكل من تود وروبرت، إذ وفّرت عليهما حواراً محرجاً لم يكن ليسفر عن أي نتيجة إيجابية بكل تأكيد. ومنحت روبرت فرصة أخرى في واقع الأمر من خلال تقديم بعض الإرشادات والنصائح بدلاً من تقديمه لتود دون فائدة تُذكَر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي