ملخص: في عام 2016، أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية المملكة 2030 بأهدافها الجريئة. إن إطلاق الرؤية وسط كل الأحداث العالمية آنذاك يعكس عزم المملكة وإصرارها على تغيير مجرى التاريخ والريادة في تأسيس مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر. وكان إطلاق النسخة الأولى من مؤتمر مبادرة "مستقبل الاستثمار" في أكتوبر/تشرين الأول 2017 منبثقاً من صندوق الاستثمارات العامة، في تلك المرحلة، "ضربة معلم"، من حيث التوقيت والمخرجات ونوعية الحضور العالمي، فقد:
- حقق نجاحاً دولياً لم يستطع أي مؤتمر آخر في العالم تحقيقه حتى كتابة هذه السطور.
- أسهم المؤتمر في لفت الأنظار العالمية إلى المملكة بوصفها قوة استثمارية عالمية.
- ساعد على سد الفراغ العالمي في قيادة عالم الاستثمار.
- ساعد المؤتمر في وضع بوصلة عالمية لمعرفة وجهات الاستثمارات المستقبلية، من حيث القطاع والمكان.
كان العام 2016 مليئاً بالأحداث العالمية الكبرى، بدءاً من انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى فوز دونالد ترامب بكرسي الرئاسة الأميركية، بالإضافة إلى الكثير من الأحداث والحروب المختلفة حول العالم.
وأكاد أجزم أن العالم اعتاد وقتها هذه النوعية من الأخبار والأحداث، على الرغم من عظمة بعضها وفظاعة بعضها الآخر. وفي خضم كل هذا، أطلقت المملكة العربية السعودية ممثلة في ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان آل سعود رؤية المملكة 2030 بأهدافها الجريئة.
إن إطلاق الرؤية وسط كل الأحداث العالمية آنذاك يعكس عزم المملكة وإصرارها على تغيير مجرى التاريخ والريادة في تأسيس مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر. انطلقت الرؤية في أبريل/نيسان 2016، ومعها بدأت محركات عمل ضخمة في جميع الوزارات والقطاعات الحكومية، مواصلة دون توقف لتحقيق النمو والتطور ويمثّل صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثماري للمملكة، ومارد الاستثمار الذي فاجأ العالم بأهدافه وسرعة نموه وتصاعده في مرتبة الصناديق الاستثمارية الوطنية على مستوى العالم، أحد أهم المحركات الاقتصادية للرؤية.
وكان إطلاق النسخة الأولى من مؤتمر مبادرة "مستقبل الاستثمار" في أكتوبر/تشرين الأول 2017 منبثقاً من صندوق الاستثمارات العامة، في تلك المرحلة، "ضربة معلم" من حيث التوقيت والمخرجات ونوعية الحضور العالمي، فقد حقق نجاحاً دولياً لم يستطع أي مؤتمر آخر في العالم تحقيقه حتى كتابة هذه السطور.
وأسهم المؤتمر في لفت الأنظار العالمية إلى المملكة بوصفها قوة استثمارية عالمية، وسد الفراغ العالمي في قيادة عالم الاستثمار، إذ ساعد المؤتمر في وضع بوصلة عالمية لمعرفة وجهات الاستثمارات المستقبلية، من حيث القطاع والمكان.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2017، انطلقت في الرياض الجولة الأولى من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" تحت شعار "التحول الكبير" لاستكشاف التحولات الكبرى التي يشهدها الاقتصاد العالمي نتيجة للجغرافيا الجديدة الناشئة للاستثمار والابتكار. وكانت تلك النسخة الأولى التي أطلق فيها ولي العهد محمد بن سلمان، أضخم مشروع عالمي على الإطلاق، "مشروع نيوم"، الذي جذب أنظار العالم ولا يزال يجذبها.
وبدأت بعدها مرحلة جديدة للمؤتمر، مع إنشاء مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار بوصفها مؤسسة فكرية مستقلة وغير ربحية، لتحلق بالمؤتمر إلى آفاق أبعد. وانطلقت أعمال المؤسسة وسط تداعيات جائحة كوفيد-19، التي شكّلت حافزاً لخلق نهضة عالمية جديدة في مجال المؤتمرات. فكان المؤتمر الوحيد المستمر في خضم الجائحة بطريقة مبتكرة، تدمج العالمين، الافتراضي والواقعي.
وواصلت المؤسسة أداء دورها القيادي، من الرياض إلى العالم أجمع، في مجالات الفكر والدراسات في المحاور الرئيسية: الذكاء الاصطناعي، والتعليم، والصحة، والاستدامة.
وبعد ذلك بدأت المؤسسة الانتشار عالمياً، إذ أطلقت مؤتمرات افتراضية عديدة، ثم مؤتمرات الأولويات العالمية، في نيويورك، ولندن، وميامي، وهونغ كونغ، وريو دي جانيرو، على مدى السنوات الثلاث الماضية.
في المقابل، استمر انعقاد المؤتمر السنوي الدولي بالرياض في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، حتى في فترة الجائحة عام 2020، التي ألهمت تداعياتها نهضة جديدة للعالم أجمع، وسرّعت انتقال العالم إلى نظام عالمي جديد، وطورت كيفية استثمار المستثمرين وقادة الأعمال اليوم من أجل غد أفضل.
ومع اقتراب إطلاق النسخة الثامنة من المؤتمر في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، تحت شعار "آفاق لا متناهية – استثمار اليوم لخلق الغد"، فإن "مبادرة مستقبل الاستثمار" تهدف إلى مساعدة القادة وصانعي البصمات الفارقة للحضارة الإنسانية في خلق مستقبل الغد.
لقد أدى مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، ولا يزال، دوراً محورياً، مثله مثل بقية أجهزة رؤية المملكة العربية السعودية 2023، وعمل على نحو وثيق مع الجهات كافة، لتحقيق ركائز الرؤية المختلفة. وتمكّن في وقت قصير من جعل الرياض مركزاً يستضيف المؤتمر الأكبر عالمياً في مجال الاستثمارات والمال، الذي أصبح منذ يومه الأول وجهة لكل قيادات الاستثمار وصانعي القرار في العالم.
وفي كلمة تاريخية لولي العهد في مرحلة إطلاق الرؤية، قال: "لقد سمينا هذه الرؤية بـ (رؤية المملكة العربية السعودية 2030)، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فوراً في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعاً إن شاء الله تعالى".
مَن يزور المملكة العربية السعودية الآن يرى ملامح الرؤية وتأثيرها الإيجابي في كل مدينة سعودية، وكل شارع، وكل بيت، بل في ملامح كل مواطن ومقيم على أرض الوطن، ومع أننا نعيش فيها، فإننا نشعر بالتطور والتغييرات الإيجابية يوماً بعد يوم، فماذا عمّن يزور المملكة من فترة لأخرى؟
ومع دخول المملكة عامها الرابع والتسعين في يومها الوطني هذا العام، ودخول الرؤية منتصف الطريق لعام 2030 وتحقيق الكثير من المستهدفات قبل أوانها بسنين، فإن هذا يعكس مقولة ولي العهد، بأننا لن ننتظر عام 2023 لتحقيق أهدافنا، بل سنبدأ فوراً، وها قد بدأنا بالفعل جني ثمار الرؤية. وفي هذه المناسبة الوطنية الجميلة، أقول للعالم: "أبشروا بالخير والمستقبل الباهر لكل البشرية، فالسعوديون قادمون".