ملخص: هل يتجاهل خريجو الجامعات الدروس المهمة التي تعلموها في الكلية، وهل يمكننا تطبيقها في عملنا اليوم تطبيقاً أفضل؟ الجواب هو "نعم". لنلقِ نظرة على 5 دروس في القيادة ربما نسيت أنك تعلمتها في الكلية ولكن يمكنك البدء باستخدامها الآن لتزدهر في قوة العمل.
- التفاوض فرصة. غالباً ما تُغفل مهارات التفاوض بمجرد انضمامك إلى قوة العمل. قد تشعر بالامتنان لمجرد عثورك على وظيفة في المقام الأول أو تخشى أن يؤدي التفاوض إلى نتائج عكسية. مع ذلك، من المهم أن تتذكر ما تعلمته في الكلية: التفاوض لا يتعلق بتحقيق ما تريد فقط، بل يتعلق بتوصل الطرفين إلى نتيجة تمنح كليهما الشعور بالرضا.
- العمل التعاوني ضروري للنجاح. إذا تولّيت تنفيذ كل جزء من المشروع بنفسك، فستعود إلى السهر طوال الليل كما كنت تفعل أيام الدراسة، ولكن بدلاً من تحقيق درجة جيدة هذه المرة، ستشعر بالاحتراق الوظيفي. من المهم التوصل إلى طرق فعالة لمشاركة عبء العمل مع الآخرين، الأمر الذي يتطلب تفويض المهام والتواصل بوضوح مع الأقران.
- كوّن صداقات مع الموظفين الجدد دائماً. ربما تعلمت في الكلية (ولكن ربما نسيت ذلك!) أن تشكيل جماعات منفصلة يمكن أن يحد من نموك. لكن القيمة الحقيقية لما تتعلمه تزداد إلى حد بعيد مع كل شخص تضيفه إلى قائمة أصدقائك.
- لا تأخذ على عاتقك أكثر مما تطيق. ربما دفعك وضعك المالي أو طموحك في الكلية إلى إجهاد نفسك، لكن تذكّر أن الظروف تغيرت وأن الأمور قد تكون مختلفة قليلاً الآن. إذا كنت تتمتع بالأمان الوظيفي، فاسمح لنفسك بالاسترخاء من وقت لآخر، واختر طرق استخدام طاقتك بعناية.
- الخبرة العملية لها قيمة أكبر من المعرفة النظرية. لا شك في أنك اتبعت بعض الدورات المثيرة للاهتمام حقاً في الكلية، لكن هل تستفيد مما تعلمته منها حقاً الآن؟ في أثناء بناء مسارك المهني، وخاصة إذا كنت تطمح إلى دور قيادي، من المهم البحث عن فرص تتيح لك إثبات قدرتك على التخطيط وإظهار خبرتك.
قد تبدو مواقف العمل الشائعة غير مألوفة وصعبة الإدارة عند بدء وظيفتك الأولى. تحمّل نفسك ضغطاً كبيراً كي تترك انطباعاً جيداً لدى الآخرين، ما قد يرهقك وينسيك الأدوات والمهارات التي تعلمتها في الكلية.
في أثناء التعامل مع قوة العمل وبدء بناء مسارك المهني، من المهم أن تتذكر الدروس التي تعلمتها في الكلية وتطبّقها عند مواجهة التحديات الجديدة.
الدرس الأول: التفاوض فرصة
بغض النظر عما إذا كنت قد درست التفاوض وإدارة النزاعات أم لا، فكل من يذهب إلى الكلية يكتسب خبرة في التفاوض؛ ربما دخلت في مفاوضات شاقة مع أعضاء هيئة التدريس لتمديد مهلة مشروعك أو حول إنصاف الدرجة التي نلتها. ومن المحتمل أنك حاولت (مرة واحدة على الأقل) التفاوض للحصول على فرصة لمراجعة بحثك أو إعادة اختبار أجريته سابقاً.
الآن وبعد أن بدأت عملك وتوقفت عن الذهاب إلى الكلية، فكّر مرة أخرى فيما تعلمته عن التفاوض الفعال. ما الأساليب التي حققت أفضل النتائج آنذاك؟ أنا على قناعة تامة بأن إظهار التواضع والإنسانية بدلاً من التظلم والعناد أدى إلى أفضل النتائج.
ولكن غالباً ما تغفل ذلك بمجرد انضمامك إلى قوة العمل. قد تشعر بالامتنان لمجرد عثورك على وظيفة في المقام الأول أو تخشى أن يؤدي التفاوض إلى نتائج عكسية. هذه المشاعر طبيعية لأنك تغامر بدخول منطقة جديدة وربما ترغب في ترك انطباع جيد دون التسبب بأي مشكلات. مع ذلك، من المهم أن تتذكر ما تعلمته في الكلية: التفاوض لا يتعلق بتحقيق ما تريد فقط، بل يتعلق بتوصل الطرفين إلى نتيجة تمنح كليهما الشعور بالرضا.
من المحتمل أن يكون هناك العديد من الفرص للتفاوض في دورك الحالي، مثل التفاوض على أجر ومزايا أفضل وتحسين ساعات العمل (بما في ذلك الخيارات المرنة) ومواءمة مواهبك مع المشاريع والمسؤوليات الملقاة على عاتقك والحصول على فرص تعلم أفضل وتولي مهام إنمائية، والقائمة تطول. عموماً، يمكنك تشكيل مسار مهني مرضٍ أكثر من خلال التفاوض.
لتطبيق هذا الدرس في وظيفتك الحالية، حاول رؤية الأشياء من منظور مَن تتفاوض معه. عبّر عن احتياجاتك بوضوح ولماذا تعتقد أنك تستحقها، ولكن وضّح للطرف الآخر كيف سيستفيد من تلبية احتياجاتك أيضاً؛ فمن المحتمل أن يفكر الطرف الآخر فيما سيكسبه من المفاوضات تماماً كما فعل أساتذتك في الكلية. إذا تمكّنت من التعبير عن احتياجاتك ومزاياك للطرف الآخر بأسلوب صادق ولطيف، فستزيد فرص النجاح في المفاوضات.
الدرس الثاني: العمل التعاوني ضروري للنجاح
إذا كنت عبارة "مشروع جماعي" لا تزال تسبب القلق لك، فهناك الكثيرون مثلك. مع ذلك، من المهم تذكر دروس القيادة التي تعلمتها من العمل التعاوني أيام الجامعة. تقبّل حقيقة تعلمتها آنذاك؛ في بعض الأحيان يكون توزيع العمل بينك وبين شريكك في المشروع متساوياً، ولكن في كثير من الأحيان لا يكون كذلك.
الآن بعد أن تخرجت في الكلية وبدأت العمل، الفرق هو أنه إذا توليت كل العمل بنفسك، فستعمل طوال الليل مرة أخرى، ولكن بدلاً من تحقيق درجة جيدة ستصاب بالاحتراق الوظيفي. من المهم التوصل إلى طرق فعالة لمشاركة عبء العمل مع الآخرين، الأمر الذي يتطلب تفويض المهام والتواصل بوضوح مع الأقران.
لا بد أنك تدرك في قرارة نفسك أن مشاركة عبء العمل يمكن أن تؤدي إلى نتائج مذهلة، ولكنك تخشى التخلي عن السيطرة. الآن، وبعد أن تخرجت في الكلية، احرِص على عدم احتكار جميع المهام الرئيسية والمرئية في المشروع واحرص على الاعتراف بإسهامات الآخرين وتقديرها. إذا لم تجد طريقة للثقة بأعضاء فريقك في أثناء العمل التعاوني الواسع النطاق، فسيخسر الجميع.
تعاون مع أقرانك في أثناء المشاريع الجماعية لمنح كل فرد المهام التي تتناسب مع مواطن قوته الفريدة، بما فيها مواطن قوتك. بادرهم بالسؤال عن الطريقة التي يرغبون في الإسهام من خلالها والمهام التي تناسب قدراتهم ومواهبهم. من المهم طرح هذا السؤال لأنه ليس من الواضح دائماً كيف يرغب الأفراد في المشاركة.
الدرس الثالث: كوّن صداقات مع الموظفين الجدد دائماً
هذا درس تعلمناه خلال مراحل التعليم الأساسي، ونأمل أننا تعلمناه في أثناء دراستنا الجامعية أيضاً. خذ لحظة لتذكر تجاربك مع الأصدقاء الجدد في الكلية. هل كنت تبذل جهدك للترحيب بالوافد الجديد والتواصل معه عندما ينضم إلى فئتك أو مجموعتك أو إلى الحرم أو السكن الجامعي؟ هل دعوته للانضمام إلى فريقك أو مشاركتك الغداء؟ كيف عاملك الآخرون عندما كنت وافداً جديداً؟
ربما تعلمت في الكلية (ولكن ربما نسيت ذلك!) أن تشكيل جماعات منفصلة يمكن أن يحد من نموك. لكن القيمة الحقيقية لما تتعلمه تزداد إلى حد بعيد مع كل شخص تضيفه إلى قائمة أصدقائك. طبِّق هذا الدرس في حياتك المهنية من خلال تبنّي حقيقة أنه كلما زاد عدد من يتحداك، كانت قيادتك أفضل وازدادت إنتاجيتك. تجنَّب المحسوبيات والعادات التي يمكن التنبؤ بها عند اختيار الأفراد الذين تتعاون معهم غالباً.
عزز قدرتك على التواصل مع الآخرين في مكان العمل من خلال الجلوس كل مرة مع أشخاص مختلفين في غرفة الاستراحة أو الكافتيريا. عند الدخول إلى اجتماع افتراضي أو إلى قاعة الاجتماعات، بادر بإجراء محادثات خفيفة مع من تعرفهم على أقل تقدير. كلما سنحت لك الفرصة، ادعُ زميلاً، ربما أعلى مكانة منك أو ينتمي إلى قسم مختلف تماماً، للانضمام إليك لتناول القهوة دون أي خطة محددة، وعبِّر له ببساطة عن اعتقادك أنه من الممتع التعرف عليه أكثر. الحلفاء في مكان العمل مهمون، تماماً كما كان الحال في الكلية.
الدرس الرابع: لا تأخذ على عاتقك أكثر مما تطيق
غالباً ما يخضع طلاب الجامعات لضغوط مختلفة من الأسرة وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع ومن أنفسهم لبذل جهد أكبر مما يطيقون. يمكن أن يتجلى ذلك في متابعة تخصصات رئيسية أو فرعية مزدوجة. وبسبب الحاجة، غالباً ما يُضطر العديد من الطلاب إلى العمل في أثناء حياتهم الجامعية أيضاً. يتحملون أيضاً أعباء الدورات التدريبية الزائدة وديون الطلاب الساحقة، بالإضافة إلى المشاركة في النوادي الاجتماعية والرياضات الجماعية والعمل التطوعي. لكن بذل جهد يفوق طاقتك لن يؤدي إلا إلى البؤس والإرهاق.
ما الذي يمكن تعلمه من هذه التجربة فيما يتعلق بالقيادة؟ ربما دفعك وضعك المالي أو طموحك في الكلية إلى إجهاد نفسك، لكن تذكّر أن الظروف تغيرت وأن الأمور قد تكون مختلفة قليلاً الآن. إذا كنت تتمتع بالأمان الوظيفي، فاسمح لنفسك بالاسترخاء من وقت لآخر، واختر طرق استخدام طاقتك بعناية. ضع حدوداً بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية تمنحك الراحة والوقت الكافي للتعافي حتى تتمكن من استخدام كامل قوتك في الأوقات الأهم.
يمكن أن يؤدي الانشغال المفرط إلى الاحتراق الوظيفي. بدلاً من ذلك، استمتع بالتجربة، وتعلّم رفض المزيد من الطلبات. راعِ نفسك حين تفكر في بذل جهد أكبر الآن بعد أن تخرجت في الكلية وبدأت حياتك المهنية.
الدرس الخامس: الخبرة العملية لها قيمة أكبر من المعرفة النظرية
لا شك في أنك اتبعت بعض الدورات المثيرة للاهتمام حقاً في الكلية، لكن هل تستفيد مما تعلمته منها حقاً الآن؟ الآن وبعد أن بدأت العمل، ما الذي يمكنك فعله بصورة أفضل من الآخرين نتيجة لما تعلمته في الكلية؟
في أثناء بناء مسارك المهني، وخاصة إذا كنت تطمح إلى دور قيادي، من المهم البحث عن فرص تتيح لك إثبات قدرتك على التخطيط وإظهار خبرتك. لذلك شمّر عن ساعديك، وحاول البقاء على اطلاع بتوجهات قطاعك، واحرص على تحديث مهاراتك دائماً. في أثناء الاجتماعات، لا تكتفِ بتقديم الاقتراحات أو التعبير عن آرائك فقط؛ احرص على أن تكون قادراً على تنفيذ ما تقترحه بفعالية. لن يؤدي الإسهام دائماً بالأفكار الاستراتيجية أو النظرية دون فهم الجوانب العملية لتنفيذها فعلياً إلا إلى خلق فجوة بينك وبين مديرك وأعضاء فريقك.
ربما درست الصحافة ولكنك الآن تعمل في غرفة أخبار ولم تكتب تقريراً منذ 3 سنوات، أو ربما تعمل محاسباً الآن ولكن لم تعمل على إعداد ميزانية عمومية منذ فترة طويلة. من الضروري البحث عن فرصة للاستفادة من مهاراتك بطريقة فعالة. استخدم في العمل عبارات مثل "كيف يمكنني المساعدة؟" أو "دعني أحاول، وبعد ذلك يمكنك مراجعة عملي". تؤدي المشاركة الفعالة جنباً إلى جنب مع أقرانك إلى تعزيز الثقة والاحترام وروح الزمالة الحقيقية.
في النهاية، تعلمتَ العديد من دروس القيادة المهمة في المرحلة الجامعية. لا بأس إذا لم تدرك تماماً أهميتها حينئذ، ولكن لديك الفرصة لتغيير ذلك الآن. ابدأ تطبيق هذه الدروس بطرق عملية وهادفة من اليوم؛ كل يوم هو يوم رائع ومثالي ويمثل فرصة لتحسين مساريك المهني والشخصي.