كيف تحصل على التقدير الذي تُريده في العمل؟

4 دقيقة
التقدير
بي إم إميدجيز/ غيتي إميدجيز

ملخص: عندما نعمل بجد نتوقع أن تثمن شركتنا ما نبذله من مجهود، وهو تقدير تحرص على تقديمه غالبية الشركات؛ فتغدق الثناء على موظف كفء في أثناء اجتماع عام، أو تدعو فريق عمل مجتهد إلى عشاء لطيف، أو تقدم مكافآت نقدية سراً دون إعلان. لكن استراتيجية التقدير الأوسع نطاقاً التي تتبعها الشركة لا تتماشى في بعض الأحيان مع طموحات موظفيها واحتياجاتهم؛ فهناك من يجد الحافز في إجازة مدفوعة الأجر، وهناك مَن يرضيه الحصول على بطاقة هدايا يشتري بها ما يحلو له، والمكافآت المالية حافز فعال للبعض، في حين يتمنى آخرون تكليفهم بدور قيادي في أقرب مشروع كبير مقبل. توضح لنا مؤلفة هذا المقال 5 أساليب يمكنك اتباعها لزيادة احتمالية حصولك على المكافآت والتقدير الذي تبتغيه.

يعمل معظمنا بهدف أن تكافئ الشركة مجهودنا وتقدّره جيداً، وفي المقابل تحرص غالبية الشركات على تحفيز موظفيها على تقديم أداء عالٍ والمشاركة في العمل بفعالية. ولكن الشركات تعجز في بعض الأحيان عن المواءمة بين أسلوبها في تقديم التقدير وطموحات موظفيها واحتياجاتهم. فربما تظن إدارة الشركة أن إقامة حفل عشاء لفريق عمل تتويج مبهج لإتمام مشروع جماعي، في حين تهيمن مشاعر الإحباط على أفراد ذلك الفريق لأنهم كانوا يتوقعون أن تترجم الشركة تقديرها لهم إلى مكافآت مالية. على الجانب الآخر، قد تستغرب مكافأة نقدية تسلمها لك الشركة دون أن يعرف بها أحد، لأنك كنت تنتظر تكريماً علنياً حتى يعرف الجميع ما أنجزته. ومع ذلك، قد يفضل بعض الموظفين التغيب بداعي المرض على الوقوف أمام زملائهم للحصول على جائزة.

من السهل أن تشعر بخيبة الأمل والإحباط عندما لا تتوافق بادرة الشكر من الشركة مع ما تريده وتحتاج إليه، ولحسن الحظ هناك أمور يمكن للموظف فعلها لتساعد الشركة على مكافأتك وتقديرك على النحو الذي تفضله. كثيرة هي المقالات التي كتبت عن أفضل الطرق للحصول على التقدير في العمل من خلال الترقية، وقليل منها اهتم بكيفية حصول الموظفين على مكافآت وتقدير على نحو يلبي تفضيلاتهم الشخصية في أثناء عملهم اليومي.

لقد مارست علم النفس المؤسسي على مدار عقدٍ ونيف، وأتاحت لي أبحاثي معاينة الأثر الإيجابي القوي للتقدير والمكافآت على مكان العمل عندما يجد فيها الموظفون تلبيةً لاحتياجاتهم ورغباتهم. لذلك، كتبت هذا المقال بغرض التوصية باتباع 5 استراتيجيات تزيد بها احتمالية حصولك على المكافأة والتقدير اللذين يرضيانك.

1. فكِّر ملياً

كما هي الحال في أمور عدة، فإن الخطوة الأولى لتنفيذها هي إمعان التفكير في ذاتك، اطرح على نفسك هذه الأسئلة التي تساعدك في تحديد ما يمثل لك أهمية ومعنى:

  • ما أهدافك الشخصية والمهنية على المديين القصير والطويل؟ على سبيل المثال، هل تسعى إلى شراء منزل؟ هل ترغب في أن تصبح عضواً في مجلس الإدارة؟ أم أن تحقق درجة أفضل من التوازن بين العمل والحياة؟
  • متى شعرت بحافز يدفعك إلى العمل بجد أكبر على تنفيذ مشروع؟ ما العوامل التي جعلت الموقف محفزاً ومفيداً لك؟
  • هل سبق أن تلقيت مكافأة أو تقديراً رفع معنوياتك؟ هل سبق أن تلقيت مكافأة أو تقديراً أصابك بالإحباط أو السخط أو اللامبالاة؟ ما تفاصيل الموقف الذي جعلك تشعر بذلك؟
  • ما رأيك في التقدير العلني مقارنةً بالتقدير السري؟ أي المواقف ترتاح فيها إلى تلقي التقدير العلني؟

2. دوّن المكافآت التي تحفزك ورتبها

الخطوة التالية هي أن تضع تصوراً ملموساً لما ترغب فيه، من خلال تدوين قائمة بخبرات العمل والمكافآت التي تثير حماسك. قد تجمع القائمة بين خبراتك السابقة (أحببت رحلات العمل إلى لندن) وتطلعاتك مستقبلاً (أريد أن أقود فريق عمل). هل تهتم ببرامج تدريب مرموقة أو جوائز مهنية معينة؟ ما شعورك إن كوفئت بإجازة إضافية مدفوعة أو غير مدفوعة الأجر؟ ماذا لو أتيحت لك فرصة اختيار المشروع الذي تود العمل فيه أو خصصت لك الشركة وقتاً لتنفيذ مشروع قائم على شغفك؟ ما شعورك تجاه اجتماعات يعقدها الفريق خارج مكان العمل أو رحلات العمل الأخرى؟ اجعل هذه القائمة أطول ما يمكن، مع الالتزام باحتياجاتك ودوافعك الحقيقية.

بعد أن تضع قائمة طويلة تضم 5-10 مكافآت فرضاً، رتّب عناصرها، لعلك تفضل منها تلقي حوافز مالية حتى يتسنى لك سداد قروض الدراسة. لكن، ما المكافأة التي ستضعها في المرتبة الثانية في حال لم تكن المكافآت المالية ممكنة؟ هل تفضل تلقي هدية ذات طابع شخصي؟ أم يوم إجازة؟ أم العمل عن بُعد أغلب الأيام؟ الغرض من هذه القائمة هو تمكينك من تحديد المجالات التي تقدم فيها شركتك أنواع المكافأة والتقدير التي تمثل لك قيمة، وتوضيح ملاحظاتك التي يجب أن تقدمها لمديرك بشأن تفضيلاتك.

3. انتبه لمجريات الأمور في فريقك

حين تفهم محفزاتك وأولوياتك الخاصة فهماً أفضل ستتمكن من اتخاذ الإجراء اللازم في الوسط المحيط بك؛ أي مكان العمل. لاحظ في فريقك الوقت والمكان اللذين تقدم الإدارة فيهما ما تثمنه من المكافآت والتقدير؛ فإذا كنت تريد تلقي المزيد من التقدير العلني ضمن عملك، فابحث عن المشروعات التي يتلقى الموظفون فيها التقدير ويظهرون بدرجة ملحوظة أمام القيادة، أما إذا كنت تريد تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، فابحث عن المجال الذي يحقق فيه الموظفون ذلك داخل شركتك؛ حاول اقتناص هذه الفرص والأدوار ما إن تجد مجالاً لذلك. وعليك أن تسعى لبناء علاقات مع زملائك الذين يشاركونك قيمك واهتماماتك، وأن تتواصل مع موجّهين أو رعاة محتملين تعتقد أنهم قادرون على مساعدتك في تحقيق ما تريد.

4. تواصل مع مديرك

التواصل المفتوح مع مديرك من أكثر الوسائل فعالية لضمان حصولك على ما تنشده من مكافآت وتقدير في مكان العمل، اطلب من مديرك أن تجري معه حواراً مهنياً وحدّثه باستفاضة عن شغفك واهتماماتك وأهدافك وقيمك، وأخبره عن أنواع المكافآت والتقدير التي تحفزك وتعزز مشاركتك في العمل. فإذا حددت تجارب أو فرصاً قائمة في شركتك من شأنها أن تفيدك، فعبّر عن اهتمامك بها واسأل عن متطلبات تحقيقها على المدى القصير أو المدى الطويل.

5. قدِّم الملاحظات

ختاماً، زود مديرك وشركتك بآرائك وملاحظاتك. فأحياناً تفشل محاولة مدير أو شركة لتقديم مكافأة أو التعبير عن التقدير في تحفيزك على النحو المنشود؛ قد يعرب مديرك عن تقديره لإنجازك مشروعاً عالي المخاطر في الموعد المحدد بالاحتفال بفريقك علناً في أثناء اجتماع الإدارة، لكنك كنت تأمل أن يقدّر عملك بتعيينك قائداً لمشروع بارز مقبل. وربما تحدد شركتك موعداً لتجمع فريقك خارج العمل في مكان بعيد عن منزلك، ما يتطلب منك تأمين رعاية إضافية للأطفال حتى تتمكن من حضوره.

ابحث عن فرص للتعبير عن الامتنان مع تقديم ملاحظات بنّاءة تساعد الشركة على منحك ما تريد، واحرص على الإدلاء بملاحظاتك بعد أن تتسلم هدية أو تكتسب خبرة (إذا أردت أن تترك انطباعاً جيداً لدى الإدارة ومنظمي الحدث، فلا تنتقد اجتماع الفريق خارج مكان العمل في أثنائه).

قد تكون مشاركتك في عملك قوية، ولعل فريقك يشجعك ورسالة الشركة التي تعمل بها تحفزك، لكن استراتيجيتها لتقديم المكافآت والتقدير بحاجة إلى تحسين. كي تمضي الأمور كما تشتهي، أمعن التفكير في رغباتك وتحدث عما تحتاج إليه لتشعر بأن عملك موضع ثقة ومحل تقدير، وبذلك ستساعد الشركة على تحسين نهجها في تقدير جهود الموظفين وتوضح دوافعك الخاصة وتزيد احتمال حصولك على النتائج التي تهمك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي