7 استراتيجيات لتحسين صحة الموظفين ورفاهتهم

5 دقائق
تحسين صحة الموظفين ورفاهتهم
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يعاني قطاع الأعمال مشكلةً كبيرةً في الوقت الراهن بسبب إصابة العاملين بالاحتراق الوظيفي وارتفاع معدلات دوران الموظفين، ولكن يمكن للشركات تقليلهما عن طريق إعادة تصميم العمل بطريقة تعزز رفاهة الموظفين وصحتهم، وقد توصلت مراجعة بحث حول ظروف العمل التي تؤثر على تحسين صحة الموظفين ورفاهتهم إلى 7 أساليب عملية يمكن لأصحاب العمل تنفيذها لإعادة تصميم الوظائف.

 

قد تفاخر شركتك بأنها مكان عمل رائع يحب الجميع الالتحاق به، ولكنها قد تودي دون أن تدري إلى الإضرار بصحة الموظفين ورفاهتهم، حتى في ظل توافر النوايا الحسنة، وذلك بسبب الطريقة التي يتم بها تنظيم العمل. وتعتبر ظروف العمل ومتطلبات بيئة العمل مصدراً مهماً للتوتر لدى الكثير من الأميركيين، وأثبتت الأبحاث أنه قد يكون لتصميم العمل آثار خطرة على رفاهة الموظفين وصحتهم وكذلك تكاليف الرعاية الصحية.

والخبر السار بالنسبة للمدراء أن ثمة طرقاً مجدية لإعادة تصميم العمل بطريقة تدعم الرفاهة وتحقّق فوائد طويلة الأجل للمؤسسة. فعلى سبيل المثال: تشير الأبحاث التي أُجريت مؤخراً إلى أن تغيير ظروف مكان العمل بشكل استراتيجي لتعزيز رفاهة العاملين لا يؤدي إلى تحسين صحتهم فحسب، بل يمكن أن يحقق أيضاً نتائج مفيدة للعمل نفسه، مثل تحسين الأداء الوظيفي (بما في ذلك زيادة الإنتاجية) وانخفاض مستويات الاحتراق الوظيفي لدى العاملين.

ولا يُشترَط أن تكون إعادة تصميم العمل لتحسين رفاهة الموظفين أمراً باهظ التكلفة. في الواقع، قد تكون هذه الخطوة استثماراً جيداً في كثير من الأحيان. فقد أدت إحدى مبادرات إعادة تصميم العمل في قسم تكنولوجيا المعلومات بواحدة من الشركات المُصنَّفة على قوائم “فورتشن 500″، على سبيل المثال، إلى تحقيق عائدات إيجابية على استثمارات الشركة لأنها أسهمت في خفض التكاليف الناجمة عن دوران الموظفين. علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الاستراتيجيات يمكنها تحسين قدرة المؤسسة على التحمل.

كيفية تحسين صحة الموظفين ورفاهتهم

لقد عكفنا مؤخراً على مراجعة بحث حول ظروف العمل التي تؤثر على رفاهة الموظفين وتحليلها، بدعم من مؤسسة “روبرت وود جونسون فاونديشن” (Robert Wood Johnson Foundation). ثم عملنا على تطوير إطار عمل يقتضي “تصميم العمل بطريقة تدعم الصحة” إضافة إلى ابتكار مجموعة أدوات يمكن لأصحاب العمل استخدامها لتجديد ممارسات العمل لديهم بطرق تعود بالنفع على صحة الموظفين والمؤسسة بأكملها. وتتمثل نقطة الانطلاق الجيدة بالتفكير في تبني الأساليب السبعة التالية:

1. منح العاملين مزيداً من التحكم في كيفية أدائهم لعملهم

تشير الأبحاث إلى أن انعدام حرية التصرف حول كيفية إنجاز العمل لا يرتبط فقط بتدهور الصحة العقلية، لكنه يرتبط أيضاً بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب. علاوة على ذلك، فإن الجمع بين ازدياد متطلبات العمل وانخفاض القدرة على التحكم في المُقدَّرات الوظيفة يُزيد كثيراً من مخاطر الإصابة بمرض السكري والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. حتى التغييرات الصغيرة نسبياً في استقلالية العاملين يمكن أن تصنع الفارق في رفاهتهم. فقد توصلت دراسة أُجريت في أحد مراكز اتصالات خدمة العملاء، على سبيل المثال، إلى أن إعطاء موظفيه مزيداً من التدريب حتى يتمكنوا من أداء مهماتهم الجديدة وحل المزيد من شكاوى العملاء بأنفسهم أدى إلى تحسين رفاهة الموظفين ورفع مستويات أدائهم في العمل.

2. السماح للموظفين بمزيد من المرونة فيما يخص تحديد مكان عملهم وزمانه

توصل الكثير من الدراسات إلى أن إعطاء العاملين المزيد من الخيارات أو منحهم القدرة على التحكم في جداول مواعيدهم يحسّن صحتهم العقلية. ويمكن أن يشمل ذلك بكل بساطة السماح بتنويع أوقات بدء العمل وإيقافه وتسهيل تبديل ورديات العمل في الوظائف الميدانية التي يجب أداؤها في موقع العمل. وأدت إعادة تصميم العمل بصورة أكثر كثافة في إحدى الشركات المُصنَّفة على قوائم “فورتشن 500” إلى تحسُّن كلٍّ من الصحة البدنية والعقلية للموظفين وكذلك تقليل معدل دوران الموظفين الشركة، حيث تم منح موظفي تكنولوجيا المعلومات القدرة على التحكم في زمان أدائهم لعملهم ومكانه، ولكنهم تعاونوا مع زملائهم لضمان التنسيق المطلوب.

3. زيادة استقرار جداول مواعيد العاملين من أجل تحسين صحة الموظفين ورفاهتهم

يستخدم الكثير من شركات البيع بالتجزئة والخدمات اليوم أسلوب العمل “في الوقت المطلوب” لمحاولة التوفيق بين العمالة وتقلُّب الطلب. لكن جداول المواعيد غير المنتظمة وغير المتوقعة تجعل من الصعب على العاملين في الخطوط الأمامية إدارة حياتهم الشخصية ومسؤولياتهم العائلية. وقد توصلت الأبحاث إلى ظهور بعض النتائج السلبية على العاملين الذين يعملون وفق هذا النوع من جداول المواعيد غير المنتظمة، بما في ذلك الشعور بالأرق ليلاً والتعرض لاضطرابات عاطفية أكثر عنفاً.

وعلى العكس من ذلك، فقد توصلت دراسة أُجريت في شركة “غاب” (Gap) إلى أن زيادة استقرار جدول المواعيد يفيد كلاً من الشركات والموظفين. فقد أدت زيادة استقرار جدول مواعيد العاملين إلى زيادة متوسط مبيعات المتاجر المشاركة في الدراسة بنسبة 7% وزيادة إنتاجية العاملين بنسبة 5%. كما أدى الاستقرار الإضافي إلى تحسين جودة النوم وتقليل التوتر بين الموظفين الذين يعولون أطفالاً.

4. إتاحة الفرصة أمام الموظفين لتحديد مشكلات مكان العمل وحلها

قد يكون منح الموظفين فرصاً للمشاركة في تحسين مكان العمل نهجاً فاعلاً لتعزيز رفاهتهم. فقد توصلت دراسة أُجريت على الأطباء ومساعدي الأطباء والممرضين إلى أن أولئك الذين تمت دعوتهم للمشاركة برأيهم في عملية منهجية لتحديد المشكلات ومعالجتها في مكان عملهم انخفضت لديهم معدلات الاحتراق الوظيفي في حين ازداد شعورهم بالرضا الوظيفي. وكان الموظفون الذين أتيحت لهم فرص حل المشكلات معاً أقل إقداماً من غيرهم على إبداء رغبتهم في ترك وظائفهم، وهي ميزة رئيسية للمؤسسات التي تحاول الاحتفاظ بالموظفين المهمين.

5. تزويد مؤسستك بعدد كافٍ من الموظفين، بحيث تكون أعباء العمل معقولة من أجل تحسين صحة الموظفين ورفاهتهم

أثبتت الأبحاث أن ارتفاع متطلبات العمل، كطول ساعات العمل أو التعرض لضغوط العمل بجدية أو بسرعة، قد يكون له تأثير خطير على صحة الموظفين ورفاهتهم. وقد توصل الكثير من الدراسات في واقع الأمر إلى أن ارتفاع متطلبات العمل المقترنة بانخفاض القدرة على التحكم فيه يتسبب في نشوب مخاطر صحية، بما في ذلك ارتفاع معدلات أعراض الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. قد يبدو تعيين موظفين جدد لتوزيع أعباء العمل أمراً باهظ التكلفة، لكن أصحاب العمل يتكبدون أيضاً ثمناً فادحاً عندما يصاب الموظفون المرهقون أو المرضى بالاحتراق الوظيفي أو عندما يتغيبون عن العمل أو يستقيلون منه نهائياً. وقد يكمن الحل في تغيير أسلوب تعيين الموظفين بطريقة موجهة، فقد توصلت إحدى الدراسات، على سبيل المثال، إلى تحسُّن مستوى الكفاءة والرضا الوظيفي عندما تم تزويد الأطباء بكاتب طبي مدرَّب على أداء بعض مهماتهم المكتبية.

6. تشجيع المدراء في مؤسستك على دعم الاحتياجات الشخصية للموظفين

يُلاحَظ أن الكثير من الموظفين يضطلعون أيضاً بمسؤولية رعاية الأطفال أو الآباء المسنين، ويحبّذون التعامل مع المشرفين الذين يدعمونهم في التصدي للتحديات التي يواجهونها في إطار محاولتهم تحقيق التوازن بين حياتهم العملية والشخصية. فقد توصلت دراسة أُجريت على دور رعاية المسنين إلى أن الموظفين الذين كان مدراؤهم أكثر استيعاباً لاحتياجاتهم الأسرية انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكان نومهم أفضل. وقد تناولت الدراسات في مجالات الرعاية الصحية ومتاجر البقالة برامج تدريب المدراء لتكثيف السلوكات الداعمة للأسرة، وما صحبها من نتائج واعدة تسهم في تحقيق التوازن بين الحياتين العملية والشخصية وصحة الأفراد. واستفاد أصحاب العمل أيضاً؛ لأن العاملين الذين تلقى مدراؤهم هذا التدريب أفادوا بشعورهم بارتفاع الرضا الوظيفي والأداء الوظيفي وتراجع تفكيرهم في ترك وظائفهم.

7. اتخاذ خطوات لتعزيز الشعور بالانتماء الاجتماعي بين الموظفين 

قد يكون من الضروري إنشاء ثقافة عمل تُمكّن الموظفين من تطوير علاقات داعمة مع زملائهم، باعتبارها استراتيجية مهمة تسهم في زيادة رفاهة العاملين. فقد أثبتت الأبحاث أن مثل هذه العلاقات في العمل ترتبط بانخفاض الشعور بالاضطراب النفسي الذي يُعتبر مؤشراً على تدهور الصحة العقلية.

ويجب ألا يكون تعزيز الشعور بالانتماء الاجتماعي اقتراحاً معقداً أو باهظ التكلفة. فقد أُجريت دراسة على مسؤولي اتصالات بخدمة الطوارئ (911)، الذين يعملون في وظائف مرهقة للغاية تتسبب في ارتفاع معدلات الاحتراق الوظيفي ودوران الموظفين، حيث طُلِب من المشرفين إرسال بريد إلكتروني واحد في الأسبوع يطالب مسؤولي الاتصالات بتقديم بعضهم الدعم إلى بعض من خلال مشاركة قصص تحفيزية حول عملهم. وعلى سبيل المثال: أشارت إحدى رسائل البريد الإلكتروني إلى قصة مسؤول اتصالات استطاع إنقاذ حياة شخص اتصل بخدمة الطوارئ (911) عن طريق توصيل المتصل بالجهة المناسبة. وأفاد مسؤولو الاتصالات الذين تلقوا رسائل البريد الإلكتروني التي تشجعهم على مشاركة مثل هذه القصص فيما بينهم بانخفاض تعرضهم للاحتراق الوظيفي بنسبة كبيرة وتراجع إقدامهم على ترك العمل بنسبة 50%.

يتضح لنا من خلال هذه الأمثلة حول موضوع تحسين صحة الموظفين ورفاهتهم أن الكثير من الممارسات الإدارية التي تعمل على تحسين رفاهة العاملين يفيد أصحاب العمل أيضاً. ويجب ألا يكون هذا مفاجئاً. ومن المرجح أن يكون لدى الشركات التي تهتم بصحة موظفيها ورفاهتهم موظفون يهتمون بصحة الشركة ورفاهتها أيضاً على المدى البعيد. وهذه نتيجة يريدها كل القادة الناجحين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .