يسأل الموظف أحياناً نفسه السؤال التالي: "ما الذي سيجعل الآخرين يعترفون بقدراتي الكامنة ويقدرونها؟".
قد يكون ببساطة أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتطلعون فقط إلى الاعتراف بأهمية العمل الذي يؤدونه. أو قد تكون لديه طموحات بالانتقال إلى منصب إداري. في بعض الحالات، ربما يكون قد تلقى تشجيعاً بأن عمله جيد، وأن عليه "الاستمرار بالعمل بنفس الطريقة". ومع ذلك فهو يشاهد أمامه آخرون يحصلون على الترقية قبله.
من أجل معرفة ما يميز الأفراد ذوي الكفاءة من أولئك أصحاب الأداء الاستثنائي، جمعنا 50,286 تقييماً شاملاً أجري خلال خمس سنوات على 4,185 عاملاً. وقارنا ما بين ذوي الأداء "الجيد" (أي أولئك الذين صنفوا بين أفضل 40% و70%)، وبين ذوي الأداء الممتاز (أي أولئك الذي صنفوا في مرتبة الـ10% الأفضل).
فما هي المهارات القيادية التي ميّزت بين الأشخاص الأفضل والأشخاص الجيدين عموماً؟ فيما يلي نبيّن هذه المهارات وهي مرتبة بحسب مدى أهمية الأثر الذي تتركه:
الأفراد ذوو الأداء الاستثنائي:
يضعون أهدافاً واسعة ويتبنون معايير عالية لأنفسهم.
يشجعون الآخرين على تحقيق نتائج استثنائية.
يعملون متعاونين:
فعندما طلبنا من المشاركين في الاستبيان إخبارنا عن أهم السمات في رأيهم التي تميز الأفراد ذوي الأداء الرفيع، كانت الإجابة الأولى هي بأن ذلك الشخص يجب أن "يتمتع بالقدرة على حل المشاكل"، والثانية كانت "حيازة مهارات تقنية أو مهنية". لذلك، ربما من غير المدهش بأن تكون هذه السمات الأساسية مشتركة بين كل من الأفراد ذوي الأداء العادي والاستثنائي. وجاء في المرتبة الثالثة في القائمة "القدرة على التعاون في العمل وتعزيز العمل الجماعي" وقد كانت هذه السمة هي ما يميّز الشخص ذا الأداء العظيم عن الشخص الكفء فحسب.
يتطوعون لتمثيل المجموعة:
فأفضل الأشخاص أداء على المستوى الفردي كانوا شديدي الفعالية في تمثيل مجموعاتهم أمام الأقسام أو الوحدات الأخرى ضمن المؤسسة.
يتبنّون التغيير عوضاً عن مقاومته.
يأخذون زمام المبادرة:
غالباً ما يلجأ أصحاب المساهمات الفردية في أي مؤسسة، ونظراً لطبيعة دورهم فيها، إلى أسلوب يعتمد على انتظار ما طلب منهم ليفعلوه. أما العظام من هؤلاء فإنهم يطورون عادة تعتمد على التطوع بآرائهم القيّمة وتقديم يد العون.
يفعلون ما يقولون:
إذا التزمت بفعل شيء ما، فإنك يجب أن تمضى به إلى النهاية، إلا في حال حصول أمر خارج عن إرادتك. يحرص الأفراد الأفضل أداءً على قول شيء وفعل شيء آخر. وهم قدوة مثالية للآخرين.
يعرفون كيف يحاكمون الأمور:
فصفوة الأفراد ذوي الأداء الأفضل عندما يشكون في قضية تقنية معينة، أو عندما يشكون في الجدوى العملية لقرار مقترح، يجرون بحثاً دقيقاً حول الأمر عوضاً عن الاعتماد على خبرتهم لمجرّد أدائه كيفما كان. كما أن البارزين من ذوي الأداء الرفيع منفتحون تجاه مجموعة واسعة من الحلول، وحذرون في دراسة ماذا سيحصل ومن سيتأثر إذا لم يسر أمر ما على ما يُرام.
يبدون مرونة شخصية:
فإذا ارتكب أفضل الأشخاص أداءً خطأ ما، فإنهم يقرّون به بسرعة ويمضون إلى الأمام. ولا يلقون بالاً لأخطاء الآخرين. كما أنهم يتغاضون عمّن يستخف بهم أو يزدريهم، ويتجاوزون التعليقات المؤذية.
يعطون رأيهم بصدق وأمانة:
حتى لو كانت ملاحظات الزملاء بعيدة عن المثالية، فهي ذات قيمة لأنها نادرة. فإذا حاولت، بحسن نية، أن تبيّن للناس كيف يمكنك أداء بعض المهام لو كنت مكانهم، أو أن تطرح بلطف بعض الأسئلة التي ربما لم يأخذها أحد زملائك في الاعتبار، أو أن تشير ربما إلى بعض الأشياء المحددة التي فعلها أحد زملائك وكانت مفيدة لك أو شتت انتباهك، فإن كل هذه الأمور ستكون محطّ تقدير كبير. فالأشخاص ذوي الأداء الأفضل كانوا قادرين على تقديم رأيهم بطريقة لم تعتبر كالنقد وإنما بوصفها بادرة تنطوي على حسن النوايا.
إذا كنت راغباً بالتميز عن الجموع، فإن تميّزك في أي من هذه السلوكيات التسعة يمكن أن يترك أثراً هائلاً على الطريقة التي ينظر الناس بها إليك. لذلك نوصيك باختيار سلوك أو اثنين تعتبرهما أكثر أهمية لفعاليتك في عملك الحالي من أجل تحسينه.