بعض الحقائق حول بيئة العمل عليك معرفتها وتعلُم كيفية مواجهتها

3 دقيقة

لا تلقى سياسات بيئة العمل استحسان الموظفين عادة. لذلك، يحاول معظمنا تجنب تلك السياسات بشتى الطرق. لكن الحقيقة هي أن الشركات بطبيعتها مؤسسات سياسية؛ أي أنك إذا كنت ترغب في البقاء والنجاح في العمل، يجب عليك فهم هذه السياسات والتعامل معها وعدم الاكتفاء بمراقبتها من بعيد. إذا كنت ترغب في ترك بصمة وإحداث تأثير حقيقي في مؤسستك، يجب عليك تعلم طريقة التعامل مع تلك السياسات، سواء أحببت ذلك أو لا. لا يعني ذلك استخدام أساليب غير أخلاقية، لكن تجب عليك معرفة كيفية التأثير على الأشخاص المحيطين بك.

في سلسلة مقالاتنا حول سياسات بيئة العمل على موقع هارفارد بزنس ريفيو (HBR.org)، استطلعنا آراء الخبراء لتقديم رؤى ونصائح عملية لمساعدتك على التعامل مع سياسات بيئة العمل في أي مؤسسة. توفر هذه المقالات أساساً متيناً لفهم قواعد المشاركة والتفاعل في بيئة العمل.

أولاً، من المهم فهم أسباب عدم القدرة على تجنب الانخراط في سياسات بيئة العمل. يتضمن العمل التعامل مع أشخاص لديهم مشاعر ورغبات واحتياجات مختلفة، بالإضافة إلى تحيزات ومخاوف كامنة، التي تكون لا شعورية غالباً. يمكن أن تكون علاقاتنا مع زملائنا، الذين نتعاون معهم وننافسهم للحصول على الترقية أو المشاريع المميزة أو لجذب انتباه المدير، معقدة للغاية. لا يمكن تصنيف كل شخص إلى صديق أو عدو؛ فثمة العديد من العلاقات المتوازنة في بيئة العمل. يلجأ عدد كبير من الموظفين إلى الكذب لتحقيق المكاسب والتقدم في مسيرتهم المهنية أو يحاولون نشر الإشاعات لتبادل المعلومات والتنفيس عن إحباطهم وتعزيز العلاقات والتواصل مع الزملاء في ظل عدم ثقتهم بالقادة. عندما تجتمع هذه العوامل معاً، فسينتج عن ذلك بيئة عمل متوترة ومليئة بالتفاعلات والصراعات المعقدة.

كيف يمكنك تخطي هذه التحديات والنجاح في بيئة عمل كهذه؟

سنبدأ بمناقشة طريقة للتعامل مع 3 سيناريوهات شائعة يمكن أن يواجهها معظمنا في مرحلة ما خلال حياتنا المهنية: 1) عندما تكون غاضباً بسبب قرار يؤثر عليك، 2) عندما تضطر إلى توجيه ملاحظات مهمة ونقدية علناً، 3) عندما يسيء إليك أحد الزملاء أو يتصرف بعدوانية تجاهك. من المهم أن تكون لديك مبادئ توجيهية تستند إليها في مثل هذه المواقف، لكن تذكّر أن سياق الموقف يحدد كيفية تصرفك.

على الرغم من أن هذه السيناريوهات شائعة جداً، فثمة العديد من التحديات والمشكلات الأخرى التي يمكن أن تواجهها في مؤسستك. ربما تضطر إلى التعامل مع مدير متسلط ومهووس بالسيطرة. أو ربما تجد نفسك عالقاً في سياسات شركة عائلية وصراعاتها، على الرغم من أنك لست من أفراد تلك العائلة. يمكن أن يرتكب أكثر المسؤولين التنفيذيين خبرة خطأً واحداً يكلفه سنوات من العمل الجاد والجهد الذي بذله لبناء الثقة والكفاءة السياسية. ربما ارتكبتَ خطأً علنياً يستوجب تقديم اعتذار، لذلك، من المهم الاعتراف بأخطائك والعمل على إصلاحها واستعادة ثقة الآخرين واحترامهم.

تواجه النساء مجموعة فريدة من التحديات عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع سياسات بيئة العمل؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن النساء أكثر عرضة للشعور بالتوتر وعدم الارتياح في الاجتماعات عندما تظهر النزاعات الشخصية والتحديات الأخرى المتعلقة بسياسات بيئة العمل. تشير المسؤولات التنفيذيات إلى أن التعامل مع سياسات بيئة العمل يمثل تحدياً خاصاً بالنسبة لهنّ، فمن جهة، يشعرن بعدم الارتياح تجاه المشاركة في سلوكيات تبادل المنفعة والمناورات السياسية، ومن جهة أخرى، يعترفن بصعوبة العمل دون الانخراط في الصراعات السياسية الموجودة في بيئة العمل. يشمل بعض أهم الممارسات الفعالة التي تساعد النساء على تطوير مهاراتهن السياسية العمل على إيجاد شخص يؤيدهن داخل المؤسسة والتعامل مع سياسات بيئة العمل بوصفها استراتيجية لتحقيق الأهداف والاستعداد للاجتماعات المهمة من خلال إجراء بعض الواجبات السياسية، وتعلم كيفية ترويج إنجازاتهن والدفاع عن مصالحهن. في النهاية، يعرف كل من الرجال والنساء الأكثر ذكاءً كيفية ترويج أنفسهم دون الظهور بمظهر الأشخاص المتكبّرين.

بغض النظر عن التحديات التي تواجهها، فإن إحدى أفضل الطرق لتحسين قدراتك السياسية هي تقوية ذكائك العاطفي، بوصفه عامل تمييز أساسياً بين الأشخاص ذوي الأداء المتميز وبين أعضاء الفريق الآخرين. إذا لاحظت وجود أي من هذه العلامات التحذيرية الواضحة لديك، فلا تؤجل معالجة المشكلة حتى فوات الأوان. في نهاية المطاف، مهما بلغت خبرتك، تذكّر أنه بإمكانك دائماً الاستفادة من استراتيجية "تظاهر بالنجاح إلى أن تحققه" عندما يتعلق الأمر بالتميز في مؤسستك وتحقيق دور قيادي أكبر لنفسك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي