أسئلة القراء: ما هي أفضل طريقة لتجاوز العقبات المستمرة والغموض الشديد في هذه الأزمة؟

5 دقائق
تجاوز العقبات المستمرة والغموض الشديد في هذه الأزمة
shutterstock.com/Svetlana Lukienko

سؤال من قارئ: عمري 32 عاماً وأعمل لدى شركة كبيرة للطاقة في كندا. أشعر أحياناً أنه من المفترض أن أكون في مرحلة متقدمة أكثر من حياتي المهنية نظراً لسني. أوشك على إتمام 7 أعوام من العمل مع هذه الشركة. بعد انضمامي إليها بفترة وجيزة مررنا بحالة ركود، فخضعت الشركة لعملية إعادة تنظيم للبنية الهيكلية، ونُقلت إلى وظيفة للمبتدئين في مرتبة أدنى، ولم أعلم كيف أتجاوز العقبات المستمرة خلال هذه الأزمة، ولكن حينئذ، كنت أشعر أني محظوظ لامتلاكي وظيفة في حين خسر كثير من الناس وظائفهم. ومنذ ذاك الوقت، عملت مع 5 مشرفين و5 مدراء مختلفين. لم يتغير لقبي الوظيفي لكني تنقلت ما بين فريق الاستثمار وفريق العمليات التشغيلية. في العام المنصرم حصلت على أفضل مراجعة أداء في حياتي المهنية بأسرها، وكنت منسجماً جداً مع مديري الذي كان يناصرني بشدة، لكن تم الاستغناء عنه. وفي بداية عام 2020، ضربت جائحة "كوفيد-19" العالم وكان من الممكن أن نشهد انهياراً اقتصادياً هائلاً، وخاصة في قطاعنا. ومجدداً، أشعر أني محظوظ جداً لامتلاكي وظيفة آمنة، لكن لا أريد أن تتوقف حياتي المهنية هنا، فهدفي هو أن أصل إلى الإدارة.

سؤالي هو:

ما هي أفضل طريقة لتجاوز هذه العقبات المستمرة وكل هذا الغموض؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

سكوت غالواي (Scott Galloway): أستاذ في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك (إن واي يو) (NYU)، ومؤلف كتاب "جبر السعادة: ملاحظات عن السعي لتحقيق النجاح والحب والمعنى" (The Algebra of Happiness: Notes on the Pursuit of Success, Love, and Meaning).

سكوت غالواي: أفضل طريقة لتجاوز هذه الأزمات هي صنع الخيارات والحصول على عرض لوظيفة أخرى. إذ يبدو لي أن الشركة التي يعمل فيها عبارة عن مجموعة منشآت، وأن معدلات الدوران الوظيفي فيها عالية ويتغير المدراء بصورة مستمرة. لكن في نفس الوقت، قد يشكل ذلك فرصة جيدة له في حال لم يحصل على عرض لوظيفة جديدة. ينبغي له البحث عن وظيفة خارج الشركة واكتشاف الفرص المتاحة له، ثم اختيار ما سيفعله بناء عليه. إذا لم يكن بالإمكان إصلاح الوضع فعليه أن يقبله على ما هو عليه، وطريقة إصلاح هذا الوضع هي الحصول على فرصة أخرى أو عرض عمل آخر.

أليسون بيرد: هل ينطبق ذلك على شخص يعمل في قطاع الطاقة حالياً؟

سكوت غالواي: ربما لا، ليس على المدى المنظور.

أليسون بيرد: ما تبادر إلى ذهني هو افتراض أن صاحب السؤال يشعر أنه عالق، وقد يكون هذا الشعور تعبيراً عن التشاؤم، لأنه خسر مديره الذي يحبه حقاً، لذا يتعين عليه الآن أن يجد مرشداً آخر في المؤسسة بطريقة ما. يقدم أحد المساهمين في مجلتنا، وهو مارك هورشوفسكي، نصيحة رائعة في هذا الخصوص، إذ يقول إن عليك تحديد أهدافك واحتياجاتك الخاصة، وتحديد الشخص أو الأشخاص الذين تراهم مناسبين للتحدث إليهم حول عملهم واهتماماتهم والتعلم منهم. لكني توقفت عند فكرة أن عليه القيام بذلك في وقت يعيش الجميع فيه تحت الضغط ويعانون من التوتر، ويعملون من المنزل ويواجهون مشكلات التوازن بين العمل والحياة وغيرها. كيف سيعثر على مرشد جديد في هذه الظروف؟

دان ماغين: هذه إحدى طريقتين للتفكير بالأمر، والأخرى هي بوضع توازن العمل والحياة جانباً، فكثير منا يعملون لساعات أكثر مما اعتدنا فيما سبق لأننا لا ننتقل ما بين العمل والمنزل، كما أننا معزولون في منازلنا. لذا أعتقد من الناحية النظرية، أنه إذا لجأ إليّ أحد زملائي الأصغر سناً وطلب مني إجراء مقابلة على منصة "زووم" لمدة 15 دقيقة ليتحدث معي عن هذا الأمر، فسأكون مستعداً للقيام بذلك على الفور أكثر مما لو كنت في حياتي العادية، حيث أكون مضغوطاً وأعاني من ضيق الوقت بسبب اضطراري للتنقل ما بين المنزل والعمل وحضور الاجتماعات. لذا، قد لا تكون هذه الفترة سيئة بحق للبدء بهذا النوع من المحادثات.

سكوت غالواي: يجب أن يطلب من الشركة تعيين مرشد له، فكثير من الشركات تقوم بتعيين مرشدين لموظفيها. لكن الأمر يعود إلى الشخص نفسه في الحقيقة، فما أن يبني علاقة مع شخص ما في المؤسسة، يمكنه أن يطلب منه إرشاده في العمل، سواء كان هذا الطلب رسمياً أو غير رسمي. ومن المفترض بصورة مثالية أن يقوم المدراء في المناصب الإدارية العليا برعاية الموظفين، الأمر الذي يتمتع بأهمية حاسمة في بقاء الموظف في المؤسسة أو رحيله عنها. بعبارة أخرى، يجب أن يكون هناك شخص في منصب أعلى يهتم بتقدم الموظف ورفاهته في الشركة. يمكن أن يكون صاحب السؤال موهوباً بدرجة كبيرة، لكنه لن يتقدم مثل موظف أقل موهبة ويحظى برعاية الإدارة العليا. لا يمكن إهمال هذا الأمر، فهو أساسي، وتقع مسؤولية السعي لبناء هذه العلاقات على عاتق صاحب السؤال نفسه.

دان ماغين: تُذكرني مشكلة صاحب هذا السؤال بمقالة نشرت في أحد إصدارات مجلة "هارفارد بزنس ريفيو"، وتتحدث عن الأعمال الاستراتيجية الجانبية المستقلة. والفكرة هي أنه إذا كان صاحب السؤال غير قادر على تحقيق التقدم الذي يرغب فيه في وظيفته الأساسية، فلربما كان الوقت مناسباً ليفكر بالقيام بأعمال خارجية إضافية، كالعمل في مؤسسات غير ربحية أو الأعمال التطوعية أو العودة إلى الدراسة. هل تبدو لك فكرة قيام صاحب السؤال بشيء خارجي يساعده على تحقيق بعض النمو، استراتيجية مناسبة؟

أليسون بيرد: يبدو لي أنه من الممكن أن يكون هناك قطاع مجاور، نعلم أن صاحب السؤال عمل في فريق الاستثمار وفريق العمليات التشغيلية، ولو لم يملك سوى الخبرات التشغيلية لربما كانت خياراته محدودة في قطاع الطاقة، لكن قد لا يكون الحال كذلك. وهذا ينطبق على قطاع التمويل الذي سيشهد حركة كثيفة إذ يحاول الجميع تخفيض إنفاقهم. أعتقد أن عليه التفكير في مجموعة أوسع من أنواع الشركات التي يمكنه العمل فيها والتي قد تكون قادرة على مواجهة هذه الأزمة بقوة أكبر، ولا تزال تطلب موظفين جدد. ونظراً لعدم شعوره بالرضا في عمله والخلل الوظيفي في شركته الحالية، ورغبته في التقدم إلى مناصب إدارية، هل هذا الوقت مناسب للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال؟ بإمكانه الدراسة في وقت فراغه إلى جانب عمله في وظيفته.

سكوت غالواي: هذه فكرة مثيرة للاهتمام. أصبحت شهادة الماجستير في إدارة الأعمال "محطة" إلى حدّ ما لمن أسميهم "النخبة ومن لا هدف لهم". وأقصد بذلك، أنه على الرغم من قسوة الأمر فإن كثيراً من الأشخاص يجدون كلية الأعمال المكان المناسب لهم حتى وإن لم يعلموا ما يرغبون في فعله تحديداً، وكل ما يعرفونه هو أنهم لا يريدون أن يصبحوا موظفين في مصرف استثماري. فكليات الأعمال تعج بأشخاص أذكياء ومجدّين وموهوبين ومن عائلات معروفة، لكنهم لا يعرفون ما يريدون فعله، وإلا كانوا سيقومون به بالفعل. لذا، في حالات الصدمة، سواء كانت الطرد أو التسريح من العمل أو مجرد شعور المرء بأنه يمقت عمله، أو عندما يعاني النظام الاقتصادي من أزمة ركود، تكون العودة إلى كلية الأعمال، أو الدراسات العليا عموماً، هي أفضل ملجأ، ويبدو أن ذلك ينطبق على صاحب السؤال بالفعل.

أليسون بيرد: نرى أن أفضل خيار لصاحب السؤال هو الحصول على عرض عمل آخر، إذ يبدو أن شركته تعاني من خلل وظيفي، ويجب عليه التخطيط للخروج منها على المدى الطويل. لكن بالطبع، سيكون ذلك صعباً في الظروف الحالية، وخصوصاً في قطاع الطاقة. نشجعه على التفكير بمجموعة أوسع من الخيارات المتاحة له خارج القطاع، والتركيز على الشركات التي لا تشهد الكثير من دورات الازدهار والركود، والتي يمكن أن تستفيد من مهاراته بصورة أكبر. ومجدداً، سيكون هذا صعباً، لذا يتمثل أحد الخيارات ضمن شركته الحالية في العثور على مرشد في المناصب الإدارية العليا. لكن قد لا يكون الوقت مناسباً لمحاولة التواصل مع الآخرين الآن، لذا يمكنه العمل على توسيع شبكة معارفه ومهاراته عن طريق القيام بأعمال استراتيجية جانبية مستقلة. وثمة خيار آخر يتمثل في السعي لتحصيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، إذ يمكنه الدراسة لنيل الشهادة في أوقات فراغه مع الاستمرار بعمله الحالي، وبهذه الطريقة سيتمكن صاحب السؤال من معرفة كيفية تجاوز العقبات المستمرة خلال جائحة فيروس كورونا.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي