دروس مستقاة من القيادة الأخلاقية

3 دقائق
دروس من القيادة الأخلاقية

قد يؤدي شغل منصب قيادي إلى تفاقم الميول غير الأخلاقية عند بعض الأشخاص، ولكن السلطة لا تفسد الجميع. يشير بحثنا إلى أنه يمكن التنبؤ بسلوكيات القيادة غير الأخلاقية المحتملة من خلال الصفات الأساسية للشخصية.

جمعنا بيانات شخصية ودرجات تقييم لسلوكيات أخلاقية (مثل النزاهة والمسؤولية) لـ 3,500 قائد عبر 30 مؤسسة عملنا معها. كانت المؤسسات المشمولة في دراستنا متعددة الجنسيات إلى حد كبير، وتمثل العديد من القطاعات، ومتنوعة من حيث الحجم (مؤسسات متوسطة وكبيرة). وجمعنا هذه البيانات عبر 30 دراسة مستقلة من أجل دراسة العلاقة بين الشخصية والقيادة الأخلاقية ضمن نطاق ظروف وحالات مختلفة. وقد وجدنا أن الصفات المرتبطة ببعض السمات لها ارتباطات أقوى بالسلوكيات غير الأخلاقية.

دروس من القيادة الأخلاقية

إذاً، ما الذي يجب على قادة اليوم فعله لبناء الثقة مع فرقهم والجمهور؟ إليك بعض الإرشادات استناداً إلى النتائج التي توصلنا إليها:

1. تحلى بالتواضع ولا تركز على الكاريزما

 من الطبيعي أن ننجذب إلى الأشخاص الذين نعتبرهم ملهمين ومرحين وجذابين. ومن المنطقي أنك تحتاج إلى التحلي بالقليل من الكاريزما أو الإثارة لتبرز عن الآخرين وتجذب الانتباه. وقد تكون الكاريزما مفيدة أيضاً في إلهام الآخرين وإشراكهم في رسالة المؤسسة. ومع ذلك، قد تكون المغالاة في إظهار هذا الجانب أمراً سيئاً من وجهة نظر أعضاء فريقك. وسوف يعرّضك عدم ضبط السمة الكاريزمية لديك إلى سمعة حب الذات والترويج الذاتي. وعندما يشعر أعضاء الفريق بأن تركيزك ينصب على اهتماماتك وأفكارك الخاصة، سيشعرون أنهم غير مدعومين. وقد يشعرون بالقلق أيضاً من أنك لن تعمل بشكل أفضل للفريق أو المؤسسة، وأنك بدلاً من ذلك ستفعل ما يناسب جدول أعمالك الخاص.

اقرأ أيضاً: كيف يتحول السلوك غير الأخلاقي إلى عادة

2. تحلى بالثبات وأظهر أنك جدير بالثقة، وسوف تكسب المزيد

قد تكون جذبت الانتباه وتمت ترقيتك استناداً إلى شخصيتك الكاريزمية، إلا أن موثوقيتك وتقيّدك بالأنظمة وتحملك المسؤولية هي صفات أكثر أهمية بالنسبة لفريقك. ونظراً لأنك القائد، فلديك قدر كبير من الاستقلالية وسلطة اتخاذ القرار. وإذا أردنا تكليف قادتنا بهذه السلطة، فإننا بحاجة إلى الثقة في قدرتهم على الوفاء بوعودهم والقيام بما هو في مصلحة المؤسسة. إذا أظهرت لفريقك أنك تتوخى الحذر، وتتحمل مخاطر مدروسة، وأنك ستلتزم بالمبادئ التنظيمية، فإنك سوف تقطع شوطاً كبيراً نحو كسب ثقتهم.

3. تذكر أن التواضع هو السياسة الأفضل

في بعض الأحيان، قد نتمتع جميعاً بالعمل ضمن بيئة أقل رسمية، أو قد نعمل مع مدير يعرف كيف يحافظ على جو مرح في العمل. ومع ذلك، يبقى هناك درجة من المسؤولية والمهنية التي يتوقعها الموظفون من المسؤولين. وقد تسبب محاولاتك لأن تكون محبوباً ومعروفاً بأنك "المدير المرح" في تشويه سمعتك على المدى الطويل. فلا بأس من الابتعاد عن محط الأنظار قليلاً والحفاظ على مسافة مناسبة بينك وبين فريقك. من شأن ذلك أن يرسل إشارات بأنك حاضر من أجل مصلحتهم المهنية وأنه يمكنهم الاعتماد عليك عند الحاجة.

4. وازن بين التحليلات والإجراءات

على الرغم من أن الناس يقدّرون المنطق والعقلانية خلال عملية صنع القرار، احرص على عدم المبالغة في التركيز على البيانات والتحليلات التي تنسيك الإطار الأوسع أو انعكاسات قراراتك. إن هدر الكثير من الوقت في تحليلات البيانات قد يعيقك عن اتخاذ قرارات مهمة، خاصة في المواقف العصيبة التي تتطلب اتخاذ إجراء سريع. قد تشير البيانات إلى أفضل أسلوب للعمل فيما يتعلق بتحقيق النتائج، ولكن قد لا يكون هذا أفضل قرار بالنسبة للفريق الأوسع نطاقاً أو لأصحاب المصلحة المعنيين. يجب أن تكون القيادة قادرة على اتخاذ القرار واتخاذ الإجراءات التصحيحية بسرعة، حتى لو كانت تؤثر سلباً في البداية على تلك المسألة الجوهرية.

اقرأ أيضاً: 5 إشارات تدل على أن مؤسستك تتجه نحو فضيحة أخلاقية

5.كن يقظاً، فإن أوجه الضعف تظهر مع مرور الوقت

قد يستغرق منك التعلم والتأقلم مع دور جديد بعض الوقت، وخاصة إذا شغلت دوراً قيادياً بارزاً. وخلال الأشهر القليلة الأولى لتسلّمنا الدور الجديد، فإننا نقضي المزيد من الوقت عادة في مراقبة ما يدور حولنا. ونميل أيضاً إلى أن نكون أكثر وعياً فيما يتعلق بتفاعلاتنا مع الآخرين، وقد نولي اهتماماً لإدارة انطباعاتنا على الآخرين. ولكن مع مرور الوقت، نشعر براحة أكبر ضمن محيطنا، ونتوقف عن الاهتمام بسمعتنا. وبعد مرور 6 أشهر، نبدأ عادة برؤية الخطر المتزايد فيما يتعلق بميولنا السلبية التي تعيق نجاحنا أو تخرجنا عن مسارنا المهني. لذلك، توخى الحذر، وابق متيقظاً، واسع دائماً إلى الحصول على الآراء البناءة.

اقرأ أيضاً: كيف نحقق التوازن بين القرار الاستراتيجي بتحقيق الأرباح ومعايير الأخلاق؟

إن دروس من القيادة الأخلاقية والصفات الشخصية التي أوصلتك لشغل منصب قيادي، ليست هي نفسها بالضرورة التي ستجعلك فعالاً في أداء هذا الدور. وإن قضاء الكثير من الوقت في محاولة جذب انتباه الآخرين أو تبني عقلية "الفوز بأي ثمن" للمضي قدماً قد يعرضك (وفريقك) إلى خطر الانخراط في سلوكيات غير أخلاقية. وبالمقابل، فإن وعيك بمحيطك وإدراكك للطرق التي تؤثر من خلالها على فريقك سيبقيك (وفريقك) على المسار الصحيح.

اقرأ أيضاً: الثمن الذي ندفعه بسبب الممارسات غير الأخلاقية

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي