تلعب صناعة الدفاع دوراً رئيسياً متزايداً في تشكيل مستقبل الدول، لا سيّما وسط تطور المشهد العالمي في قطاع الأمن والدفاع وزيادة تعقيده. ومن المتوقع أن يواصل الإنفاق العالمي على الدفاع ارتفاعه ليصل إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي متوسط قدره 1.1%.
تسعى كبريات الشركات في الصناعة إلى مواكبة هذا التطوّر عبر احتضان أحدث التقنيات وابتكار حلول ومنتجات مناسبة. من بين هذه الشركات، شركة بي أيه إي سيستمز (BAE SYSTEMS)، وهي شركة بريطانية متعددة الجنسيات، إحدى أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال تطوير أنظمة الدفاع والفضاء والأمن وتكنولوجيا المعلومات المتقدمة في الجو والبر والبحر، والتي يبلغ عدد موظفيها 91.300 موظفاً حول العالم، لتتمكن من تقديم خدماتها لمئات العملاء في أكثر من 40 دولة.
في السنوات الماضية، برزت المملكة العربية السعودية لاعباً رئيسياً في صناعة الدفاع، إذ جاءت في المركز الـ 22 عالمياً، والـ 5 في منطقة الشرق الأوسط في مؤشر قوة القطاع العسكري، كما أنها حلّت في المركز الـ 5 عالمياً في قائمة أعلى الدول إنفاقاً على قوتها العسكرية، وفق تقرير حديث لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
تتمتع شركة بي أيه إي سيستمز بحضور قوي في السعودية، اذ تتواجد في 8 مدن حول المملكة، وترتبط بعلاقة شراكة ممتدة لأكثر من 55 عاماً، حيث تقدم خدماتها لعدد من القطاعات العسكرية بالتعاون مع البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي (SBDCP) ومشروع سلام، فيما ترتبط بعلاقة تبادلية مع العديد من الشركات العاملة في القطاع الصناعي السعودي.
بدأت الشراكة في عام 1966، ومنذ ذلك الحين، عملت بي أيه إي سيستمز على تقديم منظومة شاملة تعنى بنقل التقنية والمعرفة إلى المملكة العربية السعودية إضافة إلى تأهيل الشباب السعودي ومنحهم القدرة على إدارة هذه المعرفة والتقنية محلياً.
بي أيه إي سيستمز تدعم رؤية 2030 المملكة
استطاعت بي أيه إي سيستمز على مدار السنوات تحقيق قدر عال من الاندماج لتصبح أحد المنظومات الفاعلة في المجتمع السعودي، حيث تسعى إلى مزامنة أهدافها مع "رؤية المملكة 2030" ودعم اقتصادها الوطني، عبر عدة مستويات.
1. التصنيع المحلي
استطاعت بي أيه إي سيستمز تأسيس قاعدة صلبة تتمثل في دعم وتطوير الشراكات الصناعية، والعمل على تطوير إنتاجها من خلال العمل وفق أعلى المعايير التي تواكب الريادة العالمية، إذ تعاونت مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية ("SAMI)" لإنشاء قدرات تصنيع دفاعية محلية، كما تعاونت مع البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي ومشروع سلام لبناء صناعة دفاع سعودية ونقل وتوطين القدرات التصنيعية لتكون سعودية، من خلال تأهيل مئات الشركات المحلية وتدريب آلاف المواطنين داخل وخارج أرض المملكة.
نجحت هذه الشركات في توقيع عدد من الاتفاقيات مع شركات محلية لنقل قدرات الصيانة والتصنيع إلى شركات سعودية، مثل اتفاقية تجميع 22 طائرة تدريب نفاثة داخل المملكة والتي دشن باكورتها ولي العهد السعودي في مارس/آذار 2019.
استطاعت الشركة أيضاً نقل العديد من الأنشطة التصنيعية والهندسية إلى قطاع الصناعة السعودي بهدف الاعتماد على المصادر المحلية، إذ نقلت الشركة العديد من المهارات المستدامة لمستقبل صناعة الدفاع السعودية مثل:
- قدرات الصيانة والإصلاح لجميع محركات طائرات الترونيدو (199RB).
- صيانة ما يقارب 100 وحدة من إلكترونيات الطيران والأنظمة العامة لمنظومة طائرات التورنيدو محلياً، وإصلاحها.
- إصلاح نظام السونار لسفن قانصات الألغام.
- إصلاح وصيانة غرف معادلة الضغط ومعدات الغوص لسفن القناص.
- صيانة وإصلاح أكثر من 240 من مكونات طائرات التدريب – الهوك/ بي سي 21 – وتشمل قمرة الطائرة والالكترونيات والأنظمة العامة.
2. توطين الوظائف
تسهم بي أيه إي سيستمز في توطين الوظائف، إذ يبلغ عدد موظفيها في السعودية أكثر من 7,000 موظفاً وموظفة، أي أن السعوديين يمثلون أكثر من 78% من موظفي الشركة، وهو الأمر الذي يجعل منها إحدى أكبر الشركات العالمية الموظفة للسعوديين في القطاع الخاص.
3. المسؤولية الاجتماعية
تحرص الشركة أيضاً على تشجيع النشاطات التي تهم المجتمع، بما في ذلك مساندة الأعمال التي تترجم مبادرتها الوطنية في دعم برامج المسؤولية الاجتماعية واعتبارها جزءاً من منظومة أعمالها، وليس نوعاً من الأعمال الخيرية مثل الدعم المستمر للعديد من الجمعيات الخيرية في المملكة، بالإضافة إلى دعم التعليم من خلال العديد من البرامج والمبادرات، مثل برنامج المنح الدراسية الجامعية، وبرنامج التدريب الصيفي لطلاب المدارس. ورعاية الشركة لـ 24 جائزة مشاريع تخرج جامعية في كل عام مع تقديمها منحاً مالية لأصحاب تلك المشاريع، إضافة إلى أن الشركة كانت من مؤسسي جامعة الفيصل بالرياض.
دور بي أيه إي سيستمز في تطوير مهارات الكوادر البشرية
تكمن أهم عناصر استراتيجية الشركة تجاه سوقها الرئيس في المملكة العربية السعودية في سعيها الدؤوب نحو تطوير القدرات التصنيعية للشركة في المملكة، مع التركيز على إمكانية النمو في بيئة اقتصادية قوية، والعمل في الوقت ذاته على الوفاء بمتطلبات عملائها الدفاعية والأمنية في المجالات الجوية والبرية والبحرية، مع وضع أسس فاعلة لتوفير فرص وظيفية بعيدة المدى.
وأسهمت الشركة في تدريب آلاف المواطنين السعوديين في العديد من المجالات، لاسيما تلك المتعلقة بالقطاعات الفنية والهندسية وعلوم الطيران. واستثمرت في عددٍ من الشركات السعودية بهدف نقل التقنية وتوطين المعرفة والاستفادة من الخبرات مع تقديم الخدمات لتلك الشركات، وهي كل من: شركة بي أيه إي سيستمز السعودية للتطوير والتدريب (BAE Systems SDT)، الذراع التنفيذي لعمليات التدريب والتطوير في المملكة، وشركة الدولية لهندسة النظم (ISE) والمختصة بمجال تقنية المعلومات، والشركة السعودية للصيانة وإدارة خطوط الإمداد المحدودة (SMSCMC)، التي تعمل على إدارة المخزون وسلاسل الإمداد. وتشكل هذه الشركات اليوم قاعدة رئيسية لتطوير القدرات الصناعية في مجال علوم الطيران والتقنيات الأمنية.