دليل شامل لتحديث سيرتك الذاتية عند الانتقال من القطاع العام إلى القطاع الخاص

14 دقيقة
العثور على وظائف جديدة
هنريك سورنسن/غيتي إميدجيز

على الرغم من النمو المستمر في التوظيف بالقطاع العام في الولايات المتحدة في عام 2024، فقد طرأت تحوّلات كبيرة على هذا المشهد في عام 2025، فمع الإعلانات المستمرة عن تسريح القوى العاملة الفيدرالية وعمليات تقليص الموظفين، أصبحت وظائف مئات الآلاف من الموظفين في القطاع الحكومي في خطر. لذلك، سيسعى الكثير من هؤلاء الأشخاص إلى العثور على وظائف جديدة في القطاع الخاص. تتميز الوظائف في القطاع العام باستخدام لغة متخصصة وتعتمد على هياكل تنظيمية غير تقليدية ومقاييس نجاح فريدة. من خلال العمل مع العديد من موظفي القطاع العام الذين يسعون للانتقال إلى القطاع الخاص لأول مرة في مسيرتهم المهنية، لاحظتُ أنهم يدركون بسرعة ضرورة إعادة صياغة إنجازاتهم ومهاراتهم وقدراتهم بأسلوب جديد ومختلف. فيما يلي 4 طرق لتحديث سيرتك الذاتية، بالإضافة إلى بعض النصائح المتعلقة بإنشاء شبكة علاقاتك المهنية لضمان نجاحك في القطاع الخاص:

فهم الاختلافات بين بيئات العمل

السؤال الأول الذي يجب عليك الإجابة عنه هو: هل توجد وظيفة مشابهة لوظيفتك في القطاع الخاص؟ يوجد العديد من الوظائف في مجالات الموارد البشرية والشؤون المالية وإدارة المورّدين وسلاسل التوريد في كل من القطاعين العام والخاص، ما يسهّل عملية الانتقال. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الوظائف، مثل مساعدي صياغة السياسات ومحللي التشريعات والدبلوماسيين وضباط الاستخبارات الفيدرالية، وضباط حرس الحدود لا يوجد لها وظائف مشابهة في القطاع الخاص.

وحتى بالنسبة للوظائف المتشابهة، ثمة اختلافات جوهرية في الأولويات والأهداف وبيئات العمل التشغيلية. على سبيل المثال، يتطلب العمل في مجال الأمن السيبراني، سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص، امتلاك خبرة في اكتشاف التهديدات والقرصنة الأخلاقية وتحليل البرمجيات الخبيثة وإدارة المخاطر. ويمكن أن يتضمن العمل في هذا المجال التعامل مع أدوات أمان تعتمد على الذكاء الاصطناعي والجدران النارية وأنظمة كشف الاختراقات، ولكن في مرحلة معينة، تختلف المهام؛ إذ يركز الأمن السيبراني الفيدرالي على الأمن القومي ومكافحة الإرهاب والحرب الإلكترونية، في حين يركز الأمن السيبراني في القطاع الخاص على حماية الأصول التجارية وبيانات العملاء والمعاملات المالية. لا يقتصر الاختلاف على المهارات وطبيعة العمل، بل يشمل ذلك اختلاف المسميات الوظيفية ومقاييس العمل وثقافته بدرجة كبيرة بين القطاعين. قد يتطابق منصب المسؤول التنفيذي في القطاع الحكومي مع منصب نائب الرئيس أو المدير أو الرئيس الإداري التنفيذي أو رئيس القسم أو رئيس الموظفين في القطاع الخاص، وذلك وفقاً للمسؤوليات المحددة لكل منهم. على نحو مماثل، يعتمد قياس النجاح في الحكومة على أثر السياسات والنتائج على المدى البعيد، بالإضافة إلى الامتثال، في حين تركز الشركات على نمو الإيرادات وقابلية التوسع والابتكار. ونظراً لأن موظفي القطاع الحكومي لا يقيسون النجاح بتحقيق الأرباح، فيجب عليك إعادة صياغة إنجازاتك بما يتماشى مع معايير القطاع الخاص،

فبدلاً من التركيز على الامتثال للقرارات الفيدرالية، حاول إبراز كيف أسهم عملك في تحسين استخدام الموارد أو تعزيز الكفاءة أو تحقيق وفورات في التكاليف، وهي جوانب تتماشى مع أولويات الشركات في القطاع الخاص.

تعلّم اللغة المستخدمة في القطاع وتفاصيله الدقيقة وخصائصه

إن إتقان لغة القطاع الخاص ومصطلحاته هو أمرٌ ضروري لصياغة سيرتك الذاتية بطريقة تعكس خبراتك في العمل في القطاع الحكومي بطريقة جذابة ومقنعة ومناسبة للقطاع الخاص. يحتوي بعض الوظائف على مصطلحات مشتركة بين القطاعين، مثل علاقات الموظفين واستقطاب المواهب وتخطيط القوى العاملة، لكن القطاع الخاص يستخدم غالباً صياغات وعبارات مختلفة. على سبيل المثال، يشمل مصطلح "إجمالي المكافآت" (Total Rewards) التعويضات والمزايا ومبادرات الرفاهة والحوافز المرتبطة بالأداء، في حين قد يشير المصطلح نفسه في القطاع الحكومي إلى الأجور والمزايا فقط.

عند تحديث سيرتك الذاتية للانتقال من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، من الضروري إعادة صياغة الإنجازات في القطاع الحكومي بلغة تتماشى مع معايير القطاع الخاص.

تأمّل هذا المثال الذي يعكس اللغة والمصطلحات المستخدمة في السياق الحكومي:

أشرفتُ على تخصيص الاعتمادات المالية لعدة سنوات وإعداد موازنة السنة المالية وضمان الامتثال للتعميم أيه-11 الصادر عن مكتب الإدارة والميزانية (OMB Circular A-11) والسياسات المالية للوكالة والإشراف على تتبع الالتزامات والنفقات ومواءمة تخصيص الموارد مع تفويضات الكونغرس والأولويات الاستراتيجية.

قد لا تكون هذه المعلومات ذات أهمية كبيرة بالنسبة للشركات في القطاع الخاص.

إليك كيفية إعادة صياغتها بأسلوب يناسب بيئة الأعمال ومتطلبات القطاع الخاص:

توليتُ قيادة التخطيط المالي السنوي وإعداد التوقعات وإدارة ميزانية تشغيلية بقيمة 50 مليون دولار لتحسين أداء الأرباح والخسائر وتعزيز كفاءة التكاليف عبر أقسام الشركة المختلفة.

حلّل الوصف الوظيفي في القطاع الذي ترغب في العمل به لتحديد المصطلحات المتداولة واستخدامها في صياغة سيرتك الذاتية بناءً عليها. يمكن أيضاً أن تساعدك أدوات الذكاء الاصطناعي مثل كوبايلوت (Copilot) أو تشات جي بي تي (ChatGPT) أو جيميناي (Gemini) في صياغة خبراتك الحالية بلغة تجذب اهتمام الشركات في القطاع الخاص وتلبي احتياجاتها.

وضّح مهاراتك التي يمكن تطبيقها في القطاع الخاص

فكّر في كيفية مساهمة مهاراتك الفنية والشخصية في إضافة القيمة إلى الوظيفة في القطاع الخاص. على سبيل المثال، حدد مكتب إدارة شؤون الموظفين الأميركي (U.S. Office of Personnel Management) 5 مؤهلات أساسية تنفيذية (ECQs)، التي تتشابه إلى حد كبير مع مهارات القيادة المطلوبة في القطاع الخاص. ويشمل بعض هذه المؤهلات قيادة التغيير واتخاذ القرارات الحاسمة وحل المشكلات وفهم العمليات المالية وإعداد الموازنة وبناء العلاقات المهنية القوية. يساعد عرض هذه المهارات في سيرتك الذاتية وخلال المقابلات على سد الفجوة بين خبرتك في القطاع العام ونظيرتها في القطاع الخاص. بالإضافة إلى ذلك، حاول إبراز كيف يمكن أن تمنحك معرفتك العميقة بمجالات محددة، مثل صياغة السياسات واللوائح القانونية ميزة تنافسية في القطاع الخاص.

يمكن أن يكون الفهم العميق للوائح والسياسات الحكومية ذا قيمة كبيرة في القطاعات التي تخضع لتنظيم صارم، مثل الشؤون المالية والرعاية الصحية والتكنولوجيا. على الرغم من أن التقييدات المتعلقة بالسرية قد تمنعك من الكشف عن تفاصيل عملك جميعها، فإن تسليط الضوء على المهارات القابلة للنقل التي استخدمتها لإنجاز العمل، بالإضافة إلى الأفكار الفريدة التي يمكنك تقديمها، سيعزز من فرص نجاحك في وظائف القطاع الخاص.

أظهر قدرتك على التعامل مع بيئات العمل ذات الوتيرة السريعة

تتسم الهيئات الحكومية غالباً بالبطء في تبنّي التكنولوجيات أو العمليات الجديدة ولا تقدم على إجراء التغييرات إلا عند الضرورة القصوى. وفي المقابل، يعمل العديد من شركات القطاع الخاص، ولا سيما تلك التي تشهد نمواً مفرطاً، بوتيرة سريعة وتتطور باستمرار. لضمان انتقال سلس وناجح إلى القطاع الخاص، يجب أن تُظهر قدرتك على التفكير المستقبلي وتحسين العمليات. بالإضافة إلى ذلك، يواجه العمل في القطاع الحكومي العراقيل بسبب اللوائح القانونية المعقدة، ما قد يؤدي إلى بطء تنفيذ المشاريع. وعلى الرغم من أن هذه القوانين تؤدي دوراً مهماً، فإنها تبرز التباين الواضح مع متطلبات القطاع الخاص التي تركز على السرعة والفعالية. ولتحقيق التميز، يجب على الموظفين في القطاع العام إظهار قدرتهم على إنجاز المهام تحت ضغط المواعيد النهائية الضيقة وتحقيق النتائج بسرعة. على سبيل المثال، يمكن أن تستمر التحقيقات الفيدرالية المتعلقة بالأمن السيبراني لعدة سنوات، في حين يجب على الموظفين المتخصصين في القطاع الخاص التعامل الفوري مع التهديدات الأمنية مع ضمان إدارة المخاطر بفعالية. حتى لو كانت خبرتك مستمدة من مشروع طويل الأجل في القطاع الحكومي، يجب عليك التركيز على اللحظات التي تمكنت فيها من اقتراح حلول أو تسهيل العمليات أو اتخاذ قرارات سريعة ومؤثرة. سيساعدك إظهار قدرتك على التكيف مع بيئة العمل السريعة على تعزيز فرصك في الحصول على وظائف في القطاع الخاص.

توسيع شبكة علاقاتك خارج نطاق القطاع الحكومي

يؤدي إنشاء شبكة العلاقات المهنية دوراً مهماً في ضمان تحقيق انتقال ناجح من العمل في القطاع العام إلى العمل في القطاع الخاص.

لا يعتمد التعيين في العديد من الوظائف في القطاع الخاص على تقديم الطلبات عبر الإنترنت فقط، بل يمكن الحصول على تلك الوظائف من خلال بناء شبكة العلاقات والإحالات، فكلما وسّعت شبكة علاقاتك خارج نطاق القطاع الحكومي، زادت الفرص التي ستفتح لك آفاقاً مهنية جديدة ومثيرة وواعدة. قبل التواصل مع الآخرين، خذ الوقت الكافي لتحديد أهدافك المهنية بوضوح. ما هو نوع الوظيفة التي تبحث عنها؟ وما هي القطاعات التي تثير اهتمامك؟ يسهم وضوح رؤيتك وأهدافك المهنية في تعزيز فعالية محادثاتك كما سيساعد ذلك الآخرين على توجيهك نحو الفرص المناسبة. بمجرد أن تحدد أهدافك، ابدأ بتوسيع شبكة علاقاتك خارج نطاق القطاع الحكومي. تحدث إلى الأصدقاء وزملاء الدراسة السابقين ومعارفك الذين يعملون في القطاع الخاص؛ إذ إنه من المحتمل أن يمتلك زملاؤك الحاليون في القطاع العام أيضاً علاقات قيّمة ومهمة، فالكثير منهم لديهم أفراد من العائلة أو أصدقاء أو زملاء سابقون يعملون في شركات ضمن القطاع الخاص. ولا تتردد في طلب تقديمك إلى أشخاص يمكنهم مساعدتك على تحقيق أهدافك المهنية. احرص على حضور الفعاليات المتعلقة بمجال عملك وانضم إلى الجمعيات المهنية وشارك في المناقشات على منصة لينكد إن للتواصل مع الموظفين في القطاع الخاص في المجال الذي تنوي الانتقال إليه. في حال كنت تسعى للعمل في قطاع لا تمتلك خبرة مباشرة فيه، فيجب عليك إجراء مقابلات استشارية للحصول على معلومات ورؤى أفضل. تواصل مع الأشخاص في الوظائف التي تثير اهتمامك واسأل عن مساراتهم الوظيفية ومسؤولياتهم اليومية وأهم المهارات المطلوبة في مجال عملهم؛ إذ يمكن أن توفر هذه المحادثات رؤى قيّمة وقد تفتح أمامك أبواباً للحصول على فرص عمل جديدة.

تكون السير الذاتية في القطاع الحكومي طويلة عادةً؛ إذ تتراوح بين صفحة إلى 5 صفحات، وتتضمن تفاصيل دقيقة حول تاريخ العمل والإنجازات القابلة للقياس والشهادات والتصاريح الأمنية والدورات التدريبية والجوائز والمنشورات. وفي المقابل، يجب أن تكون السير الذاتية في القطاع الخاص مختصرة ومن الأفضل ألا تتجاوز صفحتين. ولتحقيق انتقال مهني ناجح، يجب عليك اختصار سيرتك الذاتية؛ بالإضافة إلى إعادة صياغة اللغة الاصطلاحية المستخدمة في القطاع الحكومي إلى لغة بسيطة وواضحة تتماشى مع متطلبات القطاع الخاص، مع التركيز فقط على الأمور التي تثير اهتمام الشركات وتساعدك في الحصول على الوظيفة. سيساعدك تسليط الضوء على مهاراتك الأساسية وإنجازاتك القابلة للقياس على تقديم نفسك بوصفك مرشحاً متميزاً ومستعداً لتحقيق نتائج ملموسة في بيئة تركز على الأعمال التجارية، بالإضافة إلى أن توسيع شبكة علاقاتك المهنية سيسهم في توجيهك نحو الفرص التي يمكنك من خلالها تطبيق تلك المهارات.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي