كيف يجعل كبار مدراء البيانات شركاتهم تجمع البيانات الصحيحة؟

تعد جودة البيانات الأهم في مجال تحليل البيانات، ويتمثل الأسلوب العملي لمراقبة جودة البيانات في القيام بذلك عند إنشائها، بغرض تجميع البيانات الصحيحة للشركات كلها، ويعتبر تنظيف مسارات البيانات مكلفاً وغير قابل للقياس، لأن البيانات عبارة عن نواتج ثانوية للإجراءات والعمليات التجارية مثل التسويق والمبيعات وعمليات المنشآت وهكذا دواليك. لكن تقتضي مراقبة جودة البيانات في مرحلة إنشائها تغييراً في سلوكيات الأشخاص الذين يُنشؤونها وأدوات تكنولوجيا المعلومات التي يستخدمونها.

لنبدأ بكبير مدراء البيانات أو ما يُرمز له اختصاراً بـ "CDO". يضيف كبار المدراء التنفيذيين باطراد منصب كبير مدراء البيانات إلى فرق الإدارة الخاصة بهم لمعالجة المسائل التجارية الكبرى المترافقة مع البيانات. يريد العديد من كبار مدراء البيانات تحسين جودة البيانات، ولكن يقتضي تحفيز هذا التغيير استحداث حوافز وإجراءات تنظيمية جديدة من قبل كبار مدراء البيانات، وستفشل جهودهم دون القدرة على القيام بكلا الأمرين.

إليكم مثالاً على تجميع البيانات الصحيحة للشركات. يسعى كبير مدراء البيانات والتحليلات جاهداً لإدارة بيانات قبول المستخدم النهائي في شركة تعمل بمجال المنتجات الاستهلاكية. يقدم المستخدمون الموافقة للاستفادة من المعلومات التي جُمعت من قبل الشركة على موقعها الإلكتروني، وضمن أحد التطبيقات، وفي خصائص اتصال المنتج، وعند نقطة البيع. تُنشأ اتفاقيات التراضي من قبل وحدات الأعمال المعنية، وتُراجع من قبل فرقها القانونية. يتمثل جزء من التحدي بالنسبة لكبير مدراء البيانات والتحليلات هذا في عدم وضوح أحكام إدارة البيانات على الصعيد الكلي، ومن الصعب معرفة ما يمكن للشركة عمله وما تعجز عن القيام به بالبيانات المدمجة. كنتيجة لذلك، يعد الاحتفاظ بالبيانات المدمجة واستخدامها معقداً وباهظ التكلفة.

ينبغي أن يحل كبير مدراء البيانات والتحليلات مشكلتين لم تؤخذا بالحسبان في مجال عمله الأصلي وهما: دمج إدارة البيانات في عملية تطوير المنتج، وتوجيه عملية تطوير نظم تكنولوجيا المعلومات التي تجمع معلومات الموافقة وتديرها. لم يجد كبير مدراء البيانات والتحليلات تأثيراً رسمياً أو غير رسمي على هذه الإجراءات التجارية التي تبدو غير ذات صلة ظاهرياً، بحيث أخفق في نهاية المطاف في معالجة المشكلة.

كيفية تجميع البيانات الصحيحة للشركات

يتعين على كبار مدراء البيانات العمل على إدارة جودة البيانات وتحسينها على نطاق المؤسسة، وذلك لأن جودة البيانات المجمّعة تحدد قيمتها بوصفها إحدى أصول الشركة، وكمية العمل الإضافي اللازم لجعلها مفيدة. يستلزم هذا الأمر تعاوناً وثيقاً مع الوحدات التشغيلية وتكنولوجيا المعلومات. إليكم الأدوات الخمس التي يستطيع كبير مدراء البيانات استخدامها ليوضح أهمية قضاء الوقت في ضمان جودة البيانات:

يمكن أن يكون تدني جود البيانات مصدراً للهدر في العمليات التجارية وعدم القدرة على تجميع البيانات الصحيحة للشركات

أرادت شركة مصنّعة للبضائع أن تقيس قيمة محفظة تكنولوجيا المعلومات بالنسبة لمهام تطوير المنتجات الخاصة بها، وأجرت تعديلات على الوقت الذي يمضيه المهندسون في إنشاء البيانات وتحويلها باستخدام أساليب مستمدة من التصنيع الرشيق. وجدت الشركة أنّ المهندسين يمضون حوالي 60% من وقتهم في تغيير المعلومات وتحويلها ومطابقتها، أي أنّ هذا الوقت "لا يساهم بإضافة قيمة"، وتم استخدام هذا النموذج لإيجاد خارطة طريق من أجل زيادة الإنتاجية من خلال تحسين جودة المعلومات ونموذج تحليلات متقدم لتحقيق أقصى استفادة من محفظة تكنولوجيا المعلومات. تتحقق الفائدة لجميع الأطراف من خلال قياس مدى تأثير جودة البيانات على كفاءة العمليات، ومن ثم مساعدة قسم العمليات على تحسين جودة بياناته لتحقيق وفورات.

يمكن للبيانات عالية الجودة أن تخفض تكاليف ومخاطر مشاريع تكنولوجيا المعلومات

حللت الشركة المصنّعة ذاتها الأداء التاريخي لمشاريع تكنولوجيا المعلومات الضخمة الخاصة بها، ووجدت أنّ جودة البيانات كانت أحد أهم الأسباب الثلاثة للتأخير في إنجاز المشاريع وحالات التجاوزات في التكلفة. لم تدرك مشاريع تكنولوجيا المعلومات جودة البيانات اللازمة لتحميلها في النظم المطورة حديثاً، وأدى ذلك إلى الإضطرار إلى تكرار العمل من جديد والسعي بجد لإصلاح جودة البيانات. أنفقت المشاريع ما متوسطه 12% من ميزانيتها على معالجة المسائل المتعلقة بجودة البيانات، ما أدى إلى تجاوز التكاليف المحددة بنسبة 4% عقب استنفاد الاحتياطات. يتيح التأكد من تحديد مشاكل جودة البيانات قبل التخطيط لمشاريع تكنولوجيا المعلومات والسعي إلى ضمان تنسيق الإجراءات اللازمة لمواجهتها لكبير مدراء البيانات الفرصة لتحقيق مكسب لقسم تكنولوجيا المعلومات، بينما يضمن مراقبة جودة البيانات في مرحلة إنشائها في أنظمة تكنولوجيا المعلومات المستقبلية.

تتيح البيانات الصحيحة تحليلات أفضل وأسرع

يمكن أن يُمضي القائمون بالتحليلات 80% من الوقت في تجهيز البيانات ليتم تحليلها عند إجرائهم لمشروع تحليلات، ومن المحتمل وجود أعمال متداخلة نتيجة لحاجة المشاريع المختلفة غالباً إلى بيانات متداخلة. يقلل تحسين جودة البيانات التكاليف اللازمة لإنشاء أصول البيانات التحليلية والحفاظ عليها، ما يقلل تكاليف التحليلات، ويحول ذلك مستهلكي التحليلات في مهام الأعمال التجارية إلى دعاة لجودة البيانات.

الممارسات الجيدة في مجال البيانات مفيدة للامتثال

يمكن أن تعارض الشركات التقليدية، أي الشركات التي لا تعتبر البيانات من منتجاتها الرئيسة، المخاطر الناجمة عن تجميع البيانات وتخزينها. يمكن لكبير مدراء البيانات أن يقنع اختصاصات الامتثال والتدقيق والاختصاصات القانونية بأنه يمكن للأسلوب المنهجي المعتمد لإدارة البيانات أن يقلل المخاطر، في حين يساهم أيضاً في تحسين الكفاءة التنظيمية وزيادة جودة البيانات.

تقدم الممارسات الأفضل في مجال البيانات قيمة جوهرية

تشتري الشركات البيانات المتعلقة بالمستهلكين والموردين والتوقعات من مجموعة متنوعة من المصادر، وعادة ما تتم عمليات الشراء هذه من قبل وحدات تجارية محددة ذات حقوق محدودة. يمكن لكبير مدراء البيانات أن يقلل مشتريات البيانات ويرشّدها ويضفي عليها الطابع المركزي، محققاً بذلك وفورات مباشرة للشركة. يتعين على الشركة لتتمكن من بيع البيانات أن تستثمر في الحصول على البيانات الخام الواردة من قسم العمليات ومنتجاتها ذات الصلة وتعززها، جاعلة إياها منتجات مفيدة بالنسبة لطرف ثالث، كما يمكن لكبير مدراء البيانات أن يساعد على تيسير هذا الإجراء بحيث يتم القيام به بطريقة قابلة للقياس على نطاق المؤسسة. في هذه الحالة، يستحدث كبير مدراء البيانات حلاً يعود بالنفع على الأشخاص المكلفين ببيع البيانات في الشركة والأشخاص الذين يتكبدون التكاليف الإضافية المقترنة بإنتاجها وتجهيزها ليتم بيعها.

كما هو الحال في عمليات تطوير وتصنيع المنتجات، حيث يكون الشعار هو "الجودة أمر يهم الجميع"، في عالم تعد فيه البيانات أصولاً للشركة، يمكن اعتبار جودة البيانات حالياً أمراً يهم الجميع من أجل تجميع البيانات الصحيحة للشركات، ومع تزايد لجوء كبار المدراء التنفيذيين إلى كبار مدراء البيانات لقيادة ذلك التغيير، ستكون معرفة كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من اختصاص كهذا مهارة أساسية.