كيف يمكن التغلب على التوتر الناجم عن العودة إلى المكتب؟

4 دقائق
توتر العودة للمكتب

ملخص: في استقصاء أُجري مؤخراً حول توتر العودة للمكتب تحديداً، قال غالبية العاملين إنهم قلقون بشأن العودة إلى المكتب بعد العمل عن بُعد في أثناء الجائحة. فما الذي يمكن للمدراء والموظفين فعله لإدارة هذا الانتقال؟ يحتاج الموظفون إلى توجيه ومرونة لتقليل شعورهم بالقلق والتوتر إذا قرروا العودة إلى المكتب. ويمكن للمدراء تقديم معلومات محدّثة بانتظام حول التدابير الوقائية التي يتخذونها، والتحلي بالشفافية إزاء عدد الإصابات بمرض "كوفيد-19" في المبنى. يمكن أن يؤدي توفير بيئة آمنة والسماح للموظفين بالشعور أن صوتهم مسموع إلى الحد من شعورهم بالقلق بشكل كبير. ويتوقع الموظفون أن يتعامل مدراؤهم معهم بتعاطف ومرونة خلال هذا الوقت العصيب.

 

مع تزايد عدد الشركات التي تعيد موظفيها إلى العمل من المكتب، يواجه المدراء التحدي المتمثل في ضمان شعور موظفيهم بالأمان والراحة. وعلى الرغم من أن جميع العاملين عانوا من جائحة "كوفيد-19"، فإن معاناتهم لم تكن متساوية. فقد مرّ الموظفون بمجموعة كبيرة من مشاعر القلق والمعاناة، ما أدى إلى تكوين مجموعة متنوعة من المواقف تجاه الجائحة واختلافات بين التدابير الوقائية التي يرغب الأشخاص في اتخاذها لحماية أنفسهم والآخرين. فما الذي يمكن للمدراء والموظفين فعله لإدارة هذا الانتقال؟

كيفية إدارة موضوع توتر العودة للمكتب بالنسبة للمدراء

يحتاج المدراء إلى تقبُّل فكرة أن شخصيات موظفيهم تغيرت في أثناء الجائحة. على الرغم من أن معظم العاملين (55.2%) الذين شاركوا في دراسة استقصائية شاملة كانوا قلقين بشأن العودة إلى المكتب، فإن المواقف اختلفت باختلاف الفئة العمرية. قال 60% من العاملين إنهم سيفكرون في ترك وظائفهم إذا لم يتمكنوا من العمل من المنزل أو إذا أُجبروا على العمل في المكتب بقدر أكبر مما يريدون. ولكن قال عدد كبير من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً (26%) إنهم قد يستقيلون إذا ألغى المدراء الفعاليات الاجتماعية المتعلقة بالعمل. يميل العاملون الأصغر سناً إلى تحقيق أقصى استفادة من العلاقات الشخصية في العمل، في حين يحتاج العاملون الأكبر سناً الذين شغلوا وظائفهم لفترة أطول إلى قدر أقل من الإشراف، كما أنهم يكونون أكثر راحة تجاه العمل في مكان العمل، ولكنهم يشعرون بالقلق أيضاً إزاء احتمالية إصابتهم بمرض "كوفيد-19".

بالنظر إلى هذه الاختلافات، فإن السياسات المكتبية الموحدة لن تناسب الجميع. فعندما يشعر الموظفون بالقلق، من غير المرجح أن يشعروا بالأمان تجاه التعبير عن مخاوفهم. يمكن أن تساعد استطلاعات الرأي التي تُجرى دون الكشف عن الهوية في تقييم شعور العاملين، لكن بعض أصحاب العمل يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك بوضع نظام بصري يسمح للعاملين بتحديد مستوى شعورهم بالراحة إزاء التواصل الجسدي دون أن ينبسوا ببنت شفة. يشتمل هذا النظام على استخدام أساور معصم أو شرائط مميزة بألوان. اللون الأحمر يعني أن الشخص يريد أن يحافظ الآخرون على مسافة بينهم وبينه وأن يمنحوه مساحة شخصية كبيرة، ويشير اللون الأصفر إلى أن الشخص يفضل تحية الزملاء من خلال قبضة اليد أو المرفق، بينما يشير اللون الأخضر إلى أن الشخص يرحب بالأحضان والمصافحات. يمكن للعاملين التبديل بين الألوان في أي وقت يريدون، ما يمنحهم المرونة في تعديل تفضيلاتهم وفقاً للظروف المختلفة ومواقفهم المتغيرة. يمكن أن يكون لأصحاب العمل أيضاً خيار إلغاء الأساور الخضراء إذا كانت حالات الإصابة بمرض "كوفيد-19" في ازدياد. من خلال تمكين الموظفين من تحديد مستوى راحتهم بسرعة، يساعد هذا النظام البصري في بناء بيئة مكتبية مواتية حيث يمكن للزملاء التعبير عن تفضيلاتهم الشخصية ومراعاة مخاوف الآخرين بشأن السلامة. قد يسعد بعض العاملين لأنهم لن يضطروا إلى المصافحة بالأيدي أو بقبضة اليد مرة أخرى، وبذلك يمكن لمثل هذا النظام المساعدة في خلق هذا الواقع الجديد.

يحتاج العاملون إلى توجيه ومرونة لتقليل شعورهم بالقلق والتوتر إذا قرروا العودة إلى المكتب. ويمكن للمدراء تقديم معلومات محدّثة بانتظام حول التدابير الوقائية التي يتخذونها، والتحلي بالشفافية إزاء عدد الإصابات بفيروس "كوفيد-19" في المبنى. يمكن أن يؤدي توفير بيئة آمنة والسماح للموظفين بالشعور أن صوتهم مسموع إلى الحد من شعورهم بالقلق بشكل كبير. ويتوقع الموظفون أن يتعامل مدراؤهم معهم بتعاطف ومرونة خلال هذا الوقت العصيب.

الموظفون

يمكن للموظفين أيضاً اتخاذ بعض الخطوات الملموسة للعودة إلى العمل مع زملائهم وجهاً لوجه. أولاً، راقب مستوى قلقك. واعرف شعورك الحقيقي حيال العودة إلى المكتب. هل تشعر بالقلق أو التوتر أو خيبة الأمل أو الغضب أو الخوف أو الإحباط؟ فتسمية الدينامية الداخلية يمكن أن تساعدك على التحكم في تجربتك العاطفية. ثانياً، لاحظ متى تُستنفَد طاقتك. جميع الإجراءات الجديدة والبروتوكولات الصحية تستنفد طاقتنا الذهنية، والشعور بالقلق يُنقص إمداداتنا المحدودة بالفعل. حتى إذا كنت تفضل إيلاء الأولوية للعمل والعناية بالآخرين، فقد حان الوقت لتغيير إطار العناية بذاتك. إذ لم يعد بإمكاننا الضغط على أنفسنا تحت مسمى الإنتاجية. سلِّم بطبيعتك البشرية، وبأنك شخص لا يُعوَّض، وبأنك تستحق أن تأخذ قسطاً من الراحة.

يمكن أن يساعد الإطار التالي المكون من 3 خطوات في التخفيف من شعورك بالقلق عندما يبدأ في الازدياد. فكر ودوِّن أفكارك:

  1. ما يمكنك التحكم فيه: على سبيل المثال، أنت مَن تحدد ما تأكله أو تشربه، ومتى تمارس الرياضة، ومتى تأخذ قسطاً أكبر من الراحة.
  2. ما يمكنك التأثير عليه: على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب من زملائك في العمل الحفاظ على وجود مسافة بينك وبينهم أو ارتداء كمامات في اجتماعاتك. لا يمكنك القضاء على جميع المخاطر، ولكن قد تتمكن من تخفيف حدتها لتشعر براحة أكبر.
  3. ما يقع خارج نطاق سيطرتك: على سبيل المثال، لا يمكنك التحكم فيما إذا كان الطقس سيظل جافاً في أثناء اجتماع خارجي أو ما إذا كان القطار الذي تستقله سينطلق في الموعد المحدد. يمكنك أن تدخر بعض طاقتك للأحداث الطارئة إذا لزم الأمر، ولكن اعرف حدودك حتى تتمكن من توفير طاقتك للأشياء التي يمكنك التحكم فيها أو التأثير عليها. وحاول أن تتجنب إهدار الكثير من طاقتك الذهنية على أي من الأشياء التي تقع ضمن هذه الفئة.

وفي نهاية الحديث عن موضوع توتر العودة للمكتب بشكل خاص، يمكن لكل من الموظفين والمدراء الاعتراف بما يشعرون به من قلق وكذلك بعض الإيجابيات الرائعة حول العودة إلى العمل وجهاً لوجه. بعد أكثر من عام من العزلة الاجتماعية والحبس في منازلنا، يمكن للجانب الاجتماعي للتفاعل مع الزملاء أن يعود بنفع كبير على الصحة النفسية للكثيرين وأن يكون مصدر تحفيز لهم، كما يمكن أن يعزز الشعور بالهدف والارتباط العاطفي بالعمل. ينبغي للمدراء أن يسعوا جاهدين لإضفاء روح الدعابة وإسعاد موظفيهم، مع إدراك النطاق الواسع لتجارب الموظفين والخسائر التي تكبدوها خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. فمن خلال التخطيط المناسب واتخاذ التدابير الوقائية الملائمة، إضافة إلى التحلي بالصبر والمرونة، يمكن للكثيرين الحصول على فرصة لإعادة التواصل مع زملائهم بطريقة آمنة ومراعية للمشاعر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي