يتمتع شباب المملكة العربية السعودية بوعي اجتماعي ملحوظ، ولديهم الإمكانات، والقيم الراسخة، والاستعداد الكافي لإحداث التأثير المطلوب في منطقة الشرق الأوسط والعالم. ويعد الجيل المعروف باسم "الجيل Z"، والذي ولد بين عامي 1997 و2013، هم أول مواطنين رقميين حقيقيين، حيث يدخل هؤلاء الشباب المتحمسون عالماً جديداً، يمثلون فيه قوة عمل جديدة، كما يواجهون تحولات وتحديات هائلة. ومع ذلك، وعلى عكس أسلافهم، يطلب هذا الجيل من قطاع الأعمال بإعطاء الأولوية لممارسات الشفافية والتعامل بمرونة والتركيز على الاستدامة البيئية، وهو ما يعكس تحولاً كبيراً في النظر إلى قيمة العالم الأكثر استدامة ومسؤولية، كما يبحث "الجيل Z"عن خبرات تركز على مجال تكنولوجيا المعلومات.
وبعيداً عن الأخلاقيات التقليدية في العمل، فإن "الجيل Z" يدخل سوق العمل بآفاق وتوقعات جديدة. إذ يسعون جاهدين لتحقيق التوازن بين كلا من العمل والحياة الشخصية والفرصة في التعبير عن أنفسهم، ما يجعل من الصعب إرضائهم بالمقارنة بالأجيال السابقة. حيث أن مطالبهم تتجاوز تقليدية بيئة العمل، وتسلط الضوء على أهمية المسؤولية الاجتماعية وبيئة عمل الشركات.
تطور القيادة: التغيير مع "الجيل Z"
مع تحول "الجيل Z" إلى الفئة المهيمنة داخل سوق القوى العاملة في المملكة العربية السعودية، فإن قيمهم المُميزة وقدراتهم الرقمية تتحدى الممارسات التقليدية في مواقع العمل. ويتطلب هذا التحول إعادة النظر في مناهج القيادة لتقييم إمكانات هذا الجيل الحريص على قيادة التغيير المجتمعي. إن قدرة قيادات الأعمال الحاليين على التكيف مع تطور المعايير لتوجيه هذا الجيل الواعي هو أمر بالغ الأهمية للنجاح في المستقبل.
وفي إطار الاستجابة لذلك، فإن برنامج جيل طموح، الذي طورته مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG)، والمتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، يعد مبادرة أساسية لرعاية قادة المستقبل. ويركز برنامج جيل طموح على التواصل وتطوير المهارات الشاملة، والعمل على زيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي في المملكة العربية السعودية بنسبة 1.3%، إذ يعد هذا البرنامج قادة مختلف القطاعات للتأكيد على أهمية التأثير المجتمعي.
ثقل المهارات القيادية لمواجهة تحديات الغد
برنامج جيل طموح هو مبادرة شاملة تستهدف إعداد شباب المملكة العربية السعودية للتعامل مع المتغيرات الجديدة في سوق العمل. ويركز هذا البرنامج على القطاعات التي تم تعد أساسية لنمو الأمة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. ويقدم برنامج جيل طموح ورش عمل في مجال الاتصال المؤسسي، والاستراتيجية، والذكاء الاصطناعي، وجلسات التطوير المهني لتعزيز رؤى الاستشارات الإدارية والمهارات الشخصية. كما تتضمن هذه الجلسات مهارات بناء فريق العمل والتعامل مع المشكلات وإيجاد الحلول لها، وتعزيز عقلية الاستشارات. وتتمثل إحدى الميزات الفريدة للبرنامج في التفاعل بين المشاركين ومستشاري مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الذين يعملون كمرشدين لهم، بما يعزز سهولة التوجيه والإجابة على الأسئلة المهنية، والنظر في القضايا الحالية التي تتعامل معها بوسطن كونسلتينغ جروب، والشبكة المهنية، وذلك من أجل الوصول إلى الأدوات التي تساعد في تطوير مجموعة مهارات الاستشارات.
وفي السياق ذاته، فإن البرنامج يتعامل مع الحاجة إلى التوظيف السريع بعد التخرج، ويسعى إلى زيادة نسبة مشاركة خريجي التعليم المهني والتقني في سوق العمل خلال ستة أشهر من نسبة 13.9% إلى نسبة 50% بحلول عام 2025. وهو ما ينسجم تماما مع التطلعات الوطنية في البلاد لزيادة معدل توظيف خريجي التعليم العالي من 4.5% في عام 2019 إلى 20% في غضون ستة أشهر بعد التخرج بحلول العام 2025، مما يساهم بشكل مباشر في تحقيق هدف التنسيق بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
ويبرز المشاركون في برنامج جيل طموح كقادة يمكنهم إعادة النظر في الممارسات الأخلاقية المعقدة، لتعزيز الممارسات المؤسسية المستدامة، وديناميكيات عمل الفريق. ويتماشى هذا مع التزام المملكة العربية السعودية بزيادة نسبة تولي المواطنين السعوديين الوظائف ذات المهارات العالية من 32% إلى 40% بحلول عام 2025، وهو ما يضمن وجود قوة عاملة جاهزة لمواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في دعم النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
أفكار عالمية، وأعمال محلية
يعمل برنامج جيل طموح على تمكين طلاب الجامعات من خلال توفير فرص التواصل الأساسية والتأكيد على مبادئ التنمية على المستوى الجزئي مع النظرة العالمية. كما يتناول البرنامج مجالات حيوية مثل التحول الرقمي، والميتافيرس، والتنقل الأخضر، والتنمية الثقافية والترفيهية، والاستدامة البيئية، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، والمناخي، والتكنولوجيا المالية، والتطوير المهني.
وتقدم النسخة السادسة من البرنامج مسارات للنمو الشخصي والتوجيه بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030. كما يتواصل المشاركون مع قيادات الأعمال، ويستفيدون من الأدوات والرؤى التي تعزز امتلاكهم للمهارات المطلوبة. وتعد تلك المبادرة حاسمة في بناء قوة عاملة جاهزة للمستقبل، حيث تعزز تنوع المشاركين مع تمثيل متوازن بين الجنسين.
ويركز برنامج جيل طموح على مجموعة واسعة من المهارات، بما يضمن استعداد الشباب للمشهد المهني المتطور. وتعتمد عملية التحول على ظهور القيادات الشابة ذات الكفاءة العالية في البرنامج. حيث سيعمل هؤلاء الشباب على معالجة التحديات المحلية من خلال المبادرات المبتكرة والحلول القائمة على البيانات، وشحذ قدراتهم من خلال الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات المرموقة وقادة الأعمال. وباعتبارهم مهندسي رسم مستقبل المملكة العربية السعودية، ستعزز موهبة هؤلاء الأفراد فكرة ازدهار الابتكار.
خريجو جيل طموح: قدوة للأجيال القادمة
يتقدم خريجو جيل طموح بشكل ملحوظ نحو تولي المناصب القيادية داخل وخارج مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب، مما يدل على فعالية البرنامج في تعزيز المهارات اللازمة لدفع التنمية المستدامة ونشر التأثير المجتمعي. إذ أن عملهم، وخصوصا بالشراكة مع المنظمات الدولية، يضعهم كلاعبين رئيسيين في معالجة التحديات الاجتماعية والبيئية.
ويؤكد عبد الله باروم، هو خريج برنامج جيل طموح، ويعمل حالياً مستشاراً في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب، أن البرنامج زوده بمهارات حاسمة مثل القدرة على حل المشكلات والتطبيق العملي للمواجهة، والتواصل الفعال والمهارات التحليلية. مشيراً إلى أن هذه المهارات، التي تم صقلها من خلال ورش العمل المستهدفة والتواصل ضمن البرنامج، قد لعبت دوراً أساسياً في إنجازاته المهنية، وخصوصا في التعامل مع القضايا المعقدة للعملاء.
النسخة السادسة من برنامج جيل طموح
وصرح فيليب كورنيت، رئيس مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب في الرياض، بالمملكة العربية السعودية، أنه "بينما نحتفل بالإطلاق الناجح للنسخة السادسة من برنامج جيل طموح، فإننا نفخر بمواصلة التزامنا بتعزيز جهود المملكة نحو مستقبل رقمي ومبتكر من خلال تعزيز مهارات مجموعة متنوعة من المواهب التي تعكس وجهات النظر الغنية في المملكة". وأضاف أن "البرنامج يدعم الشمولية والتنوع، ويجمع بين مزيج متوازن من الرجال والنساء من خلفيات مختلفة، وهو أمر بالغ الأهمية لرعاية قوة عاملة تتماشى مع تطلعات المملكة لاقتصاد قائم على المعرفة". وأوضح أنه "على مدى الأشهر الستة المقبلة، سينضم المشاركون لبرنامج منظم من ورش العمل والتوجيه والتواصل والمُصمم لصقل مهاراتهم وإعدادهم لمتطلبات سوق العمل المتطورة".
وقد تضمن الحدث الافتتاحي جلسات معرفية عميقة قادها خبراء الأعمال، منها جلسة بعنوان "ما الذي يتطلبه الأمر لكي تكون مستشاراً" لفلاديسلاف بوتينكو، المدير الإداري والشريك الأول في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الشرق الأوسط، وجلسة "الذكاء الاصطناعي التوليدي.. لم كل هذا الضجيج!" لأحمد دهيني، المدير في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الشرق الأوسط، وجلسة "كيفية بناء بنك جديد" لأنيكا ميلشرت، المديرة في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الشرق الأوسط، وجلسة "نحن في سباق نحو المعادلة الصفرية - ماذا يعني ذلك؟"، لناليني كوثاري، مديرة المشاريع في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الشرق الأوسط. وقد قدمت تلك الجلسات للمشاركين رؤى قيمة في الاستشارات والاستدامة، ومستقبل الصناعة المصرفية، والذكاء الاصطناعي، كما استفاد البرنامج من المشاركة النشطة للمواطنين السعوديين كمدربين وقادة مجموعات، مما يضمن تجربة تحولية لجميع المشاركين.
ويواصل برنامج جيل طموح عمله، كمنصة للقادة الطموحين والمنظمات التي تسعى إلى تعزيز القيادة والابتكار. ويعد هذا التعاون ضروري لأولئك الذين يتطلعون إلى إحداث تأثير ملموس يتماشى مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030. ومن خلال المشاركة في البرنامج، يمكن المساهمة في تطوير قادة مستعدين لمواجهة تحديات الغد بشكل مباشر. انضم إلينا في رسم مستقبل يكون شباب المملكة العربية السعودية فيه طليعة قيادة التغيير الإيجابي والنمو المستدام.