أول شيء عليك فعله لو تم تسريحك من العمل

2 دقيقة
طردك من العمل
shutterstock.com/Andrii Yalanskyi

افرض أنك تلقيت للتو خبر طردك من العمل، أو ربما خضعت الشركة إلى عملية إعادة هيكلة وألغيت وظيفتك، وأُبلغت أنه لم يعد لك مكان في أي فريق من فرق مدرائك السابقين الذين عملت معهم سنوات طويلة. هذه الأخبار صادمة، خاصة إذا كانت مسيرتك المهنية حافلة بالنجاح حتى الآن. في حين أن عليك تولي بعض القضايا العملية، مثل التفاوض على مكافأة نهاية الخدمة وتأمين المراجع والاتفاق مع الشركة على سرد حول سبب مغادرتك، فأهم جانب الآن هو إدارة استجابتك لهذا الموقف.

خطوتك الأولى هي أن تدرك أنك لست وحدك، فقد واجه كثير من كبار المسؤولين التنفيذيين الناجحين عثرات في حياتهم المهنية، لكنهم لا يعترفون بذلك علناً لأسباب معروفة. وسيخبرك مستشارو التوظيف بأنه ليس من الضروري أن تكون العثرة المهنية هي النهاية بشرط أن تكون قادراً على المضي قدماً بطريقة مثمرة.

بعد التعافي من الطرد من وظيفتك، يجب أن تبدأ التفكير في دورك في الموقف وما يجب أن تتحمل مسؤوليته؛ فمن السهل إلقاء اللوم على الآخرين في حالة الانفعال العاطفي الشديد، وقد تتذمر قائلاً: "كان مديري سيئاً" أو "هيمنت السياسات التنظيمية على مكان العمل" أو "كان زملائي غير متعاونين وسببوا لي الطرد". قد لا يخلو الأمر من الحقيقة، ولكن عليك أيضاً أن تسأل نفسك: "ما الذي يجب أن أتعلمه من هذه التجربة لأتجنب تكرار الأخطاء نفسها وأتمكن من النجاح في المستقبل؟".

في أفضل الأحوال، نجد أن الغالبية العظمى من المؤسسات لا تجيد تقديم الملاحظات البنّاءة للموظفين، وتميل إلى عدم تقديم ملاحظات مفيدة عند الاستغناء عن موظف ما فيها. ومع ذلك، فكّر بعناية في أي ملاحظات تلقيتها حتى لو كانت غير مباشرة، وابحث عن أي مشكلة يجب أن تنتبه لها. على سبيل المثال، إذا اكتسبت سمعة بأنك حاد الطباع وتورطت كثيراً في نزاعات لم تُحل مع زملاء من أقسام أخرى، فقد تحتاج إلى تحسين مهاراتك في التأثير والعمل التعاوني وإدارة الصراعات. وبالمثل، إذا كنت مهووساً بالكمال وغالباً ما تشعر بالإرهاق من كثرة المهام والمواعيد النهائية، فهذا يشير إلى أنك قد تحتاج إلى تحسين مهارات التفويض وبناء فريق يمكنك الاعتماد عليه.

أو ربما لم تكن المشكلة في نقص المهارات بقدر ما كانت في عدم الملاءمة الوظيفية؛ إذا كنت محبطاً من طلبات المؤسسة المستمرة للتوصل إلى حلول سريعة ومؤقتة لا تسهم في إضافة قيمة على المدى الطويل، فقد تزدهر في شركة ذات وتيرة أبطأ تقدّر إدارتها البرامج المصممة جيداً والمتكاملة تماماً. أو إذا شعرت بالإرهاق من الحاجة المستمرة إلى التواصل والحصول على الموافقة على أفكارك في مؤسسة كبيرة وبيروقراطية، فقد يكون من الأنسب أن تعمل في شركة أصغر حجماً وذات طابع ريادي أكثر.

بعد أن تستخلص درسين أو ثلاثة دروس مهمة من تجربتك، عليك المضي قدماً دون الخوض في الشك الذاتي أو التفكير فيما كان يمكن أن يحدث بطريقة مختلفة. يجب ألا تتجاهل الرسائل المهمة حول ما سيتطلبه منك النجاح في وظيفتك التالية أو التي ستساعدك على اختيار المؤسسة الأنسب لك. تذكّر أن ثقتك بنفسك هي أثمن ما تملك، فلا تدع هذه التجربة تقوّضها. قد تكون مغادرة وظيفتك مؤلمة، لكن مع الاستجابة بالطريقة المناسبة والتفكير المدروس ستتمكن من تعلّم بعض الدروس القيّمة التي ستوجه جهودك وتركّزها لبقية حياتك المهنية الناجحة للغاية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي