ما هي إجابة سؤال: كيف أنظم وقتي في العمل اليومي؟ إنه قانون الطبيعة: كلما ارتقيت أكثر سواء في الحياة العملية أو الحياة الشخصية، زادت الضغوط التي يفرضها الآخرون على وقتك. يمكنك حماية وقتك - وإنجاز المهام ذات الأولوية - من دون أن يعتبرك حلفاؤك شخصاً غريب الأطوار؟
كيف أنظم وقتي في العمل بشكل صحيح؟
إليك فيما يلي 3 استراتيجيات لتحقيق ذلك:
وسع نطاق الفائدة من وقتك
تلقيت أمس رسالة إلكترونية من أحد الطلاب في كلية "وارتون" كان قد حضر قبل أكثر من 18 شهراً محاضرة لي بوصفي ضيفاً زائراً إلى الجامعة. في هذه الرسالة، شكرني الطالب بلطف على حديثي في المحاضرة، وأخبرني كيف كان يطبّق التوصيات التي طرحتها، ثم سألني إذا كنت أستطيع منحه "ما بين 20 إلى 30 دقيقة على الهاتف لمناقشة بعض النقاط بخصوص فرصة جديدة بين يديه يريد اغتنامها".
بدا الشاب رائعاً، وأردت مساعدته، لكن كان من غير المجدي بالنسبة لي أن أفعل ذلك مع كل طالب طلب مني. وهكذا ، بدلاً من الرد عليه بأنني موافق على اللقاء، قررت اتباع نصيحة قدمها لي، روبرت سكوبل، صاحب الآراء البارزة في مجال التكنولوجيا. إذ يطلب سكوبل من محاوريه وضع أسئلتهم على موقع "كورا" (Quora) الإلكتروني الخاص بالأسئلة والأجوبة، حتى يتمكن الآخرون من رؤية الإجابات والاستفادة منها. أنا لن أستخدم هذا الموقع الإلكتروني، لكنني سأطلب من هذا الطالب أن يرسل لي سؤاله بالبريد الإلكتروني، وسوف أجيبه إلكترونياً، وسأحوّل السؤال والإجابة لاحقاً إلى مقالة أضعها على مدونتي. وبصورة مشابهة، عوضاً عن الجلوس على انفراد مع شخص آخر لاحتساء القهوة، فإنني غالباً ما أنظم مآدب عشاء أدعو إليها مجموعات من الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من التعرف على بعضهم البعض.
لا تبالغ في تقدير أهميتك
بدأت بإقامة سلسلة من مآدب العشاء هذه في مدينة نيويورك منذ أشهر، حيث أجمع فيها المؤلفين ليتلقوا بعضهم، وليتواصلوا ويتحدثوا عن تسويق الكتب وما شابه ذلك من المواضيع. وعندما علمت بأن صديقة لي هي أيضاً صديقة شخصية لمفكر كان يثير إعجابي، طلبت منها أن تعرفني عليه، وتدعوه إلى العشاء التالي.
في الماضي، كان هناك عدد من المؤلفين البارزين الذين يسرّون لفرصة العشاء هذه ويشعرون بالإثارة جراء قضاء الليلة في تبادل الأفكار مع زملائهم الذين يشبهونهم في طريقة التفكير. لكن هذا الضيف المحتمل كان أكثر تشككاً. وقد كتب لي قائلاً: "ربما لدي التزام آخر في تلك الليلة. لكن هلا أخبرتني من سيحضر لأرى إن كان بإمكاني الحضور؟". بعبارة أخرى: هل هناك أي شخص مهم بما يكفي لأخصص هذا الوقت معه؟ طلبك لقائمة الضيوف يكافئ تماماً أن تلتفت يمنة ويسرة في حفل استقبال لترى إن كان شخص أجدر باهتمامك قد دخل من الباب. بالتأكيد من المهم أن تحافظ على وقتك وأن تكون انتقائياً في المناسبات التي تحضرها، لكن يجب أن يكون هناك حدّ أدنى من الثقة والتواضع، ولا سيما إذا كان التعارف قد جاء عن طريق صديق مشترك.
اختر الجوانب التي تريد أن تكون سيئاً فيها
في العام الماضي، وصلت إلى حد بتّ أشعر معه بالتخمة في عدد معارفي. كنت أعرف أنني يجب أن أظل على تواصل مع الناس، لكن عددهم وصل إلى مستوى هائل أي إلى حد أنني لم أعد أعرف معه من أين أبدأ. لذلك اشتركت في خدمة تُدعى "كونتاكتشلي" (Contactually) التي تساعدك في تتبع تفاعلاتك مع الناس وترسل لك رسائل تذكير في حال لم تتواصل مع أشخاص رئيسيين لفترة طويلة من الزمن. وقبل بضعة أسابيع، عرضوا علي إجراء تحليل مجاني لأدائي في بريدي الإلكتروني خلال العام الماضي، وذلك بحثاً عن وجود أنماط ونقاط ضعف. وبما أنني كنت أتمنى بشدة الحصول على الإجابة الشافية، فقد وافقت على إجرائهم هذا التحليل وحصلت على علامة (D+). كانت نتيجة مؤسفة وصحيحة، وتجسدت أمام ناظري بشكل كمي: فأنا بطيء في التجاوب مع معظم الرسائل الإلكترونية التي أتلقاها. لكن مع ذلك فأنا لدي سياسة اتبعها: ما لم تكن الرسالة من نوع الرسائل غير المرغوبة، فإنني أرد عليها في نهاية المطاف. لقد اخترت أن أكون سيئاً في زمن الاستجابة للرسائل الإلكترونية لأن ذلك أقل أهمية بالنسبة لي من خدمة الزبائن أو صياغة محتوى جديد مثل كتابة هذه المقالة التي كانت حول موضوع كيف أنظم وقتي في العمل بشكل صحيح. لكنني لن أسمح للأمور أن تصل أبداً إلى حد عدم الرد على الرسالة.
اقرأ أيضاً: