تقرير خاص

بناء نموذج عمل مستدام: رؤى من ترانستك للأنظمة

5 دقيقة
الأصول الثابتة
shutterstock.com/Olivier Le Moal
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشتري إحدى الشركات مجموعة من الآلات والمعدات، كأصول ثابتة، وبعد عدة سنوات تُحدِّث الشركة أعمالها، فتحتاج إلى آلات ومعدات أكثر تقدماً تدار بتقنيات حديثة. في الغالب، ستُستبعَد الأصول الثابتة (الآلات القديمة) هذه بالطريقة التقليدية، إما من خلال الاحتفاظ بها في مخازن الشركة، وإما من خلال بيعها في مزاد علني باعتبارها خردة (Scrap). من الذي خسر هنا؟ الإجابة هي الجميع، الشركة بسبب التكاليف العالية لعملية شراء المعدات الجديدة، والعميل الذي غالباً سيتحمل جزءاً من تكلفة عملية الشراء هذه مضافةً إلى ثمن المنتج أو الخدمة، والأهم البيئة التي ستشهد نفايات أكثر، واستهلاكاً أكبر للطاقة، وتبديداً تاماً لممارسات الاستدامة.

في السنوات العشر الأخيرة، بات تغيّر المناخ والاستدامة من أهم التحديات التي تواجه الشركات، وهناك فرصة واضحة للشركات في مجالات مثل إدارة الأصول، وإدارة المخزون بكفاءة، والصيانة، للإسهام في الحد من آثار تغيّر المناخ، ولا سيّما مع تغيّر تفضيلات المستثمرين والضغوط التي تمارسها الهيئات التنظيمية على الشركات للكشف عن مزيد من المعلومات حول كيفية تأثيرها على أجندة المناخ. فمثلاً، يأخذ 93% من المستثمرين العالميين الاعتبارات البيئية والاجتماعية والحوكمة والاستدامة في قراراتهم المتعلقة بالاستثمار في الأصول الحقيقية.

يظهر العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحويل الأصول الثابتة إلى أحد ممكّنات الاستدامة، والاستفادة منها على نحو أفضل، وإدارة مخزون المؤسسة لتقليل النفايات، وتنفيذ الصيانة لتقليل استهلاك الطاقة والحد من استبدال المعدات على نحو غير مسؤول، ومنها البرمجيات التي تقدمها شركة ترانستك للأنظمة (Transtek Systems)، وهي شركة برمجيات مقرها في الإمارات العربية المتحدة، مجموعة متنوعة من الحلول تحت اسم موجودات (Mojodat) مثل نظام موجودات لإدارة الأصول، ونظام موجودات لإدارة المخزون، ونظام موجودات للصيانة، ونظام موجودات للجرد، ويعمل كل واحد منها في قطاعات مختلفة مثل شركات النفط والفنادق والمستشفيات والشركات والحكومات والبنوك وغيرها.

قبل التطرق إلى كيفية إسهام نظم موجودات في تحقيق الاستدامة للشركات، وخاصة من ناحية إدارة الأصول الثابتة بكفاءة أكبر، فلنعرف أولاً ما دورة حياة الأصول الثابتة وما طرق التخلص التقليدية منها؟

ما دورة حياة الأصول الثابتة؟

الأصول الثابتة، وتعرف أيضاً بالموجودات الثابتة، هي الأصول الطويلة الأجل وغير المتداولة التي تشتريها الشركة وتُسجلها في الميزانية، هي ليست معدّة للبيع والاستثمار ضمن النشاط الاعتيادي الذي تُمارسه، مثل السيارات والأراضي والمباني والمعدات والآلات والأثاث والتجهيزات الحاسوبية والمكتبية وغيرها. ووفقاً لأساس الاستحقاق المحاسبي، فإن الأصول الثابتة يتم إثباتها بتكلفتها وقت شرائها، ثم توزَّع تكلفتها على مدار العمر الإنتاجي للأصل أو ما يُعرف بـ "عملية الاستهلاك". ويُقصد بالعمر الإنتاجي هنا السنوات التي يُتوقع استمرار استخدام الأصل خلالها من المؤسسة بفعالية، وهو يُحدد بمعايير واضحة تنص عليها معايير المؤسسة.

بعد مضي العمر الافتراضي للأصل الثابت، وإتمام عملية الاستهلاك، تنخفض قيمة هذا الأصل تدريجياً لتساوي الصفر. وهنا يحق للمؤسسة وفق معظم المعايير استبعاد هذا الأصل وشراء أصل ثابت جديد. وفي المقابل، تُستبعد الأصول الثابتة غير الصالحة للاستخدام وفق معايير المؤسسة بغض النظر عما إذا كانت مستهلكة أم لا وذلك عن طريق بيعها وتحقيق إيرادات رأسمالية للمؤسسة، أو إتلافها، وغالباً ما تتم عملية البيع بالمزاد العلني باعتبارها خردة. ومن جهة أخرى، تستبعد مؤسسات عديدة معظم الأصول الثابتة لديها بغية شراء أصول جديدة عند الانتقال إلى مقرات جديدة. وتتم عملية الإعدام بالطريقة نفسها؛ أي عبر بيعها كخردة أو إتلافها.

كيف تسهم برمجيات إدارة الأصول والمخزون والجرد والصيانة مثل موجودات في تحقيق الاستدامة داخل المؤسسة؟

هناك العديد من الطرق لتحقيق استدامة الأصول، بعضها يبدأ من مُصنّعي الأصول أنفسهم بتقديم خصومات على معداتهم الجديدة إذا أُرجِعت المعدات القديمة، إذ يمكنهم إعادة استخدام الأجزاء الخاصة بهم مع تجديد بسيط بتكلفة مخفّضة مقارنة بشراء أصول جديدة أو تصنيعها، وبعضها في طريقة شراء الأصول من الأساس كاتباع الشركات مبدأ الشراء بهدف البيع، أو استئجار الأصول مدة تقارب العمر الافتراضي لها وعند انقضاء هذه المدة يتم إنهاء الاستئجار لتقوم الشركات المؤجرة بصيانة هذه الأصول وتأجيرها لشركات أخرى، وغيرها. ولكن يصعب اتباع هذه الطرق أحياناً، ولا سيما في المؤسسات الحكومية، وهنا تظهر أهمية برمجيات إدارة الأصول مثل نُظم موجودات، سواء موجودات لإدارة الأصول، أو موجودات لإدارة المخزون، أو موجودات للإدارة في زيادة كفاءة الأصول.

1. إتاحة معلومات شاملة عن الأصول الثابتة داخل المؤسسة

تعمل نظم موجودات كمستودع مركزي ومحدث لمعلومات المؤسسة لتسهيل عملية التدقيق واتخاذ القرارات المناسبة وإعداد التقارير. فمثلاً، يُدرج نظام موجودات لإدارة الأصول كل الأصول الثابتة لتكون بمثابة سوق داخلية للأصول الثابتة (Internal Mareketplace)، ويمكن لكل الموظفين الوصول إليه، ويتيح النظام لأفراد المؤسسة جميعهم مراقبة دورة حياة كل أصل، بدءاً من موعد إدراجه في المؤسسة، وعمره الإنتاجي، وما إن كان مستغلاً أو غير مستغل وحالة الضمان، وهكذا يراقب الموظفون عملية استهلاك الأصول، ويرصدون الأصول غير المستخدمة أو غير المستغلة وتداولها داخل المؤسسة، ما يرفع كفاءة إدارة هذه الأصول، والتقليل من الحاجة إلى مشتريات جديدة وبالتالي تقليل النفايات، وترشيد الطاقة.

كما يتيح موجودات تتبع حركة الأصول باستخدام اللصاقات الراديوية (RFID)، والإبلاغ عن تاريخ الحركة، إضافة إلى أنه يرسل إنذاراً إذا كانت هناك حركة غير مصرح بها في الوقت الفعلي، مثل التخلص من أصل ما قبل حلول نهاية عمره الافتراضي.

2. إدارة المخزون في الشركة بكفاءة

تتيح هذه البرمجية (موجودات لإدارة المخزون) مراقبة المخزون باستمرار، ما يسمح باستغلال موارد المؤسسة كافة في الوقت المناسب، ومنع عمليات الشراء لموارد متكررة، والحد من مخاطر نفاد المخزون المفاجئ، والسجلات غير الدقيقة، من خلال أحدث التقنيات التي تساعد فريق المستودعات، ما يزيد كفاءة الاستخدام، ويقلل الموارد المهدرة.

3. صيانة الأصول بالذكاء الاصطناعي

لدى شركة ترانستك نظام موجودات للصيانة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي يقدم رؤية شاملة لاحتياجات الصيانة من الموارد والعمالة والأصول، ما يسمح بالتخطيط الدقيق، ويساعد الشركات على جدولة الصيانة على نحو استباقي، وبالتالي الحفاظ على استمرارية التشغيل. كما يسمح لموظفي الصيانة بالفهم العميق وإدارة عمليات الصيانة لكل أصل ثابت ومنشأة بكفاءة. ويُترجم هذا الفهم إلى عمليات أكثر انسيابية، وتقليل هوامش الخطأ، وتقليل أعطال المعدات. وتوفر ميزات إعداد التقارير المتقدمة في موجودات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تنبيهات فورية وتمكّن الفِرق من معالجة المشكلات على نحو استباقي، ما يحافظ على سير الأعمال بسلاسة. يمكنك توفير الوقت والتكلفة من خلال ربط قطع الغيار بالأصول وإجراءات التشغيل المعيارية (SOP)، وإعادة طلب الأجزاء تلقائياً، وتنفيذ الترميز الشريطي، وقياس كفاءة الأصول من خلال مقارنة تكلفة الصيانة مع تكلفة استبدال الأصول.

4. تفعيل الاقتصاد الدائري

يُعرف الاقتصاد الدائري (Circular Economy) بأنه نموذج للإنتاج والاستهلاك يضمن مشاركة المواد والمنتجات الحالية وتأجيرها وإعادة استخدامها وإصلاحها، وتجديدها وإعادة تدويرها لأطول فترة ممكنة. لذلك، فإن التخلص من الأصول الثابتة بالطرق التقليدية لا يتماشى مع مبادئ الاقتصاد الدائري.

ولكن برمجيات إدارة الأصول والمخزون والصيانة يمكنها مساعدة المؤسسات على تبنّي هذه المبادئ، فمثلاً غالبية الأصول الثابتة التي تعتبرها بعض المؤسسات قابلة للاستبعاد وفقاً لمعاييرها هي أصول مفيدة بالنسبة لمؤسسات أخرى. فمثلاً، لا تسمح غالبية المؤسسات التي لديها احتكاك مباشر مع الزبائن بوجود أي قطعة أثاث عليها خدش أو كسر بسيط، وفي المقابل، تُعتبر قطع الأثاث هذه مثالية للاستخدام من قبل مؤسسات أخرى ليس لديها تواصل مع الجمهور. تساعد نظم موجودات على استبعاد الأصول على النحو الأمثل، وضمان عدم التخلص منها فيما هي صالحة للاستخدام بالشكل الأمثل عن طريق بيع الأصل لمؤسسة أخرى بحاجة إليه بدلاً من تجميعه بساحات الخردة لبيعه بالطن.

5. إعداد التقارير

لا يكفي بالنسبة للمؤسسات أن تعلن التزامها بأهداف التنمية المستدامة، يريد العملاء والمستثمرون أيضاً التأكد من صحة ذلك، وهنا يأتي دور تقارير الاستدامة، التي تساعد المؤسسات أيضاً على قياس أدائها وفهمه وتقييمه، وتمنحها القدرة على تحديد أهداف جديدة، وإدارة التغييرات المطلوبة. وتساعد برمجيات موجودات في إعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، إذ تضم البرمجيات وظائف تتيح إعداد هذه التقارير بناءً على المدخلات إعداداً آلياً ودقيقاً، ما يعزز ممارسات الاستدامة لدى هذه المؤسسات.

نصائح أخيرة لإدارة الأصول بكفاءة

يمكن تدوير الأصول الثابتة في مؤسسات تمتلك كميات كبيرة منها مثل البلديات والمستشفيات والفنادق والبنوك والجامعات وشركات النفط وغيرها من المؤسسات. كيف تستطيع هذه المؤسسات الاستفادة القصوى من مواردها؟

  • التخلص من الأصول بطريقة صحية، مثل تطبيق مبدأ الشراء بهدف البيع، أو استئجار الأصول مدة تقارب العمر الافتراضي لها وعند انقضاء هذه المدة يتم إنهاء الاستئجار لتقوم الشركات المؤجرة بصيانة هذه الأصول وتأجيرها لشركات أخرى. وبإمكان المؤسسات التبرع بالأصول غير المرغوب فيها هبات لمؤسسات خيرية متخصصة.
  • تفكيك الأصول المستهلكة إلى مواد أولية وإعادة تدويرها عبر إنشاء ورشات متخصصة، ومن ثم يتم إما بيعها مواد أولية (كالأخشاب مثلاً) وإما تصنيع منتجات قابلة للاستخدام ضمن المؤسسة.
  • تطوير نظام برمجي مركزي يتيح لجميع مؤسسات الحكومة مبدأ العرض والطلب من خلال منصات تجارة إلكترونية (مثل منصات بيع الأدوات المستعملة). ما يُسهّل على أي مؤسسة مهما كان تخصصها عرض الأصول الثابتة لديها للبيع وبيعها بالشكل الأمثل وتحقيق عوائد مالية مفيدة، كما يُمكّن المؤسسات الراغبة في الشراء من الاطلاع على ما هو متاح وشراء ما يلزمها بالسعر المناسب لها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .