ملخص: على الرغم من أن تأثيرك في أثناء مرحلة إعادة الهيكلة في شركتك قد يكون محدوداً، فإنك قادر على التحكّم في استجابتك لها لمواصلة التقدم في مسارك المهني. وتعرض المؤلفة في هذه المقالة 5 استراتيجيات لمساعدتك على تجاوز مرحلة إعادة الهيكلة المؤسسية: 1) تحدث إلى مديرك وركز على كيفية تحقيق القيمة. 2) عزز شبكة علاقاتك المهنية. 3) أجرِ تخطيطاً للتصورات. 4) خصص وقتاً لتنمية مسارك المهني. 5) تحكّم في مشاعرك وأبدِ تعاطفاً مع نفسك.
من المحتمل أنك واجهت مرحلة إعادة تنظيم واحدة على الأقل خلال مسيرتك المهنية، ومن المحتمل أنك واجهت بعض المخاوف خلالها أيضاً، كمعظم المسؤولين التنفيذيين.
وعلى الرغم من أن خطة إعادة التصميم الناجحة قد تعزز أداء الشركة، غالباً ما تكون تجربة بائسة لجميع المعنيين. يستغرق معظم عمليات إعادة الهيكلة 10 أشهر عادة، بدءاً من وضع الخطة وحتى التنفيذ، وقد تؤدي حالة عدم اليقين المطوّلة إلى تأجيج مشاعر التوتر والقلق، بغض النظر عما إذا كان فقدان الوظائف مصاحباً للتغيير أم لا. ولا عجب أن ما يقرب من 60% من المؤسسات يعاني انخفاضاً حاداً في الإنتاجية خلال حالة الجمود هذه.
وقد تكون مرحلة إعادة الهيكلة مرحلة عصيبة بالنسبة لك عندما ينتابك القلق بشأن مستقبلك، وقد تشعر أن الموقف خارج عن سيطرتك حتى، لكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتصل إلى نتيجة إيجابية، وتتخلّص من حالة القلق التي تنتابك بشأن فكرة إعادة الهيكلة التي تلوح في الأفق:
أولاً، تحدث إلى مديرك وركز على كيفية تحقيق القيمة
عندما يصلك خبر إعادة الهيكلة، قد تكون بعض قرارات إعادة الهيكلة نهائية، لكن تبقى احتمالات إجراء بعض التغييرات قائمة، وكل ما عليك فعله هو التحدث مع مديرك حول التغييرات الوشيكة ومسارك المهني بشكل استباقي.
وللتحضير لهذا الاجتماع، وضّح مدى توافق قيمك مع احتياجات الشركة، وتبنّى وجهة نظر موضوعية حول مستقبلها، وراعِ التركيز على التحديات التي تعترضها وفرصها السوقية وتوجهاتها الاستراتيجية.
وحدّد بعد ذلك بعض السيناريوهات التي توضح قدرتك على المساهمة بشكل هادف في نجاحها، كأن تقول: "هذه نظرتي المستقبلية للشركة، وأرغب في أن أكون جزءاً في نجاحها من خلال المجالات التي أمتلك خبرة فيها". سيقدّر مديرك وجهة نظرك الشاملة وتبنّيك عقلية الشركة أولاً، فتوضيح ماهية المساهمات التي يمكنك تقديمها، سيسهّل عليه التوصية بك.
أخيراً، تذكر أنك لست الوحيد الذي يتواصل مع المدير بهذا الشأن، وقد لا تحصل على أي ضمانات أو وعود، لذلك، عبّر عن تعاطفك وتفهّمك لهذه الظروف لتحظى بتقدير مديرك.
عزز شبكة علاقاتك المهنية
عادة ما تكون شبكة العلاقات الداخلية القوية مفيدة للنجاح الوظيفي، لا سيّما في حالات عدم اليقين المصاحبة لإعادة الهيكلة التي يكون الوصول فيها إلى المعلومات والفرص بمثابة نقطة تحول جذرية بالنسبة لك. لكن كلما زاد عدد المؤيدين لك في شركتك، أصبحت أكثر أماناً.
ضع قائمة بالأشخاص الذين ترغب في التواصل معهم، كالحلفاء والمدراء السابقين والموجهين أو الرعاة، ولا تنسَ إدراج الزملاء الذين انقطع تواصلك بهم، مثل زملائك السابقين في الفريق أو الشركاء المتعددي التخصصات أو زملاء العمل الذين اعتدت التواصل معهم، إذ تفيد علاقات العمل الخاملة في الحصول على مزيد من الأفكار والنصائح الجديدة، وقد تكون مصدراً قيّماً للمعرفة ورأس المال الاجتماعي.
على سبيل المثال، تلقّى أحد العملاء الذي تعرض منصبه للخطر عرضين منفصلين من إدارات أخرى في شركته من خلال تنشيط شبكة علاقاته. وبالتالي، يمكن لجهودك في التعارف أن تفتح لك فرصاً خارجية عندما تقتضي الحاجة.
أجرِ تخطيطاً للتصورات
قد يساعدك التفكير في آثار إعادة الهيكلة وطبيعة استجابتك على التفاعل بشكل أكثر ديناميكية مع المستقبل المجهول.
ما هي النتائج المنطقية لإعادة الهيكلة بحسب رأيك؟ أجرِ تحليلاً على الوضع الحالي للشركة، ولا تنسَ وضع العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في الاعتبار. تخيّل أسوأ نتيجة وأفضل نتيجة وعدة نتائج أخرى ما بين هذين النقيضين، وحدد كيفية تعاملك مع كل منها.
ثم وثّق خطوات العمل وراعِ التوقيت: هل توجد استراتيجيات وأساليب يجب تنفيذها عاجلاً وليس آجلاً؟ على سبيل المثال، توصّل أحد عملائي إلى نتيجة تمثّلت في احتمال حصوله على منصب في إدارة جديدة. وبعد إمعان التفكير في هذا السيناريو، بدأ مشاركة أفكاره مع مدير المجموعة وتولى حلّ مشكلة كانوا يواجهونها. وبالتالي، قد يُفيد التحلي بالإبداع وإضفاء القيمة في تعزيز الوصول إلى النتائج المرغوبة.
أخيراً، ابحث عن المؤشرات التي تشير إلى احتمال حدوث سيناريو معين، على سبيل المثال، إذا طلب منك مديرك كتابة وصف تفصيلي لدورك ومسؤولياتك، فمن المحتمل أنه يواجه ضغوطاً لإعادة تنظيم فريقه ودمج الأدوار. وقد يتيح لك التأهب والاستعداد لهذه العلامات مسبقاً اتخاذ إجراءات فورية.
حدد مجموعة من النتائج المحتملة بشكل استباقي وحدد طبيعة استجابتك لها لتتجنّب العواقب السلبية.
خصص وقتاً لتنمية مسارك المهني
حدّث سيرتك الذاتية وملفك التعريفي على لينكد إن بشكل منتظم، فهو ممارسة مهنية تتيح لك تسجيل كل حدث جديد بشأن مساهماتك وإنجازاتك. واعتبر مرحلة إعادة الهيكلة بمثابة محفز لك لإجراء هذا التحديث المهني.
كما تمثّل هذه الخطوة فرصة لك للتفكير في مشاعرك العامة حول منصبك الحالي، بمعنى آخر، قد توفّر لك مرحلة إعادة الهيكلة نقطة انعطاف قيّمة، حتى لو لم تكن مستعداً لها؛ أو تتيح لك استكشاف مزيد من الاحتمالات، سواء داخل الشركة أو خارجها.
تحكّم في مشاعرك وأبدِ تعاطفاً مع نفسك
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر أو الغضب أو الخوف بشأن مستقبلك خلال هذه الفترة، وعليك في تلك الحالة مراقبة مشاعرك وتحديدها بإيجاز من أجل إدارتها؛ على سبيل المثال، "أشعر بالتوتر وأخشى أن أفقد وظيفتي". وقد يساعدك وصف مشاعرك في الإحساس بالسكينة والهدوء وتقليل خطر رد الفعل.
حاول أيضاً ألا تأخذ المحادثات والقرارات المتعلقة بإعادة الهيكلة على محمل شخصي، فالشركات تتبنى جهود إعادة الهيكلة لأسباب تجارية بحتة، والتفكير بخلاف ذلك سيزيد العبء العاطفي عليك.
تأمّل هذا المثال: طُلب من إحدى عميلاتي نقل مسؤوليات إدارة المؤسسة إلى قائد آخر دون تحديد ماهية منصبها التالي، فشعرت بعدم التقدير والانزعاج، لكنها آثرت مع ذلك تبنّي عقلية تعاونية، وأدركت بعد تقييم الموقف أن هذا التغيير سيمنحها فرصة لإعادة التفكير في مسارها المهني واكتساب خبرات جديدة، فأصبحت أكثر تفاؤلاً تجاه الانتقال وأدركت مدى قدرتها على الصمود خلال حالة عدم اليقين، ما أسفر عن حصولها على عدة جوائز وتكريمات وتقلّدها منصباً أعلى. اسأل نفسك: ما المكاسب التي سأجنيها من إعادة الهيكلة؟
على الرغم من أن تأثيرك على مرحلة إعادة الهيكلة في شركتك قد يكون محدوداً، فإنك قادر على التحكّم في استجابتك لها لمواصلة مسارك المهني. وقد توفّر لك هذه الاستراتيجيات مقياساً لمدى عزيمتك وقدرتك على تحديد الفرص، ما يساعدك على تجاوز مرحلة إعادة الهيكلة المؤسسي بنجاح.