لا يحب أحد منّا المغادرة خارج النطاق الذي يشعر فيه بالارتياح، لأنه يعرف ما يفعله وينجزه ويبقى مرتاح البال دون أي تحديات أو مخاطر، لكن العجائب لا تحصل إلا خارج ذلك النطاق، حيث يمكننا أن ننمو ونتطور بطرق توسع آفاقنا لتتجاوز ما كنا نعتقد أنه ممكن. فكيف يمكننا التحلي بالشجاعة التي نحتاجها لتحقيق هذه القفزة؟
حاول تجنب خداع نفسك
اطرح على نفسك السؤال التالي: إذا لم تشعر بأي قلق على الإطلاق ضمن وضع معين، أو لو كان إلقاء الخطابات، على سبيل المثال، نشاطاً يخلو من أي توتر، فهل هذا شيء ترغب في القيام به؟ وهل سيكون مثيراً؟ وهل كان ليساعدك في حياتك المهنية؟ إذا كانت الإجابة "نعم"، فربما يكون الخوف هو ما تعاني منه، ولا بأس في ذلك. في الواقع، من العظيم الاعتراف بذلك، بحيث يكون بوسعك الانتقال إلى الخطوة التالية في العملية، وهي استخدام قوتك العقلية لصالحك وليس ضدك.
فعوضاً عن محاولتك تبرير لماذا تعتبر حدثاً معيناً أنه لا يستحق عناء القيام به، فكر ملياً بجميع الأسباب التي تجعل من القيام به أمراً يستحق العناء. كيف يمكن لإلقاء الخطابات أو التشبيك أن يسهما في تعزيز مسارك المهني أو منحك فرصاً للنمو بطريقة ملفتة ومثيرة؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة بصدق وأمانة ستعطيك دفعة قوية للمضي قدماً.
ضع خطة تناسب وضعك تماماً
إن اتخاذ خطوة معينة دون خطة محددة هو أمر شجاع لكنه يفتقر إلى الحكمة. وإذا لم يكن لديك استراتيجية حول الكيفية التي ستحقق من خلالها التغيير عملياً، فسينتهي بك المطاف من حيث بدأت. فما نوع الاستراتيجية التي يجب أن تستخدمها؟
في عملي الرامي إلى مساعدة الناس على الانتقال خارج النطاق الذي يشعرون فيه بالارتياح، أسعى لمساعدتهم على تحديد أكثر التحديات التي يواجهونها بصورة أوضح ضمن سياق معين، ومن ثم أعطيهم مجموعة من الأدوات لمساعدتهم في التوصل إلى حل للتغلب على هذه التحديات.
النظام الذي استعمله في الأوضاع المخيفة يستند إلى الفكرة القائلة إنه لا توجد طريقة كاملة واحدة لأداء السلوك الذي تعمل عليه، سواء تعلق الأمر بالمشاركة في اجتماع، أو بكل بساطة بتعلم كيفية إلقاء كلمة صغيرة. عوضاً عن ذلك، وفي معظم المواقف بوسعك العثور على طريقة لتحديد شكل سلوكك المتوافق مع الحالة التي أنت فيها بحيث تكون فعالاً في هذا الموقف الجديد، دون الشعور بأنك تخسر نفسك أثناء العملية.
لنفترض مثلاً أنك شخص انطوائي، ويخشى فكرة الدردشة مع مجموعة من الغرباء في مناسبة أقيمت للتعارف بين الناس. فعوضاً عن شعورك بأنك مضطر للقاء الجميع في الغرفة، ركز على شخص أو شخصين يبدوان مناسبين لك، وحاول فعلياً التعرف عليهما. وإذا بدا أن هذا النوع من الحديث لا يناسبك، ولا سيما إذا كانت الغرفة تضج بأصوات عالية، ركز عوضاً عن ذلك على التعرف السريع إلى الأشخاص الحاضرين في هذه المناسبة، على أن يكون لديك هدف لاحق بترتيب فرصة لمتابعة النقاشات ضمن وضع يكون أكثر راحة بالنسبة لك.
ما أحاول قوله هنا، هو أنه عوضاً عن شعورك بأن الوضع يسيطر عليك، بوسعك التحكم به، وجعله يسير وفقاً لأهوائك.
ابحث عن مرشد أو موجه
حتى إذا كان لديك خطة مدروسة جيداً وإحساس بأنك تعرف ما تريده بالضبط، فإن وجود شخص يقدم لك النصح والرأي السديد سيضمن نجاحك 100%. ليس من الضروري أن يكون هذا الشخص مرشداً أو موجهاً محترفاً متخصصاً لهذا العمل. لأنه يكفي أن يكون لديك زميل أو صديق سديد الرأي ودائم التشجيع، وسيكون قادراً بالتأكيد على مساعدتك.
يمكن للمرشد أو الموجه، على سبيل المثال، مساعدتك في تحديد الفجوات الكامنة بين الطريقة التي ستتصرف بها بصورة طبيعية ومريحة، وكيف يجب أن تتصرف في الموقف الجديد لتكون شخصاً فعالاً. عندئذ يمكن لهذا المرشد مساعدتك في تعديل سلوكك بحيث تجد تلك النقطة الجميلة بين الفعالية والأصالة.
عندما يتعلق الأمر بمغادرتك خارج النطاق الذي تشعر فيه بالارتياح، لا تخطئ في التمييز بين النتائج السحرية والعمليات السحرية. يستغرق التكيف وقتاً وعزيمة وتصميماً واستراتيجية جيدة. ولكن عندما تملك الخطة المتينة والشجاعة الكافية لتنفيذها، يمكن أن تكون نتائجك استثنائية.